أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - قصيدةٌ واحدةٌ لصديقينِ اثنين شاعرٍ وناقد ، لكلٍ منهما نصفها الذي يرتئيه لنفسهِ















المزيد.....

قصيدةٌ واحدةٌ لصديقينِ اثنين شاعرٍ وناقد ، لكلٍ منهما نصفها الذي يرتئيه لنفسهِ


سلام صادق

الحوار المتمدن-العدد: 1775 - 2006 / 12 / 25 - 03:30
المحور: الادب والفن
    


لماذا لا تلتهم طعام الذئب إذن ؟


لماذا لا تكرع الدم كالنبيذ ؟


وانت العارف بان العالم كبير وغرير



ولا حدود لزيغ الافعال فيه



ولا كابح لانزلاق التوريات



فالصفات التي توقد الفكرة



هي نفسها التي ترهق العقل



وتحيله لقطعة اسفنج تمتص الرماد



كما ذلك الذي يحدق في صفاء عينيك



ليقدر ان يتلاعب باحساسك الخاص



المتعذر على الرؤيا بغير عيون الضواري



تلصف في مجهر السحّرة المشعوذين



فتشتعل مأخوذة بشهوة الافتراس



وكما ذلك الذي يجبرك لكي تكشف عن وجهك



دون قناع السطو على ملامح القصيدة اليتيمة



فما أسعدها حينما تولد بلا آباء



أو كما ذلك الذي يهز جذعك الرهيف



ليعصف بشجرة الاجيال



فتلتقط اسمك



واسما آخر اكبر منه



ربما خذلته الحروف وهي تسّاقط في وحول المعارك



فهذا العالم مريرٌ وغرير



ولا حدود لشهوة الافتراس فيه



وخير مذاقٍ فيه لطعام الذئب



ونكهةٍ لكؤوس الدماء







واللغة ابنته المغناج



ام الكبار البالغين بعيداً عن الرشد



سمَاها الشعراء بشيء



واسميتها انت بشيء آخر



له اشكال واشكاليات عدّة



رغم انكما تكرران نفس اللازمة



دع القصيدة تتلاطم كموجة النار



على شواطئنا السوداء المحترقة



دع الدماء تسيل بالفراسخ حمراء قانية



دع القول باسنانه الصفراء القاطعة



يجز اعناق المشاعر



فهذه اللغة المغناج



هي ابنته التي اصبحت بضربة نرد



ام الكبار الناضجين بلا رشد



تمتص لون جرحها الراعف



بدلا من كؤوس النبيذ



وتكره طعام الذئب



لانها تحتفظ باسنانها اللبنية للآن







والان لنقترب مما كان من خدوش



على وجنات لغتنا الاثيرة



المصابة بديدن الهراش



دون خوف او استحياء



لئلا يتسلل لرحمها نهش المخالب



فيهجرها التأمل والتأويل



غناؤها حثّ موسيقي جذاب



بين مفاصلها يترنح المغنطيس



وباقدام باردة تتخبط في كهرباء روحها



فينشف الدم من حرارته



ويتقدد طعام الذئب بين طيّات الجليد







دع اللغة تعيش لحظتها لذاتها



تتنازع وقوة الطرد في مركزها



لتستغنِ عن شعراء فقر الدم



الهدافين من دون دائرة وسهام



والمراهنين دونما مصرف ورصيد



عدا المسلمات وعشو الرماة



انني انشد الآن بلغةٍ



عن لغةٍ بالغةٍ



في عالم مرير وغرير



مازال يستوعب الكل ليزدرد الكل



ويزدري بالبداهات



ورود الحدائق كما مزابل النفايات



وهذه اللغة المغناج صغيرته الطاعنة في المكياج



ونحسبها الام الرؤوم لهؤلاء الكبار الناضجين



حيث حريتهم المرتجاة معفرة على رصيف القول



تكتبها بالازرق هراوة الرقيب



حتى تتشنج الاصابع والقبضات



وهي تتقاسم طعام الذئب بالقيراط



وتنثر الدم على مرايا الوجوه







ستأتي البنت من متاهات نفسها



ونحن من يزودها بارتعاشاتها



ويعطي لتاء تأنيثها استدارتها



نعم وبكل وضوح شديد نحن هم زناتها



في ضجيج الليل كما في وضح النهار



لكنها البنت التي يجب ان تجرب اقدامها



يجب ان تتعلم السير لوحدها



قبل ان نطلقها في حبو المسافات



فتنشد للاشياء دون رقص على وقع المارشات



كي ندعها تستريح لبعض الليال



تجمع رحيق صوتها



وتطلقه على مياسم الفراشات



وقبل ان يلفها جحيم النيران



