أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - بيت في ساقية بسنادا_ثرثرة














المزيد.....

بيت في ساقية بسنادا_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1775 - 2006 / 12 / 25 - 05:34
المحور: سيرة ذاتية
    


الخبر الجيد أنه لصديقي المجتهد فداء, الذي يجمع الصدق بالنزاهة, ومع بعض النزق الذي يبدو أنه يتعافى منه, مع ابنة نصرة وطفلتهم الجميلة, والخبر السيئ في جروح الذاكرة_أخيرا بسنادا_ تلفّ وتدور وتعود على ما تهرب منه, الدفاتر القديمة آخر ما تبقى.
لم أرافق أيهم وأهله لرؤية فداء والبيت اليوم, فريدة السعيدة أفضل من يقوم بالمهة. ليس لي رأي. في بسنادا أو في الرمل, في ثقوبين أو دمسرخو, المهم اليوم وكر جحر كوخ أقضي بقية عمري فيه, بلا خوف وقلق رهاب صاحب البيت. أصحاب البيوت التي تنقلت بينها أضافوا عقدة نفسية جديدة إلى عقدي الكثيرة, عقدة صاحب البيت, من صنف عقدة الأمن وعقدة السلطة والأستاذ والكبار, عقدة شديدة التوتر تستنزف أعصابي, لا علاقة لشخصية صاحب البيت وطباعه, فور دخوله تأخذني الرعدة والارتعاش, أتعرّق بشدة وأتلعثم بالكلام, وعندما يخرج من الباب, جبال تنزاح عن صدري, نعم لا أستطيع الاسترخاء بحضور صاحب البيت.
بيت الأمل والعز, البيت الذي يصون كرامتي, ليس المهم مساحته أو موقعه وجيرانه أو دخول الشمس إليه, غرفتان وملحقاتها تكفي وتزيد.
كرامة المواطن في بيته, ليست في انتصار حزب الله ولا في امتلاك إيران للسلاح النووي ولا في عودة الحياة السياسية الطبيعية, ولا في حقوق المرأة والطفل والفقير والمريض والمختلف, ولا في وجود دولة القانون وقضاء مستقل وإعلام حرّ, ولا في تحقيق السلام والأمان في لبنان وفلسطين والعراق, كل ذلك قشور وتفاصيل تافهة, البيت هو الجوهر والمعنى.
*

في الضحك هبة الوجود الكبرى, معايير الإبداع والإنجاز في درجة الضحك المتحققة, هناك في الخيوط الخفية وحفر الظلام التي تخنق الروح, يفتح الضحك نافذة للأمل. أفتقد كثيرا لتلك الهبة والموهبة, وما يبرر جميع أخطائي, عدم التخلّي بل التمسّك بالضحك كقيمة ومعيار, أحضّ عليها وأفسح المجال لمن أعيش معهم , لتنمية أعظم المهارات وأكثرها ندرة, المقدرة على الضحك, الضحك المجلجل الجبار ذاك الذي يضيء ويحرق, الضحك.
*
عام جديد سعيد.
هكذا وصلتني العبارة إلى بريدي, ضحكت وسررت. ليس عندي الرد الممناسب.
اليوم عيد الميلاد. عدة مرات احتفلت بعيد ميلادي الشخصي هذا اليوم, ولم تغفر لي الصديقة أني كذبت عليها, قذفني أهلي إلى العالم في حزيران, بدون رأيي ولا مشورتي, من حقي اختيار اليوم المناسب لأحتفل به, دافعت عن نفسي بلا فائدة .
ساقية وبيت مقابل حقول الزيتون. رعاة الغنم والماعز, أكثر ما كرهته في طفولتي العمل كراعي, راعي للأخوة الصغار و راعي للخراف والجدايا, الآن, يغمرني الحنين لذلك الزمن, ليتني أستطيع العودة راعيا, أقفز فوق الصخور وأملأ عالمي بالأحلام.
غريب هو عالم اللاوعي وصندوق الذكريات المتنقل بين الدماغ والأعصاب, البارحة رأيتك في منامي يا أمّ السوس, كنت تنظرين إلى البيت, وزهر اللوز يغطّي طبقاته الثلاث, ما قلت بيتك, أو هذا البيت أو بيتكم, ولاهمسة بيتنا فوق النخلتين, بين زيتون بيت ياشوط وفي جبالها العنيدة, حولنا ترتفع أسوار الألم ولا تترك مجالا للضحك ولا للنسيان. كنا شابين تملأنا الفتوّة والطموح, بلا شعرة واحدة بيضاء, وكنت أجمل من الماضي ومن القادم, لكن الحرب حدثت.
*
سأعود شيوعيا إلى بسنادا.
لفظة شيوعي كانت بالنسبة لي تعني العدالة والحرية, وبعد ذلك العنف الثوري والصراع الطبقي وتحطيم الدولة_أداة الاستغلال بيد الطبقة المسيطرة_ بتعبيرات ذلك الزمن. بطبيعة الحال لم يخطر ببالي, أن معنى شيوعيتي الوحيد, بقائي متشردا حتى آخر شعرة سوداء.
كيف كنت أفكر؟ .....مستحيل أن أكون بذلك الغباء, لا يا سيدي كنت وأكثر.
هل أنا الآن شخص غبي فعلا؟ في جميع المقاييس المشتركة نعم.
هل يعني الذكاء حيازتي لأسباب القوة(السلطة والمال) في هذه الثقافة وهذه البلاد,لا, كلا.
ما زلت أفكر بنفس الطريقة بعد عشرات السنين, طريق السلطة والمال والتقدير الاجتماعي, واحد ومعروف, سواه ما أنا عليه اليوم وغدا. حبيبتي تذهب مع شخص آخر, صديقتي تغادرني عند أول منعطف, لا أسهل من الاعتداء علي وبدون سبب, للتسلية, فعلها الكثيرون.
ماذا فعلت في السنوات المبعثرة خلفي؟ حلمت وما أزال احلم, خربت حياتي وحياة كثر غيري, بدون فائدة أو منطق, هي السذاجة أو لنقل قلّة الانتباه, سوء الحظ؟ ماذا يعني ذلك سوى تمويه الضعف وقلة الحيلة!
هل سأتوقف السنة القادمة أو بعدها, وأشير ورأسي مرفوع وهامتي بين النجوم, هذا بيتنا , وليكن قرب ساقية بسنادا, حيث التطرف والمبالغات ضرورة أكثر من الشمس والهواء؟!
في أمكنة ومناخات مماثلة, تنبت الأفكار الثورية أكثر من العشب, الآن أفهم الحكمة في عدم الإنجاب, وأفهم الخيار الصائب في قضاء العمر مع الكأس, بلا زيادة أو نقصان.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودوا إلى شرب الشاي ....يا اصدقائي_ثرثرة
- مركب في الرمل_ثرثرة
- مرام في هونغ كونغ_ثرثرة
- الغراب الأبيض_مسودة خامسة
- اسم قديم للموت_ ثرثرة
- الموضوعية في (النظر والتفكير والسلوك) _ثرثرة
- المرأة ذات الجمال الخارق_ثرثرة
- سجن الذكريات_ثرثرة
- البيت الذي اسكنه الآن_ثرثرة
- كم نتشابه يا أخي_ثرثرة
- النظر من هناك_ثرثرة
- أرصفة أخرى_ثرثرة
- درس التواضع_ثرثرة
- هل تمارس النساء العادة السرية_ثرثرة
- إدارة الغضب_ثرثرة
- طريق اللاذقية دمشق حلب_ثرثرة
- الغراب الأبيض_مسودة رابعة
- الغراب الأبيض_مسودة ثالثة
- معرفة النفس_ثرثرة
- هامش الربح الصغير_ثرثرة


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - بيت في ساقية بسنادا_ثرثرة