أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد كريم - الشعب الوطن المقاومة بوش وأعوانه في أزمة خانقة !















المزيد.....

الشعب الوطن المقاومة بوش وأعوانه في أزمة خانقة !


احمد كريم

الحوار المتمدن-العدد: 1774 - 2006 / 12 / 24 - 10:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بوش وإدارته تعيش حالة من الفوضى والتخبط السياسي منذ فترة طويلة ، وأكدها بوش في مؤتمره الصحفي في العشرين من الشهر الجاري ـ فهو يقول أن مهمتنا صعبة في العراق ولكن علينا أن نواصل مهمتنا لتحقيق النصر على الأرهاب ، لأنه خلاف ذلك فأن الأرهابيين سيشكلون خطراً على أمن أمريكا وعلى دول المنطقة وعرقلة الأستقرار في العراق والمنطقة بأكملها ـ وأكد ان مهمتنا في العراق أكثر تعقيداً ولهذا فأنه يدرس جميع التقارير التي قدمت له من قبل لجنة بيكر ـ هملتون ومقترحات القادة العسكريين الأمريكان وعلى ضوء ذلك سيضع ستراتيجيته في بداية العام القادم تجاه معالجة الوضع في العراق والمنطقة .
وأشار إلى بعض جوانب هذه الأستراتيجية ، كأرساله مزيد من القوات للعراق ، ودعم حكومة المالكي وتشديد المعارك على الأرهابيين في العراق والمنطقة .
لا نعتقد أن بوش بمقدوره وضع ستراتيجية جديدة للعراق والمنطقة ستساعده من أزمته في العراق ، هذه الأزمة التي باتت أكثر تعقيداً من أزمة أمريكا في فيتنام ، فبعد أربع سنوات من الغزو لم يحقق شيئاً ملموساً يلبي طموحاته أو يحقق ولو شيئاً بسيطاً من أهداف العدوان . وقد اعترف بوش في مؤتمره الصحفي انه لم يحقق النصر في العراق بالسرعة التي كان يريدها وعلينا تقديم المزيد من التضحيات لتحقيق النصر ، مع العلم أن بوش أكد مراراً ان قواته حققت النصر في العراق .
ومع كل ذلك فأنه يقول أن تحولاً ملموساً تحقق في العراق كالأنتخابات وانبثاق البرلمان ووضع الدستور واشاعة الحريات والديمقراطية ونجاح العملية السياسية والمصالحة الوطنية التي حققتها حكومة المالكي .
وليقل بوش ما يشاء في مؤتمره الصحفي فهو في أمريكا التي تعتبر قلعة الديمقراطية كما يروج لذلك ، ولكن النصف الآخر من الحقيقة هو ان هذه الديمقراطية مثلومة ومصابة بالعطب لأنها تسمح أيضاً للمسؤولين على مختلف المستويات بالكذب والخداع وإخفاء الحقائق عن الشعب الأمريكي . وهذا الجزء المثلوم من الديمقراطية الأمريكية والمصابة بالعطب يتم تطبيقها في العراق من خلال تصريحات وأفعال المسؤولين في العراق على مختلف المستويات . فالتدهور المأسوي وبوتيرة سريعة في العراق لمختلف جوانب حياة المواطنين العراقيين ومن جميع الطوائف والأعراق لا يتطرق لها بوش والخلافات والأقتتال بين المجموعات الحاكمة وقيام مليشياتهم بالقتل والسلب والتدمير لا يتطرق لها بوش ويلقيها على عاتق من يسميهم بالأرهابيين . لكنه يتبجح في المؤتمر الصحفي بالعملية السياسية والمصالحة الوطنية الموهومة كنجاحات تحققت في العراق.
فبوش بسياسته الهمجية وجهله بواقع الحال في العراق يخدع نفسه بالعملية السياسية دون أن يوضح مفهوم ومحتوى هذه العملية وأهدافها ، فالعملية السياسية لا تعني في الواقع سوى المزيد من الخسائر البشرية والمادية لشعبنا العراقي ، وان هذه العملية السياسية تكلف إدارة بوش ( 120 ) ألف دولار كل دقيقة في العراق وتذهب بأسم العملية السياسية كفواتير للمسؤولين المهيمنين على العملية السياسية الذين أفلحوا في أقصاء من لا يرضخ لمشيئتهم ، والعملية السياسية تعني الفساد الذي أستشرى في جميع الأجهزة وخاصة وزارتي الداخلية والدفاع ووسيلة لشراء الذمم من خلال عقد مؤتمرات رؤوساء العشائر بذريعة المصالحة الوطنية وتعبئة العشائر لمحاربة الأرهاب وتأييد حكومة المالكي ، أي حكومة وهمية لدولة لا وجود لها ـ فبعد الغزو لم يعد لدولة العراق مكوناتها الاساسية وخاصة بعد حل الجيش الوطني العراقي وهيمنة المليشيات المحلية والأجنبية على مقدرات الشعب والوطن . والعملية السياسية ما هي إلا وسيلة للتستير على الأحتلال واطالة أمده .
