أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - هل تسقط حضارة الغرب علي يد الاسلام ؟















المزيد.....


هل تسقط حضارة الغرب علي يد الاسلام ؟


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 1774 - 2006 / 12 / 24 - 10:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحلقة الأولي

هل تسقط حضارة غزو الفضاء ؟!!
سؤال مفزع حقا ، اذا طرحه أحد أمامنا ..! هل يمكن أن تسقط حضارة عصرنا الحديث ..؟ حضارة غزو الفضاء ، والطائرة والغواصة والقطار والسيارة والمولد الكهربائي ، والمطبعة والكومبيوتر ، والميكروسكوب ، و ،، , و الخ ، دعونا نسميها ، وكما يجب أن تسمي : " الحضارة الغربية " ... لأن دول الغرب هي التي قدمت للعالم تلك الحضارة .. ، فهل حقا يمكن أن تسقط تلك الحضارة الجبارة ؟؟!! التي هي قمة كفاح الانسان طوال عمره علي الكرة الأرضية للأرتقاء ، وتطوير وسائل العيش لأجل حياة أطيب وأنعم وأكرم ...
هناك من يبشرون بذلك ..! من غربان البشر ، التي تهوي النعيب الشؤم ..، والبوم الآدمي ..! ، الذي يفضل الخرائب والنعيق في أطلالها ..!!
نعم هناك من الناس من يصلون صبح مساء لأجل سقوط الحضارة الغربية ، وتهفو أنفسهم ،وتتطلع قلوبهم لمجيء ذاك اليوم !
..وفي نفس الوقت الذي ينعمون فيه بثمارها ، ويحتسون حلو شرابها .. فلا يقدر أحدهم علي أن تنقطع الكهرباء عن منزله ولو لساعة واحدة ..، ولا يحتمل توقف حرارة تليفونه لأقل من يوم واحد ..! ، وتلك بعض قليل من ثمار الحضارة الغرببة بل ان ساعة يده ، ونظارته الطبية والشمسية أيضا ، والماكينة التي نسجت ملابسه التي يلبسها ، والماكينة التي تخيط حذاءه اذا انقطع ، وماكينة حلاقته ، وربما معجون أسنانه ، ، و،، وأشياء أخري لاحصر لها تقوم عليها حياته ، هي من ثمار الحضارة الغربية ..، بل ان أحد الأنظمة التي كانت تحلم وتخطط لدمار الحضارة الغربية ، بصناعة أسلحة دمار شامل بالشرق ، عندما فرض حصار دولي علي بلاده ..، كان يبكي ، ويشكو لطوب الأرض من شيء بسيط للغاية ، ولكن بلده في كان أمس الحاجة اليه ، وممنوع عليه بسبب الحصار وهذا الشيء من صنع الحضارة الغربية التي يحلم هو وآخرون بتدميرها أو خرابها ، هذا الشيء البسيط هو : لبن الأطفال ..!! ، الذي تستورده بلاده من حضارة الغرب ..!! أي أن تلك الأنظمة والعقول المنكوب بها شرقنا ، تكدح لافامة أسلحة دمار شامل ، من قبل أن تقيم ولو مصنع لصناعة لبن الأطفال الذي تستورده من الدول التي تسعي لدمارها ! ..! ، كمن يسعي لتدمير المعبد ليس علي أعدائه وحدهم ، كلا وانما علي رأسه هو أيضا (!) ، هناك أكثر من دولة بشرقنا تفعل ذلك ومن لا يفعلون فانهم في طريقهم أو يتمنون !!..


