أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن - عبداللطيف هسوف - أمام الهيمنة الغربية، هل للعالم العربي الإسلامي حق في الحوار؟ ‏















المزيد.....

أمام الهيمنة الغربية، هل للعالم العربي الإسلامي حق في الحوار؟ ‏


عبداللطيف هسوف

الحوار المتمدن-العدد: 1759 - 2006 / 12 / 9 - 10:30
المحور: ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
    



إن الأحداث السياسية التي طبعت العالم بعد أحداث 11‏‎ ‎سبتمبر/أيلول 2001 ، أعادت إلى الأذهان فترة الحروب ‏والاحتلال والاستعمار، كما عملت على تأجيج الصراع العقدي والحضاري. وما انطلاق حرب العالم الغربي ‏على "الإرهاب‎ ‎العالمي" إلا تأكيد على ذلك‎.‎‏ وتستند‏‎ ‎الهيمنة الغربية عموما والهيمنة الأميركية خصوصا على كل ‏وسائل‎ ‎وآليات القوة والنفوذ (الحلف الأطلسي، الأمم المتحدة، مجلس الأمن، المنظمة العالمية‎ ‎للتجارة..)، بالإضافة ‏إلى أفكار مسيحية متشددة اتجاه المسلمين ومتساهلة إلى أقصى الحدود مع اليهود. ‏

‏1- لماذا هذا العداء للعالم الإسلامي العربي؟ ‏
رغم ضعف العالم الإسلامي فيما يخص الجوانب الاقتصادية والسياسية، إلا أنه يمثل (أمة) لها فكر وعقيدة وثقافة ‏جامعة، وذلك ما ترفضه أميركا التي تقدم، بل تفرض، نموذجا محددا في الحياة. ومن ثم فإن اعتماد‎ ‎العولمة ‏واقتصاد السوق والديمقراطية الغربية والحداثة بمنظور غربي، كل هذه الأفكار لم تتمكن من النيل من عقيدة ‏المسلمين، بل واجهوها بتبني فكر المحاجة والمقاومة والممانعة. طبعا، حين تفرض أمريكا نموذجا خاصا بها، ‏فهي تسعى إلى التحكم في الشعوب، لا كما يدعي البعض أنها تتقاسم أفكارا إنسانية نبيلة تقدمية حداثية مع العالم ‏الإسلامي. وكلنا أصبحنا نعلم نوع الديمقراطية التي تريدها أمريكا للعالم العربي الإسلامي: ديمقراطية تخدم ‏مصالح العالم الغربي قبل أن تخدم مصالح شعوب المنطقة. أليست حكومة حماس حكومة ديمقراطية؟ إذن لماذا ‏يجوع ويقتل الشعب الفلسطيني بكرة وعشيا؟ ‏
أما الإمكانيات‎ ‎البشرية الهائلة التي يتوفر عليها العالم الإسلامي العربي فهي أكثر ما يخيف العالم الغربي، ليس ‏الآن وواقع التخلف يفرض نفسه، لكن في تنبئ بانعتاق هذا العالم وحصوله على مقومات الممانعة والرفض ‏والمقاومة، خاصة لما بدأت تبديه بعض الشعوب من كفاءات علمية وتكنولوجية متطورة، فإيران، إلى جانب ‏ترسانتها النووية (السلمية)، أصبحت تصدر أنواعا من الأسلحة الخطيرة بعد أن تمكنت من صنع صواريخ ‏وطائرات حربية لا قبل للغرب بصدها. ‏

