أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - احتراق العراق بفعل فاعل !















المزيد.....

احتراق العراق بفعل فاعل !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1767 - 2006 / 12 / 17 - 08:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مطالعة :
الفاعل معلوم الا لشهود الزور ، فمن احرق البشر والحديد باليورانيوم المنضب معلوم ، ومن احرق الدولة بمؤسساتها معلوم ، ومن سرق العدادات والمليارات ، بل البلاد كلها معلوم ، من احرق بغداد من نيسان الى نيسان معلوم من احرق الاجنة بالارحام معلوم ومن قطع الارزاق والاعناق معلوم ، ومن شق الصفوف مقدمة لشق خارطة العراق معلوم !
كذب الحاكمون بامر سيدهم ، لا ارهاب غير ارهابهم ، ولاميليشيات غير ميليشياتهم ، ولا فساد غير فسادهم ، ولا استبداد غير استبدادهم !
صدق المقاومون وبانت بشائر النصر ، لا حكم الا للعراق ولا صوت يعلو صوته من زاخو وحتى البصرة عراق واحد والسلام لا فدرالية وانتقام !
كذبت الاحزاب وصدق الكتاب كتاب الشعب المستجاب .
كتبه الشعب بدمه ، واعاد نسخه بدمه ، الشيخ ضاري ، وشعلان ابو الجون ، والخالصي ، وتيعد نسخه المقاومة التي لا تقهر .
ستأتي الرياح بما لا تشتهي سفن الحكيم والجعفري والبارزاني والمالكي والطالباني وعلاوي ومن لف لفهم وسيلحقون متوسلين باسيادهم طلبا للامان ، فالشعب قد اصدر حكمه بهم ولا امان لهم غير المغادرة مع المغادرين !

خبر ليس بعاجل :

تلقت اطراف العملية السياسية الفاشلة في العراق باستياء حقيقي ما ورد على لسان امين عام المنظمة الدولية كوفي عنان : من ان الذي يجري في العراق هو اسوء من الحرب الاهلية ، وان العراق بحاجة الى ترتيبات سياسية جديدة يكفلها مؤتمر دولي بخصوصه !
ان اهمية وحساسية هذا التشخيص الذي نزل على وجوه حكام العراق الجدد منزلة الصفعة ، صفعة الضمير الدولي الذي عطلت روحه الغطرسة الامريكية المتغولة ، تكمن في توقيتها الدقيق والمعبرلكل الاطراف ذات الصلة ، من الحكومة العراقية الى الادارة الامريكية الى المنظمة الدولية الى قوى المقاومة العراقية بمختلف اشكالها ،انها صفعة ولا كل الصفعات حيث توجت سلسلة طويلة من ركلات النقد ، والفضح ، وعدم الثقة ، والتشكيك حد الامتعاض والتي سددتها وتسددها كل يوم منظمات حقوق الانسان ، والنزاهة ، واوقفواالتعذيب ، والشفافية ، والصحة ، والهجرة ، واللاجئين ، والصحفيين ، والمراسلين ، والمحامين ، والاطباء ، وو وكل المنظمات العالمية المستقلة او المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة ، والتي كشفت اللثام عن حقيقة مايجري في العراق ومنذ احتلاله في 9 نيسان 2003 وحتى الان من انتهاكات لابسط قواعد القوانين الدولية .
صفعة كوفي عنان تترجم وبدون عناء على انها اعلان للاشرعية الوضع العراقي بكليته بما فيه الحكومة المدعية ، وهذا هو بيت القصيد في كل الموضوع ، أي ان الحكومة منزعجة لان كوفي عنان قد شكك بشرعيتها ، والحكومة العراقية تريد تجاوز موضوعة الشرعية لانه يفتح عليها من جديد التحقيق الذي سيعيدها الى نقطة الصفر وكأنها لم تفعل اي شيء !
لا انها فعلت كل الاشياء التي تساعد العراق على الاحتراق والتشظي ، وفعلت ما يجعل شعب العراق اما في المقابر او السجون او اللجوء او يقاوم او يصرخ ، اولا يعرف ماذا يفعل ، نعم انها فعلت كل شيء يدمر العراق ولم تفعل اي شيء غير ذلك !
ان الوضع العراقي بمجمله خارج قوانين الشرعية الدولية ، التي استبيحت بالغزو الامريكي له ، والذي لم تستطع المنظمة الدولية منعه بسبب من تسلط الامريكان على عصب قراراتها الملزمة مجلس امنها الغير مؤتمن !
البلاد محتلة والحكومة المشكلة بدعم المحتلين لا تحكم حتى نفسها رغم ما تدعيه من كونها منتخبة ولكن حتى هذا الادعاء قد تم تفنيده داخليا وخارجيا ، داخليا قد تم فضح تزويرها وارتهان ارادة الغالبية العظمى من المصوتين للمتسلطين بقوة ميليشياتهم ومراجعهم الدينية والدنيوية والتي كان لسان حالها يقول : اليوم يحسب لكم او عليكم فانتم اما معنا او علينا ! وهو ذاته منطق سيدهم بوش عندما خير العالم اما معه او ضده في حروبه الامبراطورية ، التي تمنت اغلب دول العالم فشلها !
اما خارجيا فان اغلب المنظمات الحقوقية والقضائية المستقلة والمراقبين والمحللين والمراسلين المستقلين قد شككوا بنزاهة العملية السياسية برمتها ناهيك عن الانتخابات التي كانت بمثابة شهادة زور بكل ماتعنيه الكلمة !

