أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - البيت الذي اسكنه الآن_ثرثرة














المزيد.....

البيت الذي اسكنه الآن_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1762 - 2006 / 12 / 12 - 11:24
المحور: الادب والفن
    


باب خارجي وبهو وغرفتين, واحدة تسكنها فريدة السعيدة وأخرى تدور فيها قطع حياتي المبعثرة, مع مطبخ ومرحاض وحمام. كمبيوتر موصول بشبكة الأنترنيت عبر تلفون ثابت, تلفزيون وصحن فضائي قبالة مقاعد مريحة بالنسبة لي, المكتبة المعدنية في غرفتي تزدحم عدا الورق بالأشياء ذات الاستعمال الفعلي أو الرمزي.
في وصف بيت كما في وصف نص, بؤرة مركزية ومزدوجة, من جهة ما أرغب كقارئ أو مستخدم في إبرازه وإظهاره بشكل واضح, يقابله تماما ويعاكسه ما أغفله عمدا. بعضنا يقول _المخفي والمسكوت عنه وغير المفكّر فيه والمهمل_ هو الأساس, على عكس تيار القصد الصريح والوعي والملموس_كلهم وكلنا معنا حق_ في بيت,أيّ بيت, تمتزج البداية والنهاية مثل قطرة ماء, والتحديد والأولويات والتفضيل أو الرفض يتم عبر المنظور وموقف القراءة.
فيما يخصّني حسين,كما يناديني كثيرون, الأنترنيت هو المحور والجوهري في هذا البيت.
تاريخ هذا البيت, ملكيته, شخصيات الذين اشتركوا في إنجازه من الفكرة وصولا إلى وجوده الفعلي, مرورا بمن عبروه كضيوف أو سكان_مشترك مع بقية البيوت_ وتبقى ماهيته الفردية كبيت له اسم وموقع وشخصية تخصّه وتميّزه عن سواه, أمر يتعذّر تحديده بدقة ووضوح.
لا تشابه البيوت أكثر مما يتشابه البشر. لكل بيت حكايته الخاصة, مثل قطرة مطر أو حبة رمل أو دمعة تسيل على خدّي. علاقتي بهذا البيت.....بصمت أفكّر وتسبح أفكاري في ضباب هش أكثر من خيالي. أرغب في البقاء وأرغب في المغادرة وأرغب في النسيان.
لهذا البيت في مشروع شريتح ذا الرقم 18في اللاذقية مكانة خاصة في نفسي, هذا شعوري, فيه كتبت بيتنا وجهرت بليبراليتي النقدية والانتقائية فعليا, وفيه كانت آخر مشاركاتي بقضايا مشتركة, وفيه أعود للانطواء والعزلة الاختيارية, وفيه جميع صداقاتي وخلافاتي الأنترنيتية, وحتى اليوم لم أراه في حلمي مرة واحدة. وهذا يثير خوفي واستغرابي.
هذا البيت أرى البحر منه وأنا جالس في زاوية الصالون, والبلكون الشمالي كله يطل على البحر. يوم هربت إلى اللاذقية ظننت أن أي غرفة أسكنها ستكون مشرفة على البحر, ما أزال ساذجا ومغفلا وأنا أصطدم بأبواب الخمسين. أصدّق ما اسمعه, مع معرفتي المسبقة أن الرغبة مصبغة حقيقية للذات. اليوم في الحمام أفزعني امتداد الشيب إلى تحت العانة. وفكرت في الزمن وما فعله, هل هذه حياتي!
*
البيت والرحم والقبر, مثلث الحياة طالت أم قصرت, والباقي تفاصيل ونقاط مبعثرة.
مرات أعيش حالة الانصهار في اللحظة وتارة أنشغل بدور اللحظة في السياق الأشمل. حكاية موقع الإلكترون وسرعته, أخسر الموقع أو أخسر السرعة, حتى في المعرفة الخسارة محتّمة.
لا أعرف تجربة امتلاك بيت شخصي خاص, مع هذا البيت أفتقد لحس التملك. حقيقة الأمر لم أنجح في الحفاظ على شيء أحببته, سواء أكان بشرا وعلاقات, أم وسائل وأدوات حتى ذكرياتي مشوشة مثل أفكاري, بعد عشرين يوما سينتهي هذا العام أيضا 2006 بهذا البيت.
هل سأتذكره بعد مغادرته؟ كيف يتذكره من سبقوني في الإقامة العابرة فيه؟ ومن سيحتل هذه الغرفة بعدي؟ لست حزينا ولست غاضبا, أثرثر فقط, وأتخيّل أثر البيوت على ساكنيها, مثلك تماما ليس عندي من أتحدث إليها أو إليه في هذا الليل البهيم.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم نتشابه يا أخي_ثرثرة
- النظر من هناك_ثرثرة
- أرصفة أخرى_ثرثرة
- درس التواضع_ثرثرة
- هل تمارس النساء العادة السرية_ثرثرة
- إدارة الغضب_ثرثرة
- طريق اللاذقية دمشق حلب_ثرثرة
- الغراب الأبيض_مسودة رابعة
- الغراب الأبيض_مسودة ثالثة
- معرفة النفس_ثرثرة
- هامش الربح الصغير_ثرثرة
- سجين سياسي_ثرثرة
- ممر ضيق تضيئه ايمان مرسال_ثرثرة
- شتاء في غرفة_ثرثرة
- شيفرات الكلام_ثرثرة
- جمرات تحت الرماد_ثرثرة
- متى كان الوقت غير متأخر_ثرثرة
- ضحايا الابتزاز العاطفي_ثرثرة
- هيجان فكري سلوكي_ثرثرة
- صوت آخر_ثرثرة


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - البيت الذي اسكنه الآن_ثرثرة