أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - خالد سليمان - الشاعر السوري فرج بيرقدار في حوار مع الذاكرة:















المزيد.....

الشاعر السوري فرج بيرقدار في حوار مع الذاكرة:


خالد سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 1761 - 2006 / 12 / 11 - 09:29
المحور: مقابلات و حوارات
    


الجزء الأكبر من موسوعة التعذيب العربية ما زال شفوياً !
اعتقل الشاعر السوري فرج بيرقدار (من مواليد حمص 1951) ثلاث مرات في سوريا. الأولى عام 1978 بسبب كرّاس أدبي شبه دوري. الثانية عام 1978 بتهمة الانتماء الى رابطة العمل الشيوعي. الثالثة في 31 آذار 1987 بتهمة الانتماء الى حزب العمل الشيوعي، حيث أمضى في السجون أربعة عشر عاماً متواصلة الى أن أطلق سراحه في 16/11/.2000 بعد خروجه، جمع بيرقدار ذاكرة أوراق التجربة في كتاب "خيانات اللغة والصمت"، راوياً سيرة سجين حُرم اسمه وكان عليه أن يعرّف عن نفسه باسم السجين الرقم 13. في شهادة نادرة بعنوان " عن الرجل الذي أطعموه فأراً ميتاً وأشياء أخرى ...كوميديا جحيم سجن تدمر" عن تلك التجربة المرة الغارقة في الشرّ المفروض على الإنسان وصف الشاعر التعذيب من أوجهه الكثيرة ( الخوف ، العذاب ، القهر والمهانة، و الدولاب والفسخ وتوسيع حدود الكون بالصراخ الناجم عن ضربات الكهرباء، وتحدث عن الشبح على السلم، والكرسي النازي، وتكسير الأضراس والأطراف ) و رحلته بين أقبية تدمر و صيدنايا. وهو شهادة نادرة تضاف الى تراث أدب السجون في الثقافة العربية وتكشف للقارىء عمق الظلام الذي اقتيد إليه الإنسان العربي.

في هذا الحوار الذي خص به جريدة " الذاكرة " التي يصدرها موقع مؤسسة الذاكرة العراقية على الأنترنيت ، أجاب الشاعر " بيرقدار"على أسئلة تخصنا جميعاً، رغم انها تغيب عن ثقافتنا وآدابنا، والفكر المفترض إنتاجه !
س1 / لما خرجت من السجن، هل استرددت الصورة التي رسمتها في المخيلة عن عالم تركته ناقصاً وفقاً لرؤيتك للحياة والسياسة قبل الاعتقال. بتعبير آخر ما مدى المسافة بين المخيلة في السجن وبين الواقع خارجه، هل يمكننا تسميته بمسافة العذاب؟

ج1/ المسألة أكثر شوكاً وفهاهة من ذلك وأكثر بلاغة في الوقت نفسه. هي مسافة اللعنة والقداسة في آن معاً، غير أن اللعنة ترجح عندما تعود بعد أربعة عشر عاماً من الأسر، لتجد العالم الذي تركته ناقصاً ومشوهاً، قد أمسى أكثر نقصاً وتشوهاً.
آلهة التاريخ والأديان تقبلت القرابين واحترمتها، بل منحتها رمزية افتدائية مباركة. أما آلهة الطغيان المعاصر، فقد هدرت مئات آلاف القرابين مجاناً وعبثاً وتنكيلاً وازدراء وما لا أدري.
لكل سجين مخيلته، ومخيلتي لم تكن أقل قسوة من الواقع، إلا أنها كانت أكثر لياقة ومرونة، وبالتالي أكثر قدرة على المناورة.
وطأة الجزمة العسكرية كثيراً ما تطحن الفوارق بين الواقع والمخيلة. وحين يصبح الواقع لا واقعياً، تغدو المخيلة معنية بالبحث عن الواقعي والحقيقي والأصلي.
قبل اعتقالي كان الاستبداد أباً عجوزاً، عاتياً، انتقامياً، ومفخخ الروح والملامح، وحين خرجت وجدته ابناً غضاً، وغرَّاً، ومتردداً، يحاول أن لا يشبه أباه، ويعجز عن أن لا يشبهه. إنها مرة أخرى قصة التاريخ المأساة والتاريخ الملهاة.

