أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فالح الحمراني - نيازوف : دكتاتور خارج دائرة النقد














المزيد.....

نيازوف : دكتاتور خارج دائرة النقد


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 1774 - 2006 / 12 / 24 - 10:34
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


رحيل أي دكتاتور عن الساحة السياسية يحمل معه عادة ماسي وتداعيات مروعة للبلد التعيس الذي شاءت الاقدار ان يحكمه. ورحيل رئيس جمهورية تركمنستان مراد صابر نيازف المفاجئ في 21 ديسمبرالحالي لم يشذ عن هذه القاعدة. ويجهد المحللون والمراقبون وخبراء اسيا الوسطي ومستشارو الكرملين لقراءة ما تخبئة الاحداث المقبلة لتركمنستان. وبالرغم من ان تركمنستان جمهورية صغيرة في اسيا الوسطي وتلوح وكانها تقع ماوراء احداث العالم الملحة، الا ان رحيل نيازف المفاجئ ستكون له تداعيات داخلية واقليمة وحتى عالمية. فنيازوف بحد ذاته من الظواهر السياسية الغريبة والمفجعة في الساحة السوفياتية سابقا. فتركمنستان ذات الحكم الديكتاتوري/ الاقطاعي غدت ساحة للهدوء في اسيا الوسطى المفروض بالقوة، ومصدرا هاما لامدادات الغاز الطبيعي والنفط ليس في القارة الاوربية وحدها.
وطالت التغيرات في عهد نيازف كافة مرافق الحياة في تركمنستان.وتميزت القواعد والقوانين التي فرضها الراحل بالغرابة، واحينا رغم فرادتها المفجعة، بالطرافة وغالبا ما اثارت جدل وادانة المجتمع الدولي لها. فالاوساط العلمية الدولية، عبرت عن القلق من قرار نيازوف بغلق كافة المستوصفات ما عدا مستشفيات العاصمة طشقند. واغلق كافة المعاهد الطبية مما سبب بنقص بالكادر الطبي. واعلن نيازف كافة الامراض المعدية بما في ذلك الايدز والكوليرا خارجة عن القانون وامر بعدم المجئ على ذكرها.وفرض الرئيس التركماني قواعد جديدة في مجال التعليم حيث اعلن بطلان شهادات كافة المعاهد الاجنبية التي تم الحصول عليها في السنوات العشر الاخيرة واغلق جميع المكتبات في القرى لان سكانها من الاميين.وفي مجال الثقافة حظر نيازف على الباليه والاوبرا والسيرك وحل فرقة الرقص الوطنية. ونفذ نيازف مشاريع خيالية ضخمة مثل حديقة حيوان لطائر البطريق بتكلفة 18 مليون دولار وقصر للتزحلق على الجليد وسط الصحراء.وابدل نيازوف التقويم السنوي وغير اسماء الايام والاشهر والاسابيع.ومنع الشباب من ان اطلاق شعر الراس واللحى والشارب او الاستماع للموسيقى بالسيارة والسكان كافة من تركيب اسنان من ذهب ومنع التقاعد عن الشيوخ والعجائز ليعجل برحيلهم ويوظف تقاعدهم للجيل الجديد.واصدر بجزئين كتاب " روح نامة" وهي بقناعاته ملحمة تضمنت العادات والتقاليد والقيم الاخلاقية والمقاييس العائلية والاجتماعية والدينية التي يجب الاحتذاء بها.بيد ان نيازوف تميز ايضا بكونه سياسي حاذق استطاع ان يقيم نظام دكتاتوري بقيم قرنووسطوية دون ان يتعرض لملاحقة وانتقاد او عقوبات الغرب، كما يتعرض لها رؤساء الجمهوريات السوفياتية سابقا الاخرى، واعلن تركمنستان جمهورية محايدة في منطقة تضج بالاحداث والتلقبات واستطاع حينها التفاهم حتى مع حكومة الطالبان في افغستان، فحافظ على الاستقرار والهدوء والاستقرار في بلده، وقمع المعارضة دون صوت وضجه، فعاش بهدوء حتى ان فاجئته المنية.
وسيتراس الجمهورية في غضون الشهرين القادمين نائب رئيس الوزراء غوربان غولي بردي محمدوف. وجاء ذلك التعين بقرار من مجلس الامن الذي رفض تعين رئيس البرلمان افوسغيلدي اتايف في المنصب كما ينص عليه الدستور.
ويبدي المراقبون توقعات حذرة من احتمالات التغيرات المرتقبة للوضع في تركمنستان. لان الراحل لم يترك على الساحة السياسية شخصية قوية يمكن ان تكون خليفة له، ربما كان يضع الرهان بانه سيكون الزعيم الخالد بعد ان فرض نفسه رئيسا مدى الحياة للجمهورية. واطلق على نفسه "تركمان باشا" اي اب التركمان ومسميات اخرى . والقوى التي لم تعجبه وتثير شكوكه او عارضت نهجه سياسته اما ترقد الان في اللحود غير المرقمة او في غياهب السجون المظلمة او تتخفى في دول المنفى الاختياري. وثمة مخاوف جادة من ان الهدوء الذي ساد عهد نيازوف كان هدوءا يخفي وراءه العواصف التي يمكن ان تكتسح الاخضر واليابس بعد رحيله. والبعض بانتظار اندلاع ثورة ملونة للمتعطشين للحرية والديمقراطية او انقلاب قصر للقوى التي طلت مهمشة في زمن الدكتاتور.وثمة توقعات قوية من السلطة ستبقى بيد "العائلة" اي البطانات والعوائل والنخبة التي كانت ملتفة حول البطل السلبي في تاريخ تركمنستان صابر مراد نيازف. وثمة من يرى ان ما سيحدث بعد رحيل سيكون شبيه بما وقع في روسيا السوفياتية بعد موت جورزيف ستالين عام 1953 الذي ادى نشوب صراع بين اعضاء المكتب السياسي وانتهى بفوز نيكتا خروشوف ليصفي الحساب مع الفريق الاخر . فمن المرتقب ان تستلم للسلطة بترمنستان الجماعة النافذة في النظام القائم ويبقى المجتمع مهمشا . وتسعى المعارضة للنضال من اجل السلطة والبلد بيد ان فرصها معدومة.
ويرى المراقب السياسي سيرغي ماركوف فرص اندلاع ثورة ملونة في تركمانيا معدومة ايضا بسبب عدم وجود منظمات المجتمع المدني وغير الحكومية الممولة من الخارج في تركمنستان.بيد انه يتوقع ان تركمنستان ستشهد بعد رحيل نيازوف صراعا مريرا على السلطة بين التكتلات القلبية وبطانات النخبة السياسية.والتوقع الاقوى ان الوضع سيتزعزع في تركمنستان. فالصراع سيتركز على السيطرة على الغاز الطبيعي.ويذهب مراقبون اخرون الى ان تركمنستان مهددة بفقدان الاستقرار واختلال موزاين القوى في اسيا الوسطى يهدد بوقوع ما يحدث الان في الشرق الاوسط والقوقاز



