أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد مصطفى علوش - المعارضة اللبنانية كيف تشكلت وما أجندتها؟















المزيد.....

المعارضة اللبنانية كيف تشكلت وما أجندتها؟


محمد مصطفى علوش

الحوار المتمدن-العدد: 1770 - 2006 / 12 / 20 - 09:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كان العالم برمته يراقب ثورة الأرز عقب اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ، هذه الثورة التي تشكلت من قوى وتيارات لبنانية تأذت من السياسة السورية في لبنان والتي ظلت معتصمة في ساحة الشهداء في العاصمة اللبنانية بيروت، والتي خرجت في تظاهرة صُنّفت بالمليونية،والتي أسقطت حكومة عمر كرامي التي اُتهمت بأنها صنيعة سورية بامتياز.
من الغريب ان هذه القوى التي تشكلت ، والتي أحب قاداتها بأن يُطلق عليهم رجال الإستقلال الثاني ، تيمناً برجال الإستقلال الأول عن الإستعمار الفرنسي لما جلبوه على لبنان من الحرية والديمقراطية ، والتي كانت الشعوب العربية التي تعيش القهر والحرمان من المشاركة السياسية تحلم بمثل هذا التحرك بتحرير أنفسها من الأنظمة الإستبدادية في بلدانها . رغم ان هذه الأكثرية قد أدخلت الى البرلمان اللبناني أكثر من 70 نائب إضافة الى حوالي 17 نائب للتيار الوطني الحر المعارض لسوريا أصلاً اي ما يعادل 87 نائب من أصل 121 نائب لا يرغبون في أي تعاون او تلاقي مع سوريا.
أقول من الغريب انه لم يمض سنة على وجود حكومة هذه الأكثرية النيابية حتى تحولت الى أكثرية سيادية في ظل أكثرية شعبية كانت قد تشكلت، فما هو السبب في تحول الأكثرية النيابية الى أقلية شعبية لصالح من يُتهمون بعمالتهم لسوريا ولأدائها السيء جداً في لبنان؟

كيفت تشكلت المعارضة اللبنانية
لقد لعبت السياسة السورية المتبعة في لبنان وعلى مر ثلاثين سنة تقريباً ان تدجن الساسة اللبنانيين بحيث لم يخرج من مدرستها ساسة قادرين ان يقود بلادهم دون اتباع لقواعد واوامر تأتيهم أول بأول من اسيادهم الذين ربّوهم على حسن الإستماع وسرعة التنفيذ لأجندة الأوامرالتي لم تنته يوماً طوال وجودهم في لبنان .

لقد دخلت سوريا لبنان بتسوية سورية أمريكية مسبقة على ان تغلق جبهة الجولان في مقابل اطلاق يد سوريا في لبنان وحسناً فعلت سوريا خلال إدارتها للبنان والحق يقال أن سوريا لم تتخيل يوما وفي ظل الأوضاع الدولية القائمة ان تغادر لبنان وبهذه السرعة والطريقة المذلة والتي أعقبت اغتيال الحريري على خلفية القرار 1559 القاضي بحل الميلشيات اللبنانية وخروج الجيوش الأجنبية من لبنان في إشارة واضحة الى الجيش السوري المتواجد على الأرض اللبنانية.

هذا الخروج السريع والمذل للجيش السوري من لبنان ،وبعد ان كان يمسك بمفاصل الأمور الداخلية والخارجية للدولة اللبنانية ويدير لبنان عبر شبكة من الإستخبارات والضباط الصغار، جعل القرار السياسي اللبناني في يد فئة من الساسة اللبنايين الذين لم يتعودوا على إدارة البلاد بمفردهم دون ان يتلقوا تعليمات خارجية ، ما ساعد بعودة اليد السورية الى لبنان عبر خلاياها التي ربّتها جيداً ومن خلال دعمها للمقاومة اللبنانية وتسهيل تواصلها مع إيران عسكرياً ولوجستياً .

كما ان هذه الأكثرية التي جاءت عقب ثورة الأرز كما يسميها قوى 14 آذار وبعد ان شكلت الحكومة فقد عملت في لبنان على تقويض وإلغاء وإقصاء كل من كان له علاقة بالنظام السوري أو على الأقل لم ينتقل من الخندق الذي كان فيه إلى الخندق الجديد، بناء على توجيهات خارجية فرنسية وأمريكية في تشابه تام مع ما قامت به الحكومات العراقية المتعاقبة بعد انهيار نظام صدام حسين من اجتثاث البعث بغطاء امريكي ، وكانت النتيجة أن حل الجيش العراقي وتهميش السنة كان خطأ استراتجي أدى الى تعزيز المقاومة وإفشال المشروع الأمريكي في العراق .