س2/ هناك مفردات كثيرة ذكرتها في كتاباتك عن تجربة السجن في تدمر، وكما أتذكر لقد غيرت اسم الكرسي الألماني، الذي كان يستخدم للتعذيب، فأسميتَه الكرسي النازي. أسألك هنا، هل يمكن إدخال الكرسي النازي إلى موسوعة التعذيب العربية؟

ج2/ كان الاستبداد في سوريا، وما زال، أحد الوارثين لأسوأ ما في الأنظمة الرأسمالية، ولأسوأ ما في الأنظمة الاشتراكية المرحومة. وهو لم يكن بحاجة للكرسي النازي أو غيره من أساليب التعذيب المستوردة، ولكن ثقته بأنه مكروه ومرفوض وغير شرعي أصلاً، دفعته إلى ما يمكن أن نسميه "الفائض القمعي"، وذلك يقتضي تصدير واستيراد كل ما من شأنه أن يساعد على تحطيم إرادة المجتمع وحماية النعش، أعني العرش. هنا أحد أهم مكامن الخصوصية الوطنية والقومية التي يتبجح بها النظام السوري والكثير من أشقائه أو توائمه السعداء بأقاليمهم رغم ادعاءتهم الوحدوية، ورافعي يافطات الحرية رغم أن السجون التي في بلدانهم أكثر عدداً من الجامعات. لكأنهم يريدون أن يعطونا درساً بليغاً في حقيقة أن كل ادعاءاتهم وشعاراتهم هي على الضد أو النقيض. أما موسوعة التعذيب العربية المعاصرة فإنها الأوسع عالمياً، ولعلها سبيلنا الوحيد إلى موسوعة غينيس، غير أن المشكلة تكمن في أن الجزء الأكبر من هذه الموسوعة ما زال شفوياً. لكأنه يراد لتاريخنا القديم أن يواصل أسلوبه الشفاهي رغم كل ما يمتاز به العصر من دقة وأرشفة وتوثيق!

س3/ كلمة الكرسي النازي تدفعني لسؤال آخر: ما هي العلاقة بين أساليب التعذيب الغربية والأساليب المتبعة في السجون العربية. هل يمكننا الحديث عن علاقة أُخرى في السياق ذاته وهي الامتداد التاريخي لتلك السجون في الثقافة العربية السياسية. تالياً ، ما هو الوجه التاريخي لهذه السجون؟

ج3/ الحكام العرب الذين عجزوا عن تغيير التاريخ، اكتفوا بأن يغيروا الجغرافيا، ومن عجزوا عن الاثنين معاً اكتفوا بأن لا يغيروا أنفسهم ولا ما فيها. أما الوجه التاريخي للسجون فما زال إبداعياً متألقاً منذ طُمِر الحطيئة في تلك الحفرة الملعونة، مروراً بصلب الحلاج وأفانين تعذيبه، وتقطيع أوصال ابن المقفع ورميه في التنور، وصولاً إلى المآسي المروعة التي ارتكبها صدام حسين بكل ما أوتي من خبرات الكيمياء الحديثة إضافة إلى الخبرات القديمة في الجدع والصلم والبتر والسحل. لقد ذكرت صدام حسين وأنا أعني قرابة عشرين نظاماً عربياً. أترى.. لم أذكر جميع أعضاء الجامعة العربية، وذلك كنوع من التقية، وكنوع من الأحجية، وعلى الآخرين أن يحزروا من هي الأنظمة العربية المستثناة أو القابلة للاستثناء.
لا أمتلك من المعلومات ما يمكِّنني من إجراء مقارنة بين أساليب التعذيب العربية والغربية، ولكن لدي ميل إلى الاعتقاد بأن طغاة العالمين العربي والإسلامي خصَّبوا مخيلاتهم بتوصيفات جهنم الواردة في القرآن، وربما راودهم جنون العظمة إلى حد التفكير في إمكانية أن يكونوا آلهة، وبالتالي أن يكون لكل منهم جهنمه.

