أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - وللعرب سياسة -الوضوح اللانووي-!














المزيد.....

وللعرب سياسة -الوضوح اللانووي-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1765 - 2006 / 12 / 15 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كانت إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، أو تبدو كذلك لدى كثير من العالم، وإذا كانت إيران تعتزم، بحسب التهمة الموجَّهة إليها من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا وألمانيا..، صنع قنبلة نووية، فهل من معيار يمكن أن تدعو الدولة اليهودية العالم إلى الأخذ به من اجل أن يصبح مقبولا دوليا الآن، أو مستقبلا، تمييز "الحق النووي الإسرائيلي" من "الحق النووي الإيراني"؟ أعتقد أنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت كان واقعا تحت تأثير فكرة كهذه عندما "زلَّ لسانه (الإنكليزي)"، وقال لمحطة تلفزيونية ألمانية: "إيران تهدِّد بمحو إسرائيل من الخريطة.. إسرائيل لم تهدِّد قط بإبادة أي شعب. هل يمكنكم أن تقولوا (بعد ذلك وبسبب ذلك) إنَّ الأمرين متساويان عندما يتطلع الإيرانيون إلى امتلاك أسلحة نووية مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل وروسيا..". إنَّهما محورا "الخير" و"الشر" في مجال التسلُّح النووي، هذه المرة، فرئيس الوزراء الإسرائيلي أراد بـ "زلَّة لسانه" أن يقنع العالم بأنَّ السلاح النووي "خير عميم" إذا ما كان في أيدي تلك الدول التي ذكرها، و"شر مستطير" إذا ما كان في يد إيران، أو في يد أخرى تشبهها!

لا أقول إنَّ كليهما يتوفَّر، عن وعي ومصلحة، في تسليح الآخر بمزيد من الحجج والأسلحة السياسية والإعلامية، فالرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، والذي لم يَقُلْ قط إنَّ بلاده تسعى من أجل إبادة إسرائيل، دفع اولمرت إلى "زلَّة اللسان" تلك إذ قال في ما يشبه التوقُّع، أو التنبؤ، إنَّ إسرائيل ستزول من الخريطة. وقد فاجأني حديثه الأخير الذي أكد فيه أنَّ إسرائيل "ستزول قريبا"؛ ولكن في المعنى السوفياتي للزوال. ونحن نعلم أنَّ "الزوال السوفياتي" كان من معانيه تفكُّك الإمبراطورية السوفياتية، والعودة إلى الرأسمالية، والتراجع الكبير في المكانة الدولية لروسيا. لقد تسلَّح اولمرت بـ "تنبؤات" نجاد، بعدما أظهرها على أنها "تهديد إيراني بمحو إسرائيل من الخريطة"؛ أمَّا "زلَّة لسان" اولمرت فجاءت إلى "نجاد النووي" كهدية من السماء، وإن كان "البرنامج النووي الإيراني" متلفِّعا حتى الآن بفتوى دينية (إيرانية) تحرِّم على إيران إنتاج، أو حيازة، السلاح النووي.

خصوم اولمرت من القادة الإسرائيليين اغتنموا "زلَّة لسانه"، فأظهروه على أنه غبي سياسيا واستراتيجيا، متسائلين في دهشة واستغراب" :كيف يعترف، ولو تلميحا، بامتلاك إسرائيل أسلحة نووية في وقت تسعى الدولة اليهودية إلى إقناع الخصوم الدوليين الكبار للبرنامج النووي الإيراني إلى أن يقفوا موقفا يسمح بمنع إيران من إنتاج القنبلة النووية؟!".