هكذا أحلام من لا يعقلون ولا يفهمون ، ويعيشون بيننا ، بعضهم ممسك بالسلطة والبعض الآخر يسعي للوصول اليها لنفس الغرض ..(!)
وقد كان في أحداث الدمار في 11 سبتمبر 2001 ، بأمريكا ، مدعاة لابتهاج هؤلاء (!) ، وبشارة .. بروفة ، تدعو لتفاؤلهم من امكانية تحقيق حلمهم في تدمير الغرب وحضارة الغرب تلك التي تصنع لهم حتي لبن الأطفال ..(!)
فتري : هل يمكن أن تسقط فعلا حضارة غزو الفضاء والصواريخ العابرة للقارات ، وأجهزة الاستشعار عن بعد ، و ، ,و..الخ ؟! .
في البداية نقول : ان الحضارة ، أية حضارة مثلها مثل أي كائن حي .. لها متوسط عمر ، لها دورة حياة : طفولة ، صبا ، شباب ، رجولة ، شيخوخة ، ثم ممات ..
كحضارات : مصر القديمة التي شيدت الأهرامات – أعجب عجائب الدنيا ، والتي رغم مضي 5000 سنةعلي بنائها فا لقا د م من بلاد ناطحات السحاب يقف أمامها مشدوها مذهولا .. وحضارة العراق وعجيبة الدنيا التي أقامتها – حدائق بابل المعلقة – وان لم يعد موجودا منها الآن سوي بقايا سور .. كل ذلك انتهي لم يعد سوي مجرد آثار مباني . ، وحضارة الصين ، وسور الصين العظيم ، وحضارة الهند القديمة، وما خلفته من عجائب وكلها حضارات شرقية ، وكذلك حضارة اليونان القديمة .. كل تلك الحضارات الجبارة العملاقة ، أين ذهبت ؟ الجواب : الي حيث ذهب القادة العظماء، - البشر – الذين أقاموها .. ذهبت تلك الحضارات الي الموت مثلما ذهب صناعها -خوفو وخفرع ومنقرع وزمسيس الثاني وتوت عنخ آمون في مصر ، ونبوخند ، وحمورابي – في العراق - ، - وقورش ، وكسري آنوشروان - في ايران - ، والاسكندر الأكبر – في اليونان - وغيرهم.... ، انها شواهد ومباني وآثار وأسماء وأسرار كلها ضمها الموت .
.وهناك ما يتحكم – الي حد كبير - في متوسط أعمار الناس- وكذلك أعمار الحضارات - ففرق بين انسان يتبع أسلوب الغذاء الحديث ، ويتبع التعليمات الصحية ، ويمتع نفسه بوسائل العلاج والوقاية الحديثة ، ويمارس الرياضة ، ويتبع قواعد العبور في الطريق وقواعد التعامل مع الأجهزة المزلية – والمصنعية ، والمعملية– الحديثة .. فيعيش أعلي معدل عمر – ما يقرب من 80 سنة - ..، وبين انسان آخر لاينعم أو يلتزم أو يتبع تلك الأشياء ، أو انها غير متاحة له ، فينقصف عمره مبكرا ...

وهكذا الحال بالنسبة لأية حضارة اذا اتخذت احتياطات الأمان والأمن ، وفهمت كيفية تأجيل الشيخوخة الحضارية ، بعد رصد مسبيات تلك الشيخوخة ، واستوعبت دورة التاريخ ورصدتها بدقة ، وعرفت كيفية اطالة أمدها لأطول فترة ممكنة : طال عمرها ...، وبالطبع هناك فرق بين أن تعيش حضارة ما عشرات قليلة من السنين - أقل من مائة عام - مثل حضارة النظام الشيوعي في روسيا - ان صح اعتبارها حضارة ، لكونها جزء من الحضارة الغربية - ، وأن تعيش حضارة كالحضارة المصرية القديمة بضعة آلاف من السنين ، أو تعيش الحضارة الاغريقية بضع مئات فقط ، بالطبع هناك فرق بين العمر الحضاري الذي يقدر بالعشرات وآخر بالمئات ، والعمر الذي يقد ر بالآ لاف من السنين ..
فكم يا تري سوف تعيش الحضارة الغربية المعاصرة التي نستظل بها الآن، نحن كافة البشر الذين نحيا في أوائل القرن الواحد والعشرين الميلادي ؟!..، والذين ننعم كلنا – شرق وغرب – بثمارها : من الطائرة الي السيارة الي القطار الي الدراجة ، والتليفون والتليفزيون ، الي الدواء المستورد ، أو المعونة التي تصلنا منها نحن أهل الشرق – ويسرقها الحكام اللصوص - ، الي السلاح الذي نستورده من الغرب لكي ندافع به عن بلادنا أو لنحارب به بعضنا البعض ، أو لنقتل به السياح من أهل الغرب (ّ!) ، أو لنغتال به أعضاء بعثات الاغاثة والأعمال الانسانية الغربية (!) ، وحتي الأجهزة والمعدات التي نستخرج بها بترول بلدنا ولولاها لما عرفنا كيف نستخرجه ، ولولا معدات الحضارة الغربية وخبراؤها لبقي بترولنا الشرقي حبيسا بباطن الأرض ، ولولا أنهم يشترونه لما استطعنا أن نشربه لأنه لا يشرب ، ونقول انهم لصوص ، ولا هم لهم سوي سرقة بترولنا الحبيب - الذي لا نعرف كيف نستخرجه فنحن لا نعرف كيف تصنع المعدات العملاقة اللازمة لاستخراجه ، ولا دراية لنا بصناعة المصانع الجبارة اللازمة لتكريره ، ولا علم لنا بكيفية تشييد الناقلات الضخمة اللازمة لنقله عبر البحار والمحيطات - أي نجهل كل ما يتعلق به من الألف الي الياء - .. (!) ، وكل ما نعرفه عن البترول هو : رفع سعره كلما واتتنا الفرصة لذلك ، وانه بترولنا العزيز الغالي ، وأنهم – أي أهل الغرب - لصوص ، وكل همهم سرقة بترولنا العزيز ،

