أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إبراهيم اليوسف - رسالة مفتوحة إلى محيي الدين شيخ آلي:















المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى محيي الدين شيخ آلي:


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1777 - 2006 / 12 / 27 - 10:24
المحور: حقوق الانسان
    




قبل كل شيء ، لا أعرف ما الذي يحدث لي، عندما أعلم أن إنساناً ما قد اعتقل ، وزجّ به في قعر وظلمات وغياهب زنزانة ، أو منفردة ، أو سجن ،لاسيما حين يكون ذلك من أجل آرائه، بل وحين أعلم بأنه يحبّ الحياة، والجمال ، والضحك ، وقبل كلّ شيء الإنسان، بغضّ النظر عن لونه ، وجنسه ، وهويته، لا يحقد على أحد ، سوى على أعداء الحياة ، أينما وجدوا ،بل ولا يهدد حتى أمن منملة، آمنة،بعكس ما يروجه" عشّاق الاعتقالات " وهم يسوّغون لأيّ اعتقال ، منطلقين من ذهنية تخوين مسبّقة، تجاه سواهم ،حيث يمتلكني غمّ مرير ، وأضطرب، ويجنّ جنوني ، فاقداً توازني ،وكأن قطعة من كبدي تمضي مع أيّ معتقل رأي وراء القضبان، في أي بلد كان من العالم، ما دام يعاني قرّ وحرّ المساحات الضيقة الخانقة التي تأنف الضوء، والشمس والحلم، بعيداً عن وجوه من يحبّ : أنثى، أو طفلاً، أو صديقاً،أو قصيدة، وهو ما دعاني لألغي الليلة" حفلةّ متواضعة صغيرة "أعدّها أولادي بمناسية يوم ميلادي الذي يصادف 25-12 – والذي يفرحني أنه يوم عطلة ، "يصادف يوم عيد" ولادة السيد المسيح الذي تحتفل به البشرية، بل واستلمت فيه " دكتوراة فخرية" في مجال حقوق الإنسان من جامعة ما في هذا العالم الفسيح...!.
معذرةً، يا صديقي، أنا لا أعرفك، البتّة ، أعني لم ألتق بك ، لدرجة كدت أصدّق ما كان يروّجه بعض خصومك السذّج ، بأنك كائن رخّيّ خرافيّ، اخترعه أستاذاي: اسماعيل عمر،أو نصر الدين إبراهيم ، ممن علماني في المدرسة، أوغيرهما، من أمثال صديق أسرتنا عبد الحميد درويش ، الذي اختطفني جانباً ، بحبّ في عزاء شقيقه، ليقودني بسيارته- بحنو أب - إلى مقبرة جدّي في قريته ،ليحدثني عن علاقة بين أسرتينا عمرها قرن ، حيث دأب أهل قريته يعايدون- الشيخ الغريب كما يسمونه - قبل موتاهم ، ويحدثني عن خسارة جدّه حاج درويش في غزوة تعرضوا لها من قبل الملي ، لأنهم لم يأخذوا بنبوءته ،وأكاد أحدثه عن تجّار نميمة حاولوا طويلاًالإيقاع بيننا ، فلا أجد الفرصة مؤاتية ،معذرة ، عن استطرادي ، ربما كنت أختلف مع رأي لك هنا ، أو أتفق مع رأي لك هناك ، ولم يكن لي موقف مسبّق منك، كما كل رموز الحركة الكردية ومناضليها الأجلاء في سوريا،دون استتثناء،أحكم على كل موقف على حده ،ولاأريد إلا أن يكون الحبّ قاسما مشتركاً لعلاقاتهم جميعا ً، نابذاً أيّ موقف يدعو إلى فرقة هؤلاء،ولهذا فإنني كنت أغتبط في قرارتي ، عندما يبدر عنك ، أو عن أحد هؤلاء موقف صائب،يرمي إلى رصّ الصف الكردي ، ونبذ الفرقة ، والدفاع عن السؤال الكردي دون مساومة ،ما دمنا أبناء هذا الحيّز الجغرافي ، ولا نخجل من التعبير عن حلمنا ، ليكون كل أبناء سوريا بخير ، ومن بينهم إنساننا الكردي، الذي طالما تجرّع مرارة الاضطهاد...!
بصراحة ، أنا أعرف عن قرب معظم قيادات الحركة الكردية، وأجلّها ، كما كل شرفاء سوريا، ممّن يعملون من أجل غد أفضل ،لنا جميعاً ،وأعتبرهم أسرتي ، ما دمنا – جميعا ً –في نهاية المطاف مشغولين بالدفاع عن حق مواطننا في حياة كريمة ، تخلو من الظلم ، والجور ، والعسف ، كي يكون بلدنا قوياً بديمقراطيته ، لا بأحزان ومآسي بنيه، يعيش بنوه محصني، ومصوني الكرامة كما يليق بإنسانيتهم التي تفتقد بمجرد تحقيق مقيت .
