أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - مؤتمر المصالحة الوطنية والمصالحة الحقيقية















المزيد.....

مؤتمر المصالحة الوطنية والمصالحة الحقيقية


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1775 - 2006 / 12 / 25 - 11:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الدعوة لقيام المصالحة الوطنية أصبح مطلباً شعبياً واسعاً تنشده طبقات الشعب وفئاته الاجتماعية كافة والدعوة هذه ليست وليدة هذه اللحظات ولا هي اقتراح أو اختراع جهة بمقدار ما هي ضرورة وطنية ملحة وشعور بالمسؤولية والحرص لإنقاذ الوطن مما هو عليه من فوضى واضطراب شلا أكثرية مرافقه الحيوية.
لقد طرحت المصالحة الوطنية خلال تفاقم الأزمات بعد سقوط النظام واحتلال العراق بفترة وجيزة بعدما ظهر للعيان عدم إمكانية السير في الطريق الذي انتهج منذ ظهور مجلس الحكم والحاكم الأمريكي بريمر.
ان احتلال العراق الذي كان ومازال لنا موقف واضح منه ومن آلياته ومجرياته ونتائجه المعروفة والذي لم نكن يوماً لا قبل ولا بعد معه وذَكّرنا الجميع دائما بأنه سيكون الوبال المنتظر والخراب الواسع ولن يستطيع تحقيق آمال الشعب وتحقيق مطامحه المشروعة بما فيها تحقيق الديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان وحذرنا منه كونه سيجعل استقلال البلاد في مهب الريح وهو عودة إلى الصفر عندما احتل العراق من قبل بريطانيا أوائل القرن العشرين ولكن لشديد الأسف جرت الرياح بما لا تشتهي السفن فافرزهذا الاحتلال الكثير من السلبيات في مقدمتها سياسة المحاصصة الطائفية وقد عانت الأكثرية منها ومن نتائجها التي أنتجت هذا الانفلات الأمني والإرهاب والاحتقان الطائفي والمليشيات وتدخل دول الجوار في شؤوننا الداخلية وجعل الساحة العراقية مكاناً لتصفية الحسابات والخلافات الإقليمية والدولية .
بعد حوالي أربع سنوات على الأوضاع المأساوية وما تمخض من كوارث وتداعيات وما طرح من أفكار ومتطلبات من قبل القوى الخيرة حول ضرورة التحلي بروح المسؤولية وتقوية اللحمة بين أطياف الشعب العراقي وتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية التي أصبحت أكثر من ضرورة ملحة بل من اجل المصير المشترك لبقاء الوحدة الوطنية ووحدة البلاد .. نعم بعد عدة مؤتمرات ولقاءات فقد استمعنا إلى الخطابات والكلمات التي ألقيت إثناء انفتاح مؤتمر المصالحة العراقية الذي انعقد في بغداد عاصمة العراق بتاريخ 16 / 12 / 2006 فلم نسمع منهم إلا كلاماً طيباً وحريصاً ، ولم نسمع منهم بأنهم ضد المصالحة الوطنية أو ضد وحدة العراق الديمقراطي ألتعددي المستقل وهي أي جميع الخطابات كانت إدانة واضحة للتوجهات الطائفية والتسلطية، إدانة لكل الذين يخططون من أجل تخريب البلاد وتدمير الوحدة الوطنية التي ينادى بها أكثرية المواطنين العراقيين ويطمحون إلى رؤية النتائج الايجابية على ارض الواقع ويأملون مثلما نأمل أن يكون المؤتمر وتوصياته وقرارته مدخلاً واسعاً إلى تفعيل المصالحة الوطنية وان يكون العراق لكل العراقيين المخلصين بغض النظر عن انتمائهم ومعتقدهم ودينهم وقوميتهم ومذهبهم وعسى ونقول " عسى " أن لا يكون هذا المؤتمر مثل باقي المؤتمرات التي عقدت وانتهت وكأنها لم نعقد ولم تتخذ أية قرارات مما أدى إلى إحباط كبير بين الكثير من المواطنين..
واليوم وبعد أن مرت ( 10) أيام على عقد المؤتمر نعلن بأن الإحباط مازال بعيداً عنا ولا سيما فيما يخص نجاح المصالحة الوطنية الشاملة ون هذا المنطلق نود أن نؤشر على بعض الأسس التي تدفع عملية المصالحة إلى أمام وفي بدايتها.
ضرورة وضع مصلحة البلاد فوق أية مصلحة طائفية وحزبية ومن هذه الضرورة يترتب على الفرقاء أن يقدموا بعض التنازلات إذا كانت النية صادقة للوصول إلى اتفاق شامل وحقيقي تضيع الفرصة أمام المتصيدين في المياه العكرة أو الساعين إلى خلق الفتن من أي نوع كان والمتبجحين بمعاداة الاحتلال وهم ينتقمون من الجماهير الشعبية.. المهمة الثانية جاءت على السنة الخطباء وفي مقدمتهم رئيس الوزراء هي إعادة النظر فيما يخص اجتثاث البعث الذي استغل للمزايدة ولتصفية الذين يختلفون معهم بالرأي ومحاربتهم عن طريق قطع الأرزاق وملاحقتهم بالحجة أعلاه بطرق غير قانونية وجعلها ضمن الإطار السياسي غير المؤهل لحل المشاكل الجنائية بسبب الاختلافات والمتناقضات الموجودة أصلاً فيه ودارسة هذه القضية دراسة مستفيضة ووضعها في إطارها القانوني الذي يعتبر قضائياً بما معناه أن الذين ارتكبوا الجرائم والملطخة أيديهم بدماء الشعب والمسؤولين الأساسيين المباشرين عنها يجب أن يقدموا إلى القضاء العراقي لينالوا ما يستحقون ووفق إجراءات قانونية محايدة. أما تلك الجمهرة الواسعة الذين انتموا بطرق عديدة ومختلفة وبسبب الإرهاب السلطوي والضغط والتهديد والخوف على وظائفهم وغيرها من الذين لم يرتكبوا جرائم يحاسب عليها القانون وهم من مختلف القطاعات بما فيها الضباط السابقين فيجب مراعاة أوضاعهم وإعادتهم إلى وظائفهم ومواقعهم وإعادة حقوقهم مع العلم أن أكثرية القوى المعارضة العراقية والإسلامية وبالذات المجلس الأعلى وحزب الدعوة وغيرهم تعرف جيداً أن النظام السابق لا حق أيضاً بعثيين معارضين له وحاربهم وتم اعتقالهم وإعدامهم وتعذيبهم حتى الموت حيث كان ينتمي القسم منهم إلى حزب البعث قيادة قطر العراق المعارض لنظام البعثصدامي الذي واشترك في عدة تحالفات وجبهات معارضة للنظام السابق وآخرها لجنة العمل المشترك التي شاركت في مؤتمر المعارضة الوطنية الأول الذي انعقد في بيروت عام 1991 .
من القضايا الأخرى لإنجاح المصالحة الوطنية مسألة المطلب الأوسع انتشاراً، حل المليشيات المسلحة التابعة لبعض القوى التي وافقت على دخول العملية السياسية ثم الحكومة والبرلمان فهذه القضية تكاد أن تكون من القضايا الملحة التي تواجه أي تشريع أو قرار يتخذ من أجل الاستقرار وتحيله إلى حبر على الورق بدون تنفيذ، فعلى سبيل المثال منتسبوا الجهات الذين يرتدون ملابس الشرطة أو الجيش ويستعملون السيارات الحكومية وهي مليشيات ضمن أجهزة الدولة الأمنية ولكنها تأتمر بقرارات تلك الجهات الحزبية التي تسيطر عليها وما عمليات الخطف السابقة والأخيرة ( وزارة التعليم العالي ، أسواق السنك التجارية ، الهلال الأحمر العراقي ... الخ ) وظهور الخاطفين بملابس الشرطة والجيش إلا دليل ساطع على ما نقوله.
ونعتقد أيضاً قضية الدستور وضرورة إجراء تعديلات على البعض من بنوده وما يلائم التوجه الديمقراطي الجديد، فليس من الممكن استمرار هذه النصوص الدستورية التي هي محط خلاف ورفض من قبل الكثيرين في حالة التوجه للمصالحة الوطنية ، ولهذا يجب أن تجري تعديلات ليكون الدستور قاعدة أساسية لإنجاح المصالحة الوطنية الصحيحة وليكن دستوراً يمثل جميع الأطياف العراقية ويحافظ على الحقوق والواجبات بشكل متساوي غير منقوص وعدم إهمال جهة مهما كان حجمها ووزنها واعتبار جميع العراقيين متساوين بالمواطنة ومحميين من قبل الدستور والقوانين التي تشرع في المستقبل.
أن القضايا الموما إليها وقضايا أخرى، ومنها العمل على تخفيف العبء عن كاهل الجماهير الشعبية الفقيرة بسب البطالة والفقر وشحة المشتقات النفطية وفي مقدمتها النفط الأبيض والبنزين وانقطاع الكهرباء والماء وغلاء المواد المعيشية والأساسية والإيجارات والنقل والفساد الإداري والمالي مضافاً إليها الظروف الأمنية السيئة المعروفة.
ويبقى المؤتمر المذكور اسماً وحدثاً عابراً إذا لم يجر تحقيق ما توصل إليه من قرارات وتوصيات وتطبيقها على ارض الواقع وعدم إهمالها وإلا ستكون كالقرارات والتوصيات التي اتخذت في مؤتمرات ولقاءات سابقة