‏2- شعور العالم الإسلامي بالظلم؟ ‏
إن الرغبة‎ ‎الغربية في الهيمنة على العالم العربي والعالم الإسلامي تولد الشعور بالألم والحسرة والاستخفاف‎ ‎والظلم. وتعزز هذا الشعور وتغذيه تلك المحن التي تعرفها فلسطين وأفغانستان والعراق ولبنان، إضافة إلى ‏الحرب الاقتصادية المزمع فرضها على إيران، والممارسات اليومية والتصريحات التي يصدرها الكثير من الساسة‎ ‎والقادة الغربيين، والمضايقات ضد المسلمات المتحجبات في مجتمعات تدعي الديمقراطية. لذا فإن المسلمين ‏والعرب في كل أنحاء العالم يشعرون أنهم مستهدفون بسبب أو‎ ‎بدونه. ‏
لم تعمل إذن النظرة الاستعلائية للغرب إلا على تأجيج الشعور بالظلم والغبن لدى العرب والمسلمين. هذا الشعور ‏قلص من إمكانيات الحوار، وفتح الباب على مصراعيه أمام التطرف باللجوء إلى رفض تبني المشروع الغربي، ‏بل ومقاومة جميع تجلياته الدينية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية. ‏
‏- على المستوى الديني: أحس المسلمون باستخفاف الغربيين بهم وعدم احترامهم لهم بعد نشر رسوم مسيئة لنبي ‏الرحمة في الدانمرك، تلتها تصريحات بابا الفاتيكان ووصف بوش للإسلاميين بالفاشية الجديدة. كما طلب حكام ‏أمريكا من أذنابهم رؤساء بعض الدول العربية محاربة ما يسمونه تطرفا (محاربة المحجبات، بشكل مباشر في ‏تونس وعبر تصريحات وزراء في مصر أو عبر إسقاط صور المحجبات من الكتب المدرسية في المغرب ‏وإقصاء خطاب الجهاد والمقاومة من عدد من البرامج الدراسية في عدد من الدول العربية التابعة الخانعة...). ‏
‏- على المستوى الثقافي: عمل الغرب على إشاعة حرية المعتقد والإباحية وحرية‎ ‎الإعلام وفق نموذج أميركي ‏جاهز التنفيذ في الخارج. وما إحداث قنوات فضائية للأغاني والأفلام الساقطة إلا دليلا على وجود سياسة غربية ‏صهيونية تسعى إلى نخر المجتمعات الإسلامية من الداخل. هم لا يريدون للعرب والمسلمين أن يتقدموا علميا ‏وفكريا، بل التقدم ينحصر في الإباحية والتنكر للتقاليد والأعراف المحتشمة. ‏
‏- على المستوى الاقتصادي: تعمل الولايات المتحدة على‎ ‎استغلال اقتصاديات الدول الإسلامية والهيمنة على ‏خيراتها، وإلا ماذا يبرر اهتمامها المتواصل بإنشاء ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد؟ إن خيرات البترول في ‏العراق وظهور آبار للبترول بدارفور السودانية هو ما يفسر تحركات الغرب عموما وأمريكا خصوصا. ‏
‏- على المستوى العسكري: يدعم الغرب بقوة إسرائيل، أما الحرب على العراق فقد تم التخطيط لها والإعداد‎ ‎مسبقا بدعوى امتلاك صدام لأسلحة الدمار الشامل. هذه الحرب رافقتها جملة من الاتهامات بالإرهاب ضد دول ‏وأفراد‎ ‎وجمعيات إسلامية، ولم تسلم منها حتى السعودية الحليف القوي لأمريكا بالمنطقة. ‏
‏- على المستوى السياسي: يسيطر الغربيون على هيئات الأمم‎ ‎المتحدة، خاصة مجلس الأمن، فقرار الفيتو بيد ‏الولايات المتحدة يجعل من المستحيل تمرير أي قرار في صالح العرب والمسلمين خصوصا إذا تنافى مع مصالح ‏إسرائيل. ‏

