أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - اشكالية المأزق العراقي ..















المزيد.....

اشكالية المأزق العراقي ..


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1758 - 2006 / 12 / 8 - 11:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هل ان المأزق العراقي الدموي الراهن هو بسبب الأحتلال وزمر الخيانة والرذيلة من بعثيين وسلفيين وعنصريين وتكفيريين فقط ... ؟
نعم ’ انه ذلك مضافاً اليه التركيبة القومية والمذهبية والعرقية والأثنية للمجتمع العراقي ’ التي كانت طيفاً منسجمــاً منتجاً جميلاً ’ ومفروضاً ان يبقى نوراً ومناراً معرفياً وحضارياً وثقافياً وابداعياً يهتدي به ابناء العراق وشعوب المنطقة فحولــه الطامعون تاريخياً من دول الجوار العروبي الأسلامي والدولي والعاقون من الأدوات المحلية الى نار فتنـــــــة ومحرقــة يكتوي بها العراق شعباً ووطناً .
بعد ثورة 14 / تموز 1958 الوطنية ’ تحللت وتكشفت عورة جبهة الأتحاد الوطني التي كان يجمعها هدف اسقاط النظام الملكي ’ فكانت ساعة الصفر لأعلان الخلفيات اللاوطنية لنواياها ومشاريعها وولاءاتها واجندة اسيادها .. وكلما تقدمت ثورة 14/ تموز بأتجاه الأنجازات الوطنية والأجتماعية والأقتصادية واستكمال مهام التحــرر و الديموقراطيــة’ كلمــــا ازدادت شراسة وانتحارية ودموية ودناءة العروبيين والقومجيين والناصريين والرجعيين وبعضاً من العسكريين المغامرين حتى اصبحوا خناجر مسمومــة في خاصرة العراق .
الأنقلابيون البعثيون عرضوا انفسهم بضاعة وادوات فاسدة في اسواق التآمر والخيانــة لكل من يرفعهم الى هرم السلطة.
الأسلام السياسي بكل اجنحته وبعد ان استفزتهم المكاسب الوطنية لثورة 14 / تموز وهددت مراكز نفوذهـــم وسطوتهم وظلامية دجلهم ونفاق ممارساتهم واساليب تضليلهم وجدوا في الجارة ايران ورجعيات الخليــج داعماً ومنقذاً لهم على حساب الوطن والشعب ’فالتقت شرور فتواتهم وخطبهم ودعواتهم مع الأطماع لعنصرية للمهرج العروبي جمال عبد الناصر’ فتجمعت كل تلك الحثالات المريبة داخل القطار الأمريكي’ واخترقت العراق مؤامرة كارثية في 08 / شباط / 63 .
ما كان للمتأمرين ان ينجزوا انقلابهم الدموي وتنفيذوا جريمتهم لو ان القوى الوطنية الأخرى لم تترك ثورة 14 / تموز وقياداتها تواجه عناصر التآمر والردة بمفردها .
الحزب الشيوعي مثلاً ’ ورغم اخلاصه ودعمه لثورة 14 / تموز وتعلق قواعده بقيادة الثورة وزعيمها’ لكن ازدواجية قياداته بين الولاءات الأممية الخطاء والألتزامات الوطنية جعلته مرتبكاً متردداً سلبياً في مواقفه وقراراته ’ فأصبح بشكل وآخر خارج صفوف المواجهة المباشرة مع اعداء الشعب والثورة مع انه المستهدف الرئيسي ’ رغم بسالــة قواعده وتضحياتها الجسام في دفاعها العفوي غير المتكافيء بوجه قوى المؤامرة .
قيادات الحركة الكردية : دخلت على الخط خطاءً اعتقاداً منها ان سقوط ثورة 14/ تموز وتصفية قياداتها ومكاسبها ربما ستحقق لها بعض المكاسب القومية وكذلك الحزبية والعشائرية ’ فوقعت متوهمة في مصيدة مناورات قوى المؤامرة والبعث بشكل خاص ’ ودفع الشعب الكردي ثمناً مكلفاً ما كان مقدراً له ان يدفعه لو وقفت قياداته الى جانب الثورة وعالجت اشكالياتها مع قياداتها داخل الأطار لوطني .
الأحزاب والتجمعات الليبرالية ’ الحزب الوطني الديموقراطي ( الجادرجي ) مثلاً دفعتها انانيتها وقصر نظرها الى ان تتوهم انها الوريثة الأفضل للنظام الملكي ’ وانتظرت وطالبت ان تتنازل و تقدم لها قيادة الثورة السلطة كاملة على طبق من ذهب ’ فأفتعلت الخلافات مع قيادة الثورة والقوى التقدمية والحزب الشيوعي بشكل خاص وجمدت نشاطها ودعمها للمسيرة الوطنية والتصرف بشكل وآخر وكأنها ضمن قوى الردة ودخلت فعلاً على خط الشماتة والتشفي بضياع الثورة والمجزرة التي رافقت بيان رقم 13 سيء الصيت ’ لكنها في النهاية لم تحصد شيئاً سوى حصتها من الكارثة .