واذا ما تسبب لنا أحد حكامنا الحمقي في دخول حرب مدمرة مع دول الغرب ، فاننا لا نشير نحو حاكمنا الأحمق باصبع اتهام ولا نحمله مسئولية .. وانما نشير بأصابعنا العشرة نحو دول الغرب ، صائحين : " انهم لصوص وما الحرب سوي ذريعة يختلقونها لسرقة بترولنا الحبيب " ..(!!!) . أو نقول انما : يقصدون ديانتنا السمحاء وعقيدتنا الغراء التي يغارون منها أشد غيرة ويكيدون لها كيدا – لا نعرف له سببا !! – "

وحضارة الغرب : أهلها خبراؤها علماؤها هم الذين يحضرون في بعثات لاستخراج آثارنا ، وفك شفرات لغات بلادنا القديمة واحيائها ، وعمل متاحف لحفظها بشكل لائق ومحترم ، ونصفهم بأنهم جواسيس يتخفون في ستار التنقيب عن الآثار ...!!!

وأغلي وأرفع شهادات ودرجات الكتوراه في آداب لغة من لغاتنا الشرقية التي يحصل عليها أحد أبنائنا نحن الشرقيين ليست تلك التي تمنحها احدي جامعاتنا الشرقية ، كالدكتوراه في آداب اللغة العربية – مثلا - ليست أفخرها ولا أغلاها التي تمنحها جامعة القاهرة ، أو جامعة دمشق ، ولا جامعة بغداد ولا أية جامعة بالسعودية .. كلا ، وانما جامعة " السوربون " بباريس " ، أو احدي الجامعات الغربية الأخري ..(!) ، وفي المقابل نلعن أهل الغرب صبح مساء ، ونصفهم بالكفرة الفجرة .. .. (!)

هذا فيما يتعلق بأمور : الجد والعمل والعلم ، ومدي اعتمادنا عل حضارة الغرب وأهل الغرب في تلك الأمور ...
أما فيما يتعلق باللعب والمرح : فان فرق لعبة " كرة القدم " في الشرق تحتاج الي مدرب من دول الغرب ليدربها ويعلما أصول اللعب !..، ...! ،
وأمهر فناني الرسم والنحت والموسيقي عندنا في الشرق هم : اؤلئك الذين درسوا تلك الفنون بمعاهد الغرب ..!!
وأروع راقصي وراقصات الباليه وممثلي ومخرجي السينما والمسرح هم : أولئك الذين تعلموا وتدربوا وحصلوا علي شهاداتهم من الأكاديميات الغربية ..! ، وفي المقابل نسخر من عادات وتقاليد أهل الغرب ونكرههم ، ونشيد بعاداتنا ونصفها ب " الحميدة ! " ، ونعتز بتقاليدنا ، وننعتها ب : " المجيدة " .. وبدون أن نستفيد من الحميدة والمجيدة !! في رفع شأننا واصلاح أمورنا والنهوض لنتقدم علي أهل الغرب أو نساويهم علما وفنا -علي الأقل - ، ان كانت للحميدة أ و المجيدة .. ثمة فائدة يمكن الاستفادة منها..!!


