أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد مسلم الحسيني - دور المثقف العراقي في عراق التغيير














المزيد.....

دور المثقف العراقي في عراق التغيير


محمد مسلم الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 1770 - 2006 / 12 / 20 - 06:45
المحور: المجتمع المدني
    


من يتابع كتابات بعض الكتّاب وقادة الفكر العراقيين , يجد بأن لهجة الخطاب الفكري العراقي لا تختلف كثيرا عن اللهجة السائدة في الأوساط السياسية والدينية والشعبية على الساحة العراقيّة الغارقة في التناقضات والتباينات الفكرية العارمة . وهذا مايثيرالأنتباه والأستغراب !. أن دور المثقف هذا اليوم , هو أن يكون خارج أتجاه الهوس الجنونيّ العارم الذي يضرب العراق ويهدد حاضره ومستقبله . هذا الهوس الغريب المتمثل بأركانه الشاذة من نعرات طائفية , وتناحرات قومية , وتنابزات قبليّة , ومضاربات حزبيّة , والركض وراء المصلحة الفردية والفئوية , ونفحات العدائية والغوغائية المغرضة , وحب الذات والأنا . أن المثقفين العراقيين اليوم أمام محك تأريخي هام وصعب وربما أهم واصعب من أي وقت مضى . وأن كلّ مايظهره الكاتب من كلمات وأقوال ونزعات وأفكار سوف يسجلها التأريخ ويحاسبه عليها . فيعطي كل ذي حق حقه , ويعاقب كلّ من لا يوفي بواجبه بنزاهة تجاه هذا الوطن وهو يمر في أحلك أوقاته وأزماته .
قبل أن ندعوا شرائح الشعب وفصائله من المسلمين وغير المسلمين, ومن العرب و من غيرالعرب ومن السنة والشيعة والمتدينين والعلمانيين وغيرهم الى نبذ التطرف في التصرف والتفكير وأنتهاج خط الوسطيّة والأعتدال , فنحن ندعوا المثقفين وأصحاب القلم الى أنتهاج هذا الخط أّّولا . أن مصالح البلد وأسباب بقائه , ووحدته وعناصر أزدهاره , ودعائم حاضره ورواسي مستقبله , تتأصل وتهتدي وتتحلى بمنهج الأعتدال ونبذ التطرف . أن درجة التوافق والتلاقي وقوة الوئام والتلاحم بين الشرائح المتباينة في المجتمع العراقي المتناقض أصلا في تركيبته وشكله ومادته , تعتمد أعتمادا كلّيا على شدّة الألتزام وقوة التمسك بهذا المنهج القويم وعدم الخروج عن هذا الخط المقدس الا وهو خط الوسطية والتعقل والأعتدال .
أن أسم العراق هو الرابط المقدس لكل أبناء شعب العراق , ومن يحرص على أسم العراق وديمومته عليه أن يحرص على أسباب بقائه وسلامته . عليه أن ينبذ نزعة التشبث بالرأي الواحد والتعنت في أفكاره وأراداته وعليه أحترام آراء الآخرين وحقوقهم . كما عليه مزج شخصيته في شخصيات الاخرين وزج نفسه بين نفوسهم وأحاسيسه مع أحاسيسهم وطموحاته وأراداته جنبا الى جنب مع طموحات وأرادات الآخرين وليس فوقها أو قبلها . ألاّ يبقى متقوقعا بأفكاره ورؤاه وبنزعاته وغرائزه دون نزعات وغرائز الاخرين . فهنا يكمن دور المثقف الواعي الذي يمر بمخاض عسير في هذه الفترة الصعبة من تأريخ العراق . أذ عليه ألاّ يسلك سلوك السوقة من الناس والأميين , فلم أصبح المثقف مثقفا وندعوه قائدا ومفكرا ومنظرا, أن كان يتطرف في آرائه ورؤاه في وطن يمر في مرحلة خطيرة وصعبة . على صاحب الفكر ألاّ يتصرف تصرف بعض السياسيين الذين همهم كسب الأصوات وتحشيد المؤيدين! . فتراهم يناورون وينادون وينشرون شعارات التطرف الطائفي أو القبلي أو القومي أو الفئوي . فيتأثر بهم الكثير من الناس الذين ينقصهم عمق التفكير وبعد النظر ويفتقدون الى التعقل وحسن الموازنة والدراية والحكمة !. أن هذا المسارالزائغ الذي ينتهجه بعض السياسيين المتطرفين أو بعض الذين يلبسون رداء الدين لتغطية عاهاتهم النفسية وأمراضهم الفئوية ومصالحهم الشخصية الضيّقة , هو مسار شاذ ووعر وخطير وعلى المثقف العراقي الواعي أن يكشفه ويعريه ويبطل آثاره . لا أن يتبناه أو يغازله أوينجرف في تياره المدمر والخطير .