الجماهير العراقية الواسعة ’ ورغم تعلقها بثورة 14 / تموز واخلاصها لقياداتها الوطنية ’ لكنها كانت في حينه ممزقة خلف ولاءات حزبية وقومية وطائفية مختلفة ’ وكانت في حالة من الأرباك والفوضى وتعدد الولاءات والتصادم مع بعضها احياناً لا تسمح لها ان تكون اكثر من عفوية سلبية في دفاعها عن الثورة .
حدث ما حدث واغتيلت ثورة 14 / تموز وتمت تصفية قياداتها والألاف من قيادات الحركة الوطنية وفي مقدمتها كوادر وقواعد الحزب الشيوعي .
كان انقلاب 08 / شباط / 63 الأسود مجزرة بشعة تواصلت همجية نظامها البعثي حتى اسقاطه في 09 / نيسان / 2003 ’ حيث يواصل الآن جرائمه البشعة في حرق العراق وابادة اهله انتقاماً وتملقاً للأحتلال وفرض واقع عودة جمهورية الموت .
لو نظرنا الى الواقع الراهن ’ لوجدنا تلك الأشكالية تتواصل وتتناسل بوسائل اكثر فضاعة ومآساوية .
اصبح الآن هدف تمزيق العراق انساناً وتراباً وثرواتاً واقعاً رُسمت حدوده وخطوطه الحمراء بدم الأنسان العراق ومعاناته ومحنة وطنه .
الأسلام السياسي السني بكل اجنحته السلفية والتكفيرية والعنصرية تشكل طابوراً خامساً لنفوذ دول الجوار العروبي القومجي في المناطق الغربية من الجسد العراقي .. الأسلام السياسي الشيعي اصبحت بعض مكوناته واجنحته وتبادل ادواره يشكل رأس حربة النفوذ القومي الطائفي للجارة ايران في جنوب العراق ووسطه .
شلل القوميين والعروبيين وهجين مجرمي البعث يعرضون خدماتهم واحط اساليبهم وممارساتهم لكل من يساعدهم على استعادة جمهورية الموت الثالثة واصبحوا امتداداً خسيسـاً لسوريا والأردن ومصر وليبيا واليمن وغيرها من مكونات الأمة الوهم .
الجارة تركيا بأطماعها التاريخية وطوابيرها والتها العسكرية لها امتدات خطرة في مناطق الشمال من العراق .
القيادات الكردية وجدت نفسها مرتبكة غير واثقة ازاء ذلك الواقع البائس’ تتخبط في تحالفاتها ’ تستعجل تحقيق بعض المكاسب غير الراسخة وتحاول عبثاً ان تكّون كياناً قومياً امناً مستقراً خارج اطار المأزق العراقي المشترك .
الحزب الشيوعي العراقي’ الذي كان مفروضاً ان يتصرف استناداً الى تجربته التاريخية وجذوره الراسخة داخل المجتمع العراقي ’ ويكون مع غيره رائداً للجماهير الضحية ’ يستنهض ويقود الملايين من الوطنيين الشرفاء ’ بعكسه فقد دخل رقصة ( حشر مع الناس عيد ) لنهج المحاصصات والتوافقات داخل المنطقة الخضراء ابتداءً من مجلس الحكم الموقت مروراً بالأستقطابات القلقه لهجين رموز العملية السياسية الراهنة ’ فضاع علية ( الخيط والعصفور ) لكنه يبقى من حيث الكادر المتوسط والقواعد ’ الأقرب الى الهم العراقي .
الجانب الأمريكي ’ وجد الواقع العراقي الراهن وهو الذي اشترك في صنعه تاريخياً مثالياً لتنفيذ مخططه واستكمال مشروعه وتحقيق مصالحه ’ فهو غير معني على الأطلاق بتحقيق ديموقراطية وحرية وعدالة وامناً واستقراراً ووضعاً في العراق يساعد ابناءه على ان يمسكوا مصيرهم ويبنوا مستقبلهم بعيداً عن قوى الأختراق الأقليمي والدولي ’ فلا يمكن لقوى اغتالت ثورة 14 م تموز بكل قسوة وصفت القيادات الوطنية بلا رحمة وسلطت عليه زمر بعثية شوفينية عنصرية مجرمة ’ رعتها ودعمتها وباركت جرائمها على امتداد اكثر من 43 عاماً ان تبني للعراق نظاماً وطنياً ديموقراطياً مستقلاً .. وها نحن الآن نحصد مكاسب اكذوبة التحرير كارثة وطنية وموتاً وقتلاً همجياً للأنسان العراق .