لا يطفيء الحريق غير المقاومة :

طوال الوقت لم يكن الفاعل مجهولا ، وطوال الوقت كان الحكماء يقولون ما بني على باطل هو باطل
وطوال الوقت المقاومة تفعل كثيرا وتتكلم قليلا ، وطوال الوقت يضعون الحجر ويحفرون الحفر في طريقها ، لكنها لا تتعثر ولا تضجر فالوقت مهما طال هو لصالحها .
حرائق الاحتلال المعتمدة على المبدأ القديم الجديد فرق تسد لا يعالجها غير ابناء البلد الاصلاء ، فلا الطائفية الدخيلة ولا العرقية المستنهضة ولا فتن العقارب وخلط الاوراق وشراء الذمم وافساد النفوس
كفيلة بخلع هذا الشعب من جذوره ولا تكسير جسوره ولا تقزيم قامته .
امريكا عجزت وتحاول اليوم لعب ورقتها الاخيرة حاثة حثالتها العراقية على بذل المزيد والا فأنها ستحرقهم بحريق العراق الذي ستتركه حطاما ، لكنها تخطيء هذه المرة ايضا فالعراق ينهض كل مرة مجددا نفسه ومهلكا من تطاول عليه والزمان شاهد !
الزمن زمن الثأر لكرامة الانسان العراقي في ابوغريب وبوكا وعقرة والفلوجة والنجف والحلة والبصرة وبعقوبة والرمادي وحديثة وسامراء وراوة وبلد وكركوك والكوت والعمارة والمجر والموصل والسليمانية وكل منطقة في عراقنا المبتلي بعصابات الاحتلال واعوانه ، لا قلب احن على البلاد من اهلها ـ لا لن تكن نار الاعداء جدار بهم سنلحق عار ما بعده عار .
سقط رامسفيلد وسيسقط كل الاوغاد ولن تكن الخضراء درع لهم مادامت يد المقاومة تطول ما لا يطال،
ومازالت ابيات الرصافي التي قيلت بحق الانكليز وحكوماتهم العميلة في العراق تصح على الامريكان وحكوماتهم العميلة حين قال :
انا بالحكومة والسياسة اعرف
ألأم في تفنيدها واعنف
علم ودستور ومجلس امة كل عن المعنى الصحيح محرف .
لم يصدقوا وعدا واحدا من وعودهم لا انسحاب لقوات الاحتلال ولا أمن واستقرار ولا اعمار ولا مصالحة وطنية ولا حل للميليشيات القابضة والمتقاسمة مع المحتل ترويع الاهالي وسرقة ثروات البلاد حكوماتهم السابقة والاحقة محكومة بما يفصله المحتلون ودستورهم مشروع فتنة اما اعلامهم فهي اعلام مخادعة لا تعني ما تظهر وان ظهرت فهي بحروف عبرية او فارسية !
وحدة صفوف المقاومة العراقية بمختلف فصائلها السياسية والمسلحة في الداخل والخارج هي صمام امان نصرها وهي مفتاح التحرير والبناء ، استقطاب اوسع التحالفات الداخلية والاقليمية والدولية سلاح لا غنى عنه لتكريس عزلة المحتلين وحكومتهم العميلة .
ان اعداء شعبنا يفضحون انفسهم بانفسهم بتخبطهم ورعونتهم ، واخر المتمة لقاء بوش بالمالكي الذي يؤشر على الافلاس بحيث لم يكن هناك مايقال غير كلام اجوف لا معنى له مثل ان المالكي منتخب وان القوات العراقية قد تطورت وعلى هذا الوزن الميت ، وذات الشيء ينطبق على اللقاء الذي يجريه الحكيم مع بوش في واشنطن متوسلا به وبكل الذين قد يكرهوه على الانسحاب المبكر من العراق بان لا يفعلوا عارضا عليهم ما يحبذون من مرهونيات او اوهام صاروا هم انفسهم يكرهون سماعها !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية مدينتي
- الاستخدام المزدوج لوسائل الاعلام
- نجيب محفوظ قبل وبعد النوبل
- دواء العقارب
- الجزيرة اكثر من سلطة رابعة !
- جذور لاتموت
- الحياة في اجازة والعيد جنازة !
- العقل العراقي عصي على الاحتلال
- ثلاثة اذا ذكروا ذهب العراقيون لقضاء حاجتهم !
- خذوا الحكمة من افواه جنود العدو!
- النحس يلاحق حكومة الاحتلال غير الدائمة !
- امريكا تمهد لمرحلة القواعد الدائمة في العراق
- حركة عدم الانحياز مطالبة بالانحياز
- محمود درويش تجاوز النوبل مرتين
- ايران بين مزدوجين
- من يحزر في يد من خاتم بغداد ؟
- نظرتان متقابلتان
- 11 سبتمبرحريق في الرايخشتاغ الامريكي
- البراءة الكبرى
- من يوميات الحب السري في بغداد


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - احتراق العراق بفعل فاعل !