أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج فايق - فاروق حسني و الحجاب و الكنيسة القبطية و مؤتمر العلمانيين















المزيد.....

فاروق حسني و الحجاب و الكنيسة القبطية و مؤتمر العلمانيين


جورج فايق

الحوار المتمدن-العدد: 1758 - 2006 / 12 / 8 - 09:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم أرد التعليق على تصريحات فاروق حسني وزير الثقافة عن الحجاب ولا معارضة الكنيسة لانعقاد مؤتمر للعلمانيين في وقتهم لأن الموضوعان قد قتلا بحثاً و كتابة من جميع الأوجه بين مؤيدين ومعارضين متشنجين و مهللين تبادلوا المواقع فمن كان ينادي بحرية الرأي و الفكر مؤيداً تصريحات الوزير أغمض عينه و غض الطرف عن مساندة مؤتمر للعلمانيين في رأي لن يقدم أو يؤخر فما أكثر المؤتمرات التي تعقد في و من أجل بلدنا و النتيجة لا شيء مجرد بيانات و توصيات و كذلك من هاجم و طالب بمحاكمة فاروق حسني من أجل تصريحاته المسيئة للإسلام و الحجاب وقف بتبجح يدافع عن مؤتمر العلمانيين و ينتقد معارضة الكنيسة له
فانقلب الحال مما يجعلني أتسأل أين حرية الرأي التي ينادي بها المفكرين ؟ لما لا أجد موقع قبطي يدافع عن حرية كمال زاخر أو غيره في التعبير ؟ و لما لم أجد موقع إسلامي يدافع عن حرية فاروق حسني في إبداء رأيه في الحجاب ؟
كل فئة تجعل من نفسها راعية الحقوق و الحرية و في الحقيقة آفة العقل عندهم واحدة فكلاهما ضد النقد و لا يريد أن يسمع ما يخالف ما يؤمن به فالقضيتين وجهان لعملة واحدة هو مصادرة حرية الرأي و عدم قبول المعارضة في الرأي
فالمشكلة أن الجميع في مصر يعتقدون أنهم على حق و المعارضون لهم على باطل شياطين يريدون شق صفهم أو إثارة فتنة أو ...... يصادرون على حرية الرأي تحت أي مسمى و لا أعرف لما ؟ فمن حقهم أن يرفضوا الرأي الأخر و يدافعون أو حتى يتشبثون برأيهم و لكن ليس من حقهم منع المخالفين من التعبير عن رأيهم حتى لو خطأ و بالأخص أن كانت هذه التصريحات أو المؤتمر أضعف من أن تغير واقع
فتصريحات فاروق حسني ليست قادرة على منع الحجاب و مقاومته بعد أن ترسخ في عقول المسلمين أن المرآة بدون حجاب إيمانها ناقص يل أكثر من ذلك المرأة السافرة عاهرة تدعو للزنى بها و انتشرت لافتات في الأماكن العامة ووسائل الموصلات و المصالح الحكومية الحجاب قبل الحساب و قد تكون هذه اللافتات في قصور الثقافة التابعة لفاروق حسني أو حتى في مقر وزاراته نفسه
و في الجانب الأخر مؤتمر العلمانيين ليس لديه القدرة على أعطاء صلاحيات أكثر للعلمانيين في الكنيسة و خاصة أن كان هؤلاء العلمانيين من الغير المقربين للسلطة الكنسية أو من أصحاب الجاه و المال و لا هم من الذين يقولوا أمين في أي قرار تتخذه الكنيسة بعد أن ترسخ أن معارضة الكنيسة في أي أمر و حتى أن كان هذا الأمر ليس له علاقة بالإيمانيات هو معارض لله فالكنيسة القبطية فقط هي المسيح و من يعارض الكنيسة يقاوم الله و أبن الطاعة تحل عليه البركة و المعارض و المنتقد تحل عليه أللعنة
فعندما أدلى وزير الثقافة برأيه في الحجاب دافع البعض عن حريته في التعبير بل هناك من يعتبره مصلح زمانه و نابغة عصره لأنه قال أن "ارتداء المرآة المصرية للحجاب، عودة إلى الوراء " وفي الجانب الأخر نجد غالبية تدين هذه التصريحات و تعتبرها إساءة لأحدى ثوابت الدين الإسلامي و هاج البرلمان المصري بأعضائه الوطنيون و الأخوانجية بل كان نواب الحزب الوطني أكثر حمية في الدفاع عن الحجاب من الأخوان طلبات أحاطة و تشنجات و كأن الإسلام هو الحجاب فقط و كأن الحجاب لم يهب علينا من شبه الجزيرة العربية منذ عقود قليلة و جعل المرأة المصرية تفقد أناقتها و جمالها بل و أيضاً عنايتها بمظهرها و تصبح الريادة في جمال و أناقة المرأة العربية لنساء لبنان و تونس لمقاومتهن غزو ثقافة الصحراء البدوية و التي المرأة فيها مثل الشبح المتشح بالسواد أو الخيمة بملابسها و حجمها
وبالطبع يؤيد الوزير في تصريحاته غير المسلمين حتى أن لم يعلنوا هذا صراحة لأن القضية لا تهمم من وجهة نظرهم و حتى لا تزيد عداوة المسلمين أكثر ما هي موجودة لهم بالرغم أن النساء القبطيات يعانوا من حجاب المسلمات لأن أصبحت معاكستهن و التحرش يهن واجبة لأنهن سافرات و يسمع الشباب في الخطب و الفضائيات أن السافرة تدعو الرجال للتحرش بها و هي كاللحم المكشوف و حتى أن كان الظاهر منها فقط يدها أو شعرها أو لأنها تهتم بمظهرها و زينتها و هؤلاء الشباب لم يعتادوا ذلك فأصبح هذا يثير الشباب لأنهم يعتقدوا أن المرآة كلها عورة حتى أن عطر المرأة إذا شمه الرجل يجعلها زانية و ما أطيب رائحة العرق حتى في الصيف
كذلك يؤيد الوزير في تصريحاته العلمانيين و الداعين إلى حرية التعبير و معظم الفنانين و المفكرين لأنهم يعانوا من ظاهرة التشدد و قمع الحريات الشخصية باسم الدين إيماناً منهم أن الحجاب ليس من ثوابت الإسلام و أنه مجرد عادة اجتماعية هبت من الجزيرة العربية و حتى الإسدال الإيراني الشيعي وجد له تربة خصبة في مصر حيث مجتمع بلا هوية ينتظر فقد ملابس و ثقافة و فتاوى الآخرين مجتمع يحرم أن تكون المرأة جميلة و أن اهتمت بمظهرها و قوامها و أطلقت شعرها من محبسه فهي زانية غانية تغوي الرجال أصبح الحكم على الأخلاق من المظهر و ليس من التصرفات و الأفعال
و على الجانب الأخر الأغلبية التي تعارض تصريحات الوزير بل و يجرمونها و يطالبون بالتحقيق معه و لولا أنه وزير لأقاموا عليه حد الردة أن لم يتوب عن تصريحاته و يعتذر عنها و يحجب عقله و لسانه عن مناقشة أي شيء له صله بالدين الإسلامي فالنقاش و الجدل كفر و العياذ بالله فلابد أن يطيعوا وهم مغمضين العقول و الأعين و يقولوا أمين
الأخوان المسلمون يعتبرون تصريح الوزير دعوة للإباحية كما صرح نائب مرشدهم محمد حبيب في محاضرة ألقاها في الجامعة الأمريكية و قال تصريحات وزير الثقافة فاروق حسني حول الحجاب تدعم ما سماه المشروع الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط و لولا أنه في الجامعة الأمريكية لصرح أنها خطة صهيونية أمريكية للقضاء على عفة و أخلاق النساء المسلمات و جعلهم إباحيات و لا أدري أي منطق أخلاقي يربط سيادته بين غير المحجبة و الإباحية فهل عدم تغطية شعر المرأة دعوة للفجور و الزناة كما يصور هؤلاء المتخلفون عقلياً و هل استطاعت الأمريكية الصهيونية أن تجند لسان وزير الثقافة المصري لدعم مشروعها ؟ و ما سوف تجنيه أمريكا أو إسرائيل من تغطية النساء شعورهن أو كشفه ؟ و لكنه ليس الخطأ منه بل خطأ من سمح له بالدخول الجامعة و إلقاء محاضرة
لما ربط بين عدم الحجاب و الإباحية و ليت سيادته يفسر لنا انحطاط أخلاق مجتمع الجزيرة العربية و انتشار الشذوذ الرجالي و النسائي عل حد سواء رغم أن المرأة هناك منقبة و ليس محجبة فلما لم يحمي الحجاب من الإباحية و الشذوذ و جعلها متفشية و أنما تحت الستار
فما زال الوهم مسيطر على العقليات في شرقنا فالكل يعتقد أنه يملك الحق و الصواب و معارضيه هم الباطل و المتربصين به و المخالفون هم أعداء الدين و الوطن
فقد وصلنا للكمال في كل شيء لا نحتاج لأي إصلاح أو تعديل أو انتقاد فكيف ننتقد و نصلح ما هو كامل ولذلك لن نتقدم خطوة واحدة لأننا أفضل الأمم أخلاقاً و ديناً و علماً
هل رأيتم مقدار احترام الحريات و مخالفة الرأي في بلادنا ؟ و الأغرب أن الجميع ينتقدوا الدولة في عدم احترامها لمعارضيها و كانوا هم أولى بهم احترام فكر المخالفون لهم سواء كانوا مصيبين أو مخطئين فمن حق الجميع أن يبحث و يتكلم عن مشكلات موجود أو إصلاحات مرجوة طالما يستخدم لغة محترمة و لا يسب أو يقذف أو يرمي التهم جزافا
متى نتعلم أن اختلاف الرأي ليس عداوة أو كره ؟