هذا الأمر التي حاولت الدولة اللبنانية الجديدة والمدعومة دولياً وعربياً على اعتماده أدى الى تجمع قوى المعارضة والمتضررين من تبدل الأدوار في لبنان ما شكل نواة جديدة للمعارضة ما لبثت أن نمت بشكل هائل جداً بعد انضمام حزب الله وحركة أمل إليها بعد انتهاء حرب تموز

لقد كان التدخل الأمريكي وكذلك الفرنسي في كل صغيرة وكبيرة في لبنان عبر سفيريهما في لبنان، زاد من الحنق الشديد على الحكومة وشكك في مصداقياتها ، ما شكل معارضة جديدة للمعارضة القديمة وتبدلت الأدوار، نتيجة السياسات الخاطئة للحكومة اللبنانية حيث لم يكن لها هم سوى نزع سلاح المقاومة وإغلاق جبهة الجنوب، ما أثار حفيظة القوميين العروبيين وحتى الشيوعيين في لبنان ، وبدعم سوري وإيراني، حتى جاءت الحرب الأخيرة وبان الدور الأمريكي في الهيمنة على لبنان ففي الوقت الذي كانت إسرائيل تدمر بيروت والجنوب والبقاع كان أعضاء من فريق 14 آذار يتناولون السندويشات مع وزيرة الخارجية الأمريكية رايس التي رفضت وقف الحرب حتى تحقيق إسرائيل مهمتها.

التيارات التي تتشكل منها المعارضة وما اجندتها
تتشكل المعارضة من تيارات عديدة ومن جميع المذاهب اللبنانية وإن كان غالبيتها من الطائفة الشيعية ثم الطائفة المسيحية وأقلها من هم من الطائفة السنية.
أول من شكل معارضة حقيقية للحكومة اللبنانية أو ما عرف بـ14آذار هو التيار الوطني الحر والذي حاول استقطاب المتضررين من تيار المستقبل من أمثال تيار المردة التابع للوزير الفرنجية والحزب القومي السوري الإجتماعي والبعثيين ، ومن أهم معالم التيار الوطني الحر الدعوة الى علمنة الدولة بكل المقاييس والتخلص من الطائفية السياسية. كانت هذه المعارضة التي تشكلت مع انتخابات 2005 والتي كان حزب الله قد أقام حلفاً رباعياً مع حركة أمل الشيعيية وتيار المستقبل النسي والحزب التقدمي الإشتراكي الدرزي والذي كان من نتائج هذا الحلف أنه شكل محدلة حقيقية أطاحت بكل منافس لهذا الحلف في كل المناطق الناشطة بها تيارات الحلف الرباعي.

لقد حاولت الدولة اللبنانية الناشئة ان تجرد حزب الله من أسلحته عبر طاولة التشاور وبالتالي إقرار المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس الحريري وكذلك اسقاط رئيس الجمهوري اميل لحود الذي تعتبره امتداد للحقبة السورية، ولقد حاولت فرنسا والولايات المتحدة ان تضغط على الأكثرية لمنع نبيه بري من الحصول على رئاسة مجلس النواب والدفع لحل سلاح حزب الله ما أدى الى اصطدام الدول بحزب الله سياسياً وبدأت الأزمة تتفاقم حتى كانت حرب تموز والتي خرج منها حزب الله متهما الحكومة اللبنانية بالغدر والطعن به من الخلف حتى اتهمها فيما بعد بأنها حكومة السفير الأمريكي فيلتمان.
باستقالة الوزراء الشيعة من حزب الله وحركمة أمل وذلك قبل إقرار المحكمة الدولية القادمة من الأمم المتحدة الى مجلس الوزراء كان حزب الله وحركة أمل قد انضمت فعلاً الى صف المعارضة ما جعل المعارضة مركز استقطاب كبير التي دعت الى اسقاط الحكومة في ظل متغيرات دولية وإقليمية.
والمعارضة تتألف اليوم من حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر وتيار المردة واللقاء الوطني وجبهة العمل الإسلامي والقومي السوري وحزب البعث ويقترب منهم الحزب الشيوعي.
ولا تكاد تجد قاسماً مشتركاً يُوحد المعارضة سوى الدعوة الى إقامة حكومة وحدة وطنية يكون فيها للمعارضة الثلث المعطل.ما عدا ذلك لا يمكن بحال ان نقول ان هناك نقاط محددة تتوافق حولها المعارضة وهذا ملاحظ في خطاباتهم وتصريحاتهم.
سر الثلث المعطل التي تتوحد حوله المعارضة