س4/ أنت تعتبر أن مآسي السجون مثل جمر تحت الرماد ولا يجب نسيانه بالتالي.هناك رأي آخر، ومن فئة واسعة داخل الأوساط الثقافية والسياسية العربية، يرى بأن طي هذه الصفحة أحسن من " نكش " الأمور. ألا ترى بأن النسيان قد يشعل تلك الجمرة التي تحدثت عنها في حوار تلفزيوني؟

ج4/ كثيرون يفكرون على طريقة "عفا الله عما مضى" وأنا أتفهمهم، فالتركة أثقل من أن يدعي شخص أو مؤسسة أو حزب إمكانية حملها بمفرده. غير أن رأيي الشخصي يقول إن الباطن عاجز عن أن يعالج غيره، لأنه هو أحوج ما يكون إلى العلاج. الماضي ليس محض خلاف بين شخصين يمكن حله بتبويس اللحى وإغماض القلب والعينين. ثمة جمر كثير في قلوب الناس وأعينهم وأفواههم. ما ترمَّد هو قشرة خفيفة على السطح، قشرة مؤقتة ومحكومة بموازين طارئة وقلقة ومتبدلة لاعتبارات داخلية وإقليمية وعالمية. ولكن من أراد أن يكون مسيحاً جديداً فذلك شأنه. أنا لا أمتلك تلك الغفرانية الفائضة، وذلك ليس من أجل حقي الشخصي فقط، وأنا سأحتفظ بهذا الحق، وإنما أيضاً وأولاً من أجل آلاف مؤلفة هُدِرت أرواحهم وكراماتهم وعائلاتهم وأملاكهم، أخذتهم المجازر والسجون والمنافي بغير وجه حق، ولا حتى باطل، ذلك أن لبعض الباطل بعض المنطق. لا أريد انتقاماً ولا تشفياً، بل قليل من الشفاء، وقليل من مؤاساة الجراح وهدهدة الجمر، وإلا سيبقى الجمر جمراً، وستبقى اللعنة لا أب لها ولا أم. المحاسبة لا تعني إعدام التسامح، والتسامح لا يعني إعدام المحاسبة.

س5/( السجين المنسي.. النسيان موت معنوي للسجين، السجين المنسي فظيع، هذا بيتعرض لأكبر ضغوط ) هذه الكلمات لك وقلتها في ذات الحوار الذي أشرت إليه في سؤالي السابق. أود الإشارة في هذا السياق إلى أمر آخر بالنسبة للسجين المنسي وهو تجريده من شخصيته الداخلية من خلال حلاقة الرؤوس وفرض زي موحد "يونيفورم " على الجميع ، ألا ترى في هذا نسياناً يضع السجين أمام الإفناء الكلي لمقوماته الذاتية من خلال إبعاده عن التذوق الحسي للأشياء؟
ج 5/ بل هو تعميم وتعويم ومماهاة بنت كلب، هو مسخ لمعنى الإنسان، هو الانتقال به من كينونة إلى رقم. كل تعميم بدرجة ما، هو تعتيم بدرجة ما، وكل تنميط عبيط. لم يستدرجني السجع بل ركاكة روح الطغيان. ليس للسجين شبيه، وإن كان دور الجلاد هو محاولة جعل السجين على هيئة سجنه.

س6/ من خلال قراءتي للأشياء التي قلتها عن السجن استنتجت بأن السجن بالنسبة لك هو اللامكان واللازمان كما أنك لم تستطع بناء تصور كامل عن أقبية سجن تدمر. هل لك أن تفصل هذا الأمر؟
ج 6/ لكل حال مقال، إلا حال السجين ومن هم في أوضاع مشابهة كالمنفيين مثلاً.
في الخارج لك ساعتك أو قلبك لقياس الزمن، ولك حيِّزك الذي تتحرك فيه بحريتك. في السجن أنت غيرك، في مكان مضاد وزمان مضاد. يصادرون منك الساعة والنظارات والشمس، وأحياناً يصادرون العتمة.
عنوان كتاب باشلار، الذي ترجمه صديقي المرحوم غالب هلسا، لم يعد من خطورة في أن أعترف الآن أنه كان صديقي، وكان يؤويني أيام التخفي والملاحقة في بيته. اعذرني على هذا الاستطراد. أعود لأقول أن عنوان كتاب باشلار هو "جماليات المكان". لماذا لم يتحدث عن قباحات المكان؟ ألأن المكان ينبغي أن يكون جميلاً؟! ربما.. ولكن السجن ليس جميلاً، وبهذا المعنى هو ليس مكاناً، وإذا افترضناه مجازاً مكاناً... لا.. هو ليس مكاناً، لأنه ليس للضياع أن يكون مكاناً. السجن ضياع للملامح والسمات والخصوصية ونقاط العلام. أما الزمن فلا قيمة له خارج المكان، لهذا يمضي زمن السجن خدِراً، دبقاً، هلامياً، وأحياناً ناصل العمق والمسافة وكريه الطعم والرائحة، وفي النهاية كعاطل عن العمل.
سؤالك صعب والإجابة عنه أصعب، فأي إيضاح تريد، وأنا أبحث عن غموض يستوفي الحالة، وما من غموض يكفي؟!

