أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - علينا أن لا نضيع البوصلة إسرائيل وأمريكا الخطر وليس إيران














المزيد.....

علينا أن لا نضيع البوصلة إسرائيل وأمريكا الخطر وليس إيران


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1768 - 2006 / 12 / 18 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أن تعاظم دور إيران كقوة إقليمية في المنطقة, و بدأت بتحقيق إنجازات جديه في إطار التكنولوجيا النووية, و أتخذت سياسات معادية لأمريكيا و إسرائيل في المنطقة, حتى بدأت أمريكيا تناصبها العداء وتشن عليها حملة شعواء, لأنها رأت في ذلك تهديدا لمصالحها الحيوية و الإستراتيجية في المنطقة, منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي, و بالتالي لم يكن من الغريب و المفاجئ أنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001 ، جرى تصنيفها من قبل أمريكيا , على أنها جزء من دول محور الشر,الممارسة و الداعمة "للإرهاب", و في الوقت الذي جاءت فيه التطورات الإقليمية و الدولية لتثبت أن إيران قوة إقليمية و تمتلك تأثير ونفوذ في أكثر من ساحة وميدان, بل أنها غدت لاعبا رئيسيا في الساحات العراقية, اللبنانية, الفلسطينية والسورية, هذا التعاظم للنفوذ والدور الإيراني, حاولت أمريكيا إستغلال ذلك, بإشاعة أن إيران تشكل خطر جدي على دول النظام الرسمي العربي و الأمة العربية و على عروش و مصالح و إمتيازات هذا النظام, و أن الخطر لا تمثله أمريكيا و إسرائيل و سياساتهما الإستعمارية و الإستغلالية و الإحتلالية, و نهب ثروات الشعوب وثرواتها, و إحتجاز كل ممكنات التطور فيها, و إدخالها في أتون حروب داخلية و أهلية و طائفية و عرقية و مذهبية بل تقسيم وتجزئة و تذرير بلادهم, و إعادة صياغة و رسم جغرافيتها , وبما يتوافق مع أهدافهما و مصالحهما الاستعمارية، ولعل النظام الرسمي العربي المستقيل من السياسة، والفاقد للشرعية الشعبية، في سبيل حمايته والدفاع عن عروشه ومصالحه وامتيازاته، استجاب لهذه الرؤيا الأمريكية، وأخذ يترجم هذه الاستجابة لممارسات علنية وليست سرية على الأرض، بحيث أصبح يوفر الغطاء السياسي لهذه الرؤيا الأمريكية، فرأينا كيف سكت بل دعم الاحتلال الأمريكي للعراق، حتى سمعنا أكثر من تصريح على لسان قادة النظام الرسمي العربي، بأن الانسحاب الأمريكي من العراق كارثة، وليس بأيدينا ما نفعله لإنقاذ العراق، أما على الساحة اللبنانية، فواضحة جداً مرامي ومقاصد السياسة الأمريكية هناك، فك عرى التحالف بين قوى المقاومة اللبنانية وتحديداً حزب الله مع قوى المقاومة الفلسطينية وتحديداً حماس وسوريا وإيران، وبالتالي جعل لبنان منطقة نفوذ أمريكية، تدار من قبل السفارة الأمريكية في بيروت، وعلى هذه الأرضية جرى شن الحرب العدوانية الإسرائيلية بالوكالة عن أمريكا، وبغطاء سياسي عربي رسمي غير مسبوق على قوى المقاومة اللبنانية_تحديداً حزب الله، وتم وصفها بالقوى المغامرة، وأن قدرتها على التصدي لإسرائيل وهزيمتها هي أحلام شيطانية ووردية، وأن حزب الله ينفذ أجندة إيرانية سورية، وأيضاً جرى ويجري التمسك والدعم اللا محدود أمريكياً ورسمياً عربياً بحكومة السنيورة، واعتبار التحركات الشعبية والجماهيرية التي تقوم بها المعارضة اللبنانية، حزب الله، أمل، التيار الوطني الحر، المرده ، الشيوعيين والقوميين لإسقاطها ، هو بمثابة انقلاب على ما يسمى " بالشرعية والديمقراطية "، على حكومة فاقدة شرعيتها ودستوريتها أساساً، وهذا التباكي على الشرعية والديمقراطية، يجري ممارسة عكسه تماماً، في ساحة ليست ببعيدة على الساحة اللبنانية، إنها الساحة الفلسطينية، حيث جرى انتخاب السلطة الفلسطينية _ وما يعرف بحكومة حماس _ بإنتخابات ديمقراطية شهد لها القاصي والداني، بما فيهم الرئيس الأمريكي الأسبق " جيمي كارتر "، نرى كيف يجري اغتيال هذه الديمقراطية ومحاربتها ومعاقبة الشعب الفلسطيني على خياره الديمقراطي بالحصار والتجويع والابتزاز والمقاطعة السياسية والدبلوماسية، بل وحتى الزج بممثلي الشعب الفلسطيني المنتخبين من وزراء ونواب في السجون الإسرائيليه
، والنظام الرسمي العربي أضعف الإيمان لم يصمت، بل أصبح جزء من ممارسة الحصار والتجويع والمقاطعة، وكل ذلك من اجل دفع الشعب الفلسطيني للإستجابة إلى الشروط والإملاءات الإسرائيلية- الأمريكية للتسوية، وفك عرى تحالفه مع قوى المعارضة والممانعة في المنطقة حزب الله، سوريا وإيران، لأن هذا التحالف من شأنه أن يشكل مخاطر جدية على المصالح والنفوذ الأمريكي في المنطقة، ويقوي ويوسع من حضور التيار الشعبي والجماهيري الرافض للسياسات الأمريكية في المنطقة، وبالتالي يشكل مخاطر جدية على حلفائها العرب المعتدلين في المنطقة، وإزاء ذلك فإنه علينا نحن العرب والفلسطينيون، أن نكون منتبهين ومتيقظين وأن لا نضيع اتجاه البوصلة، فالخطر على الأمة العربية مصدره بالأساس أمريكيا وسياساتها العنصرية والاستعلائية والخاطئة في المنطقة، وما يعانيه الشعبين العراقي والفلسطيني من ظلم واضطهاد وقمع، مصدره الإحتلاليين الأمريكي والإسرائيلي، وليس إيران، والذي يدفع باتجاه الاقتتال والحرب الأهلية، وتفتيت وتدمير وهتك النسيج الاجتماعي في العراق، ولبنان وفلسطين، وتحويل مجتمعاتها إلى عشائر وقبائل وطوائف وأثنيات، هم الأمريكان والإسرائيليين ، وليس إيران، والذي يمارس القمع والقتل اليومي في العراق وفلسطين، هم الأمريكان والإسرائيليين وليس الإيرانيين، وضمن هذه الرؤيا، فإنه محظور علينا أن نخلط الأوراق، وأن نضع الإيرانيين مع الأمريكان والإسرائيليين في سلة واحدة، فمصدر الخطر والشرور على أمتنا وقضايانا العربية والإسلامية هو إسرائيل وأمريكا بالدرجة الأولى، ومحظور علينا دائماً القول ووسم أي حركة جهادية أو وطنية ضد المصالح والأهداف الأمريكية والإسرائيلية، بأنها حركة تنفذ أجندة وإملاءات إيرانية، كما الحال مع حزب الله وحماس والجهاد وغيرهما، فإيران تقف إلى جانبنا وتدعم قضايانا، وبالتأكيد لها مصالح، ولكن المصالح ليست هي إحتلال البلدان العربية ونهب خيراتها وثرواتها، وأيضاً علينا أن نحظر دائماً من القول واللعب بالمقولة الطائفية سنة وشيعة، فهدف ذلك أولاً وأخيراً ضرب وحدة الأمة والشعوب والزج بها في أتون العصبيات القبلية والطائفية، ولنبقى واعيين للمقاصد والغايات الخبيثه والمعاديه إسرائيلياً وأمريكياً وأن لا نفقد الإتجاه والبوصلة في تحديد مكامن الخطر على أمتنا وشعبنا.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجه الآخر للقدس
- التهدئة تبدأ في بغداد وتنتهي في القدس
- حماس فتح ملتحية في الصراع على السلطة
- لبنان على حافة الاستنقاع والحرب الأهلية
- مقاربة لبنانية_ فلسطينية الرئاسة والحكومة
- التيار الثالث أو الطريق الثالث بلا طريق
- بين (ليبرمان) و حماس مع فارق التشبيه
- بيت حانون, قانا, الفلوجة, قندهار
- القدس والعمل السياسي
- الانتخابات المبكرة دوامة من الأزمات ولا بديل عن حكومة الوحدة ...
- -رايس- تسوق بضاعة فاسدة لحفر باطن جديد
- لبنان أكثر من أجنده وأكثر من رؤيا
- إختبر معلوماتك مع النظام الرسمي العربي
- المجتمع الفلسطيني يدخل مرحلة الاستنقاع والتفكك
- رسالة مفتوحة للنظام الرسمي العربي وجيوشه الجرارة
- النظام الرسمي العربي انفصال كلي عن مصالح الأمة وأهدافها وطلع ...
- رسالة مفتوحة للرئيس الفنزويلي- هوغو تشافيز-
- ارحمونا وارحموا شعبنا الفلسطيني
- واقع التعليم الحكومي في القدس الشرقية
- هل نحن في مرحلة الإستنقاع عربياً ؟


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - علينا أن لا نضيع البوصلة إسرائيل وأمريكا الخطر وليس إيران