أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - سِفر الخروج














المزيد.....

سِفر الخروج


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 1764 - 2006 / 12 / 14 - 10:42
المحور: الادب والفن
    



" قالَ آدمُ :هذهِ الآنَ عظمٌ منْ عظامي ولحمٌ منْ لحمي .
فهي تُدعى امرأة ٌ لأنها منْ امرئ أُخِذتْ ."
ـ العهد القديم ـ


جسدٌ واحدْ
روحانْ
ضلعٌ مكسورْ
ومعادلة ُ اللُحمةِ
والتفاحة ِ
والأفعى
وبرايا التيهِ الأكبرِ في أسفارِ الرأس ِ
وصحراءِ العينين ِ
وقفل ِ الأذنينْ ..........
...........................

اخصفْ
فوق العورةِ غصناً
اقطفهُ من شجرِ الجنةِ ،
والتينُ والزيتونُ والأعنابُ
والنخلُ ذاتُ الأكمام ِ
ضاعتْ
منْ بين يديكْ !

اخصفْ
في عينيكْ
شوكَ البريةِ ، أنكيدو سقطَ
في حضنِ الضلعِ فهامَ
في لغزِ الغاباتِ الكبرى .............

تتوالى الرحلة ُ .............
مابينَ اللذةِ في النوم ِ
وحانةِ سيدوري
تشربُ منْ كأس ِ القابل ِ
منْ أيامْ ......

قابيلُ اللعنةِ يستلُ الخنجرَ
يغرزهُ
في ضلع ِ الضلعْ ،
وغرابُ البين ِ الأسودُ
كتابٌ
في مقبرةِ الصدرِ المشرع ِ
للطعنْ .......

سالومي
قطعتْ رقصتها
في منتصفِ طريق الهوةِ
تقدمة ً للرأسْ
في صحن ِ الغادرِ من ضلع ِ هيرودوتسَ ،
هيروديا
تدخلُ في جسدِ الأفعى .

هي قافية ٌ من لحمي
تلتفُ على جسدي مثلَ الحيةِ
الناعمةِ
ساعةَ ترتدُ الى الصدرِ
تلقيهِ في نارِ المرآةِ الكاشفةِ
في دارِ الكاهن ِ من أيامِ أبينا آدمَ
والشجره.

المعبدُ
مشروعُ معاقرةِ الحبِ الآثم ِ
بكأس الضلع ِ الأيسرِ
بجوارِ القلبْ ............

عندَ ضفافِ النهر ِ
في ليلةِ اشراق ِ البدرِ
جلسَ العاشقُ وحيداً في الضلعْ
يعزفُ نايَ حنين ِ الرقصْ
نيرانَ الجسدِ المعمودِ
بنداءِ الشهوةِ في أمواج ِ البحرِ ،
يعزفُ .......
يعزفُ ........
حزيناً
مثلَ الطيرِ الحائم ِ فوق الموج ِ
حتى الفجرِ ،
فالأضلاعُ المنحوتة ُ بالصبرِ
تهتزُ على إيقاع ِ صهيل ِ الصدرِ
في شجرِ النهرِ .......

الجبلاوي
يزرعُ قنديلَ العشق ِ النازفِ فوق الجبل ِ
فناراً
والعشاقُ المحرومونَ سرايا
تنتصبُ على السفح ِ
تراتيلاً
مثلَ فراشاتِ النارِ .......

ابسط ْ نعليكَ على الرمل ِ الحارق ِ
سِـرْ..........
صوبَ الخيمةِ حيثُ القديسة ُ والابنُ
يلتحفان ِ رمالَ الأرض ِ ،
روحُ الأرواح ِ يزفُ البشرى :
طوبى للضلع ِ المكسورِ
ففاكهة ُ البستان ِ المعمورِ
بشظايا الحبِ
نبيذ ُ القلبِ ......!

اشربْ
منْ نبع ِ الضلع ِ المنذورِ هناكْ
خمرَ الصحوةِ
وضوعَ العشق ِ الساري سراجاً
في طورِ سنينَ
وذاكَ البلدِ..!

منْ كانَ الحاملَ حَجراً
يرميهِ
فلينظرْ في المرآةِ المصقولةِ
منْ أضلاعِهْ !

ليلى
مِـنْ قلبِ الهائم ِ موجوعاً
مخموراً بنداءِ الضلعْ ،
الأضلاعُ المكسورة ُ لم تُجبرْ
حتى القبرْ .............
ظلَ الجسدان ِ جسدينْ
منفصلينْ ،
والروحُ الواحدة ُ
في كأس ِ النارِِ
ورمال ِ البيدِ
وألسنةِ السُمارِ .........

* * * *

كانت ليلة َ عيد الفطرِ
أمي تحضنني
بين ضلوع الدفءِ تحدقُ في عيني:
ـ لا تيأسْ من رحمةِ ربكَ ،
فالقادمُ من أيام ٍ يتجاوز تاريخَ المحنةِ
حيث الخبزُ الحلمُ ، وثوبُ العيدِ سرابٌ !
لكنْ حضني يسعُ العالمَ
حينَ أراكَ تفكُ الوجهَ
تضحكُ
تتغازلُ
تحكي عنْ أيامِ شقاواتِ الأيامْ
والأحلامْ ......
قلبي مفتاحكَ
يومَ تقفُ ببابِ اللهِ تناجيهِ ،
لا أقدسَ ساعة تحلمُ
لا أجملَ ساعة َ تفرحُ
لا أتعسَ ساعةَ تحزنُ
تكتئبُ
فأرى عينيكَ تقولان ِ
متى نخرجُ فوقَ الأرضْ ؟!

تخرجُ ساعةَ أفتحُ أضلاعي
كي ترويكَ ،
فاصبرْ
روحي فداكَ
أنتَ الضلعُ الأكبرُ
في أضلاعي ....

في يوم ٍ من ايام ِ ربيع ِ العمرِ
دخلَ حكيمُ الدارِ أبي في صدري ،
وقالَ :
ضلعي يحملني
أحملهُ
في السراءِ وفي الضراءْ ،
فالرحلة ُ في العالم ِ هذا
من غيرِ الضلع ِ يبابٌ
والقلبُ خرابْ .
لا تسألني إنْ كانتْ تهواني
أو أهواها
فالتفاحة ُ شاهدة ٌ،
والسِفرُ خروجْ !

* * * * *

اللهُمَ اقطعْ
ضلعاً منْ أضلاعي ،
واجعلْ منهُ رغيفاً للضلع ِ
وملحاً للجسدِ
وكأساً منْ نهرِ الفردوس ِ
فالخبزُ
الملحُ
الماءْ
جسدٌ واحدٌ
منْ تاريخ ِ الأسماءْ !

ضلعكَ
ضلعي
أضلاعُ النارِ
تتشابهُ في قصةِ تلكَ الأفعى
والتفاحةِ
والشجره ،
فمقاماتُ العشق ِ الأعلى رسمتْ
خارطةَ السردِ
والخلق ِ
وتأصيل ِ الضلعْ
منْ قبل ِ البدءِ الأول ِ
والأيام ِ السبعةِ
وتراجيديا خروج ِ الأضلاعْ ...........


الأربعاء 1 نوفمبر 2006 .....
اكتملت الأربعاء 22 نوفمبر 2006



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بريهان قمق بين اللغز وتراجيديا البحث
- وثيقة العهد، اعتراف صريح باقتراف جرائم الارهاب والقتل
- الرأس
- هذي السويدُ درة البلدان
- سيدة الكلمة الحية
- هل اصبحت قضية الكرد الفيليين في خبر كان؟
- هنا بيروت
- هولير وظلها البعيد
- الى التحالف الكوردستاني: الفيليون ليسوا كرداً من الدرجة الخا ...
- قراءة في دفاتر الشاعر محمود الريفي
- رسالة من شاعر
- هل الفيليون كرد مع وقف التنفيذ...؟!
- جلجامش والأفعى الى الشاعر عدنان الصائغ
- أي طرطرا تطرطري
- الشاعرة خلات احمد بين الذاكرة والدهشة
- بهاء الجهات الأربعة
- لوركا ... انهضْ
- البركان البهيج
- أرض العشق البركان
- قصائد للشاعر السويدي روبرت اولفده


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - سِفر الخروج