أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - عالم بلا حب















المزيد.....

عالم بلا حب


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 1778 - 2006 / 12 / 28 - 12:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


" الثوري الحقيقي يهتدي بمشاعر حب عظيمة"
تشي جيفارا
الحب ايقونة الطريق الى الله مرورا بالقلب والناس ومنارة للتائهين عن السبيل الى سعادة البشر وفرح الوجوه وانطلاقة الاغاني من افواه الصغار وانطلاقة امراة لحظة دفء انساني وبكاء رجل في لحظة صدق وتغريد طير وجد على الارض بقايا لبشر اخذوا حاجتهم قبل قليل, وتركوا له ما يكفي لمعاودة الطيران وعزف انشودة حب في السماء تظلل البشر.
تأخر المطر هذا العام ونحن منذ الطفولة تعلمنا ان انحباس المطر غضب الهي على اهل الارض, فلم يمطر الله خيرا على بشر لا يريدون الخير لانفسهم, لم ينهمر الخير من السماء على ارض قرر اهلها ان الشر اولى لهم وان الحب صناعة مفقودة عن الارض, للمطر وجهان جميلان, فهو لكل الناس والناس ليسوا لبعض ويسرقون الماء والخبز والملح من افواه الجائعين لخزائن المترفين ويجوع السارق لصالح السيد مقابل الفتات, والمطر حب وتزاوج بين الماء والتراب فكيف يصبح من حقنا ان نرى فعل الحب على ارض نمارس فوق ترابها كل الرذائشل واولها قتل النفس التي حرم الله الا بالحق, انحبس المطر لادراكه انه لن يتمكن من ممارسة عشقه مع تراب جميل نقي بل على ارض مضرجة بدماء الفقراء والابرياء فاي فعل للحب ممكن لعيون لا تعرف الحب ابدا.
يمر العالم هذه الايام باعظم اعياد البشرية لاتباع الاديان السماوية الثلاث وكل البشرية في كل ارجاء المعمورة, والعالم غارق بالموت تائه عن الحب والحلم والفرح, ولست واثق فيما اذا كان تجار الموت سوف يعطون لادواتهم اجازة من موتهم او التسبب بموت الآخرين ليتمكنوا من الاحتفال بالاعياد على طرسقة البشر لا على طريقة آكلي لحوم البشر.
اي عالم هذا مليء بالموت في كل مكان صراع بين الاعداء على الارض او صراع بين المختلفين على الحكم او صراع بين التجار على الثروة ووحدهم الفقراء والطيبين والسذج والبسطاء من يشكلون مادة الجوع والموت لدى اولئك الذين يعتقدون ان الله قد اورثهم كل شيء بما في ذلك حق انهاء حياة البشر ايا كانوا ما داموا لا يخدمون اغراضهم الدنيئة.
عالم من النار, عالم من الحقد والجميع يدعي ان سلاحه نظيف وان اهدافه نظيفه وانه يسعى للخير كل الخير لكل الناس, يتحدثون عن السلام وايديهم تضغط على الزناد لتفعل الموت وتزرع البؤس والشقاء في كل ناحية.
فقط اولئك الذين يعرفون عظمة الحب لكل البشر, فقط اولئك المجردين من نجاستهم ومن خبثهم ومن انانيتهم, فقط اولئك الذين يعتقدون ان الارض والقمح والخبز ملك لكل فم حي فوق الارض ومن حقه هم القادرون على صياغة غد افضل لهذه البشرية.
والشعب الفلسطيني يعيش هذه الايام ابشع حالات الكراهية والصراع بعيدا عن مصلحته الوطنية او الاجتماعية او الاقتصادية وكل ما يدور على الارض يظهر نماذج غريبه من الكراهية في مجتمع نسيجه الاجتماعي موحد الى حد بعيد, مجتمع من المفترض ان يكون متماسكا موحدا ولو على قاعدة اللون والعرق الواحد.
كنت كلما قرات خبرا عن رصاصة اصابت كائنا بشريا على الارض اصبت بالهلع, وكلما تطلعت على بوابات الجزارين ووجدت لحوما لكائنات حية معلقة ايقنت اننا ساديون, قبل دقائق كان هذا اللحم المعلق كائنا حيا يضج بالحياة, بقر تتنقل فرحة بين الحقول تبحث عن ابنائها وتعطي الناس حليبا وجبنا وسعادة او دجاجة تنتج بيضا طيبا نأكله ونتركها نعيش, تنبش الارض وتذرع الدنيا ذهابا وايابا وتوقظنا على موسيقى للفرح كل صباح, كلما رايت صيادا يتربص بالسماء تذكرت ان هناك اغنية ستسقط وكلما رايت طائرة تتربص بالارض ايقنت ان هناك روحا ستغيب.
هذه المشاعر تنتابني وانا اقرأ موتا في العراق او الصومال او افغانستان جراء الحروب وكنت اعجب كثيرا كيف يقتتل هؤلاء ولم يفعلون ذلك, كيف يمكن ان يقتل ابن دين او طائفة او لون او عرق ابن من صنف آخر مهما كانت المبررات التي يسوقونها لذلك, ظل هذا العجب قائما حتى والمحتلين يغتالون اطفالنا واشجارنا وبيوتنا, الى ان كان وبدا الموت يجوب شوارعنا الداخلية.