7س/ بماذا يتجسد التعذيب برأيك. هناك وسائل كثيرة للتعذيب ومع الأسف لم تدرس هذه الوسائل في الثقافة العربية. ولو بحثنا عن أصول التعذيب وأدواته ومنهجته في السجون العربية، لا نحصل سوى على مصادر تاريخية إسلامية لباحثين مثل هادي العلوي وعبود الشالجي. أما التعذيب الحديث فهو طي الكتمان. ما أريد قوله هو كيف نعيد إنتاج معنى السجن ونضعه في سياقه التاريخي الإنساني، ونفكك في الوقت ذاته منظومته المفاهيمية. ذلك أن السجن هو مفهوم وتفكير سياسي وثقافي يتم تجريد الإنسان من خلاله من حقه في الحياة؟
ج 7/ السجن يورثك الحنين إلى جمال المبتذل، على حد تعبير صديقي ياسين الحاج صالح، كأن تحن إلى النوم على المرج تحت شمس ربيعية أو خريفية، أو إلى السير تحت المطر بدون خوف أو حساب لأنك عائد إلى بيتك، أو إلى أن تكون بقرة أو حصاناً أو عنزة ترعى على مهلها وراحتها، أو إلى ليلى والكعبة في أناشيد الصوفيين، أو إلى أمك وهي تعاتب الله وتستغفره، أو تلعن الشيطان وتنهره، وكلاهما لا يستجيب. دعني من الكلمات والمفاهيم الثقافية الكبيرة. السجن هو سين وجيم ونون. إنه يشبه، على نحو ما، ألف لام ميم التي ذكرها الله في قرآنه، وحتى الآن لم يعرف معناها أحد إلا الضالعين في العلم، أعني الحرية، وفي اللاعلم أعني الأسر.
لقد تحدث ميشيل فوكو عن السجن في وصفه نظام للمراقبة والمعاقبة، وهذا صحيح من بعض الوجوه، ولكن بالنسبة لسجوننا فإن الأمر يتعدى ذلك إلى العبث والافتراس والتشفي والانتقام وخوف الديكتاتور من الناس بدرجة لا تقل عن خوفهم منه. السجن عندنا أساسه غياب القانون، على عكس ما هو بالنسبة للأنظمة العادية التي تعتمد على الانتخابات والتداول وإمكانية المساءلة والمحاسبة وفق معايير مرعية ومتفق عليها.

س8/ يبدو لي أنك تتذكر التعذيب اللفظي وتفاصيله أكثر من التعذيب الجسدي، وقد تطرقت في كتاباتك إلى جمل وكلمات متعددة من قاموس " المستبدون الصغار " أو السجّان تحديداً، ما سبب ذلك؟
ج 8/ لا يا صديقي.. لقد تحدثت في كتاباتي عن الدولاب والفسخ وتوسيع حدود الكون بالصراخ الناجم عن ضربات الكهرباء، وتحدثت عن الشبح على السلم، والكرسي النازي، وتكسير الأضراس والأطراف. ما زلت في السويد أعالج أضراسي التي كسَّروها بدم بارد، وعمودي الفقري المهتوك، وقلبي الذي لا أعرف ما فيه، ولحسن الحظ أنهم هم أيضاً لم يستطيعوا أن يعرفوا ما فيه، ولكنني أتحاشى أحياناً الحديث عن التعذيب الجسدي رأفة بنفسي. كل حديث عن التعذيب الجسدي بالنسبة لي يعني استعادته أو استحضاره، وقد أرغمت نفسي على الحديث أو الكتابة عن ذلك بضع مرات، ولكنني لا أستطيع إرغامها دائماً.