‏3- حوار الأنداد أم حوار الأتباع؟ ‏
تردد اليوم لازمات من قبيل: ضرورة التعاون بين دول الشمال والجنوب لغرض تدعيم السلم‎ ‎والتسامح وفتح مجال ‏واسع للتعاون الاقتصادي والثقافي.‏‎ ‎ضرورة نشر القيم‎ ‎الإنسانية النبيلة التي تقي من الاندحار في غياهب ‏العنصرية. ضرورة خلق فرص الحوار وحسن الاستماع للآخر واحترامه‎ ‎والقبول بالاختلاف الحضاري والديني ‏والتمايز الثقافي. هذا الكلام يدخل طبعا في إطار التمنيات، أو هو كلام لا يتجاوز الحلقوم متى كان من يردده لا ‏يسعى إلى تطبيقه فعليا. إن روح الاستعلاء والتكبر التي تصم الإنسان الغربي، ثم نظرته إلى الآخر (العربي ‏المسلم بالخصوص) على أنه متخلف، كل هذا يجعل الحوار غير متوازن منذ البداية. ذلك أن الحوار يقتضي ‏القدرة على الإنصات للآخر والقبول بحججه وآرائه، بالإضافة إلى القدرة على القيام بتنازلات. كل هذا يدفع إلى ‏الأخذ والرد، ونقاش الند للند، لا فرض نظرة أحادية للعالم بالقوة وتجاهل ما عدا ذلك. إن احترام حقوق الشعوب ‏ومميزاتهم ومعتقداتهم أمر ضروري لتحقيق أدنى مستلزمات الحوار، ثم بعد ذلك لنشر الأمن والوئام بين الشعوب ‏والحضارات. أما ما نستشف معالمه اليوم، فهو حوار أحادي المنحى، أي أمر بتطبيق سياسة القوي اقتصاديا ‏وعسكريا: أنت معي متى طبقت ما أريد، وتصبح عدوي متى مانعت وقاومت. ‏
لنطرح سؤالين بسيطين: ‏
من هم أعداء الغرب؟
إنهم حتما الرؤساء الوطنيون الذين يحكمون باسم الشعب. إنهم زعماء الممانعة والمقاومة في وجه هيمنة الغرب ‏الإمبريالي الليبرالي المتوحش. إنهم الرؤساء الذين يريدون أن يطوروا أوطانهم ويحافظوا على دينهم وتقاليدهم ‏ومعتقداتهم. إنهم أولئك الرؤساء الذين يقولون للغرب المستعمر: نحن مع مصلحة شعوبنا لا مع مصلحة الشركات ‏المتعددة الجنسيات.‏
من هم أصدقاء الغرب اليوم؟ ‏
إنهم بالطبع الرؤساء الديكتاتوريون الفاسدون. إنهم الرؤساء الذين يطبقون سياسة الغرب في العالم الإسلامي ‏العربي. إنهم أولائك الذين يسبحون باسم بوش وبلير وشيراك... إنهم أولئك العبيد الذين يطبقون سياسة الأسياد ‏دون إبداء أدنى تردد. ‏
إذن عن أي حوار حضاري يتحدثون. ‏



#عبداللطيف_هسوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهرجان العالمي للسينما بمراكش: ذر الرماد في العيون
- تساؤلات محيرة حول مغرب الأمس ومغرب اليوم ومغرب الملك محمد ال ...
- إرث أمتي
- وجب القصاص... ولكن
- حال أمتي
- في صحبة اللئيم والقاضي والجاني
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة. ...
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة. ...
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة. ...
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة. ...
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة. ...
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة ...
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة ...
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبيرالية المتوحشة ...
- هل سيحكم النساء العالم بعد أن فشل الرجال؟ سيكولين رويال تفوز ...
- المغرب: أحزاب سياسية مريضة يسيرها زعماء لا ديمقراطيون
- المغرب الكبير: بين تغييب البعد الأمازيغي واللعب على وتر العد ...
- الأحزاب المغربية لا ترشح للانتخابات سوى مرتزقين وانتهازيين ج ...
- الأمريكيون يحاسبون رئيسهم بوش عن سياساته الرعناء - إقالة وزي ...
- اتحاد المغرب (العربي) الكبير:‏‎ ‎ضخامة تكلفة انقسام ‏


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن - عبداللطيف هسوف - أمام الهيمنة الغربية، هل للعالم العربي الإسلامي حق في الحوار؟ ‏