أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حامد الحمراني - الحب والكلاب














المزيد.....

الحب والكلاب


حامد الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 1764 - 2006 / 12 / 14 - 08:43
المحور: كتابات ساخرة
    


اسف جدا على هذا التاخير سيدتي ،واسف جدا لاني لم التقيك في المطار ، واستميحك عذرا ، فان اسبابه خارجه عن ارادتي وارادة حتى من يمثلوننا في البرلمان والحكومة وحتى المعارضين للعملية السياسية ، والكتل السياسية الجديدة ..
لقد كنت متشوقا لاستقبالك في المطار كأول عراقي تزوره صديقة منذ اربع سنوات قادمة من الدنمارك وذاهبة الى مدينة عراقية السليمانية .
حسنا ان اسباب التاخير هو الكلاب الامريكية التي تفتش المواطنين الذاهبين الى المطار , ويشهد الله اني وصلت الى تلك النقطة قبل ست ساعات من وصولك المطار، واعرف انك ستبقين ساعتين ثم تغادرين مطار بغداد الى السليمانية ،
وان هذه الكلاب هي ليست كالتي عندكم وتدخلونها في بيوتكم ،ان تلك الكلاب الامريكية تستمتع بالجسد العراقي بالرغم من جسدي لم يبقى منه شىء ينبض الا قلبي لاسباب تعرفينها ولساني الذي اعرف انه لا يجدي نفعا تحت بارود الدبابات وحرب الهاونات في المدن والموت البطىء في البيوت ، لقد شممني هذا الكلب ابن الكلب اكثر من عشرين مرة ، وابتسم الكلب اكثر من مرتين في وجهي وهو يستانس برائحة البارود التي اكلت جسمي ، لقد وضع اذنه ليسمع دقات قلبي التي بدأت تتزايد ليس خوفا منه ولكن خوفا على بغداد التي تحترق يوميا ورغبتي في الوصول لاستقبالك ومحادثتك حول زيارتك للسليمانية .
لقد اوقفني الكلب مدة ساعتين وهو متسمر لا اعرف لماذا حملق في وجهي اكثر من مرة مما جعل الذي يقوده ان يتصل بالمقر الامريكي في المطار ..فتاكدت من وثائقي ، هوية الاحوال المدنية وكانت نظيفة وانيقة عكس الاحوال المدنية في مدينة بغداد الحبيبة وضواحيها وتاكدت من شهادة جنسيتي وكنت عراقيا بامتياز من اب حمراني وام سودانية وزوجة بيضانية واطمئننت باني لست صفويا ولا سلجوقيا ولا شان لي باللون الاخضر والمنطقة الخضراء فالوالد حمراني والام سودانية والزوجة بيضانية ،
ولكن بطاقة الحصة التموينية التي لم اجلبها معي قد تكون هي السبب فان هذا الكلب ابن ال " ولا اعرف اين تعلم التفتيش بهذه الطريقة " لقد تعامل معي وكأنه من رجال الامن او جماعة الاعدام التي شكلها صدام ايام حروب التحرير سيئت الصيت ، علما ان خدمة الجيش والعلم الُغيت عندنا تماما لان العلم يعتبر من الامور الخلافية ، لا اعرف عن ماذا يبحث هذا الكلب ، وخلته يبحث عن ..... ، هذه الكلاب تعرف رائحة اللاجىء والمهّجر والعراقي من غيره ، وهي تعرف العراقي الذي يذهب للسياحة من العراقي الذي يفر بجلده خوفا من القتل والاختطاف ، اردت ان اقول للكلب انا ذاهب لاستقبال صديقة قادمة من الدنمارك وسوف تغادر فورا الى شمال العراق،
اردت ان اقول له اشياء كثيرة ولكني لا اعرف اتكلم الامريكية فان هذا الكلب امريكي ويقوده سائق امريكي ، ولقد ادخل راسه في حقيبتي التي لا يوجد فيها الا المجموعة الكاملة للشاعر العراقي مظفر النواب وكنت اريدك ان تقرأيها وتعرفي عهرنا السياسي الحديث والقديم " اسف اقصد تاريخنا " ، ولكن هذا الكلب يعرفه جيدا ويحقد عليه جيدا ، فان الشاعر مطفر النواب قال عنهم " اكيد ان كلاب الشرطة هذه لتنسق بين الموساد والحكومات العربية والقرده "
اسف صديقتي ولكني مطمئن عليك فان مدينة السليمانية ستحتضنك بكل جبالها وجمالها واهلها الطيبين وستنامين بهدوء فلا تفخيخ ولا بطيخ وانما ستنامين ولا احد يسالك ان كنت من جنوب الدنمارك او شماله انهم يحبون الحياة ويقدرونها ويؤمنون بالسلام والتعايش مع الناس بمحبه فقد قال لي احدهم : لقد ذبحنا صدام واذاقنا مرارة القتل والحروب ،
قد التقي بك في السليمانية ولكن في يوم القيامه سيدتي فانت تعرفين ليست لدي تكاليف السفر بالطائرة وهي خمس وسبعون دولار فاكيد ساضطر الى الذهاب بالسيارة وهناك منطقة في الطريق ستعترضني كما اعترضتني هذه الكلاب ولكن ليست للتفتيش وانما لاشياء اخرى ساقصها عليك يوم القيامه ..



#حامد_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنا القاهره
- الهنبلله والقتل على شهادة الجنسية
- الوطنية والجراثيم
- رابطة العراقيين المهددين بالتقتيل والتهجير والتفخيخ
- بحوث عشائر المريخ
- مشروع الثلج المتوسط الكبير
- الامن مقابل الاحتلال
- بدلا من ان تلعن الظلام ازرع عبوه
- من سياكل المعجون ؟
- ممنوع المقاومة لاغراض الصيانة
- العجل والفجل والسيارات المفخخة
- ليلة القبض على الدجاج
- انا والحكومة وزواج صديقي
- التفسير العصري لتصريحات الرئيس المصري
- الجريمة والدجاج
- انفلونزا الارهاب
- ابن احجيم مرة اخرى
- الحسين يُذبح من جديد
- الحسين والصحف الدنماركية
- عاجل من العراق


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حامد الحمراني - الحب والكلاب