أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق الحاج - مفيش فايدة..!!














المزيد.....

مفيش فايدة..!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1765 - 2006 / 12 / 15 - 10:54
المحور: حقوق الانسان
    


صحوت من شبه غيبوبة استمرت مايقرب من أسبوعين بسبب ‏وعكة حادة بعد هطول أكثر من محنة غير متوقعة على أم رأسي ‏هزت بعض مالدي من قناعات نصف مقدسة واستنفذت قدرتي ‏الفائقة على الامتصاص..!!‏
وما أن فتحت عيني حتى سألت أول ماسألت عن حال الوطن..!!‏
ضحك ابني الأكبر وقال : يابا.. اسأل عن صحتك أحسن..!! الوطن ‏سلامة تسلمك..انسى..!!‏
زغرت في ابني..وطحرت طحرة كبيرة حدا ..كيف انسى يا ابن ‏ال....؟!! وأنا اللي طول عمري ما حبيت غيره
همس أخي الأصغر مخففا الوضع :ياخوي المهم سلامتك..‏
كلنا نحاول الآن القضاء على الفلتان الصحي الذي انتشر في ‏جسمك و ضبط الضغط السياسي في دمك ونجري محادثات ‏مكثفة مع الدكتور لمنع وصول السكر إلى بولك وكذلك نحاول ‏تخفيف الحمى التي تجتاح أضلاعك بسبب السيدة المصونة مدام ‏انفلونزا..التي يبدو انها تخلص لك أكثر من أم العيال..!!‏
أصررت على السؤال وطلبت المذياع الصغير خاصتي فوجدت إن ‏جميع وسائل الاتصال السمعية والمرئية قد اختفت من البيت ‏وألححت فأنا عنيد وراسي جزمة قديمة..وصرخت :إما الراديو ‏وإما الدواء.. ‏
نعم سأقوم بالاعتصام بفرشتي وبالإضراب عن تناول الدواء ‏والشوربة اذا لم يحضروا لي "صديقي" الذي لايكذبني الخبر..!! ‏
وفعلا نجحت في تحقيق مطلبي العادل بعدساعة وتيقنت أن ‏الشيخ نصر الله والمعتصمين في ساحتي رياض الصلح والشهداء ‏سينتصرون في معركتهم السلمية من أجل وحدة وطنية ليس ‏فقط بسبب صدق وذكاء الشيخ في خطاب الحشد وإنما بسبب ‏اخلاص ملائكة 14 آذار الفاقع لعيون أمريكا أكثر من قلب لبنان..!!‏
‏ ‏
حركت المؤشر شمالا ويمينا على الاف .ام والايه.ام ووجدت في ‏النهاية إن الامور من حولي ازدادت سوءا على سوء فمن قتل ‏لأطفال ابرياء وهم يتجهون إلى المدرسة في غزة إلى قتل ‏لقاضي محكمة في خان يونس.. إلى اختطافات متبادلة بين ‏جندرما السلطان وميليشياالمماليك.. وسيطرة الرصاص المنفلت ‏على الشارع.. إلى حنق وإحباط متزايد لدي العسكريين ‏والمدنيين من انقطاع الامل في نصف راتب أو حتى سلفة بينما ‏الوعود كالدود عن تبرع قطر مرة بمعاش سنة كاملة لزيد دون ‏عبيد وكأن هناك تمييز بين خيار وفقوس ..!!ومرة اخرى عن تزويد ‏ايران لموظفينا بمعاش مستقرلمدة ستة شهور وكأن الكذب على ‏الطيبين أصبح مجرد اسبرين أو اكامول لتسكين حالة الذبح العامة ‏من الوريد إلى الوريد لشعب لايستحق أن يصبح اضحوكة أو ‏مجرد حثالة إنسانية تقزمت آمالها وطموحاتها العريضة في كابونة ‏من زيت وعدس وسكر..!!‏
‏ ‏
صرخت من وطني .. أقصد من وجعى ..ومن أحلام ابنائي ‏ونسيت وصية الطبيب الذي حذرني من الانفعال..‏
بكيت على القيم والوعود السنغافورية والايرانية والقطرية..بكائي ‏على قبر أمي..‏
وبكيت على كلمات الذين شدوا على ذقونهم بالتغيير ليجد ‏الجميع في النهاية إن شهاب الدين ليس بأفضل من أخيه..‏
تأملت..وجوه من حولي وعيونهم الدامعة والمشفقة
هززت رأسي ..‏
همس ابني الاوسط.: فلننتظر ياوالدي خطاب عباس لعله يأتي ‏بالفرج
طحرت..وسعلت لأخرج البلغم الذي بدأ يملأ فمي
اسمع يابني.. نحن بين أمرين أحلاهما مر‏
الأول : أن تصمد الامعاء الخاوية أكثر فأكثر في الحصار والجنة في ‏انتظار من يسقط جوعا من الناس بتوصية من حكومة حماس
والثاني : أن يفك عباس الحصار من خلال الدعوة لانتخابات جديدة ‏
وهنا سيخرج أكثر.. السلاح المخبأ تحت الارض وتشتعل الفتنة ‏في الرؤوس وتتعرى من ورعها النفوس وستبدأ حرب مرتبة ‏ضروس أفظع من حرب داحس و البسوس بين طلاب الكراسي ‏وطلاب الفلوس..!!‏
وسيضيع من لا ظهر لهم بين الرجلين..!!‏
اللهم اني لا ابرىء أحدا..من الفتنة القادمة
اللهم اني أبرأ اليك مما يحاك ويجري..وأضرع اليك إن تنقذ شعبي ‏من شعبي..!!‏
اللهم..أنت الرجاء..وانت الامل.. ولا أمل ولارجاء الابك..‏
‏ ‏
حاول ابني الأصغر تهدئتي "يابا خليك متفائل
نظرت إليه وابتسمت كابتسامة النهاية لمحمود المليجي في ‏فيلم "الأرض"..ثم تناولت حبتين من الأسبرين مع رشفة ماء.‏
بدأت أحس ببرد شديد يدب في مفاصلي..‏
صرخت :غطوني.. مفيش فايدة ‏
تذكرت أن هذه مقولة سعد زغلول "وهو يقول لام المصريين : ‏‏"شدي اللحاف ياصفية..مفيش فايدة " ومالفرق وأنا مثل ‏سعد..محبط.. معلول..!!‏
أخذت الدنيا تغيم في عيني..وبدأت اسمع خارج الزمن صوت ام ‏العيال تصرخ طالبة النجدة وزامور عربة الاسعاف يقترب من بعيد .‏
وآحدهم يهتف في الجميع
لا اله إلا الله
محمد رسول الله..‏



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله لا يعطيكو عافية..!!
- امسك حرامي..!!
- رحماك..أيها النرجسي الكبير..!!
- ليس وقتا للبكاء..!!
- أيام السيد عربي..!!
- وردة..لبيت حانون
- هكذا هم..وهكذا نحن..!!
- ارهاب×ارهاب
- من المتعوس وتابعه..الى خايب الرجا
- ياخوفي..!!
- حج متأخر.. الى عشتار
- حد الله..ياوطن..!!
- أنا والعندليب
- أنا والعندليب!!
- أخ..يابلد كبونات..!!
- والله ..وكبرت ياسطى..!!
- مؤمر..!!
- مرونجية..!!
- نعم..أنا بأكره امريكا
- هل هي استراحة المحارب..؟!!


المزيد.....




- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق الحاج - مفيش فايدة..!!