أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مهند صلاحات - شهيداً.. شهيداً.. شهيداً














المزيد.....

شهيداً.. شهيداً.. شهيداً


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1758 - 2006 / 12 / 8 - 11:32
المحور: كتابات ساخرة
    


ذكرت الأنباء أن شاباً عربياً في الثامنة عشرة من عمره، دفع حياته ثمنا لبوستر مثير لهيفاء وهبي, حيث لقي الشاب حتفه تحت عجلات شاحنة ضخمة بينما كان منشغلاً بالنظر إلى صورة ضخمة للنجمة الموهوبة هيفاء وهبي التي نفذت عدداً من العمليات "التجميلية" في صدرها وأردافها، وأماكن مختلفة من أنحاء جسدها، رداً على تأزم الأوضاع السياسية والفنية في المنطقة العربية.
وقد ثار جدل طويل، وخلافات حادة بين رجال دين، وعلمانيون، وأصحاب مواقف وطنية متعددة، حول احتساب الشاب شهيداً أم لا.
الحقيقة لقد ضاعت على الشاب فرصة بأن يقضي شهيداً في عملية تفجيرية تقتل جندياً أو تصيب أخراً، ويهدم بيت أهله فوق رأسه في قبره، ويسجن أخوته، ويدمر مستقبل عائلته –فيما كان بالإمكان زرع القنبلة ذاتها في الشارع وإيقاع ضحايا أكبر من العدو- لكنه لم ينل شرف هذه ولا تلك؛ فالمسكين وللأسف كان ينظر، ويتأمل، ويدقق، بصورة الفنانة المناضلة ذات التاريخ العريق من العمليات والعلاقات والكليبات "هيفاء وهبي"، ولم يكن ينظر لصورة أحد رموز أو قادة الثورات، فلو كانت الصورة المعلقة أمامه لعبد الناصر، ترى هل كان الشاب سيتأمل فيها كثيراً، وخاصة بعد أن ظهر فشل الشعارات القومية، وثبت تاريخياً أن الشعارات التي رفعتها هيفاء قد تحولت لواقع، بينما الشعارات الكثيرة التي رفعها السياسيون بقيت قيد الشعارات، ودُفنت أحلام تحولها لواقعٍ معهم في القبور، وكذلك لم يكن الشاب الفقيد ينظر لصورة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية "أبو العبد" ولم يتخذ قراراً جدياً في الوقوف إلى جانب هذه الحكومة المحاصرة، أو يتطوع مجاهداً في صفوف الأفغان العرب الجدد الذين شكلتهم وزارة الداخلية الفلسطينية التي يقودها سعيد صيام.
وامتد الجدل، وظهرت أراء وفتاوي تقول بأن الفقيد لو كان ينظر لصورة "أبو العبد" المعلقة أينما ذهبنا في شوارع الوطن "الكبير"، أو صورة الرئيس محمود عباس مثلاً، أو أيد موقف 14 آذار في لبنان وشجب واستنكر اغتيال رفيق الشهيد رفيق الحريري وكان يبكي قرب صورته، أو كان ينظر لإحدى صور قادة الثورة الفلسطينية، أو أحد الضباط الأحرار المصريين، أو قائد ثورة الفاتح "أعزه الله"، أو أو أو، من الثورات، أو الثروات، أو الثوار العرب، "وطلعت عن بطن المسكين الشاحنة"؛ لكان بالتأكيد شهيداً بكل مقاييس الشهادة الثورية جداً.
لكن المشكلة أنه لم يكن من مقاتلي الداخلية الفلسطينية، ولا يطلق النار دفاعاً عن شرف القضية و"محمد دحلان" على مقاتلي حماس، ولم يشارك باغتيال عدد من المقاتلين الفلسطينيين بإيعاز من قوات الأمن الوقائي الفلسطيني، ولم يكن من كتائب شهداء الأقصى، ولم تدوسه الشاحنة وهو يطلق النار في الهواء في أحد المسيرات، ولم يكن ينظر لصورة "أبو العبد"، ولا يؤيد مشروع الثوار الأحرار، ولم يكن يقرأ آيات من الكتاب الأخضر قبل وفاته، فكيف يمكن اعتباره شهيداً ؟؟

* للعلم فقط في مدينة فلسطينية قتل أحد شبابنا صديقه ذات يوم على إثرِ خلافٍ بينهما نشب لأجل صورة نانسي عجرم، اضطر صديقنا الثاني دفاعاً عن وجهة نظره لإطلاق النار على صديقه وابن حارته، لإنهاء النقاش حول نانسي، وربما حول نوعية السيليكون التي تستخدمها في عملية النفخ.
وبالمناسبة أيضاً -وبما أنها سيرة وانفتحت- فكلاهما ابن تنظيم فلسطيني مسلح، يختلف عن الأخر، وكانا مطلوبين لقوات الاحتلال الإسرائيلي.

الشاب العربي يا رفاق مات شهيداً.. شهيداً.. شهيداً.. بحسب فتوى قارئة الفنجان، وهذا ما أكده الراحلين عبد الحليم حافظ ونزار قباني.
فقد مات الفقيد فداءاً للمحبوب، فكيف لا يكون شهيد !؟



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالسني الفصيح
- من يعتذر للشعب الكردي عن تصريحات رئيس الحكومة الفلسطينية -إس ...
- شقائق النعمان : فرقة تراثية فلسطينية تعيد الروح العربية للمد ...
- سيناريو الحرب المحتملة بين إيران وأمريكا بالأدوات السعودية
- المُقيمانِ في أُمنياتِ الحضور
- فيروس الشرق
- من صور العنف النفسي ضد المرأة في العادات والتقاليد
- صورة تشبهني
- قصص قصيرة جداً في زمن حرب عادية
- ناجي العلي المنتمي لأوجاع الفقراء
- نشرة أخبار -لا- إنسانية
- إسرائيل تتنفس الصعداء عبر التصريحات السعودية
- حماس ومحمد دحلان، والخطر المحدق في الشعب الفلسطيني / دراسة س ...
- النظافةُ منَ الإيمانِ السياسيِ
- الدم الفلسطيني ... مانشيت جيد لعنوان قصيدة أو مقال
- الجميع في معركة التجويع مع مشروع أولمرت
- السلطات السورية وأدت قانون دخول الفلسطينيين لأراضيها
- وأد المشروع الثقافي الفلسطيني بزجه في المعترك السياسي
- وما زلتِ تسألين !؟
- وكأنما كانت هنا ليلى


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مهند صلاحات - شهيداً.. شهيداً.. شهيداً