الفصل الثاني


ثم نعود لنسأل : هل ستسقط حضارة الغرب ؟ ، وسيكون ذلك قريبا ، كما تتكهن الغربان البشرية ، والبوم الآدمي ببلادنا ؟!!..
لعل الاجابة هي : ان أسباب وعوامل سقوط الحضارات عديدة ...
اذن فلنسرد ما نراه منها ، وننظر ما الذي يمكن تجنبه ، وما الذي يمكن ابعاده ، وما الذي يمكن تأجيله ، وما هو القهري العارض الذي لا سبيل الي صده أو تحاشيه .. ..
1 - عوامل طبيعية ، كالزلازل والبراكين ، مثلما حدث مع حضارة قارة أطلانطا التي اختفت تحت قاع المحيط بفعل زلزال قوي ، وانهيار أرضي أدي الي غرق تلك القارة بحضارتها الزاهرة التي تحكي عنها بعض كتب التاريخ ...، ومن العوامل الطبيعية لنهاية الحضارات ، سقوط أو اصطدام أحد الجبال الطائرة ، أو المذنبات الضخمة بأرض تلك الحضارة ، أو حلول عصر جليدي ، أو عصر جفاف ، وتصحر ...
2 - الرجعية الحضارية ، الموجودة بالعقول والأشخاص الرجعيين بطبيعة تكوينهم ، وهؤلاء نجدهم بكل مجتمع بشري ...
ونذكر علي سبيل المثال ، مثقفا مصريا من المدافعين عن البيئة ، ويخشي عليها من التلوث ، ألف كتابا ، طالب فيه بقوة واصرار بالتخلي عن مظاهر الحضارة الحديثة ، نظرا لخطورتها علي البيئة ، ويدعو للعودة الي الطبيعة في كل شيء لدرجة يكتشف معها القاريء أو المستمع اليه وهو يدعو ، أنه يريد أن يعيدنا الي العصر الحجري ..! ، وأمثال ذاك النموذج موجودون بكل مجتمع انساني ، وأنصاره كذلك موجودون ، فان وصلوا للسلطة - وأظنهم بذلك يحلمون ويسعون ، فتلك مصيبة (!)

3 - البدائية العقائدية : ويمثلها دعاة عقائديين ببعض الدول الشرقية، والشرق أوسطية بشكل خاص ..، وأنصار تلك العقيدة التي تحارب كل جديد ، وتستنكر كل حديث – بنص مقدس عند أهل تلك العقيدة – باعتبار أن أكثر الأمور شرا هو جديدها ، أو محدثها ، وأن الجديد ضلالة ، والضلالة في النار، مآلها جهنم .. (!) ، ولذلك نجد الدعاة في تلك العقيدة لا يستحون من الظهور علي شاشة التليفزيون ليلعنوا ذاك الاختراع – التليفزيون .. الذي يتحدثون منه والمتسبب في شهرتهم – هو شر من شرور الحضارة الحديثة الشريرة ..!، وهم بعد أن يلعنوا جهاز التليفزيون لا يتوقفون عن القاء أحاديثهم ، من خلاله ولا يكفون عن الظهور به (!) ، وهؤلاء الدعاة وأمثالهم من دعاة احدي عقائد الشرق الدينية ينتمون الي عقيدة قامت وتدعو الي القتال والعنف والقتل وكراهية الآخرين ومحاربتهم ..، أما الأعجب من ذلك فهو ما علمته من أن بالغرب أيضا دعاة غربيين ينتمون لعقيدة أخري هي عكس العقيدة السابقة الذكر أي لا تدعو الي العنف ولا تقره وانما تدعو الي المحبة والتسامح ، ولكنهم أيضا يلعنون حضارة العصر - ومن داخل شاشات التليفزيونات ، ..! أهم مخترعات العصر ..! – ويعتبرها حضارة شريرة ، ويدعو عليها بالهلاك (!) .. أي أن كلا الواعظين الدينيين وجهان لعملة واحدة ، رغم التباين الشديد ، والتناقض الكبير بينهما ، الا أنهما يتفقان ويجتمعان علي كراهية ولعن حضارة العصر الحديث واعتبارها شريرة ، وتمني زوالها ، بالرغم من أن كلا منهما غارق كباقي أهل العصر في نعيم منجزات تلك الحضارة ...(!)
انها البدائية العقائدية المتربصة بالحضارة الحديثة – الغربية - ، والتي قد يكون منها المقتل لتلك الحضارة ، وان استهان يها البعض ، لكونها كالجمر تحت الرماد

...
.... .... .... .... .... ,,,, .... ,,,, .... ,,,, .... ،،،، ....
لصالح من سقوط الحضارة الغربية ؟؟!!
كل انسان متحضر بالشرق لابد وأنه يريد لحضارة الغرب أن تبقي ، فما زالت حتي الآن وكما ذكرنا من قبل مصدرا هاما للغذاء والدواء والكساء ، والمواصلات والاتصالات الحديثة وكل ما هو حديث ,, وان كانت بيننا وبين بعض دول الشرق حساسيات تاريخية أو سياسية قديمة أم حديثه الا أنه لا يمكن أن يكون بيننا ثمة انسان عاقل يري أن لنا أية مصلحة


