أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء نايف الجبارين - موت في جنازه مصوره














المزيد.....

موت في جنازه مصوره


علاء نايف الجبارين

الحوار المتمدن-العدد: 1769 - 2006 / 12 / 19 - 07:27
المحور: الادب والفن
    


سكون يلف المكان مخترقا بآيات قرانيه, ليس كعادته بمثل هذه الأوقات, فغالبا ما تكون الفوضى محتله لأجواء ألمنطقه , والأغاني التي لا تفهم تطير بالأجواء، تدخل أسماعنا بدون استئذان 0
مالذي يجري ؟؟ كان ردي الطبيعي ل هكذا استثناء ، هذه جنازة أبو احمد أجابني صاحب المقهى .....آه هذا الرجل كان مريضا وأهله ينتظرون موته بفارغ الصبر بعد أن هاجمه المرض اللعين المسمى بالسرطان والذي يقف على حدود بلدتنا حاملا سهامه المسمومة التي يزوده بها المفاعل النووي الذي بناه المحتلين قبل عشرات السنين ويصطاد خيرة أبناء ألبلده
إذن لا بد أن أتواجد وأقدم الواجب تماشيا مع العادات والتقاليد السائدة
ما أن اقتربت من الحشود حتى شعرت باني دخلت نفقا مظلم ,وجوه شاحبة وأصوات خافته ولا يسمع سوى صوت القران ، نودي للصلاة بالمسجد فركض كبار السن ليحظوا بالصلاة على الميت فأجرها عظيم ويسال عنها يوم ألقيامه ، وأما اغلب الشباب وأنا منهم أثرنا البقاء بالخارج لأننا لسنا مستعدين ل هكذا صلاه فتفكيرنا دنيوي أكثر منه حلما بجنه يملؤها الحب والسلام
اقتربت من احدهم هامسا في أذنه متسائلا عن مكان تقديم العزاء ، فأجاب انه في ديوان ألعائله ،فهناك أناس كثيرون سياتو من خارج ألبلده فأنت تعلم أبو احمد كان في لبنان فدائي مع ألمنظمه وأيضا عمله كقائد للشرطة
وفجأة علا صوت الناس ، لقد انتهوا من الصلاة وها هو الجثمان محمولا على الأكتاف ، وحدو الله يا ناس صوت خرج من بين الحشود فلا يتأخر أحدا في الرد عليه كسبا للثواب 0 المقبرة ليست بعيده ولكننا سنفرض طوقا على الشارع فلن تمر السيارات فالمشيعون كثيرون فالرجل كما حدثوني يحبه الناس
ها قد وصلنا وبداو بتحضير القبر والكل يتسابق بتقديم الواجب هذا يحفر والأخر يحمل الأحجار والأقرباء حاملين للجثمان يريدون دفنه بأسرع وقت لان ديننا يقول بان الميت الصالح يريد لدخول للقبر بسرعة والفاسق يريدها مطوله
أنها الزيارة الأولى للمقبرة لذلك لا بد من استغلالها والتعرف علي مكاننا الأخير فرحت أجول بناظري بكل مكان
قطعت جولتي التعارفيه تواضعا لجلاله الموت وهيبته فكل الناس تفكر به وتخشاه
فلكل رجل هنا قصته مع الموت وبما أن هذا يوم أبو احمد فله النصيب الأكبر من تفكير هؤلاء كأن أبو احمد يتحدث مع كل واحد منهم باستثنائي أنا طبعا فقد كنت مشغولا بمراقبه صديقه في ألغربه والوطن استرق السمع لتنهداته التي تخرج رغما عنه وأفتش عن دموعه التي يخفيها بنظارته الكبيرة ، وما أن تتجاوز أي دمعه حدودها يسحقها بمنديله 0 أحسست أن هذا الرجل يمارس حربا خاصة به مع دموعه واضعا لها قوانين استمدها من تجربته في حروب البقاء في لبنان فالسحق بالمنديل لكل دمعه تتخطى حدودها المرسوم لها
يبدو أن صراع الرجل مع دموعه قد أخذني ولم اشعر بالوقت ، إذ بدأ الناس الخاشعين لجلاله الموت بالخروج في صمت, وانضممت للمسيرة وما أن تخطينا حدود المقبرة حتى بدأت الأصوات تتعالى والصراعات الدنيوية والحياتية تطفو من جديد ويتلاشى السكون والخشوع ، ثلاث رجال لم يصبروا حتى يصلوا للمقهى فجلسوا يتحدثوا عن العمل والنقود ، وآخرين يفصلون بين اثنين من المشيعين تشاجرا كأنهم لم يكونوا قبل دقائق يرتجفون لعظمه الموقف ودموعهم من خشيه الموت تود السقوط 0
فحملت نفسي وأفكاري وما رأيت من صور ورسمتها لكم على هذه أللوحه وحال نفسي يقول الشكر لله على نعمه النسيان



#علاء_نايف_الجبارين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين حماس وفتح هل ستكمن مأساتنا
- العراق والنووي الاسرائيلي
- مساء كلمات مبعثره في الحب والوداع
- من يحفظ امن العراق
- ماذا لو حكمت امريكا
- ماذا لو حربا اهليه
- مليشيا الحب
- من اغتال بيير الجميل
- فدراليه الحكيم ورغبه العراقين
- سيدي خالد مشعل الفتنه
- انحدار اليسار في مجتمعنا العربي
- حماس وفن السياسه
- نصر الله واستثمار الانتصار
- مواطن وحمدان وحماس


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء نايف الجبارين - موت في جنازه مصوره