لقد كنت أقرأ ما تكتب ، وأحكم في قرارتي أنك من هؤلاء ذوي الرأي المعتدل كردياً، وإن كان نشوء نقيضي الاعتدال طبيعيين ، أيضاً ، إزاء السياسات المجحفة الممارسة تجاه الكرد ،ومن هنا ، فإن امرءاً ينوس بين العاطفة والعقل، لم يجد مناصاً وهو يحبّ كل ذويه، من أن يؤمن بما قاله له معشوق الخزنوي، ذات مواجهة قاسية معه ، إزاء موقف منه: انظر يا إبراهيم أنا رجل ميدانيّ ، ومن يعمل سيجدني إلى جانبه،حتى وإن كنت سأخطأ أحيانا ً،هذا الكلام الذي جعلني أعيد قراءة رؤاي على ضوئها ، فإذا بي تلميذ له ، هنا ، وكنت أتخذ- هذه المقولة - كنظرية عفوية ، في موقفي من كل انجاز كردي ، بغض النظر عن صاحبه ، كي أتحرر من عقدة الحزبوية المكدّنة التي أرى ضرورة تجاوزها، نزولا ً عند المصالح العليا النبيلة...!
أجل ، هكذا أنوس بين العاطفة والعقل ، نابذاً السكونية ( والعاطفة هي : الحبّ هنا ) داعياً إلى توظيفهما- العاطفة والعقل - في أن واحد، كي يشحن السؤال الكردي بنبرة أكثر تصادياً ،ولست – هنا- بصدد تسجيل موقف عليك ، مادمت محتجز الحرية..!.
لا أدري ما هي ذريعة من اعتقلوك ، وأنا لاأسأل هنا، مادام أن وسائل الاعتقال غير شرعية، لم تتمّ عن طريق قضاء نزيه،فهي باطلة،لأنني أعرف أنك لن تكون تاجر مخدرات، حاشاك ، ولافاسداً يبيع بلده بدانق، حاشاك، أيضاً،وما أكثر هؤلاء ممن قد يحكمون على أحدنا باللاوطنية،ناسفين بنيان الوحدة الوطنية ،مؤلبين عليناأنى أتيح لهم ذلك، وسبق أن تحدثت كثيراً في هذا المجال،وهنا ،إذ أرفض مثل هذه الاعتقالات ، فإنني لأنطلق من غيرتي على بلدي وإنساني، كي نودع أساليب الزجر، التي لم تعد لائقة ونحن نخطو في حرم ألفية جديدة....! .
أعرف أنك الآن ، قد كسرت حاجز الخوف، الخوف الذي يسقط بعد الاعتقال، وهوما قد لا يدركه المعتقل ، بكسر القاف ، ليجعلك توقن في قرارتك أن الحل الأمني غير مجد ،بل ينبغي العودة إلى نبض مواطننا السوري ، ومعرفة عمق سؤاله ، وهو ما من شأنه أن يعزز الحب بين الجميع ، بعد أن تمت مصادرته.
مؤكّد كذلك ، أنك بتّ تعرف في قرارتك أيضاً ،أنّ هناك محاولة لضرب الرأي الموضوعي ، والمعتدل ، من قبل بعضهم ، عبرشن حملة شعواء على-أوساط الأمور- بعض اضمحلال حتى الطبقة الوسطى في بلدنا،ضمن خطة طويلة الأمد ،ترمي أخيرا ،ًإلى التمسطر البروكوستي ،والدفع باتجاه التعامل عبر قضبي : الفعل ورد الفعل ، كي يبقى هناك المجال واسعاً ، أمام بعضهم في الأجهزة المعنية، كي تواصل عملها،ويكون لديها : شغل، في أجواء من زعزعة الثقة، واللاستقرار ، وضرب الجميع ، بعضهم ببعض ، وهي التي كان ينبغي أن تصبّ جهودها في اتجاه أن نكون – جميعاً – كأبناء سوريا، يداً بيد ، نعمّر بلدنا،لا أن نلتهي بمشاغل تحول دون مواجهة هذه الأسئلة ، وهي نقطة مهمّة كما أجزم...!
أخيراً ، أتمنّى وأنا" أعايدك " بعيدا ً عن التنظير غير المجدي ، مادمت أحوج إلى الوقوف معك ، ومع سواك من معتقلي الرأي - وهو ما يتمّ من قبل الشارع السوري - في مثل أقدس الأيام، هذه ، وأقدّم بالتالي، وردة لكل معتقل رأي ،ولكل بريء وراء القضبان ،مبتهلاً إلى الخالق كي تبيضّ سجوننا ، وتتحول إلى مشاف ،ومتاحف، ومدارس، ومعاهد للحب......الذي نحن أحوج إليه ، أليس كذلك ؟
وكل عام وأنت بخير...!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أشبه الطعنة بالطعنة : في ذكرى الشهيدين الكرديين كما ل أحم ...
- كرد سوريا : صقور وحمائم..!
- ثلاث قصص طويلة جداً
- إعلان دمشق بعد عام من انطلاقته
- إعدام الاستبداد: رسائل تصل سريعاً....!
- سليم بركات يكتب بالكردية...!
- حوار مع الشاعر إبراهيم اليوسف: المرأة جزء رئيس في الفضاء الش ...
- أما آن الأوان لملف الإحصاء الجائر أن يطوى
- مهن ممتهنة
- المثقف الكردي قابضاً على الجمر
- حين يكون المثقف الكردي بين نارين
- خمس وأربعون دقيقة كردية في قصر الضيافة الدمشقي
- العدوان الإسرائيلي على لبنان : دعوة إلى قراءة صائبة ومنصفة.. ...
- محمد غانم - وأسرار الرقم - - 6
- الشيخ معشوق الخزنوي : الصورة اللأخيرة
- سهيل قوطرش وداعاً
- الوجه الآخر للاعتقال السياسي
- كي تصنع وردة ربيعاً
- في رثاء موقع أنترنيتي سوري
- سورة فرهاد....!


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إبراهيم اليوسف - رسالة مفتوحة إلى محيي الدين شيخ آلي: