أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليث الجادر - هل تمرد الامام المهدي ((عج)) على الله ؟كيف ومتى ...ج3















المزيد.....

هل تمرد الامام المهدي ((عج)) على الله ؟كيف ومتى ...ج3


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 1769 - 2006 / 12 / 19 - 10:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اليس من الغريب اضطرار الاسطوره الى التحلزن داخل قوقعتها الدينيه يفسر نفسه في الواقع على انه ابتعاد عن التدين ..او التزمة الديني ... ان هذه الغرابه والتناقض عائدا الى ان للاسطوره وجهيين ووجوديين كل منهما يختلف عن الاخر بفارق كبير ...فالاسطوره بدأت بمحاولة نفي العجز الديني عن تحقيق ما وعد به اتباعه .. لكنها تطورت كنتيجه حتميه لذلك الاحباط في اذهان هؤلاء الى حركة نفي للدين ذاته وبديلا عنه .... ان الاسطوره المهدويه تبدو متدينه كلما ابتعدت عن ذلك التفسير الجمعي لها ... والعكس هو الصحيح ... وبشكل مبسط فان المهدي في الفكر الديني الرسمي ما هو الا امتداد مشرعن قبل الله لينجز ما عجز محمد عن فعله وتحقيقه ... ولهذا السبب فان المهدي كان دائما في اولى مراحل مشاريعه يبدوا قويا ومندفعا وكلما اقترب من هدفه الديني كان يفقد تلك القوه وذلك الاندفاع ... وهذا ما يفسره الفرق الشاسع لوصف وظيفة المهدي وسلوكيته بين الطرفين ... فهو يطرح نفسه في ارهاصات النخبه الدينيه على انه حامي حمى الاسلام وانه الاحتياطي الالهي المدخر لمنع انهيار اركانه ومفاهيمه ... وهو عند الشيعه والمستضعفين منهم بالذات يمثل ذلك الخزين العلوي المتنخب من قبل الله والمخذول من قبل غيرهم ...هو (((ثأر الله )) ... او بالادق ((ابن ثأر الله )) الذي سيقوم دين الاسلام بما يحقق مصالحهم بعد ان اعوج منذ ان ابعد علي بن ابي طالب عن السلطه ومرورا بقتل الحسين ... ان مهديهم هذا سيقطر سيفه من دم اؤلئك اللذين شاركوا بذلك الانحراف ..وبما ان هولائك قد اندثروا فان الهدف صار ورثتهم الفكريون ... الاسلام يجب ان يصبح شيعيا على يد المنتظر ... بينما تترسخ صورته في اذهان العامه على انه المنقذ الذي سيستنيخ الجنه الالهيه ويستقدمها لهم على ارضه ...فلا ظلم ..ولا جور ... والعدل حينها سينساب كما ينساب الماء في احضان الفرات ... ستشبع بطونه الخاويه ...وسيتحرر كل ارقائهم والعبيد ... ...ولكن كيف ؟ ما هي الاليه التي سيقوم عليها مرتكزات حمو المهدي ... انهم لا يعرفون ذلك وليس من اختصاصهم ان يعرفوا ..واذا ارادوا ان يدركوا ...فما عليهم سوى سؤال احد افراد النخبه ليجيبهم وبتبسيط مج ... يكفي للمهدي ان يطبق تعاليم الاسلام الصحيحه التي حرفت على ايدي اعداء العلويين اللذين هم وحده القادريين على فهم الاسلام ...وحينها سيمون كل شيىء على ما يرام ..تماما مثلما يريداؤلئك البؤساء ... ... وعليهم ان يعلموا ان ما عجز دينهم بالايفاء بوعده لهم لم يكن نابعا من طبيعة الدين ذاته لكن حدث ذلك نتيجة ظروف خارج ذاتيته ... وحتى هم انفسهم يشاركون في ذلك بشكل وباخر ...فخذلان اسلافهم للائمه المعصومين كان له دور كبير في نجاح خطة المؤامره ولهذا فان عليهم ان يتلمسوا قبل كل شيىء طريق التوبه والخلاص من اخطائهم واخطاء اسلافهم ....وافضل واسهل وسيله تنفيذيه لذلك هي ممارسة طقوس التطهير بشكلها الجسدي ... وان تحمل اعباء العبوديه وشغف الحياة يعتبر في طليعة تلك الطقوس ... فليس احب الى نفس المهدي من شيىء وهو يرى اتباعه ومريديه يضربون على رؤوسهم بالسيوف هادريين دمهم معلنيين احتجاجهم بياس كي يعلنوا برائتهم ممن قتل علي والحسين ...وليس هناك مبرر ولا ذريعه قويه تدفع بالمهدي الطموح من ان يتوسل ربه لفك اسره والايفاء بوعده له ... اقوى واجدر من ان يرى المهدي اتباعه وهم يستنجدون به من اجل رفع الضيم عنهم ... مع انهم قادرين على التحرك باتجاه ذلك .. لكنهم يريدون ان يصدق وعد ربهم بان ذلك لا يتم الا عن طريق ظهور منقذه اليهم ... والحقيقه غير ذلك فالمهدي استطاع ان يكون محببا لدى مؤيديه من العامه من خلال اشعاره اياهم انهم غير قادرين على التغيير الا اذا توحدوا ولا يمكن ان يفعلوا ذلك بشكل ناجح الا باتباعه ...هم ...كافراد لا يحق لهم باشتراط الهي ان يثوروا على ظاليميهم ... وهم ان استطاعوا ان يقوموا بالتغيير الذي يبتغونه ...فان ذلك سيبقى ناقصا ... لانهم حينها سيستطيعون من ان يهدموا الوضع الذي هم عليه ولكن ما هو السبيل لبناء البديل الذي يخدمهم ... ليس هناك من سبيل سوى ذلك النموذج الشبيه بمشروع (((((الاعور الدجال )))) وهوركن من اركان مفردات الاسطوره المهدويه ...الذي يمتلك هو الاخر قدرات فائقه تجعله اينما حل برك الرخاء وثاغت النعمه في ارجاء ما يحيطه وهو يغري الناس في اتباعه عن طريق اثرائهم وتلبية كل حاجاتهم ... وهو في نفس الوقت الخصم اللدود والعدو الاول الخطير للمهدي .... الذي سيظفر به وسيقتله ويبدد اتباعه ... انظروا الى هذا التهديد المبطن الخطير الذي يلوح به المهدي الى اتباعه او من يؤيد نظريته ...وهي تمثل في اوجهها المتعدده ايضا اشاره لما حدث على ايدي الامويين اللذيين استمالوا الناس عن طريق العطاء ولكنه كان عطاءا مؤقت لم تتجاوز فترته زمن حدة المعارك ووصوله الى درجة الذروه ... بعدها يكون كل شيء قد عاد الى مكانه لا بل انهم استردوا ما اعطوه اضعافا مضاعفه ... عن طريق الجزيه والضريبه والمصادره وما الى ذلك .. هذا بالاضافه الى ان المهدي اعطى لخونته درسا واقعيا ونفذ وعيده لهم حينما قطع رؤوس كثير من رموز النخبه الدينيه والاجتماعيه في عهد المختار ... بل انه لم يتوانى عن حرقه في النار وسلخ جلودهم بالماء الحار ...كان هذا عقابا لهم لخيانتهم وعدم نصرتهم لجده الحسين بالامس ...وصار رمزا ايحائيا لاسلافهم اليوم ... ...لقد قلنا ان المهدي اصبح اقل تدينا في ما مضى قياسا للمرحله التي وصلنا اليها في تتبعه تاريخيا ... وان وجوده ومهمته الاسطوريه قد تشعبتا على مدى التاريخ ... وصار له اكثر من شكل واكثر بالتالي من وجود ... شكل ديني ومفهوم ومدلول اجتماعي لذلك الشكل ... ومع تطور الانسانيه وخاصه بعد الثورات البرجوازيه في العالم الصناعي وما ادى ذلك وفيما بعد من احداث ثوره عارمه في مجمل مفاهيم الحضاره والثقافه الانسانيه ومع بروز العلم واثباته لجدارته الواقعيه واعلانه التام والصريح ليس فقط الانشقاق عن الدين اي دين ...بل عدائه له ومحاولة نسفه من جذوره ... وجد الاسلام نفسه محاصرا بشكل لم يسبق له مثيل وانشغل اصحاب النخبه الدينيه هذه المره في خوض غمار معركة البقاء فتركوا الى حين مناورات الدفاع عن عجزهم الاجتماعي ...فغاب بذلك عن نشاطاتهم ((المهدي )) المنتظر ..ولم يكن ليستدعى في ذهنيتهم الا في ظروف عن طريق التلاعب بالالفاظ مثل ان (((الجور والظلم ))) الذي وعد بانه سينبري للتصدي له انما يعنيان الكفر والالحاد بالله ...لكن تفسيراته تلك لم يكن لها وقع يذكر ..اما شكله الاجتماعي فقد بدى غير ذلك تماما ...لقد نشطت الرغبه اليه وصار مريديه اكثر الحاحا من ذي قبل لخروجه من غيبته وقيادتهم ...فالظلم والجور يتضخمان بشكل مهول ومن المفترض ان ذلك يمثل علامات ظهوره ...لكنه اين ؟؟؟ هكذا بدت جماهير المهدي تتسائل وكلما مر الوقت دون اجابه من قبل النخبه التي ما فتئت تتلقى اللكمات من خصمها العلم ...كانت ثقة المجتمع المعني تهتز بمصداقية المهدي وقدراته ...الامر الذي جعل النخبه وبالذات الحوزه الدينيه الشيعيه من ان تحاول ان تنتهج اسلوب الهجوم افضل وسيله للدفاع ... ففسرت الانظمه العلمانيه بداية بانها هي الاعور الدجال ... ثم ادعت بان الشيوعيه هي لا محال الاعور الدجال وان القضاء عليها سيتم على يد منتظرها الموعود .......لكن لماذا الشيوعيه هي من مثلت ذلك ... ولماذا حاولت النخب الاسلاميه وبالذات الشيعيه من اللجوء الى هذا الوصف ؟؟؟ الجواب ان الفكر الاشتراكي العلمي كان قد قط شوطا كبيرا باتجاه تفسير وتعليل مطاليب الجماهير المسحوقه التي كان الضعف والتخلف يضطرها الى انتظار وعد السماء لها بالخلاص ... ومع بزوغ قوة المعسكر الاشتراكي في القرن الماضي كانت خيوط المشروع الانساني الساعي الى اقامة مجتمع العدل والمساواة والرخاء قد قد سحبت رؤوسها من تحت يد الامام المهدي الذي طالت فترة انتظاره دونما جدوى وصارت تتحرك معالمها ضمن اطار الفكر الاشتراكي الى درجه اضطرت المهدي الى ان يكتفي بايحائاته الضعيفه والغير سياسيه يطلقها بين الحين والاخر ...وان يكف عن ابداء رغبته في الظهور العلني متحينا فرصة ما ...وهو يشاهد بام عينه مشروعه الالهي كان قد سلب منه وبداء الشروع في اقامته على يد الانسان ....وخلال فترة السبات المهدوي تلك ...كانت لبعض انصاف الماديين وما يمكن ان نسميهم باليسار الهامشي محاولات للتوفيق بين الدين وممارساته وبين المد الثوري الذي اجتاح المجتمع الانساني



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تمرد الامام المهدي (((عج))) على الله ؟ متى وكيف ...ج2
- هل تمرد الامام المهدي ((((عج ))) على الله ؟متى وكيف ...ج1
- أذا كذبنا الهولوكوست...فمن سيصدق ((بيعة الغدير ))...وماساة ك ...
- أمريكا ..بين تكتيك الفشل ...وستراتيجة النصر
- طريقنا ...تنظيم الانتفاضه من اجل الثوره ...ج5
- طريقنا ...تنظيم الانتفاضه من اجل الثوره ...ج4
- طريقنا ....تنظيم الانتفاضه من اجل الثوره ...ج3
- طريقنا ...تنظيم الانتفاضه من اجل الثوره
- طريقنا ..تنظيم الانتفاضه ..من اجل الثوره...ج1
- الثوره البنفسجيه ..وكارثيتها الماساويه في العراق 3
- الثوره البنفسجيه ...وكارثيتها الانسانيه في العراق 2
- الثوره البنفسجيه ..وكارثيتها الانسانيه في العراق
- ... ايها الاشتراكيون ....اما آن الاون
- تنظيم الانتفاضه الاشتراكيه...هي السبيل لانهاء الحرب الطائفيه
- من مقدمات الاشتراكيه العراقيه الثانيه ...وطن بلا حدود
- من مقدمات الاشتراكيه العراقيه الثانيه ...اشتراكيه مقاتله
- من سيكمل (((( وصية ...المنبوذه ))))؟
- من مقدمات الاشتراكيه العراقيه الثانيه
- بلى ايها الرفيق ..لقد دفعوا الثمن ..لكن!!!!!؟
- كومونة (( الصعاليك)) ..و((اشتراكية )) البداوه


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليث الجادر - هل تمرد الامام المهدي ((عج)) على الله ؟كيف ومتى ...ج3