على الطبقة الواعية أن تنتهج منهج الثورة الثقافية المسالمة , حيث تثور على كلّ ما من شأنه أن يمزق النسيج العراقي الموحد ويشتت أوصاله , من نعرات طائفية بخسة وتصرفات صبيانية غير مسؤولة وأعمال أرهابية خسيسة , تهدد سلامة الوطن وتؤثر على أمن المواطن الآمن وأساليب عيشه وأستقراره . كما تنتهك قدسية الدولة الشرعية التي جاءت بأرادات وطموحات الشعب , وبغض النظر عن تحفظاتنا أمام الأخطاء التي يرتكبها بعض السياسيين والنواقص التي نراها من هنا وهناك, فكلّ شيء يهذب ويعالج في وقته ولا يبقى الاّ الصالح والقويم . أن على أصحاب القلم والثقافة أن ينتقدوا وينصحوا وينبهوا على أخطاء السياسيين , ولكن لا أن يحرّضوا ويشجعوا على العنف أو التمرد ومهما كانت الأسباب , خصوصا في ظروف خاصة وحساسة وخطيرة تمر بها البلاد الآن . عليهم أن يثبتوا لغيرهم بأن أختلافات الرؤى والأفكار وتباينات الأهواء والطموحات , يجب أن تصنع مزيجا صلبا نشطا وحيّا تنشأ على أساسه وحدة العراق وعناصر بقائه ولحمته , بدلا من التمزق والتفكك والأنهيار .

أن شعب العراق اليوم هو في أمس الحاجة الى من يواسيه ويمسح من دموعه ويشد من أزره على تحمل المصائب والمحن التي تواجهه في حياته اليومية , لا الى من يغذي فيه التطرف والتذمر والغوغائية والتمرد والعصيان . أنه يحتاج الى من يطفىء في نفسه لهب الحقد والكراهيّة ورفض الآخر وحب الأنتقام , لا الى من يؤجج التناحر والتباعد والتنابز والتضارب في كل الأشياء والأمور . أن دور المثقف الواعي هذا اليوم دور هام ومقدّس , فدوره هو كدور الأب الرحيم أمام أبنائه , ودور الأم الحنون أمام أطفالها, ودور المعلم الحكيم أمام طلابه , ودور القائد الحريص على حياة جنوده . أو كدور صاحب الأمانة حيال أمانته , فكلمة العدل والحق والنزاهة والأعتدال , أمانة في قلمه وفي أعماق ذاته . عليه أن يحسن ردّها وتسليمها الى قرّائه والمتأثرين فيه بأبهى صورها وأحسن مردوداتها وأعمق معانيها , حتى تأتي أوكلها وتؤدي دورها التأريخي الخالد.. , فيكسب المثقف عندها مرضاة ربّه.... ووطنه.... والضمير.... .



#محمد_مسلم_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يرحل الأمريكيون من العراق؟


المزيد.....




- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...
- صحيفتان بريطانيتان: قانون ترحيل اللاجئين لرواندا سيئ وفظيع
- قبالة جربة.. تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد مسلم الحسيني - دور المثقف العراقي في عراق التغيير