ترى كيف يمكنني ان اغضب الآن لمرأى اللحم الحي على بوابات الجزارين وانا ارى ابناء جلدتي في الوطن هنا على بوابات عيوني يقتتلون بدم بارد ويختلفون بالسلاح والعبوات الناسفة, كيف يمكنني استعادة الحديث عن الثوره في زمن اغبر مثل هذا تنام بهم لتستفيق على هم اسود, يسقط جارك البريء وتغفو على امل ان بوابة الموت نامت لتصحو على اغتيال الطفولة تعود لتحلم بالعدالة لتصحوا على مقتل قاض, تغمض عينيك رغما عنها لعل وعسى ان يصحو رجال البزات الرسمية ليحموا حلمك فيهزك مقتل ضابط امن على ايدي مجهولين.
تحضر نفسك لتكتب لمن تحب امنياتك بالاعياد, تبحث في الانترنت لعلك تجد صورة تعبر عن امنياتك فتطالعك وجوها محروقة وجثثا مقطعة وسيارات موقوته دون ان تدري اسم القاتل, من انت لتهنيء الجرحى بالجرح وتهنيء القتيل بعيش القاتل, من انت لتغني بالورد للجائع لطعم الخبز.
ترى كيف ستغفوا مرة اخرى وبوابات الموت مشرعة لهذا الحد, من اين سياتي الدفء والبرد لا ياتي من النافذة البعيدة بل يتسرب من بين ثنايا الفراش, كل اغطيتك مفتوحة للريح الغريبة فبمن تتدفأ اذن وكيف تتقي شر الريح في هذا الزمن البارد وهذه الوحدة الملعونة.
تعلمت ان الثورة تبدأ حبا وتعيش حبا وتثمر حبا, ولا ادري كيف تمكن البعض من جعلها تثمر كراهية وحقدا وموتا لابنائها, انها مهزلة عصر الانحطاط وصعود زمن القتلة والجلادين السفلة الذين يساوون دم البشر نقدا في خزائنهم.
ذلك يعني ناقوس خطر في عقول كل المهيئين لتسييل دمهم نقودا للقتلة, كل الفقراء والبسطاء والطيبين ان استفيقوا واحموا دمكم ودم امثالكم فالموت ليس في سبيلكم بل في سبيل خزائنهم جريمة, افحصوا شعاراتكم وانتم تمتشقون السلاح وتأكدوا ان وجهة بنادقكم نحو النهار والسعادة للمجموع والا فاعيدوها لنحورهم فقتل الف مجرم اسهل مليار مرة من ابادة الشعوب ولن يتساوى الدم بالمال مهما عظمت خزائن جامعيه ومهما ارتفع شأنهم وسلطتهم.
سلاح واحد ينبغي له ان يعيش بين بني البشر, سلاح الحب, الحب لكل الناس ايا كانوا ما داموا يزرعون الخير لهم وللآخرين والشفقة على المستخدمين لاغراض الموت رغم جوعهم ونبذ اولئك الذين يحصدون الدم نجاحات مادية في حين تجوع الملايين وتعرى وتشقى لينعمون هم, ولتنتصر ارادة الحب فقط ضد الكراهية والبغضاء على كل الارض, ارض البشر كل البشر.
حتى فترة ليست بعيدة وفي كثير من الدول كانت المحاكم ترفض شهادة الذين يمتهنون الجزارة لانهم مع الوقت يصبحون بلا رحمة ويتعودون العنف والقتل, ترى كيف تقبل الارض ان يحكمها جزارو البشر هؤلاء وتسمح لهم بالتحدث عن حقوق الانسان وحريات البشر, والعيش الذي يمارسون مصادرته بالموت علنا هو ابسط حقوق البشر.
الارض ومن عليها بحاجة للحب وللحب وحده ودونه لا حياه, دونه لا نمو, دونه لا ازدهار, ودون طهارة التراب من تجاره الذين يحتكرون التراب ما تحته وما فوقه وكانهم مفوضين باكل الناس وقوتهم, دون ذلك ودون ان يسود الحب وحامليه فلن يكون على الارض سعادة ولن تقرع اجراس السماوات فرحا ببني آدم ما يمتهن مصادرة الفرح من عيون الآخرين.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أو شرعنة الاحتلال
- اتهام علني
- مأزق ومليار حل غائب
- اقرب السماء...اعمق الارض
- وعي الفعل
- فلسطين تحت الاحتلال
- حجارة الموقد الفلسطيني
- حكومة القرف الوطني
- الفلسطينيون...الخبز او القضية
- حدود الاسلام ... حدود الله
- المطلوب حكم لا حكومة
- الطريق الى المنسي...عود على بدء
- الايمان...مفاعل المقهورين النووي
- التربية المدنية..جتمعة المعرفة والفعل
- دارة ضعيفة لمعركة عظيمة
- المفدس..الوطن..الشعب ام التنظيم
- لارضاء العالم الاعور
- توافقوا..توافقوا..تزافقوا
- اللاعنف اداة مزدوجه
- اضراب عن الطعام


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - عالم بلا حب