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد 15عاما: الخاسرون والرابحون من انهيار الاتحاد السوفياتي
- العراق: مسرح العبث
- نهاية دكتاتور.او العالم سيكون افضل من دون الطغاة
- روسيا بين الغرب والثلاثي : حماس وايران وكوريا الشمالية
- وثيقة مكة المكرمة وافق خروج العراق من محنته
- جورجيا والصراع على القوقاز
- تفكك العراق حالة موضوعية. ولكن
- الحادي عشر من سبتمبر وانعكاساته على روسيا الاتحادية
- الحرب في لبنان وافاق التسوية في المنطقة
- روسيا من انذار خروشوف الى برغماتية بوتين
- رغم عدالة قضيته. لماذا أشاح الغرب بوجهه عن لبنان؟
- هولوكوست صنعتموه بأيديكم
- الكسندر بلوك وقصيدته -الغريبة
- لمصلحة من اختطاف الدبلوماسيين الروس ببغداد؟
- روسيا تقترب من المياه الدافئة
- على انقاض الوطن العراقي
- روسيا للتخفيف من الرد على اعلان طهران النووي
- حليقو الرؤوس في روسيا: جيل على انقاض الامبراطورية السوفياتية
- وجوه من الادب الروسي الحديث جدا.تتيانا تولستايا وشفافية العب ...
- حوار مع صديق روسي حول العراق 2


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فالح الحمراني - نيازوف : دكتاتور خارج دائرة النقد