أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال البنا - يا نواب الشعب.. التعذيب في أقسام البوليس أولي بالاستجواب من الحجاب














المزيد.....

يا نواب الشعب.. التعذيب في أقسام البوليس أولي بالاستجواب من الحجاب


جمال البنا

الحوار المتمدن-العدد: 1763 - 2006 / 12 / 13 - 11:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كنت أتمني أن تكون تلك القومة العارمة التي جمعت بين نواب الإخوان المسلمين ونواب الوطني، وكسبت لصف الإخوان أصواتاً عالية في الحزب الوطني، لقضية أهم من قضية الحجاب.

لقد وجدت تلك القضية، فيما يترامي من أخبار، وفي نظري، أن فقه الأولويات يضعها في الصدارة والقمة.

كاتبنا القدير الأستاذ فهمي هويدي كتب مقالته المعهودة كل ثلاثاء، وكانت بعنوان «صفحة قاتمة يجب أن تطوي»، ولكن «الأهرام» امتنعت علي نشرها، فنشرتها «المصري اليوم».

القضية علي قرص مدمج C.D أرسله إليه صديق، يكشف عن وقائع مهمة. تتعلق بواقعتين علي الأقل لاثنين من المواطنين العاديين، تم اقتيادهما إلي مكانين مختلفين، يرجح أنهما من أقسام الشرطة:

أحدهما وقف ذليلاً وبائساً وهو يتلقي سيلاً من الصفعات علي وجهه «وقفاه»، من ضابط ظل يسخر منه وهو يعاجله بها، في حين أن هناك آخرين جلسوا في المكان يتضاحكون ويشجعون الضابط الذي ذكروا اسمه وظهرت رتبته في الصور.

المواطن الثاني ألقي علي الأرض، وبدا نصفه الأسفل عارياً وساقاه مرفوعتين، وثمة صوت لضابط يتوعده وينهال عليه بالسباب والشتائم البذيئة، وهو في هذا الوضع جيء بعصا هتك بها عرض المواطن، الذي أصيب بلوثة جعلته يصرخ بأعلي صوته، مسترحماً ومستغيثاً «بالباشا» الذي ظل يواصل إطلاق شتائمه الجارحة، التي كان سب الأم قاسماً مشتركاً بينها.

هل تتصورون يا نواب الإخوان منكراً أشنع وأفظع من هذا؟

رغم الصورة البشعة التي أشار إليها الأستاذ فهمي هويدي، فإنه في الحقيقة لم يذكر إلا القليل مما عرضته مواقع الإنترنت، فقد عذب الرجل بمختلف الطرق، وأمر أن يقول ويكرر «أنا مَرَه» وانتهكت كرامته بهذه العصا التي أولجت في مؤخرته، وتم هذا كله بين التهليل والتنكيت والشتائم، وأُخذت صور له وقيل له إنها ستعرض علي كل جيرانه ومعارفه لتتم فضيحته.

وتضمن القرص أيضاً حكاية المواطن المصري المشهور باسم «أبومحمد المصري» الذي كان له حق اللجوء السياسي إلي إيطاليا، وكيف أنه اختطف في إحدي طرقات ميلانو عام ٢٠٠٣، إثر عملية قام بها عملاء المخابرات المركزية الأمريكية مع جهاز المخابرات الإيطالي، ونقل إلي مصر، حيث حقق معه اثنان من الباشوات، أحدهما مصري، والآخر أمريكي، وتعرض للتعذيب الكهربائي الذي أفقده السمع، ونشرت مأساته في إحدي الصحف الإيطالية التي اقتنصتها «الواشنطن بوست» وأذاعتها وأثارت أزمة ما بين إيطاليا والولايات المتحدة، وسؤال المخابرات.

وأخيراً تضمن الشريط رواية أحد المسجونين الذي قدر له أن يحتجز لمدة ١٨ شهراً في السجون المختلفة، ولم يعتبره الأستاذ هويدي شاهداً، ولكن «تجربته المتواضعة في السجون» فقد وجد أن ما عرض - «يتجاوز حدود الخيال، ويرسم صوراً لأهوال لا تخطر علي قلب بشر».

إن الآية التي تقول: «..أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً» «المائدة/٣٢»، هي أكثر قابلية لأن تطبق في قضية تعذيب أقسام البوليس، فإذا لم يفعل بكل أفراد الشعب ما فعل بضحاياه، فإن أنباء ذلك عرفت لكل الشعب، وأحدثت الأثر المطلوب، ألا وهو إرهاب الناس، وقهر إرادتهم وكرامتهم.

ماذا يكون لنا إذا فقد الشعب كرامته؟ وإذا قهرت إرادته؟

إن الفساد لم يكن ليستشري، ويتجرأ علي المضي قدماً في أعماله، لولا أنه يعلم أن الشعب كاد أن يفقد القوة علي المقاومة والقدرة علي الصد، لأن الإرهاب جعلهم يعرفون عن أي عمل، وكيف يقاومون المسؤولين الكبار، وهم يشاهدون من يمس ضابطا، أو من له علاقة بضابط يمكن أن يفعل به هذه المآسي.

إن تكرار حدوث هذه الصور من التعذيب الخسيس، بدليل ما تصوره الصحف ليل نهار، وما يقدم إلي القضاء، وحدوث هذا في أقسام البوليس، وفي وسط المدن، وليس في السجون القاصية، لمما يجعل هذا التعذيب يعرف حتي يعم الخوف منه والإرهاب به مجموعات كثيفة، والغرض من هذا كله هو إرهاب الشعب.

ماذا أنتم فاعلون يا نواب الشعب، وقد وضع الشعب في أيديكم شرف تمثيله والدفاع عنه وحماية كرامته؟!

من سيغضب لكرامة الشعب؟ ومن سيغضب لمجاهرة الله تعالي بهذا الإثم الخسيس، وهذا الاعتداء علي الكرامات من أناس افترض أن يحموه ويحاربوا الجريمة؟

نريد أن نعرف البطل الذي سيبدأ المعركة، والذي يذكرنا بالقائد في المعارك القديمة الذي كان يتقدم للمبارزة فيبدأ، وربما أيضاً ينهي المعركة؟



#جمال_البنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معضلة التعليم بين الدين والعلمانية.. والحل تعلم الحكمة
- مرة أخرى أقول لمحمود سعد لا يوجد حد للردة
- الحل الإسلامي لطريقة انتخاب رئيس الجمهورية


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال البنا - يا نواب الشعب.. التعذيب في أقسام البوليس أولي بالاستجواب من الحجاب