أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - طارق علي - محور الامل: فنزويلا والحلم البوليفاري















المزيد.....

محور الامل: فنزويلا والحلم البوليفاري


طارق علي

الحوار المتمدن-العدد: 1767 - 2006 / 12 / 17 - 11:02
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كاونتر بانش؛ 4 ديسمبر 2006.
في العالم الاسلامي الجماعات الدينية الفعالة عسكريا، ولكن المحدودة سياسيا تهيمن على المقاومة ضد الامبراطورية الامريكية. آسيا مأفونة بحب الرأسمال. اوروبا ترقد مدفونة بعمق في تبلد نيوليبرالي، واليسار والحركات الاجتماعية في الاتحاد الاوروبي (ايطاليا هي النموذج الاحدث) في حالة متقدمة من التحلل. ولكن في جنوب امريكا ينهض محورا للأمل يتحدى الهيمنة الامبراطورية على كل مستوى. الديموقراطية، التي اصبحت جوفاء ولا تمنح اي بدائل في الشمال، تستخدم لانعاش الامل في الجنوب.

اعادة الانتخاب المرجح لهيوجو شافيز في نهاية هذا الاسبوع في فنزويلا سوف يكون علامة على مرحلة جديدة في هذه العملية. خصمه، مانويل روزاليس، الذي وصفته الفايننشال تايمز (30 نوفمبر) كمرشح "يسار-وسط" متورط بشدة في الانقلاب الفاشل الذي حاول اسقاط شافيز في 2004. يدعي روزاليس "انا لن اجلس على حجر احد" ولكنه لا يكاد ان يكون سرا ارتباطه الشديد بالبيت الابيض.

موجة التمردات والحركات الاجتماعية المنتشرة بشكل غير متساوي عبر القارة الامريكية الجنوبية اليوم هي النتيجة الحتمية لاتفاق واشنطن، العبودية الاقتصادية للعالم. كانت امريكا اللاتينية اول معمل لتجارب هايكي التي انتجت في الاخير اتفاق واشنطن. صبيان شيكاغو تحت قيادة الراحل ميلتون فريدمان، الذي كان رائدا للاقتصاديات النيوليبرالية، استخدموا شيلي بعد انقلاب بينوشيه عام 1973 كمعمل للتجارب. كانت شيلي حالة جيدة بالنسبة لهم. الطبقة العاملة في شيلي وحزباها كان قد تم سحقهم، وقتل كوادر قادتهم او "اختفوا". بعدها بست سنوات، سحقت ثورة الكونترا المضادة المدعومة امريكيا ثورة الساندينستا في نيكاراجوا.

مبكرا في هذا الشهر، الزعيم الساندينستي، دانييل اورتيجا كسب رئاسة بلاده. اورتيجا، وقد باركته الكنيسة، ومصطحبا بزعيم كونترا سابق كنائب للرئيس، وما زال يلوث سمعته السفير الامريكي، قد يكون ما زال ظلا سقيما لنفسه، ولكن انتصاره دون شك يعكس رغبة النيكاراجويون للتغيير. هل سوف تتبع ماناجوا نفس سياسات كراكاس المعادية للامبريالية لاعادة التوزيع ام تحصر نفسها في الرطانة وتظل زبونا عند صندوق النقد الدولي؟

بل ان هناك حتى اخبار اطيب من كيتو. الانتصار الانتخابي الملموس لرفاييل كورريا، الاقتصادي الديناميكي الشاب الذي تعلم في الولايات المتحدة ووزير المالية السابق، الذي اقسم في حملته الانتخابية ان يعاكس مشاركة اكوادور في معاهدة منطقة التجارة الحرة للامريكتين التي تدعمها الولايات المتحدة، وان يطلب من الجيش الامريكي اخلاء قاعدته في مانتا، وان ينضم الى الاوبك والحركة البوليفارية المتنامية التي تسعى لتوحيد امريكا اللاتينية ضد الامبريالية. انتصار كورريا يأتي في وقت تسير فيه امريكا اللاتينية مرة اخرى الى الامام. قد نهضت توا مظاهر مدهشة للارادة الشعبية في بورتو اليجري وكراكاس وبيونس ايريس وكوشابامبا وكوتسكو، وما نذكر سوى اسماء قلة من المدن.

وهذا ما يمنح املا جديدا لعالم اما يغط في تبلد نيوليبرالي عميق (الاتحاد الاوروبي، الولايات المتحدة، الشرق الاقصى) او يعاني من الاهدار العسكري والاقتصادي لنظام عالمي جديد (العراق، فلسطين، لبنان، افغانستان، جنوب اسيا). النضال الذي تتقدمه كرأس رمح جمهورية فنزويلا البوليفارية ضد اتفاق واشنطن قد اشعل غضب وهياج البيت الابيض. ثلاث محاولات (منها انقلاب عسكري تدعمه الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي) لاسقاط هيوجو شافيز.

انتخب شافيز اول مرة رئيسا لفنزويلا في فبراير عام 1999، بعد عشر سنوات من الانتفاضة الشعبية ضد برنامج الاصلاح الهيكلي لصندوق النقد الدولي والتي سحقها بوحشية كارلوس اندرياس بيريز، الذي كان حزبه فيما مضى اكبر عضو في الدولية الاشتراكية. في حملته الانتخابية استهجن بيريز الاقتصاديين المأجورين عند البنك الدولي بوصفهم يرتكبون "تطهير عرقي للعاملين بأجر عند شمولية اقتصادية" واستهجن صندوق النقد الدولي بوصفه "قنبلة نيوترونية تقتل الشعب، ولكنها تترك المباني قائمة".