في تدمير أو سقوط تلك الحضارة ، التي نحتاج اليها الي ذاك الحد ، ونعتمد عليها الي تلك الدرجة ... وعلي الدول التي بلغت منا نحن أهل الشرق – مرحلة متقدمة من العلم والتكنولوجيا كاليابان والصين ، ألا تنسي أن حضارة الغرب هي صاحبة الفضل في في ما وصلت اليه ، ولا تزال دول الغرب هي السباقة في الاتيان بالجديد والمتطور والمفيد ، وان كان البعض يري أن أصل حضارة الغرب قد جاء من الشرق ، فالفضل الأكبر لمن طور واستمر وليس لمن بدأ ثم توقف ، ثم وقف ليفاخر ، كما هو حال الكثير من دول الشرق التي لا صناعة لها سوي المفاخرة بماض غابر، رحل وانطوي – وليتها تتعظ منه أو تستلهمه! - ..
ان سقوط الحضارة في الغرب لصالح أسلاف وخلفاء البدو الرعاة الهمج , لن يكون نهاية المطاف ، كلا... ، وانما يجب علي توابع ،ووكلاء وفروع تلك الحضارة الغربية في الشرق كاليابان والصين والهند وهونج كونج وغيرها ، أن تستعد للزحف الهمجي البدوي نحوهم ، مثلما حدث من مئات السنين ... فهكذا يخططون ، وهكذا تدعو عقيدتهم ,, الي محاربة كل شعوب العا لم حتي تعتنق تلك العقيدة ، واجبار شعوبها علي الخضوع لها ، ليطيل الرجال لحاهم ، وتتحجب النساء ، ويضرب من يتخلف عن الصلاة ، ويجلد من يتناول طعام وقت صيام ... ، يجب علي الصين ألاتنسي أن زحف البدو الرعاة الأوائل منذ مئات مضت من السنين ووصولهم للصين بطريقة أو بأخري ، لا يزال مخططا برؤوس خلفائهم وأتباعهم وورثة عقيدتهم الارهابية ، وان ما حدث في 11 سبتمبر 2001 في أمريكا ، هو قادم الي الصين ، واليابان بمجرد أن يفرغ هؤلاء من اسقاط الحضارة في الغرب ..، فالبدو الرعاة الأوائل عندما احتلوا اسبانيا ، واغتصبوا نساءها في القرن التاسع الميلادي ، لم يمنعهم من الوصول لأمريكا سوي انهم لم يتصوروا وجود يابس خلف ماء المحيط ، ولكن خلفاءهم وأتباعهم لا يزالوان يحفظون قول قائدهم القديم الذي اقتحم اسبانيا ، وأتم احتلالها ، اذ نظر الي مياه المحيط وأقسم انه لو علم بأن وراء مياهه أرضا يابسة لعبره في سبيل نشر عقيدته ( عقيدة النهب والسلب الحرق واغتصاب النساء ! ) ، والآن ٌ قد عرف أحفاده وأحفاد أتباع تلك العقيدة مالم يكن يعرفه قائدهم القديم ، وهم يحلمون ويحفظون حلمه بعبور المحيط لنشر عقيدة الشر هناك ، وكانت بوادر مسعاهم لأجل ذلك ما حدث في 11 سبتمبر 2001 في أمريكا ..! ، ويجب ألا ينسي المتحضرون في الغرب ، ولا سيما الفرنسيون المهووسون بحب مصر وعشقها ، أن مصر بها من هؤلاء كثيرون أغلي أمانيهم وأرق وأعذب أحلامهم سقوط الحضارة الحديثة برمتها ، ليهدموا آثار