إن بوش مازال وبعد مرور أربع سنوات من الأحتلال يجهل الواقع الراهن الذي يسود العراق ، فالشعب العراقي إنقسم إلى خندقين ، خندق يضم أقلية من الموالين للمحتل وأعوانه ، وخندق يضم غالبية الشعب العراقي وهذان الخندقان لا يجمعهما جامع ولكل له أهدافه التي يتناقض كلياً ، أحدهما مع المحتل ويختفي به ، والثاني يقارع المحتل من خلال مقاومته الوطنية الباسلة وبين الخندقين مجموعات تتحرك وتغير مواقفها ككثبان الرمال . إتخذت بما يسمى بالمصالحة الوطنية لكن بعضها أدرك ان الهدف هو مهادنة المحتل ، كما اتخذت بالعملية السياسية . فعن أية مصالحة وطنية يتحدث المالكي ورهطه ، ويردد بوش ذلك كمكسب لتبرير فشله الكاسح في العراق ، ان الحكومات الوهمية التي تعاقبت في العراق بالأحتلال قدمت منجزات مخزية ان صح التعبير ترقى إلى مصاف الخيانة الوطنية وفي المقدمة منها ، المشاركة في عملية الغزو ، والعمل من أجل تفتيت وحدة الشعب العراقي واثارة واشاعة حالة شاذة بالنسبة للشعب العراقي وتعني بذلك سرطان الطائفية التي أفرزت عمليات إنتهاكات لم يسلم منها طائفة أو عرق وبات القتل مهنة لعصابات مرتزقة مرتبطة وتابعة لأجهزة حكومية من المفروض أن ترعى أمن وسلامة المواطن.
وقد إزدات عمليات الأبادة اللجماعية على يد هذه العصابات الأرهابية المصنوعة محلياً أو المستوردة يضاف إلى جرائم قوات الأحتلال . وعمليات هذه العصابات التي تأكد حتى للمحتل نفسه انها مرتبطة بالحكومة المزعومة ومرتبطة بايران بصورة خاصة . فأين هذا من الدعوة للمصالحة الوطنية التي ينادي بها المالكي ورهطه ويطلق في نفس الوقت العنان لعصابات الأرهاب لتنهش لحوم المواطنين الأبرياء من العمال والموظفين والعلماء ورجال الدين والطلبة والرياضيين والصحفيين والفنانين من الذين أعلنوا من خلال نشاطهم رفضهم للأحتلال والطائفية والعرقية . ونؤكد إحصائيات قامت بها إحدى مراكز الدراسات التستراتيجية ان 45% من الذين سئلوا عن إنتمائهم الطائفي أو العرقي رفضوا الأجابة على هذا السؤال الغريب بالنسبة للمواطن الذي يعتبر نفسه اولاً وأخيراً وقبل كل شيئ أنه عراقي ، وان 95% من المواطنين يعتبرون الوضع الأمني بعد الأحتلال أسوأ ما هو عليه ، كمحاولة أخيرة لحماية مصالحه في العراق والمنطقة ، والأهم من ذلك لدرء الصدع لعموم الأستراتيجية الأمريكية على النطاق العالمي . فأمريكا اليوم ليست ذلك القطب الوحيد الذي يفرض إرادته على شعب العراق وشعوب المنطقة فمكانتها السياسية والعسكرية في تدهور ، لكنها لم تلفظ انفاسها الأخيرة ، ولم تتخل عن أطامعها فهي ستناور وتبحث عن أساليب جديدة لأنقاذ مكانتها الدولية ، وهنا نؤكد من جديد على تحلي القوى السياسية الوطنية العراقية وفي العالم العربي باليقظة والحذر ، وخاصة قوى المقاومة الوطنية العراقية التي دفعت ببوش وأعوانه إلى المأزق الذي وصلت إليه والذي لا يعني ان الكفاح ضد المحتل وأعوانه أصبح أسهل من السابق . فالشعب العراقي ما زال يواجه معركة ضارية تتطلب توحيد القوى المناهضة للأحتلال واللجوء إلى مختلف أساليب الكفاح من الأضرابات والعصيان المدني والأنتفاضة الشعبية لدعم المقاومة الوطنية المسلحة . لأن الخسائر التي يقدمها شعبنا يومياً يجب أن يوضع لها حد وطغيان المحتل وأعوانه يجب أن يوضع له حد ، فالتحرير سيكلف شعبنا خسائر جسيمة لكنها في نهاية الأمر ستضع جداً نهائياً لوقف نزيف الدم العراقي الطاهر الذي يسيل يومياً وبصورة متصاعدة ، وليس أمامنا سوى هذا الخيار المر الذي سيرغم المحتل للجوء إلى التفاوض لأنه لم يعد يحتمل المزيد من الخسائر في صفوف قواته . فعنجهية بوش لم تعد ترعب لأنه أدرك فشله المحتم في العراق .
أحمد كريم
من التيار الشيوعي الوطني الديمقراطي العراقي
كتب في 23 / 12 / 2006



#احمد_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد كريم - الشعب الوطن المقاومة بوش وأعوانه في أزمة خانقة !