بعدها انحنى بيريز امام مطالب كلا المؤسستين، وعطل الدستور، واعلن حالة الطوارئ وامر الجيش بالتصدي للمحتجين. اكثر من 2000 من الفقراء قتلوا برصاصات الجيش. تلك كانت لحظة تأسيس الهبة البوليفارية في فنزويلا.

نظم شافيز وضباط صغار اخرين انفسهم للاحتجاج ضد الانتهاك والفساد في الجيش. في 1992 نظم الضباط الراديكاليون تمردا ضد هؤلاء الذين اصدروا الاوامر بارتكاب المذبحة. فشل التمرد لانه كان في اعقاب مآسي 1989 بوقت قصير، ولكن الناس لم تنس. هكذا كانت حكاية مجيئ البوليفاريون الجدد الى السلطة وبدايتهم البطيئة الحذرة في تنفيذ اصلاحات اجتماعية ديموقراطية، تذكر باصلاحات النيو ديل عند روزفلت وعند حكومة العمال في 1945. في عالم تهيمن عليه اجماع واشنطن كان ذلك امر غير مقبول. ومن هنا السعي المحموم لاسقاط شافيز. ومن هنا مطلب بات روبرتسون، زعيم المسيحية السياسية في الولايات المتحدة، ان واشنطن يجب ان تنظم اغتيالا فوريا لشافيز. فنزويلا،التي كانت حتى الان بلدا غامضا بقدر بعد اهتمام بقية العالم بها، فجأة اصبحت فنارا.

اغلبية الناس التي انتخبت شافيز كانت غاضبة وحازمة. لقد شعروا بأن تمثيلهم لم يكن كافيا لمدة عشر سنوات؛ شعروا بخيانتهم من قبل الاحزاب التقليدية؛ لقد عبروا عن كراهيتهم للسياسات النيوليبرالية التي كانت نافذة المفعول حينذاك، والتي تكونت من هجوم على الفقراء من اجل نمو عصابة مالية طفيلية، وبيروقراطية مدنية ونقابية فاسدة. لقد عبروا عن كراهيتهم للطريقة التي تستغل بها احتياطات البترول في البلاد. لقد عبروا عن كراهيتهم لعجرفة النخبة الفنزويلية، التي استغلت الثروة ولون الجلد الابيض لتحافظ على استمرار نفسها على حساب الاغلبية الفقيرة سوداء البشرة. انتخاب شافيز كان انتقامهم الشخصي.

عندما بات واضحا ان شافيز مصمم على احداث اكثر التغييرات تواضعا في هيكل البلاد الاجتماعي، فحت واشنطن بسمومها. لم يتصاعد مثل هذا البغض المرير للاخر من هذا الحي بشكل اكثر وضوحا من تصرفات والدعاية ضد فنزويلا التي قامت بها الولايات المتحدة، بالفايننشال تايمز والايكونوميست في مقدمة حملة التشوية المعلوماتي المكثفة والواسعة.

لقد توحدوا في اجحافهم ضد شافيز، الذي رأوا في صعوده للسلطة كوضع شاذ مجنون لان الاصلاحات الاجتماعية التي جاء تمويلها من العوائد النفطية – صحة، وتعليم واسكان مجاني للفقراء – اعتبروها ردة للايام السابقة الشريرة، اول خطوة في الطريق نحو الشمولية.

لم يخف شافيز ابدا خطه السياسي. السيمونان من القرن الثامن عشر – بوليفار ورودريجوز – قد علموه درسا بسيطا: لا تخدم مصالح الاخرين؛ اصنع ثورتك السياسية والاقتصادية الخاصة بك، ووحد امريكا الجنوبية ضد كل الامبراطوريات. تلك كانت جوهر برنامجه، الذي لم يكن مقبولا لمؤيدي اجماع واشنطن.

الاساسي في تحدي جدي من امريكا اللاتينية للولايات المتحدة يكمن في التماسك الاقليمي. انه امر حاسم. عندما بدأ ارسال قناة الكابل تيليسور في كراكاس منذ سنتين تقريبا، احد اول برامجها كشف مستوى صادم من الجهل بين الامريكيين الجنوبيين. فعليا في كل لقاء الفوكس بوب في كل مدينة كبيرة كشف ان الناس تعرف اسم عاصمتهم وعاصمة الولايات المتحدة الامريكية. القليل جدا هم من استطاعوا ان يقولوا اسم عاصمتين او ثلاثة اخريتين في قارتهم!

لذا الوحدة الاقليمية – الفدرالية البوليفارية المكونة من دول ذات سيادة التي يتكلم عنها شافيز دوما – هي ضرورة للتحرك الى الامام. سوف تفعل واشنطن كل شيء لمنع هذا حيث ان مصالحها الخاصة تملي عليها ان تتعامل مع كل بلد على حدى اكثر من التعامل معهم باعتبارهم كيانات اقليمية (وهذا حتى صحيح بالنسبة للاتحاد الاوروبي). الوحدة الاقليمية في امريكا اللاتينية يمكنها ان تمتلك اثرا مدهشا في الشمال كما ينمو السكان ذوي الاصول الهيسبانيك ينمون بسرعة في الولايات المتحدة مسببين الهلع العظيم لمفكري الدولة مثل صمويل هنتينجتون.

كتاب طارق علي الجديد: قراصنة الكاريبي: محور الامل، من دار نشر فيرسو.



#طارق_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار المعادي للامبريالية في مواجهة مع الاسلام
- العملية: الحرية لإيران
- باسم "صدام الحضارات"


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - طارق علي - محور الامل: فنزويلا والحلم البوليفاري