أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلطان الرفاعي - هيبة أمريكا ومصداقيتها--الى أين؟















المزيد.....

هيبة أمريكا ومصداقيتها--الى أين؟


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1764 - 2006 / 12 / 14 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفرس من ورا الفارس، تعبير شامي قديم، يدل على أنه رغم الدور الكبير للفرس في السباق أو القتال، فالدور الأكبر هو لمن يقودها ويوجهها. الفرس الأمريكية، أو الهيبة الأمريكية، كانت فيما سبق، تكر وتفر وتُرعد وتُزبد، وكان الجميع يخاف أي تصريح، من أصغر مسئول أمريكي. حيث تُسارع جميع وكالات الأنباء العالمية والوطنية، إلى بثه ونشره برعب وباهتمام شديد. كيف لا والقائل أمريكا.

في الصباح الباكر يستيقظ السيد بوش ، ويتصل بالسيدة رايس، وزيرة سره وخارجيته ، ويسأل: هل هددتِ اليوم ايران؟ هل شتمتِ اليوم سوريا؟ دعِِِِِِِِِِ كوبا لما بعد الظهر وشافيز للفترة المسائية. هذا ما أصبح عليه جدول تهديدات السيد بوش هذه الأيام.والتي أصبحت ممجوجة ، بسبب تكرارها وعدم جديتها، وقلة فاعليتها. أما انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية وإسرائيل وغيرها من الدول الصديقة فهي لا تهم ولا تسترعِ لفت النظر حتى. كوفي عنان، يبق البحصة، ويفضح المستور، ويقول، إن السياسة الأمريكية الحالية لم تجذب إلا المزيد من الإرهاب والكره والحقد والقلاقل السياسية والتوترات الأمنية في كل الأرض. فهي سياسة فردية، غير مستقرة، مهزوزة، يقودها أشخاص لا يرون أبعد من أنفهم، يقودون العالم إلى مصير مشئوم لم تعرفه البشرية من قبل.كم فقدت هذه السياسة من مريديها ومحبيها، وليس من زمن طويل، كنا من الذين يعشقون أمريكا ولبراليتها وبراغماتيتها وديمقراطيتها وحياتها وشعبها. ولكن أين هي أمريكا اليوم؟ أين أمريكا الحرية، واحترام حق الشعوب، والعيش الكريم. أين أمريكا السلام والآمان ؟ أين أمريكا الفردوس المنشود لكل العالم؟ .

لمذا فقدت أمريكا هيبتها؟ مصداقيتها؟ احترامها؟ .اللون البرتقالي الأوكراني مقبول، بينما اللون البرتقالي العوني غير ملائم.حزب كاديما الصهيوني حزب متوافق مع البيئة، بينما حزب الله حزب ارهابي عدو للبيئة.ايران وسوريا غير مرغوب تدخلهما في لبنان الجار القريب .امريكا وفرنسا وبريطانيا مطلوب تدخلهما في لبنان البعيد.الأنظمة العربية الدكتاتورية المنتهكة لحقوق البشر ، صديقة وفية، طالما هي تفتح(كلمة غير سيئة) مطاراتها وأرضها، لتتموضع القواعد الأمريكية، وطالما هي على علاقة جيدة مع اسرائيل، وطالما هي لا تقول لا أبداً. سبعة عشر ارهابي سعودي يدكون أبراج أمريكا ، مسألة فيها وجهة نظر؟وارهابي يُفجر نفسه على الحدود السورية مسألة لا تُغتفر.أصدقاء للأخوان المسلمين؛ الذين سيُصوتون لجمال مبارك عند الاشارة في مصر؛ خاطفوا نساء الأقباط ؛ والذين سيذبحون الأقليات المسيحية في سوريا،والمتحالفون مع من سرقوا قوت الشعب السوري.أصدقاء للشعب اللبناني الناطق بالفرنسية والانكليزية ، وأعداء للشعب اللبناني الناطق بالعربية.