س9/ في الأوساط الثقافية والسياسية العربية هناك تجاهل شبه كامل للسجون وثقافتها وتوريط شرائح إجتماعية في توريثها والولوج في عوالمها. ألا ترى نوعاً من الإجرائية في الثقافة ذاتها؟
ج 9/ عصرنا العربي الراهن كله إجرائي، من أكبر طاغية وحتى أصغر طائر في قفص. عصر التأسيس والمعنى والقامات الثقافية والعلمية العملاقة متوقف عندنا منذ أكثر من ألف عام، ولا يغير في ذلك وجود بعض الاستثناءات المعدودة لأفراد في محيط لا يتيح لهم إمكانية التحول إلى حركة أو ظاهرة. ولكن الإجرائية ليست شيئاً مرذولاً حين لا الله ولا إبليس ولا العالم. أنا أدعو مثلاً إلى حالة طوارئ إجرائية لا مؤبدة، إلى مواطن إجرائي لا سيد ولا عبد ولا أسير، أدعو إلى بعض من المحاسبة وفي الوقت نفسه إلى بعض من التسامح، ولك أن تلومني على ذلك، ولكنني سأمضي إلى حتفي بهذه الترهات.

س10/ هل يمكن اعتبار تجربتك الشعرية بحثاً جمالياً للبشاعة، أي أنسنتها وفقاً للغة والحساسية الشعريتين؟
ج10/ لا.. أريد أن أنصف نفسي. حاولتُ أن تكون كتابتي بحثاً عن جماليات الجمال، وبحثاً عن جماليات البشاعة في آن معاً، ولكن ما شأني إذا كانت البشاعة طاغية، والطغاة طاغين؟!
بودي أن لا أكتب عن غير رائحة الخبز والورد، وذاكرة الصهيل المتباهي، ووصف مناقير الطيور، وأنوثة الكمأ، وسلالات السمك، وسذاجة الأنهار، وطيبة آبائنا وأجدادنا، وبعض المؤمنين الذين هم على أبواب جهنم، وبعض الجاحدين الذين هم على أبواب الجنة، عن ثقافة الطين، وبعض أسماء الله الحسنى، والإيمان المقيَّد، والكفر المسترسل، وتحويل صباح الخير إلى صبايا الخير، ومساء الخير إلى نساء الخير، ولكن أعطني ظرفاً لذلك.. أعطني كلمة مباركة لوطني الذي لم أعد أحبه، لأبي الذي مات ولم أره، لأمي التي ماتت ألف مرة وهي تدعو ربها أن يحالفها، لأخوتي وأصدقائي الذين أخجل من حبهم وتضحياتهم، لبعض المقربين مني ممن لا يرحمني اعتقادهم أنني أقوى من السجن والحياة وصروفها، لنفسي التي لم ينجح السجن في أخذها إليه، ولم تنجح الحرية في أخذها إليها، أعطني سبيلاً إلى نفسي، إلى نفسي على الأقل.



#خالد_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم ...سيظل يرعب ذاكرتنا-رسالة متأخرة إلى عبدالباري عطوان
- في العلم العراقي وبعض الخبرة من التجربة النازية
- مجتمع الأنفال...من الماسآة ألى التوتر النفسي
- عهد الضحية الدائم ...كشف الماضي يقتضي تحرير الذات من المراقب ...
- غانيات كأس العالم
- كتاب صدام حسين الأسود - بورتريه واحد للدولة والرئيس والعائلة ...
- كندا الفرنسية بين أيدي جيلها الجديد
- هارولد بنتر ...من الغضب إلى الإرتجال الكتابي
- الديجيتال كمواطن مخلّص لأمن العالم
- عن الحشرات والصمت ...وجثة مجهولة
- في وصف العنصرية على الشاشة الصغيرة
- الموت في سيارات طويلة بلا نوافذ
- عن المفكر الراحل هادي العلوي - بورتريه تختلف لرجل استعاد لذا ...
- القومية ...تقاسيم على ذاكرة مشتعلة
- ثقافتنا وجثث العراق
- تعليق كُردي على نقاش عربي - الفيدرالية توقظ العروبة من سباته ...
- لكن لماذا لا يكون - عراق جديد- في كُردستان
- الأخطاء ، عندما ترتكب باسم القومية
- صَهيَنَةُ الكُرد ...لماذا؟
- لماذا لا يصدّق المثقفون العرب ماساة الجارالكردي؟


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - خالد سليمان - الشاعر السوري فرج بيرقدار في حوار مع الذاكرة: