أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - نحن والتغيير















المزيد.....

نحن والتغيير


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1762 - 2006 / 12 / 12 - 11:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يمكن للحلم أن ينقلب أو يتحول إلى حقيقة؟، هل يمكن لبعض الأمل أن ينبت على جدران الخوف والرعب؟، وهل يستطيع نور العقل أن يخترق حصار الأسوار المحروسة منذ عقود والمدججة بكل أسلحة الفتك المعنوي والمادي للقضاء على كل محاولة صغيرة كانت أم كبيرة ، تشق طريقها بحذر ووجل نحو الربيع ، فقد ضاقت بأعوام لا تحمل ألوان الفصول بين طياتها، ولا تعرف سوى ألوان الاكتئاب والرهاب والترهيب، أن نحلم بالزهور هذا حق إنساني، أن نحلم بالأخضر والأزرق ..هذا جزء من الحياة، لكننا ندرك بأعماقنا أننا نعيش على هامش الحياة ، هامشها كأفراد وشعوب ومجتمعات، لأننا مهمشين، مبعدين عن دائرة الفعل ودائرة الزمن، خارج الزمن ..نعم خارجه من حيث التأثير به، لكنا أول من يتأثر بحيثياته ومجرياته، لأن كل نتائج الخيبة والمرارة والكوارث تسقط على الدوام فوق رؤوسنا..نملك كل ما يمكن أن يشكل ثراء إنسانيا، لكن من يملكونا عاثوا فسادا بالثراء الحقيقي من أجل ثرائهم البنكنوتي..فأصبحنا بين ليلة وضحاها لا نملك سوى الفقر...فقرنا وخواءنا ...أصبحت قشور الأرض وقشور النصوص ، وقشور الرؤوس هي من يتحكم بمصائرنا..
في مشرقنا نخاف حتى من أحلامنا، نخاف من أشباحنا..نخاف من خيالنا ..لأنا منذ عقود نرضع حليب الرعب، ونتغذى بخبز الأحزاب العقائدية، ونهتف بشعارات كبيرة براقة صدقناها بخبث وسقطنا في مصيدتها، وكنا وقودا لأربابها وأتباعها ..ومن ثم أشعلوا نار الشوائب وأطلقوا سراح الجراثيم النائمة والفيروسات المخدرة، ليسخروها حربا علينا ..منا وفينا..ولتكون سلاحهم مع الخارج والداخل...وبضعف المريض نسقط في حبائل شرانقهم وندور في فلك كواكبهم ...وكلها تدور في محاور خارج إطار أفلاكنا ومصالحنا ..أسألكم :ــ
أي نوع من التغيير ينتظر المنطقة الملتهبة فوق برميل بارود متنوع وملون يزهو بكل ألوان قزح السياسية ؟
لبنان يسير نحو التغير!!، والعراق أيضا، كما فلسطين والصومال والسودان ..لن تبقى سورية بعيدة بل في معمعة الخصام والوئام والاحتكام، ومصر تدور وتلف ببطء سلحفاة ، أما السعودية فتتحرك كبطة خارج الماء ترقب قوارب الصيادين وتطلق صياحها نحو قبائلها المبتعدة...تحلم بسعر البئر النفطي في الأوبك، أكثر من حلمها بالوفاق العربي ومستقبل المنطقة، وهل هناك أهم من أسعار النفط؟
لكن التغيير الذي تنشده الشعوب، يختلف عما تنشده الحكومات، وعما تريده القوى الإقليمية وما تسعى إليه القوى الكبرى الدولية، وما علينا في خضم هذا التشاحن والاختلاط والتلاطم، إلا البحث عن قطعة من الخشب نتعلق بها ..أو قطعا مختلفة تطوف حولنا لنصنع منها قارب النجاة..
وكي نكون أكثر صدقا مع النفس ومع الواقع ، يجب أن نكون أكثر صراحة أيضا، فنحن لا نشكل في حقيقة الأمر ــ حاليا على أقل تقدير ــ ما ندعيه ونطرحه من شعارات، سواء في المعارضات العربية بكل شرائحها وأطيافها السياسية، أو الحكومات وقادتها وأهداف ومساعي القائمين عليها، لا نشكل أمة عربية ، ذات أهداف مشتركة ومصالح مشتركة، ويكفي أن نلقي نظرة موضوعية على واقعنا لندرك هول المرحلة وضخامة العقدة ، بل العقد التي تحتاج لحلول جذرية لتلافي أعاصير أكثر خطورة من "تسونامي"، علينا إذن إدراك ماذا نريد كأساس للتغيير والخروج من عنق الزجاجة؟
بماذا نتشابه وعلى ماذا نختلف؟
نريد حلولا...وما جاء به تقرير بيكر ــ هاميلتون ، لاقى بعض النقد من هنا والقبول من هناك ..الرضا من هذا الطرف والرفض من الآخر، لكنه بشكل عام وإجمالي لم يأت بجديد ومعظمه إما تسرب أو كنا نعرفه تماما، لكن الرائع فيه ، أن أمريكا أخيرا أدركت حجم وخطورة غباءها وغباء سياسة بوشها..وأن العراق وفلسطين لا تحل مشاكلها بالقوة والسيطرة والاحتلال، سواء كان إسرائيلياً أم أمريكياً، لكن مشكلة لبنان أيضا كان لها دورها وحصولها على حيز كبير من اهتمام التقرير، وأن ما يجري فوق أرض لبنان، يوحي بانعدام الأمان، وحلول الرعب من الماضي القريب، محل العقل ومنطق العقلاء ومساعي الخير، لتجنب الكارثة.
من كل ما تقدم ذكره ، أرى أن مشكلتنا في الشرق الأوسط العربي، تكمن حقيقة في اهتزاز هويتنا، واهتزاز انتماءنا، وهذا ناتج عن ارتجاجات وهزائم حصلت في كياننا وتاريخنا الحديث على أيدي القائمين على السياسة في المنطقة وخلال ما يقارب نصف قرن من الزمن، حطمت خلالها أحلام الشعوب وأمانيها، وهمشت وسلبت منها كرامتها وأهينت على أيدي ملاكها الجدد، وسلبت منها حقوقها الإنسانية ونهبت ثرواتها الاقتصادية، مما أدى إلى انحدار الايمان والانتماء وتقلصه نحو أضيق الدوائر وأكثرها تخلفا كالمذهب والقبيلة والطائفة، ومما زاد الأمر تعقيدا، هو تسييس هذه الدوائر، أو إلحاقها بالسياسة، والتخوف من كل ما هو مختلف وخارج إطار الدائرة التي أحتمي بها، علما أن هذا المختلف جمعني به تاريخ طويل واقتسمت معه مر وقساوة العيش وحروب الوطن الكبير وهموم ونتائج المعارك ، والتي حصدت وإياه نتائجها المدمرة..ثم انه لم يأت من الغيب!!، إنه ابن البيئة والتربة وينتمي لنفس الحضارة والتراث عاش ويعيش ومات وسيموت فوق نفس الأرض وتحت نفس السماء حيث أنا!!..
يطرح الكثيرون معارضة وحكومات فكرة الحوار ، سواء في لبنان، أم العراق ، في فلسطين أم سورية، في الصومال أم السودان....الخ، لكن كي نتحاور يجب أن تكون هناك آفاق ونقاط نلتقي عليها، أو ترضى بها الأطراف المتحاورة كأساس وقاعدة للحوار، فما يطرحه المتأسلمون شيعة كانوا أم سنة ، يأتي في سياق فرض الغاية، أو فرض قانونه الإلهي، أو طريقته في فهم هذا القانون على الآخر، الذي يرى فيها مساسا لقبيلته الايمانية المختلفة، أو لأيديولوجيته السياسية التي ترفض ما يأتي من السماء وتريد حل الأمور أرضياً، وهناك من يقف بين بين...ينتحل القانون المدني ويلوح بأهدافه ويداهن الآخر خشية من بطشه أو حلما في كسبه وضمه ليحظى بشعبية سعى هو لبذر صورها وري تربتها..اعتقادا منه أنها تشكل حماية لظهره في وجه قارب النجاة الوحيد لهذا التنوع وهذا التلون فوق أرض المشرق، وهو مدنية الحياة ومدنية القانون وعلمانية الرؤيا، كمخرج وحيد لإنهاء حالات الاختزال في الانتماء وللخروج من أقنية ودوائر القبائل والطوائف والعشائر والاثنيات
والحكومات العربية قاطبة لا هوية ولا لون سياسي لها، سوى اللون الديكتاتوري بأشكال مختلفة ، منها ما يعسكر النظام ويجعله أمنيا بجدارة، وآخر يمنحه وجها قانونيا مطليا بقناع ديني ومذهبي غالب الأحيان، فعلى أي الأسس يمكن للديكتاتوريات أن تلتقي مع شعوب بهذا التنوع ومع تلاعب يرتدي أقنعة سياسية تخدم أغراضا ومصالحا تصب في خدمة البقاء والتأبيد لما هو عسكري، أو لارتباطات بمصالح مناطقية وإقليمية خارج إطار المصلحة الوطنية، وغدت الوطنية ترتدي ثياب الديكتاتورية محمية بعمامة وملفعة بجلباب إمامة..لدرجة أصبح بقاءها أهون الشرين، والدفاع عن استمراها جهاداً.!.. من أجل الحفاظ على ذر الرماد في العيون ونضال ضد المخططات الغربية ، وقتال ضد الصهيونية وحام لنا من الإمبريالية وخطر مصالحها العملاقة في منطقتنا الأثيرة لديها!، ونحن كمن لا شأن له بما يجري سوى الرد والدفع والدفاع والذود عن الموجود، والأحلام والآمال خيبة في خيبة ، بل خيانة للوطن وأهله ومواطنيه!، فالوقت ليس وقت الأحلام وغير مناسب الآن كما كان منذ عقود! ...وسيبقى طالما نبتكر هذه الصور ..نلتصق بظلها ونحتمي بخيالها ، ونؤمن بأقدار صنعناها وآلهة نحتنا تماثيلها للعبادة ..

باريس 10/12/2006



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاقة الحوار المتمدن
- هل هو النقد ياسيد جمال الغيطاني، أم الجهل والحسد؟
- نداء من أجل إطلاق سراح الشباب المعتقل في السجون السورية
- في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة - المرأة العراقية ن ...
- نعزيك يا لبنان ونعزي أنفسنا بك
- المرأة ستكون صانعة القرارات الدولية في المستقبل القريب
- يا معارضة..الوطن يغرق، من سينقذه؟
- الموت العربي الرخيص
- أين أقف؟
- في كل الحروب.......المرأة ........هي من يدفع الثمن
- المواطن السوري بين قبضة النظام، والسياسة الدولية في المنطقة
- العراق بين المحتل والوطني!
- بيني وبين الشيطان...بينه وبين الله
- هل تقرر الانتخابات الأمريكية سياسة المنطقة في شرقنا الأوسط؟
- نعيش دفئاً ونموت اشتعالا
- كيف يرى العرب والمسلمون قضية الاندماج في الغرب؟
- من يقف وراء إشعال الصراع بين حماس وفتح؟
- أسألك ........ لماذا؟
- متى تبدأ السعادة الزوجية ومتى تنتهي؟
- كيف نفهم لغة الحوار في بلاد العرب والإسلام؟!


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - نحن والتغيير