أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سهيل كيوان - نمرسعدي يدخل حلبة الشعر حصاناً جامحاً














المزيد.....

نمرسعدي يدخل حلبة الشعر حصاناً جامحاً


سهيل كيوان

الحوار المتمدن-العدد: 1768 - 2006 / 12 / 18 - 07:10
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


في عملي كمحرر أدبي تصلني كثير من" الدواوين" الشعرية فأبحث فيها برغبة صادقة عن الشعرلأقتبس شطرة شعرية واحدة للأشارة الى أجواء الكتاب او ما يسمى الديوان فلا أعثر،هذا يذكّرني في طفولتي عندما كنا نبحث في تلة الدريس الهائلة على البيدر عن حبة حمص واحدة فنجدها بعد لأي أو لا نجدها ! في ديوانيّ نمرسعدي من قرية ( بسمة طبعون) الأولين وجدت كومة من الحب يشوبها القليل من القش! فكل قصائد الديوانين تمنحك الأحساس بأنها شعر وطبعا بتفاوت في جودتها ولكن جميعها فوق المستوى العام الذي نراه في شعرنا المحلي وتؤكد للقارئ أن ما يراه هو لون الحبر الذي لا تفرزه الا قريحة شاعر، أنها الكلمات المخبوزة بنار الشعر والثقافة ، و ليس أستعراضا سطحياً لبعض علامات الشعر بل هو تواشج وانصهار الفكرة الخاصة بالموروث الثقافي العام العربي والعالمي، في شعر نمر

سعدي نلمس وجعا روحيا حقيقيا، لا اعرف نمر سعدي ولم أسمع به من قبل ، لكنه ترك رقم هاتفه على طاولة مكتبي ، بعد مرور سريع على بعض القصائد هاتفته كي أهنأه وليطمئن قلبي، ويبدو أنني استكثرت هذه الثقافة على اسم محلي اسمع به لأول مرة ، أصغيت لمحدثي فعزز ما سمعته منه ما كنت قد قرأته! سألته : لماذا لم تجمع ديوانيك بديوان واحد بدلا من ديوانين لأن كل واحد منهما يقع في حوالي 75 صفحة من الحجم المتوسط ! قال أن لكل ديوان مستواه وأجواءه ، اذا فليس الطمع بالكمّ أغرى الشاعر لأصدار ديوانين ، وبالفعل عندما قرأتهما بتأن لاحظت أن ديوان " عذابات وضاح آخر " يختلف عن ديوان " أوتوبيا أنثى الملاك " فالأول هو عبارة عن قصائد قصيرة كل واحدة في أقل من صفحة ! بينما في الثاني قصائد اطول وهي تنسج على منوال واحد استطيع القول انها تظاهرة المثقف! حيث نجد التربة الشعرية التي تنمو منها قصائده ، يقول
"قال لي شاعر
القصيدة أنثى تراودني
في العشيات عن نفسها
ولكنني سأقول
القصيدة غيبية الروح
حسية في تشكلنا
أحرقت نفسها قبلة قبلة
في مهب الصدى
القصيدة خلق المجرد
في ذاتنا .. سر معنى
نبيل لعشق الحياة سدى
والقصيدة عشب جريح
على هامة الأبدية
ينزف أحزاننا والندى
قال لي آخري
نجد لديه مصافحات ومعانقات شعرية مع كثير من الشعراء العرب والعالميين، عندما سألته بماذا يشتغل كأنما شعر بالخجل حاول التهرب من السؤال ! وعندما ألححت عليه قال أنه عامل دهان وترميمات! لم يفاجئني بهذه الحقيقة التي أصبحت معروفة ! فنار الشعر لا تنمو تحت أسقف مضاءة بالفلوريسنت! لأنها تحتاج الى الشمس الحارقة والعواصف والصواعق والسهوب ! تبادلت معه الحديث عن قراءاته ، فكشفت قارئاً ممتازاً! فهو يقرأ لمعظم الشعراء والروائيين الكبار العرب والعالميين ! وهو يكتب الشعر منذ 1995 ولكن وضعه المادي حرمه من اصدار ديوان شعري ، الآن فقط يصدر ديوانيه الأولين بطبعة متواضعة جدا وهو في الثامنة والعشرين من عمره ! نمرقال لي بمرارة انه ارسل قصائده لقسم الثقافة العربي في وزارة المعارف الأسرائيلية التي تصدر سنويا عشرات الكتب ولكنها اهملت كتابه لثلاث سنوات رغم انها اصدرت الكثير مما لا يستحق ان نطلق عليه اسم ديوان شعر او كتاب! نعم أوافق واشهد أن معظمها لا يرقى الى مستوى شعر نمر! ولكن منذ متى تصنع الوزارات واللجان المنبثقة عنها الشعراء الحقيقيين ! صدقني قد يكون في قرار اللجنة بعدم نشر شعرك نعمة وخير لا تتوقعه ! فالكتابة الجيدة وان كانت على ورق عادي وبسيط ستجد طريقها الى قلب القارئ! ها قد بدأت طريقك وثق انك اذا واصلت طريقك هذا سيكون لك شأن شعري ،وما عليك سوى ان تقفز تلك القفزة الأولى والمخيفة كالمظلي من الطائرة الى الفضاء الرحب وستكتشف جمال الحرية وضرورتها لروح الشعر والأدب! أما اذا دجّنوك أو دجّنت نفسك بنفسك كما تفعل الأكثرية فستكون نسمة صيف جميلة ولكنها عابرة! وسوف تغيض شاعريتك كما غاضت شاعرية كثيرين بدأوا كخيول جامحة ثم قعدوا يجترون في حظائرالتدجين المكيّفة ومنهم كتاب وشعراء كادوا يصيرون كباراً نمريعد بديوان قادم تحت عنوان " نقوش على جناح نورسة زرقاء " مبروك لقرية بسمة طبعون ، بالأمكان القول أنها انجبت شاعرا، وأريد أن أصلّي بأن لا يضيع شاعرٌ آخر من الجيل الشاب على الطريق كما ضاع كثيرون من قبله على منعطفات الوظائف والجوائز الخطرة !



#سهيل_كيوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سهيل كيوان - نمرسعدي يدخل حلبة الشعر حصاناً جامحاً