يقول المتابعون للوضع اللبناني بأنه قد ينشأ فراغ في الرئاسة الأولى عقب انتهاء مدة الرئيس لحود وقد قال رئيس الوزراء السابق سليم الحص بأنه يخشى بعد رحيل لحود أن لا يكون هناك رئيس للجمهورية اللبنانية وذلك بناء على الإنقسام الحاد بين الأكثرية والمعارضة حول تسمية رئيس للجمهورية، وبما أن المؤشرات السياسية تؤكد أن لحود سيكمل ولايته الثانية حتى آخر لحظة من ولايته فإنه والحالة هذه وإذا يقي البلد على ما هو عليه من الإنقسام والتمركز الثنائي بين الحكومة والمعارضة فإن للحكومة ان تقوم بدور الرئيس في حال فراغ هذا المركز بناء على الدستور، ويبدو أن كلا الفريقين المتصارعين يدرك هذا الإحتمال ولذلك يحاول كل فريق ان يقطع الطريق على الآخر حول هذه النقطة ولكن تحت عناوين أخرى . من جهة أخرى فإنه وفق الدستور اللبناني إذا استقال ثلث الوزراء من الحكومة تُعتبر الحكومة مستقيلة تلقائياً ما يثير الشكوك حول مطلب المعارضة وخصوصاً حزب الله بالحصول على الثلث المعطل وقد كان قال نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله لجريدة الشرق الأوسط أن حزب الله مستعد لأي تسوية بشرطين اثنين، أولهما حصول المعارضة على الثلث المعطل وان هذا الأمر لا مناقشة فيه، وثانيهما إكمال لحود لفترة رئاسته الثانية. في حين أن زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون كما يعلم القاصي والداني يريد الحصول على رئاسة الجمهورية ومستعد للتفاهم حول ما عدا ذلك.

إذا تأملنا قليلاً في مطلب الثلث المعطل المنادي به حزب الله،وكذلك رغبة عون بالرئاسة الأولى يتبين لنا أن المعارضة حقيقة تتمحور حول حزب الله فقط ، لأن من يملك الثلث المعطل سوف يملك الدولة كلها وبالتالي لن يكون للدولة أي قدرة على التحرك دون السماح لها ممن يملك هذا الثلث المعطل. وفي ظل التقارير التي تفيد بأن سوريا واسرائيل تستعدان لأي مواجهة محتملة فيما بينهما قبل عام 2008 أي قبل نهاية فترة رئاسة بوش وخصوصاً ان اسرائيل تريد حسم ملف حزب الله وبالتالي إغلاق جبهة الشمال مع لبنان في ظل تسوية ما ولو أدى هذا الحسم الى جولة عسكرية جديدة مع حزب الله تكون هذه المرّة المواجهة ممتدة لتصل ربما الى سوريا وإيران وهذا ما ينبه عليه كثير من الخبراء الإستراتجيين، وما دعوتهم اليوم الى انتخابات مبكرة سوى مزيد من الضغط على الحكومة ليس إلا، ويبقى الحصول على الثلث المعطل هو الورقة الرابحة لهم في ظل هذه الأوضاع.

فهل سيحصل حزب الله على الثلث المعطل الذي يخوله الى تحصين جبهته الداخلية في أي متغير إقليمي قادم وبالتالي رهن لبنان لمحور ما في هذا الصراع أم ان الحكومة المدعومة دولياً وعربياً قادرة على الإنتصار على حزب الله سياسياً الذي انتصر على الدول الأقوى عسكرياً في الإقليم؟




#محمد_مصطفى_علوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تُقوض الديمقراطية في لبنان؟
- هل ستشهد المعارضة اللبنانية شرخاُ جديداً؟
- الحكومة والمعارضة والسباق المحموم نحو الإنفجار
- لبنان بعد الإغتيال
- البصمات الإسرائيلية والقرار 1706: تفتيت للسودان أم حماية لدا ...
- هل لبنان على طريق الفدرالية ؟
- إيران والولايات المتحدة..هل حان النزال بينهما؟
- هل وراء استقالة الوزراء الشيعة استحقاقات إقليمية
- هل سينفجر الوضع في لبنان وما نصيب المنطقة من ذلك؟
- بعد تقسيم العراق وأفغانستان ..هل سنشهد حلفاً إيرانياً أمريكي ...
- الإستراتجية الإسرائيلية في تخريب الدول الإفريقية
- تفتيت العراق ومطامع إيران في الخليج
- كوريا الشمالية كما تراها أجهزة المخابرات الأمريكية
- الأهداف الحقيقية للولايات المتحدة من التهويل من الملف النووي ...
- الوجود التنظيمي للقاعدة في لبنان
- سوريا واللعب بورقة القاعدة في لبنان
- الأجندة الخفية للقوات الدولية في لبنان


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد مصطفى علوش - المعارضة اللبنانية كيف تشكلت وما أجندتها؟