فتزكم انوفنا رائحة الشواء



ويغلي الدم في المحارير







المطر يفيض من تحتنا



الشمس احترقت فوق رؤوسنا



وتلك البنت تسير على غير هدى



وتبكي امها التي اضاعتها



القطارات متوقفة لاتصل دمعتها



وكل شيء صامت من حولها



ـ لماذا تذهبين بعيدا ؟



ـ كلا لم اغادر ابداً



لكنني تهتُ بين مفاتيح البيانو



صاعدة نازلة نازلة صاعدة



والذي لا يعرف الى اين يروح



سيبقى كاسطوانة يدور



والذي يدور انسان محظوظ



لا يسقط عن سطح الكرة الارضية



فالعالم كبير وغرير



ولا حدود لانشاده



او صراخه الطويل



ـ هيا دعينا نستمع لانشادك اذن



ثلاث نغمات زاعقة قبل النهاية



ثم فاصل قصير لدوزنة الاوتار



وسنصل الذروة معا



في لقاء العشب المتأوه تحت البساطيل



وستغزونا ملايين الاصوات



في اجهزة الترانسستور والحاسوب



وعلى شواطيء السباحة اللازوردية



وتحت آلات التعذيب حديثة الطلاء



والسجون المدشنة تواً



البنت أسيرة وراء قضبان لمّاعة



وربما لن يُطلق سراحها إطلاقاً



لكن لسانها الاحمر اللزج لانهاية له



فباستطاعته ان يخرج للاصطياد



الحنجرة جافة



والبكاء يبتل من وابل نفسه



حين تأخذه من خناقهِ اصابع الذريعة



واعتذاري منها ليس لمهادنتها



فسوف لن تعود البنت



الى نفس وضعها الهندسي السابق



حين كانت نقطة الارتكاز



ـ لماذا لانُزِد في عدد دورات الاسطوانة ؟



كأنها الصحراء الملتفة حول نفسها



علنا نقارب المركز بالدوران



ـ البنت سيدهمها الغثيان



فالرمال تنمو بكثافة



تتراقص كثباناً حولنا



ولا من يستطيع انتشالنا من سورات نعومتها



سترمي بنا في بطون وسائدنا الأرملة



في هذا الفصل البارد المتكرر



وهذا الدوران الاعمى



حتى راح بعضنا يحسب الشخير غناءً



ربما بسبب الحساسية المفرطة



في بطانة انف البنت الرقيقة



وهي تعزف موسيقى انفاسها الاخيرة



المموه عليها طوال الليل



بمواءٍ تبعثه شيخوخة السرير







كل هؤلاء لا يشكلون الكفاية



دون التهام غيرهم



وجبة جاهزة من طعام الذئب



او حانة نصف مضاءة بكؤوس الدم



حيث ترتجف الاصابع على البيانو



ويشتد عصف القصف الجذاب



وتدفيء البنت رقبتها الطويلة



بشالها الاحمر الخفيف



ـ لكن هذا لا يكفي ليحثّ على الانشاد



ـ اين هم الآخرون ؟



ـ لقد اختبأوا كالافاعي الملساء



في سورة الرمال الناعمة



التي تعتقل الصوت



لتطلقه دفعة واحدة



حين يخلد للسكينة



جنون هذا الاعصار



#سلام_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهكذا تجري الأمور
- لا أحدَ يجيء بزنبقهِ بغدا ...
- هشاشة الدهشة /4 ... عراقيامة ديموزي
- إنحناءةٌ للصعودِ الخَطِرِ
- ما فتأ الكبار يرحلون بصمت
- الازدواجية الاخلاقية وحقوق الانسان
- في زمن الفراشات
- رُبّ ضارةٍ نافعة
- بيان لاعلاقة له بالسياسة الوصايا العشر في كتابة الشعر او ار ...
- جيفارا عاد .. افتحوا الابواب
- الحوار المتمدن : خطوة واسعة نحو طموح اوسع
- سبع قصائد
- القمر في قاع البئر - شاعران من اليابان
- الادارة الامريكية تُجهض مساعي اصلاح الامم المتحدة
- إلهٌ يعشعشُ في رأسي ، لايقع عن عرشه ولا يطير
- لكنتُ وجدتُ آخرينَ من كوكبٍ بعيدٍ يحاولونَ خداعي
- الضبّاط بأكتافهم يُفسدون على نجوم السماء وميضها
- اليوم الثالث
- الذي تبقى من الاشتراكية ، الطريق اليها
- مجهول في رحلتهِ الأخيرة نحو المجهول


المزيد.....




- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - قصيدةٌ واحدةٌ لصديقينِ اثنين شاعرٍ وناقد ، لكلٍ منهما نصفها الذي يرتئيه لنفسهِ