أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أوري أفنيري - نحن الوطنيون















المزيد.....

نحن الوطنيون


أوري أفنيري

الحوار المتمدن-العدد: 535 - 2003 / 7 / 6 - 08:10
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



28.6.03
 
 "نحن الوطنيون!"
 
     لقد حدث حدث هام اليوم في رام الله. 300  شخص، نصفهم من الإسرائيليين والنصف الآخر من الفلسطينيين، شاركوا في مؤتمر تأسيس منظمة السلام الأولى المشتركة: مجموعة العمل الإسرائيلية-الفلسطينية المشتركة من أجل السلام".
حدث هذا بعد إعلان مشترك، وقع عليه 1500 شخص، من الإسرائيليين والفلسطينيين، قبل شهرين.
 
حاولت قوات الاحتلال منع الإسرائيليين من الوصول إلى المكان. وأجبر البعض على قطع كيلومترين مشيا على الأقدام، تحت أشعة الشمس الحارقة، بهدف اجتياز الحواجز.
دُعيت لإلقاء أحد الخطابات الافتتاحية في المؤتمر، وها أنا أورده كاملا فيما يلي:
 
أصدقائي الأعزاء،
نجتمع اليوم، إسرائيليون وفلسطينيون، فلسطينيون وإسرائيليون، لخلق شيء جديد تماما: مجموعة عمل مشتركة من أجل السلام.
لم نجتمع من أجل الهدنة، أو من أجل حل مؤقت، أو من أجل خطوة صغيرة أخرى خلال عملية لا متناهية من الخطوات المتعاقبة، ولكننا اجتمعنا من اجل سلام حقيقي، سلام عادل، سلام بين متساوين.
إن ما نحاول فعله هنا، هو أمر جديد للغاية. فنحن لا نريد إقامة إطار للتعاون بين الأعداء، بل مجموعة عمل مشتركة تماما. لن تكون هذه حركة إسرائيلية لها ذيل  فلسطيني ولا حركة فلسطينية لها ذيل إسرائيلي، بل منظمة نكون كلنا فيها، إسرائيليين وفلسطينيين، شركاء بالكامل، نناضل معا من أجل حلم مشترك نرى فيه فلسطين حرة وإسرائيل حرة، تعيشان معا وجنبا إلى جنب.
افتقد الآن، من بين كل الذين قابلتهم خلال نضالنا الطويل من أجل السلام، أكثر من أفتقد عصام سرطاوي، الذي قتل قبل 20 عاما. لكنه رغم ذلك موجود معنا هنا.
لقد كان سرطاوي وطنيا فلسطينيا، فدائيا سابق، آمن بأن الطريق الوحيدة التي ستوصل إلى الأهداف الوطنية الفلسطينية هي، الفوز بقلب الشعب في إسرائيل. وأنا أؤمن أيضا، بنفس النسبة، بان الطريق الوحيدة لتأمين مستقبل آمن ومزدهر لدولة إسرائيل هو الفوز بقلب الشعب الفلسطيني.
لم يؤمن سرطاوي بأن الصراع على الرأي العام الإسرائيلي هو مجرد مهمة من بين المهام الكثيرة، بل آمن بأن هذه هي الحلبة الرئيسية للنضال الفلسطيني من أجل التحرير الوطني. وأنا أومن بنفس النسبة، بأن النضال للعدل والمصالحة مع الشعب الفلسطيني هو المهمة الرئيسية لكل وطني إسرائيلي. ونحن الوطنيون الإسرائيليون الحقيقيون.
 
عندما وضعنا الشعار "دولتان لشعبين" لم نقصد بذلك الفصل. وبالطبع لم نقصد جيتوهات يعيش أحدها بجانب الآخر، وكل منها محاط بأسوار إلكترونية. بل على العكس، لقد قصدنا حسن الجوار والتعاون والمشاركة وحدود مفتوحة وتنقل الناس بحرية.
بهدف إقناع شعبينا بأن هذا ممكن وأنه ليس مجرد حلم لبعض دعاة السلام، علينا أن نبرهن بواسطة نضالنا اليومي أننا قادرون على العمل سوية والتحدث بصوت واحد. إن عدم قيام منظمة سلام مشتركة حتى الآن، وخاصة بعد أوسلو، هو بمثابة مأساة.
لقد التقينا بالطبع خلال بعض النشاطات. ولدينا ذكريات مشتركة كثيرة. فقد ضربونا معا، وأمطروا علينا الغاز المسيل للدموع معا، وتظاهرنا في العديد من المرات معا. إلا انه لم يحدث في أي مرة من المرات الأمر الضروري: نشاط دائم مشترك، مدروس، مستمر، يوم بعد يوم، أسبوع بعد أسبوع، شهر بعد شهر. علينا الآن تصحيح هذا الخطأ التاريخي، الذي سبب الكثير من الضرر للسلام.
 
