أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هشام محمد علي - نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (3)














المزيد.....

نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (3)


هشام محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 1763 - 2006 / 12 / 13 - 09:03
المحور: المجتمع المدني
    


إذا ما ذهبنا إلى العراق بإعتباره من بين اقدم دول المنطقة، سنرى تاريخاً شاهداً على مدى عنف الإنسان تجاه أترابه منذ بابل واشور الشهيرة بإتقانها لصناعة الأسلحة والرائدة التاريخية فيه حسب تاريخ العراق القديم الذي يُدرس للطلبة على انه تاريخ امجادٍ وانتصارات (اعتقد اننا اكثر من يستخدم كلمة نصر، بسبب او بلا سبب) إذ يشرح الأستاذ متفاخِراً ان "الأشوريون هم اول من صنع العربة الحربية" فما المنتظر إنتاجه ممن يتفاخر بعربات الموت؟

بالعودة إلى جماعات الأنتماء المختلف، نقول ان ليس من الضرورة ان يكون الخلاف بين أضداد الأنتماء وحدهم، بل قد توشك في اي لحظة حرباً بين ذوي الإنتماء الواحد بسبب اختلاف مصالح من يقودونهم إنطلاقاً من مرض السلطة وإستناداً على ان الشعوبُ مُعسكرة والإنسان مجند، وكبقية النهايات، يتقاسم "القادة" السلطة ويُكرِمون قتلى بعضهم البعض عندما يُعتبرونهم شهداء.

كما في لبنان التي رأت مارأته من معارك حركة امل الشيعية مع حزب الله الشيعي بعد انشقاق الأخيرة، وما مر به المسيحيون من معارك دامية، وبين الفصائل الفلسطينية في داخل مخيماتهم، وما يحدث الأن على الساحة اللبنانية من مواجهات بين الأنتماء الواحد (الطائفي) والمواجهات التي دائماً ما تتكرر على مسامعنا في العراق بين الشرطة (تابعين للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، بزعامة عبدالعزيز الحكيم) وجيش المهدي (تابعين لمقتدى الصدر) وهما الإثنان من شيعة العراق. اتضح ان الأنتماء وجشع السلطة قد فعلا مافعلاه ومازالا بالشعوب التي لاتعرف وقد لا تريد ان تعرف معنى ان يكونوا مواطنين في دولة مؤسسات.

من بين الأسباب الأخرى هو الإنسان الجُهيل، والقصد هنا، هو جهل المتعلم لا جهل الأمي، قراءت قبل حين، مقالاً لاحد السادة الذي عبر فيه عن رأيٍ يقول به بعض المتعلمين وهو "السياسة، الفعل الاقذر والاكثر لااخلاقية في افعال البشر، ومن رحمها تولد الحروب واشكال السلطة والقمع والقتل، وباسمها ترتكب افظع القبائح! من المقولة الماكيافيلية "الغاية تبرر الوسيلة" الى القول المزيّن والملطف "السياسة فن الممكن" نطل على المشهد المقلق، بل المؤلم، منذ المجتمعات الاولى الى يومنا الراهن، ويكاد يكون مشهداً ثابتاً غير متحول."
هذا نص اقتبسته من مقالة منشورة كانت تتحدث عن علاقة الأخلاق بالسياسة، وقد كُتِبَ قبل اسم صاحبِه "الكاتب" اي قد يكونُ قدوةً لبعضهم، هو معذور وايضاً بعضِهم، فهم تعرفوا على العلم من خلال ممارسات من لا يعرفون عن العلم اكثر من هم، كما يقول استاذنا الدكتور مهدي جبر مهدي، مشكلتنا في ان من يمارسون السياسة ليسوا سياسين، اي انهم لم يدرسوا السياسة، بل سمعوا كما غيرهم ان السياسة (كذب، تمثيل، غاية تبرر وسيلة.....الخ) واعتنقوا هذه الأراء بسببِ تاريخٍ طويلٍ من الظلمِ والحيف اللذان اصابهما على يد الأغلظ، نتيجة إلغائهم لعقولهم وخضوع إرادتهم لمخاوفهم.

السياسة كعلم ونظريات وفنون قد نتخلص منها، ولكن ماذا عن الممارسات اليومية التي لا يمكن فصلها عن كونها سياسة؟ ماذا عن تحليل الظواهر السياسية؟ ماذا عن إدارة الدولة، داخلياً وخارجياً؟ التعريف الشائع للسياسة، "هي فن ممارسة القيادة، وفلسفة حكم، وعلم السلطة او الدولة"

الطفلة الصغيرة التي تتملق امها حين تطلبُ شيئاً والرجل حين تدنو ساعةُ فراشه والحبيب غافلُ، وحفظ الدماء حين تصبح الحروب على الأبواب، او ليست السياسة هي المفتاح؟

السياسية في غالبية دولنا ومناطقنا هي سياسة عرجاء وشعوبنا دائمي الربط بينها والكذب والقتل والخيانة والأنا، لماذا كل هذا ياترى؟ ليس لأي سببٍ سوى لأننا لانملك فكراً سياسياً ناضجاً مايجعل من ممارستنا السياسة ناضجة، ما يؤدي بدوره إلى خلق المعنى الحقيقي للسياسة لدى المواطن.

نقطة أخرى مهمة لغرض وجود فكر سياسي، وهو الأستعداد للتغير، اي الإستعداد العقلي لأجل التفكير بكل ما مطروح من افكار وعدم الإقصاء المباشر تحت ذرائع ومسميات انزل بها سلطان الغرور والتعالي.
بالإضافة إلى تغير الإستعداد، الذي هو الإستعداد على اساس الإعتقاد ان التغير افضل وان التغير سيكون الحل، وامكانية حدوثه عن طريق العقل وليس السيف او على ظهور الدبابات فقط.

مهما حاول من يفكر ان يغير فلن يغير إن لم يوجد هنالك أناس يتقبلون بل ومستعدون للتغير.

على المثقفين والكتاب ان يعلموا الناس كيف يتقبلوا التغير ثم يطرحوا عليهم المراد تغيره والبديل، الناس في بلداننا يخافون التغير، بل ويرعبونه وهم لا يعرفونه بالمجرد، فأدبياتنا تعلمنا بالسيف والدينار والحديد والنار يكون التغير الذي هو ضرورة اكتشفتها شعوبٌ قبلنا.



#هشام_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (2)
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (1)
- إلى كل من يدعو نفسه قيادياً
- الكرد والإنسلاخ عن الإسلام
- بحث حول الايزدية - اليزيدية
- صراع المصالح في كوردستان العراق
- ثقافة السلطة والثقافات الصغيرة...نعمة ام نقمة؟
- أستشراء العنف


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هشام محمد علي - نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (3)