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأستاذ سفيان الخزرجي والنقد الموضوعي
- مقترحات من أجل انتظام انعقاد جلسات البرلمان العراقي
- الكورد الفيلية فقدان الحقوق وعدم رد الاعتبار كمواطنين عراقيي ...
- محنة الفلسطينيون والعراقيون في العراق محنة مشتركة
- الحوار المتمدن في انطلاقته الخامسة
- الأيدي المكتوفة.. وماذا بعد ذلك؟
- وحدة الشعب العراقي هي الطريق الأسلم لوحدة العراق
- قدرة الدولة على إيقاف قتل البرياء في العراق
- مذكرة التحقيق أو التوقيف الصادرة بحق الشيخ حارث الضاري
- الديمقراطية في البرنامج والنظام الداخلي للحزب الشيوعي العراق ...
- ضرورة إنجاز التعديلات على الدستور العراقي الدائم
- أين المشكلة ؟.. وان فاز الحزب الديمقراطي بأغلبية مقاعد البرل ...
- الأزمة والحرب الأهلية الطائفية
- رؤيا في العبور
- حزن عراقي متواصل
- الشرقية والزمان والاصطياد في المياه العكرة
- الجيش القديم وعقدة تسليح الجيش الجديد والقوات المسلحة العراق ...
- هل يحتاج العراق لدولة دينية سياسية؟
- وأخيراً مرر مشروع الأقاليم
- ماذا بعد انتشار السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل في العالم ...


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - مؤتمر المصالحة الوطنية والمصالحة الحقيقية