إننا نلتقي في أيام سوداء عصيبة. اغتيالات موجهة، عمليات انتحارية، قتل النساء والأطفال، قد تحولت كلها إلى أمور عادية. يعيش الناس، في كلا الطرفين، في جو من الخوف، وفقدان الأمل واللامبالاة. أما بالنسبة لنا، فلا مكان لدينا لفقدان الأمل، فعندما ننظر إلى الماضي، إلى عشرات السنين من النضال نرى أن السلام يتقدم دائما.
في فترة من الفترات، عندما كان كل الإسرائيليين تقريبا ينكرون حقيقة وجود شعب فلسطيني، قالت غولدة مئير ، لا رحمها الله، "ليس هناك ما يسمى شعب فلسطيني". أما اليوم فلا يوجد شخص في إسرائيل ينكر حقيقة وجود هذا الشعب.
قبل سنوات عديدة، عندما طرحنا فكرة دولتين تعيشان جنبا إلى جنب، كنا أقلية قليلة من الشعبين. أما اليوم، فإن الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين والفلسطينيين يقبلون هذه الفكرة، والعالم بأسره يدعمها.
قبل 30 سنة، عندما أجرينا اللقاءات الأولى مع منظمة التحرير الفلسطينية، كانوا يعتبروننا خونة، أما اليوم فقد أصبحت سياسة إسرائيلية رسمية.
قبل سبع سنوات، في مظاهرة مع فيصل الحسيني تحت أسوار القدس، كسرنا الطابو الإسرائيلي وأعلنا عن القدس عاصمة لدولتين. أما اليوم فإن هذه الفكرة مقبولة حتى وإن ذلك على مضض
ما زلنا بعيدين عن النصر. فأمامنا العديد من العوائق، وتنتظرنا معاناة كبيرة. ولكن إذا تصرفنا سوية، بإصرار وعزم، سيتحقق حلمنا وسننتصر.
علينا أن نكون منارة، تبين الجهات وتوضح الطريق.
ماذا يمكننا أن نفعل على أرض الواقع؟
 
لدي بعض المقترحات:
 
-    إقامة لجنة من المهنيين لتحضر، في غضون ثلاثة أشهر، النص الكامل لمعاهدة سلام إسرائيلية-فلسطينية، تضم حلولا مفصلة لكل المشاكل – الحدود، القدس، المستوطنات، اللاجئين، الأمن، المياه – وعرضها على الجمهور، لكي نبرهن بأن مثل هذه الاتفاقية ممكنة. وإذا بقيت بعض الاختلافات في وجهات النظر سنقول ذلك بقلب مفتوح وبصراحة.
-   إقامة لجنة حقيقة وتسامح مشتركة، كتلك الموجودة في جنوب أفريقيا، وذلك لفحص تاريخ 120 سنة إلى الخلف، وتحديد إطار حقيقي، مقبول على الطرفين.
-   إقامة مكتب إعلام مشترك، وذلك للتوجه إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية والفلسطينية والعالمية.
-   إقامة غرفة عمل مشتركة، لتخطيط وتنفيذ الفعاليات الجماهيرية والمظاهرات.
 
هذه هي بعض الأفكار لنقاشها اليوم. إنني على قناعة تامة بأن لديكم المزيد من هذه الأفكار. فلنطرحها جميعا على طاولة البحث.
المهم هو، أن نفعل ذلك معا، معا دائما، حتى يأتي السلام الذي نتوق إليه إلى ربوع هذه البلاد الحبيبة.
قبل عدة أسابيع، عندما قمنا بزيارة ياسر عرفات، سألنا الصحفيون، متى سيأتي السلام. فقال: "أنا وأوري أفنيري سوف نراه ونحن على قيد الحياة". يبلغ عرفات من العمر 74 عاما،  وأنا سأبلغ بعد عدة أسابيع 80 عاما، فهيا نسرع!

 



#أوري_أفنيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افضل مسرحية في المدينة
- هم يُقتلون
- الآباء يأكلون الحصرم
- زيارة عرفات؟ عجبا
- الجدار السيئ
- لا تحسدوا أبا مازن
- يقرعون الباب في منتصف الليل
- بعد انقضاء الليل
- تصورات أخرى حول الحرب - أين الخطأ؟
- الأرز المُر - التصورات حول الحرب
- هجم الذئب؟
- أين الورقة إذن؟
- لا عليكم، كلوا الشوكولاطة
- رجل يواجه العالم بأسره
- حرب ذات رائحة لا صلة لهذه الحرب بالإرهاب
- السيدة السمينة لم تغن بعد
- نشيد الصداقة
- السوفييت الأعلى الخاص بليبرمان
- إنقلاب نداف
- حيوان غريب جدا


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أوري أفنيري - نحن الوطنيون