هنا نقف وجهاً لوجه امام جملة من الأسئلة تنتظر الأجابة الجريئة الواضحة رغم الثمن المحتمل .
ـــ هل ان قوى الأحتلال جاءت حقاً محررة صادقة في ان تجعل من العراق نموذجاً للتحرر والديموقراطية والأزدهار في الشرق الأوسط والمنطقة ... ؟
ــ لا .. ان القوى التي اغتالت ثورة 14 / تموز واشرفت على تصفية القيادات الوطنية وسلطت على العراق نظاماً دموياً دمر الوطن وانهك الشعب لا يمكن لها الا ان تكون سبباً مباشراً في حريق الكارثة العراقية الراهنة .
ـــ هل ان الهجين السياسي الذي يتصدر الآن العملية السياسية ’ هو حقاً قوى وطنية منسجمة يمكن التعويل عليها في طرح الشروط والأهداف الوطنية على طاولة الصراع التفاوضي مع قوى الأحتلال وجعلها تحترم ارادة ومصالح العراقيين ... ؟
ــ انا اشك بذلك ’ وفي اعتقادي ان اغلبها والرئيسي منها بشكل خاص تمثل الأدوات المحلية لقوى الأحتلال والأختراق الأقليمي داخل العراق .. اجندتها .. اطماعها .. صراعاتها الدموية ’ تلك التي يدفع العراقيون ثمنها دماءً وارواحاً ومصائباً ومحن .
ـــ هل ان ما يطرح من توافقات ومحاصصات ومصالحات وتسويات هي حقاً وطنية الدوافع والأهداف والنوايا ... ؟
ــ ابداً انها مجرد مناورات ومساومات لتقاسم العراق حصص واسلاب وفضلات داخل جدران الأرادة الأمريكيه وفي قبضتها .
ـــ هل هناك ثمة مخرجاً وطنياً من حالة الأحباط واليأس والأستسلام ودوامة الهزائم والأنتكاسات والكوارث التي ترسخت عبر تارخ دامٍ ...؟
ــ طبعاً هناك مخرجاً .. وهناك بديلاً وبدايات .. لكن يجب ان لا ننتظرها من قوى الولاءات والتبعية والأدوات المحلية للأطماع البشعة لدول الجوار والأحتلال ... يجب ان نبحث عنها ونهيئها داخل المجتمع العراقي ’ احزاب ومنظمات المجتمع المدني .. تياراً وطنياً ديموقراطياً مستقلاً ’ شرط ان ندرك حقيقة ’ ان انجاز تلك المهمات الصعبة وانقاذ العراق من مأزقه الراهن ’ لا يأتي عبر التطفل على نهج المحاصصات والتوافقات والغاء الحدود الفاصلة وطنياً واخلاقياً وانسانياً مع قطط وغربان وثعالب المنطقة الخضراء .. ان الأمر يبداء من الشارع العراقي المكشوف جيث الناس والمعاناة والموت اليومي .
نعم .. قوى البيل قائمة مع انها مهمشة مقموعة محاصرة بقوى الظلام والعنف والخيانة .. لكنها بالتأكيد تستطيع ان تتجاوز صعوباتها وظروف انتكاستها اذا ما تحلت بالصبر والأرادة والتعفف والخلق الوطني والشرف الأنساني من اجل بنات وابناء العراق .. فالأرض والأنسان يستحقا الفداء والتضحية والثمن مهما كان مكلفاً .
06 / 12 / 2006
[email protected]



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد ... يا عشق يعذبنا
- والمليشيات ... منتخبة ايضاً !!! ..
- مبادرة للتضامن مع الكرد الفيلية
- مدينة الثورة : شعاع على جبين تموز ..
- سوريا وايران : خرجتا من دائرة الشك الى الفضيحة .
- لا تخطفوها ... انها منتخبة
- لكم عروبتكم ... ولنا عراقنا
- يا اهل العراق : لا تحرقوا بيتكم
- شنقاً للبعث حتى الموت
- وداعاً ابو ماجد
- الأحتلال .. الطائفية .. والعنصرية : ركائز الكارثة العراقية
- انه العراق .. يا ايها الأنتم
- يا عيد مر بينه ...
- اهمية الأستقلالية لمنظمات المجتمع المدني ...
- محاكمة الطاغية بين القاضي والقاضي ...
- اوقفوا عجلة موتكم يا اهل العراق
- مزروع انا بديرتي ...
- سأبصق في وجهي فقط ... ؟؟؟
- الأستاذ حمّزه الجواهري : فدراليات .. ولكن ؟
- ام الكوارث : معقدة جداُ ..


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - اشكالية المأزق العراقي ..