يقول اريك فونر ، أستاذ التاريخ في جامعة كولومبيا الأمريكية:

في عام 1948، طلب آرثر شليسنغر، الأستاذ بجامعة هارفارد من 55 مؤرخاً تصنيف رؤساء الولايات المتحدة من الأعظم إلى الأسوأ. وقد أصبح هذا الاستطلاع نوعاً من الماضي المحبب بالنسبة للمؤرخين الذين يدرسون التاريخ الأمير كي. وتعكس التغييرات في التصنيفات الرئاسية التحولات التي تطرأ على رؤيتنا للتاريخ.وعندما أجرى الاستطلاع الأول، رأى البعض أن مرحلة إعادة الإعمار التي تلت الحرب الأهلية تميزت بالفساد وسوء الإدارة التي نتجت عن منح السود حق التصويت. ونتيجة لذلك، تم تصنيف الرئيس أندرو جونسون الذي كان يؤمن بأفضلية وسيادة الجنس الأبيض والذي عارض منح العبيد حقوقهم الأساسية ضمن الرؤساء العظام. وعلى الجانب الآخر، ينظر العلماء إلى جهود إعادة الاعمار على أنها محاولة فاشلة ولكنها نبيلة لبناء ديمقراطية متعددة الأطراف من رماد العبودية.. وأن جونسون رئيس سيء جداً.

والأكثر من ذلك، أن التصنيفات تظهر اتساقاً ملحوظاً من عام لآخر. ويظهر ابراهام لينكولن، جورج واشنطن وفرانكلين روزفلت دائماً ضمن مرتبة الرؤساء العظماء. ويصنف معظم الرؤساء في المرتبة الوسطى. ويحتل جونسون، فرانكلين بيرس، جيمس بوكانان، وارين هاردينج، كالفين كوليدج وريتشارد نيكسون قاع التصنيف، ويعتبر الرئيس بوش منافساً قوياً لهم في الوقت الحالي. والنظرة الفاحصة للتاريخ توضح أسباب هذا القول. ).

نعم ليس منافس فقط، بل سيفوز بلقب، الرئيس الذي شوه كل القيم الأمريكية الأصيلة.

إن قيادة دولة عُظمى وطمر الرأس في الرمال كما تفعل النعامة، هو استراتيجية يستعملها بوش لكي يواصل القيام بما كان دائما يقوم به. ومعنى هذا أن يولي إذنا صماء إلى متطلبات ونداءات الشعوب المسحوقة والمظلومة والتي يُبادلها العداء والكره. والخوف من المستقبل المجهول الذي ينتظر سياسته، وبدأت تطل ملامحه) أصبح خاصية مرتبطة بشخصه، تشجعه على البقاء داخل حدود قفصه الجمهوري، لكي يصبح أصم وأعمى بالنسبة لأي شيء لا يشكل جزءا من برنامجه، والذي بدأ يتآكل اليوم وينهار حجر حجر.إن أسهل طريقة وأسرعها من أجل الوصول إلى الفشل تلو الفشل، هي أن يكون الرئيس محاطاً بأصدقاء ومعاونين عاجزين عن قول الحقيقة حول تصرفاته معاونين لا يُريدون أن يكونوا مرايا أمينة تُساعده على أن يتعرف، بشكل أفضل، على إخفاقاته ومواطن ضعفه. حيث يبدو لهم أن أدنى نقد يُهدد بتخريب تلك العلاقة الهشة أساساً مع الرئيس. وهذا ما نراه يحدث في كثير من الأحداث، من العراق إلى لبنان مرورا بفلسطين وأفغانستان وكوبا وفنزويلا. ومن الواضح أن هذا الرئيس وحتى معاونيه، من على شاكلة رامسفيلد وبولتون، هم من الأناس الذين لا يتقبلون النقد لأن مستوى نرجسيتهم يبقيهم منفصلين عن واقعهم الذاتي.ولذلك من أجل قيادة أرقى وأجدى، فالحاجة تكون إلى معاونين لا منافقين. لأنه حتى ولو حسُنت نية المعاونون المنافقون، فان نفاقهم، يعمل في النهاية، على إضعاف أو تدمير الرئيس بذاته والذي يُحجمون عن توجيه النقد إليه. منذ استلامه، اكتشف بوش إن السيطرة على إرادة الشعوب تؤمن مورداً لا ينضب للسلطة، ومن سوء الحظ أنه لا توجد دولة ثانية تؤمن التوازن والحماية لهذه الشعوب من بطش تلك السلطة الوحيدة. من سوء الحظ انه لا توجد وسيلة لحماية الشعوب من هذا النمط العدواني على بلادهم وسيادتهم وكرامتهم وحقوقهم، سوى إمكانية وحيدة للدفاع عن أنفسهم هي أن يقولوا لا وبصوت عالِ، كما قالها يوما كاسترو، ويقولها اليوم تشافيز ، وسوريا التي قهرتها تلك السياسة المنحازة دائما وأبدا إلى صالح إسرائيل، وأخيرا لا آخرا، كما قالها كوفي عنان، من أعلى منبر في الأمم المتحدة.

مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وجبروتها، وصلفها. ممكن أن تهتز أمام كلمة حرية عندما تعرف بالحقيقة أن هذه الكلمة يمكن أن تُشير إمكانية حقيقية تتجاوز مجرد الشعار. نعم أمريكا فقدت هيبتها، ومصداقيتها، ولم تعد تُخيف حتى ولا زمبابوي. بل بالأحرى أصبحت تخاف من إمكانية أن يستيقظ الإنسان المقهور في فلسطين والعراق ولبنان وسوريا والسعودية ومصر والجزائر واليمن وكل الدول العربية، التي تدخلت، وتتدخل أمريكا في سياساتها. أن يستيقظ ويكف عن كونه مطية .، ويبدأ في التفكير لوحده، ويختار بحرية مصيره الخاص دون أي تدخل خارجي مهما كان نوعه، ومن إمكانية تحقيق فرديته العقلية وحريته الكاملة في التفكير، إلى الحد الذي لا ينصاع بعده لأوامر الخارج والداخل أيضا. تخاف أمريكا من نشوء أنظمة تُحقق لشعبها مفهوم المواطنة الحقيقي. تكافؤاً تاماً للفرص، نظام لا يُقيم وزنا، للدين، أو المذهب، أو الطائفة، أو الجنس، أو أي اعتبار آخر سوى محبة الوطن وخدمته فقط.

ان أمريكا بعد مآسي رؤسائها من منتصف الستينات حتى منتصف السبعينات لم تجد رئيسا يمثلها فجاءت بممثل محترف يمثل دور الرئيس ، أما اليوم : فإن أمريكا من أجل خفق بيض العالم كله جاءت بخفاقة اسمها بوش؟.

في كتابه القادة، يذكر الكاتب المصري محمد حسنين هيكل في كتابه فقرة تتحدث عن تضارب الآراء حول مصدر القرار الأمريكي :

- للشيوعيين نظرية وهي أن اتلقرار الأمريكي ليس لساكن البيت الأبيض وإنما القرار في يد حكومة خفية تقوم على تحالف ثلاثة أطراف : ((وول ستريت)) - حي المال والأعمال في نيويورك- وال سي أي ايه - وكالة المخابرات المركزية الأمريكية - والبنتاجغون - قيادة القوات المسلحة الأمريكية-

- ولليبراليين نظرية أخرى معاكسة ومؤداها أن الولايات المتحدة مجتمع مفتوح يستطيع أي فرد فيه أن يصبح رئيساً وأن يثُقرر ويحكم . حرية بلا قيد من عرق أو جنس أو دين أو مصلحة ، وديمقراطية ذاهبة الى أبعد مدى لدرجة أن صاحب محل خردوات صغيرة( ترومان) وراعي بقر من تكساس (جونسون) ومزارع فول سوداني من ألباما (كارتر) وممثل من هوليوود (ريجان) - ---وخفاقة بيض أخيراً وصلوا جميعاً الى مقعد الرئاسة من خلال اقتراع عام.

-------------------------------------------------------

سنبقى نعشق أمريكا السلام والعدالة والحضارة و الليبرالية والديمقراطية والعلمانية والفرص الجيدة.

دمشق
12-12-006




#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كذبة اسمها : مواطن
- خلية معارضة في الأردن
- من يذبح لبنان المسيحي؟
- كيف تدعي اسرة بمثل هذا الفساد ، ولها هذا الارتباط بالشيطان ا ...
- السيد-الجنرال-اشترِ ولا تبع.
- الصورة اصدق انباءً من الكتب
- الاسلام بين النفاق وانفصام الشخصية.--وبعد ان قبل اخاه الملك ...
- عمولات، تقابلها انتهاكات،---.تم اعدام الأميرة رميا بالرصاص ب ...
- التعيينات في سوريا تتناسب عكسا مع قيمة الزاوية الناتجة من ال ...
- بحث في اله ليبرالي
- مسالخ السعودية والنظام القضائي
- انتهاك حريات--دينية--رق--عبودية--5
- بيير الجميل--ويستمر الجرح المسيحي ينزف
- حقوق الانسان عند اصدقاء امريكا--4--
- ((لا يستقم حكم العرب الا بالدين أو السيف)) ويحكم السعوديون ا ...
- ملكية عائلية--3-
- ان عائلة سعود شديدة التنظيم مثل فرقة عسكرية-2-
- ((قالت ان الملوك اذا دخلوا قريةَ أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أ ...
- ----نطلب قانون عصري للأحزاب لحماية سوريا من الفوضى والخراب.
- صراع خير وشر ---وليس صراع حضارات


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلطان الرفاعي - هيبة أمريكا ومصداقيتها--الى أين؟