#جورج_فايق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة صيادلة مصر القادمة هل من أجل مصر ؟
- لن يفرط الأقباط في أي جزء من أرض مصر
- هل عزل الأقباط نفسهم عن المجتمع المصري أم تم عزلهم ؟
- ازدواجية الأقباط بين الواقع و الخيال
- حبك لم يكن في الحسبان
- متى تتوقف قناة الجزيرة عن إثارة الفتن و التحريض ؟
- هل تتحول لندن قريباً إلى لندنستان ؟!
- ما أقصى و أحق منطق الأطفال ؟
- بعيداً عن أوهام جوليا بطرس و من أشاد بحديثها لقناة الجزيرة
- رسالة إلى منى يعقوب الفتاة القبطية المختطفة في مصر
- لا يجوز التنازل عن حق المجتمع في القضايا الشخصية
- هل الأخوان المسلمين لديهم جيش مقاتل ؟
- جماعة الأخوان المسلمين منظمة إرهابية
- لماذا تدفع الشعوب دائماً ضريبة الحروب ؟
- شيوخ الأرهاب تحاول الهرب كالفئران من لبنان
- فليمت حزب الله و تحيا لبنان
- الأعلام الهادف و الأعلام الهايف
- هل ترحب مصر بالنيران الشقيقة ؟
- مؤامرة على العرب في كأس العالم
- هل يقبل الأمريكان بحكم الأخوان


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج فايق - فاروق حسني و الحجاب و الكنيسة القبطية و مؤتمر العلمانيين