المحامون عنه من مرؤوسيه سارعوا إلى وصف أقوال اولمرت بأنها "زلَّة لسان"، فعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي لم يعترف بأنَّ لسانه قد زل، إلى "الخطاب النووي الإسرائيلي الرسمي"، والذي يقوم على مبدأ "الغموض النووي"، ليقتطف منه ما يصلح لأن يكون تصريحا توضيحيا يدلي به، فقال إنَّ إسرائيل لن تكون الدولة الأولى التي "تُدْخِل" السلاح النووي إلى المنطقة. وعملا بسياسة "الغموض النووي"، التي ما عادت تلبي حاجة إسرائيل المتزايدة إلى استعادة ما فقدته من قوتها الرادعة، لم يشرح لنا اولمرت المعنى النووي الإسرائيلي لكلمة "تُدْخِل"، فهل معناها أنَّ إسرائيل تملك فعلا أسلحة نووية؛ ولكنها لن تُعْلِن ذلك، أو لم تَقُم بَعْد بإخراجها من الظلمات إلى النور؟!

إسرائيل ما زال لها مصلحة على ما يبدو في أن تظل "الدولة النووية السرية الوحيدة في العالم"، وإن أظهرت حرصا على أن تجعل أعداءها مؤمنين إيمانا لا يتزعزع بأنها تملك فعلا ترسانة نووية تضم مئات الرؤوس النووية.

أمَّا العرب، الذين يفضِّلون أن يظلوا "أمَةً" على أن يصبحوا "أمَّة"، فليس من أمَّة على وجه الأرض تفوقهم أو تعدلهم لجهة "وضوحهم اللانووي"، فهُم في تسلُّحهم "كتاب مفتوح"، تقرأه إسرائيل قبل أن نقرأه نحن، يُنْفِقون من المال في سبيل تسليح جيوشهم ما يَجْعلكَ تظن أنَّ معظم سلاح العالم عندنا، فإذا دخلوا الحرب، طائعين أو مكرهين، ترى الجيوش بلا سلاح، والسلاح بلا جيوش. عندما يتحدَّانا الواقع النووي الإقليمي أن نصبح "نوويين"، نلبس لبوس "الخُضْر"، فننتصر لـ "البيئة"، وكأن ليس في العالم النووي سوى ظاهرة "تشيرنوبيل"؛ ثم نخلع هذا اللبوس لنلبس لبوس "الوسطية النووية"، فنحن "أمَّة وسط". ثم نكتشف، بعد أن نضرب صفحا عن "مخاطر تشيرنوبيل إيراني"، أهمية الاستعمال المدني والسلمي للطاقة النووية؛ أمَّا سعي غيرنا لامتلاك السلاح النووي فقد نواجهه بطلب العيش ضمن مظلَّة نووية يملكها "أصدقاء" لنا!

إذا تحدَّتْنا إسرائيل أن نأتي بما لدينا من براهين على امتلاكها أسلحة نووية نعود إلى ما قاله إسرائيليون في هذا الصدد، أو إلى ما نُشِر من تقارير صحافية غربية، فنحن لم نكلِّف أنفسنا عناء البحث والاستقصاء؛ ثمَّ ما أهمية أن نتوصَّل إلى أن إسرائيل تملك فعلا ترسانة نووية ونحن الذين نفضِّل ونتمنى أن تظل إسرائيل على استمساكها بـ "سياسة الغموض النووي"؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما قبل -الخيار الشمشوني-!
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. حديث خرافة وكذب!
- -تقرير- اختصر الطريق إلى جهنم!
- اقتراح هوكينج لتدارُك خطر زوال البشر!
- -حماس- و-فتح-.. لِمَ لا تسيران في خطين متوازيين؟!
- هذا الانقسام خير من تلك الوحدة!
- عنقاء جديدة تسمى -المواطَنة-!
- قبل أن يغدو المُدخِّن مارقا من الدين!
- الأزمات والحلول تتشابك خيوطا!
- هذا العمى السياسي!
- -التسارع- و-التباطؤ- في -التطوُّر الكوني-
- هل يجرؤ بوش على أن يكون برغماتيا؟!
- الفلسطينيون يصنعون نجاحا جديدا!
- هذا -التسييس- ل -الحجاب-!
- صحافة جيفرسون أم صحافة همبولت؟!
- حق المرأة في قيادة السيارة!
- -النسبية-.. آراء وأمثلة
- أهي -بطولة- أم تمثيل لدور البطولة؟!
- حتى لا يحترق المسرح ويبقى الممثِّلون!
- عرب وغرب!


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - وللعرب سياسة -الوضوح اللانووي-!