أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - العراق ... مستقبل طفولته ..ومأسأة رجولته ..وعنوسة أنوثته














المزيد.....

العراق ... مستقبل طفولته ..ومأسأة رجولته ..وعنوسة أنوثته


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1773 - 2006 / 12 / 23 - 09:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في صيف 2004 ، كان المواطن العراقي ( س ) قد عاد بسيارته مع أطفاله ، آتياً بهم من المدرسة الى البيت ، مر على محل للمرطبات في الكرادة يسمى ( الفقمة )، صاح أحد الصغار : أبي نريد موطا .
ولأن الكهرباء في البيت لاتسمح بولادة الثلج في الثلاجة فالأب إيضا كانت محتاج لمن يطفئ به قيظ ظهيرة العاصمة الذي لايرحم .
ركن السيارة مع الاطفال في مكان قريب وذهب ليجلب للصغار الموطا ، دفع الثمن ، تسلم علب الآيس كريم وهو يفكر بحجم إبتسامة ولديه حين يتذوقون طعم المانجا المثلجة . خطوات ، وحدث إنفجار هائل ، أحتمى الرجل بحائط قربه وقد صبغت الموطا كل ملابسه . ركض صوب سيارته وجدها محترقة بمن فيها .
هذه صورة حقيقية من شاهد عيان ترينا كيف تموت الطفولة العراقية ، وحين يستشهد المؤمن من أجل الوطن أو الدين ،فأطفال العراق يستشهدون من أجل ( الموطا ) وهذا لم يحدث في مسببات أي شهادة في تأريخ جهاد البشر من اجل قضيتهم ..
ترينا الصورة مكابدة مايحدث للانسان العراقي ، فحتما هذا الوالد المفجوع سيكرهُ ( الايس كريم ) كل حياته ولن يتذوقها لاهو ولامن بقي أحياء في بيته .
إذن من موت الطفولة بهكذا سبب تصاب الرجولة بالمأساة فيما ترتكن إنوثة الأم الى عنوسة الدموع والكآبة والنعي .
وهكذا من جراء مايحصل نرى صورة يوم عراقي بائس ، لاشيء فيه سوى أصوات المفخخات وصفارات سيارات الأسعاف ونداءات أفراغ الطريق لموكب المسوؤل الذي تحرسه فرقة خاصة من الأمن الأجنبي المؤجر وهم بقايا (الكي بي جي ). وهو اختصار كان يطلق على مخابرات الأتحاد السوفيتي ،الذي يعانون البطالة بعد انهيار الإتحاد السوفيتي وهم يقتلون آبائهم من اجل 5000 دولار كل شهر .
نرى حجم معاناة شعب تمنى حياة غير هذه التي يعيشها الان ، حيث تضاعفت هجراته ومواسمها ، وقلت خدمات الدولة ، وضاع الامان .
إذن ماذا سنكسب في الغد من طفولة تولد اليوم وتعيش مثل هكذا ظرف ، وماذا ستفعل الرجولة وهي في خوف عيش الداخل ومحنة عوز المهجر ، ماذا ستقدم انوثة العراق لطفل يريد أن يتعلم ويرسم وردة ويكتب قصيدة .
ستقولون ( الأمل ) هو بضاعتنا .
وانا معكم ، ولكن الحال من سيء الى أسوء ، وأخاف أن يغور المسمار عميقاً في الخشبة ، وإخراجه ربما يسبب نزف كبير ..
فعليه ....
أتمنى لطفولة ( الموطا ) أن تغادر مشاهد ماترى ، وأن تفتح السماوات لها بوابة الحلم لتعيش زمنا غير الذي عشناه . فمن حرب الجبهات والحجابات ، الى حرب الشوارع والمحلات والسيارات المفخخة . وكأن قدر العراق أن ينوع حروبه كل عشرة أعوام .
أتمنى أن يذهب تنويع الحروب الى الجحيم ، ويأتي تنويع الحدائق ومدن الألعاب .كي نغادر هذه المأساة والملهاة والدراما الحزينة ..



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ..بين عقل المؤمن وشيطان القتل
- العراق ... جمرة في القلب . ودعاء الى الرب
- زهرة الحب . وسط عيون أطفالي وزوجتي
- بنجوين ...وشمال الله
- العراق .. مسيح ٌ ، أجفانه ُ دمعة مؤذن . وضحكته ُ مريم العراق ...
- خواطر من لقاء لباولو كويلهو..صاحب رواية الخيميائي
- كيف تكتب خاطرة . بمزاج ستيني
- السيد غابريل ماركيز يطرق الباب
- العراق الذي نصفه رغيف . والنصف الآخر دمعة
- الحوار المتمدن / ذاكرة إبداعية متحضرة
- العراق بين تقرير بيكر وسيف عنتر
- شهوة اللسان . كلام أجفانك
- العراق ..بين الشهداء ، ودموع الأئمة ..والأنبياء
- العراق بين الطيف والسيف والسفارة الأمريكية
- مجلات أدبية . تطلق الرصاص على القاعدة وفرق الموت
- ( إسم الوردة ..وإسم الطين (
- العراق.. (من الذي يموت ...من الذي يزرع الوردة) ؟
- إيروتيكا ...الشفاهُ المبللةُ
- أنثى ..متصوفة في جسدها ..وبس
- العراق بين صوت الله ..وصوت الآه


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - العراق ... مستقبل طفولته ..ومأسأة رجولته ..وعنوسة أنوثته