الحضارة القديمة العظيمة بمصر ، فأمنيتهم هدم الأهرامات وتحطيم أبي الهول ، وتدمير المعابد الفرعونية ، كما فعل نظراؤهم في نفس العقيدة في تماثيل بوذا الأثرية في أفغانستان ..وعلي فرنسا كدولة كبيرة وقادرة أن تعرف أن مصر بتاريخاها وآثارها .. اما أن تدركها فرنسا وباقي دول العالم المتحضر الآن أو قد لا يدركونها بعد من بين أيادي الهمج الذين يتقدمون نحو السلطة في مصر بخطي وئيدة ... ... ،ويجب علي الهنود أن يدركوا انه اذا سمح – أو سكت المجتمع الشرقي والمتقدمون المتحضرون بالشرق علي سقوط الحضارة بالغرب ، بفعل ودأب ميكروب العقيدة الارهابية المصدرة اليهم من الشرق ، فلينتظروا هم أيضا دورهم ، ولا يجوز أن ينسي الهنود أن عقيدة البدو الرعاة الأوائل الذين وصلوا الي الهند قديما ، هي التي زرعت لهم بؤرة وجع دائم في رأس الهند – كشمير - ، فضلا علي تسبب تلك العقيدة في تقطيع الهند كوطن الي 3 أجزاء بانفصال باكستان وبنجلاديش ..(ّ !) ، وان ذاك الميكروب الخطر لا تزال ذريته حية ، وبعد أن يقضي علي أوربا ، سوف يعود للهند مرة أخري للقضاء علي بقية هويتها وقوميتها ، بعد أن سلخ عنها ما سلخ ، وأحدث لها ورما سرطانيا في كشمير ينذر بالبتر ...، ولتدرك الهند أن سقوطالحضارة بالغرب هو فأل غير حسن لها .. فأحفاد البدو الرعاة الهمج الاستعماريين وأتباعهم داخل وخارج الهند منهجهم واضح في كتابهم المقدس ، وهو واجب محاربة كل الشعوب الأخري لاجبارها اجبارا علي اعتناق عقيدتهم ، أو دفع اتاوة (!) مقرونة بالاذلال ..!!
ولتعلم روسيا أن أكثر من شيشان أخري سوف تظهر من داخلها ومن خارجها لتحاصرها من كل جانب لاخضاعها ، اذا فرغ أصحاب عقيدة الجهل البدوي الرعوي المقدس ، من اسقاط حضارة الغرب , وهم يقصدون أمريكا باعتبارها الرأس ، ثم بقية الأعضاء ...
.... ..... ..... ..... ..... ..... ..... .....
من عوامل سقوط الحضارات : المغالاة في الرحمة ..
اندهشت في باديء الأمر عندما قال لي صديق مثقف مصري : هل تصدق أكذوبة أن الجيش الأمريكي عندما انهزم في فيتنام ، كان ذلك علي أيدي الفيتناميين ؟! .... ..
فقلت له مندهشا ( في البداية ) علي يد من اذن يا تري ؟!
فأجاب : بل علي يد الشعب الأمريكي ... فمظاهراته واحتجاجاته التي لم تتوقف ، ولم تمهل الجندي الأمريكي لكي يكسب الحرب بأقل الفظائع ، وأقل الخسائر ..، وارتعاش يد الجندي الأمريكي ، وآلام أذنه بفعل مظاهرات وصراخ الاحتجاج المتواصلة هي التي أطالت أمد الحرب فكثرت الفظائع ضد الفيتناميين ، والخسائر ضد الأمريكانيين... ... ، وأعتقد في أن نفس الشيء تكرر فيما بعد بشكل أو بآخر( انتصار بفظائع وخسائر) ، ولعل ذلك يرجع الي أن الترف الحضاري الذي ترفل فيه الشعوب الثرية من المكن أن يكسبها رحمة مبالغ فيها ..

والي الحلقة القادمة ..



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميليشيات الأخوان ظهرت .. بالأزهر ..
- ( ! )حتشبسوت في المغرب
- حتشبسوت في المغرب
- نحن والغرب : اطماع ، ومخاوف ، وأوهام
- الحلقة الأخيرة / سيناريو سقوط واسقاط الاسلام
- الحلقة الثالثة / سيناريو سقوط واسقاط الاسلام
- الحلقة الثانية / سيناريو سقوط واسقاط الاسلام
- ذكري تركيع كاتب
- الحلقة الأولي / سيناريو سقوط واسقاط الاسلام
- اختبار جديد للحريات في مصر
- سيناريو سقوط واسقاط الاسلام
- الحجاب مشكلته : الرسول الكريم
- أعياد الجلوس و.. التجليس (!)
- (!) المرأة التي فهمت
- يحدث ببلد الرسول الكريم وأراضيه الطاهرة
- لماذا لا تنتقد المسيحية ؟؟
- نشؤ وارتقاء الغش الجماعي الي : الاغتصاب الجماعي
- فول وعقول
- نعم للاغتصاب ، لا للمفكرين والكتاب
- بين الغش الجماعي و الاغتصاب الجماعي/حكم العسكر


المزيد.....




- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - هل تسقط حضارة الغرب علي يد الاسلام ؟