أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعد الله مزرعاني - نقاش ودي مع السيد هاني فحص المعارضة الحزبية مسؤولة عن فشل الحوار - الحزب الشيوعي اللبناني















المزيد.....

نقاش ودي مع السيد هاني فحص المعارضة الحزبية مسؤولة عن فشل الحوار - الحزب الشيوعي اللبناني


سعد الله مزرعاني

الحوار المتمدن-العدد: 528 - 2003 / 6 / 29 - 10:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



 

أود في البداية أن أعرب عن ترحيبي الشديد بالدوافع التي أملت على السيد هاني فحص رجل الدين العالم، والكاتب والمحلل والباحث والسياسي، أن يحذر الحزب الشيوعي من الانقسام، في مقالة له في <<السفير>> ليوم 20/6/2003. ومن هذه الدوافع إثنان على الأقل: أن تكون لنا أحزاب ومؤسسات سياسية، وأن تكون هذه المؤسسات موحدة وفاعلة وديموقراطية. وإننا نشارك سماحته هذا الحرص، ونحسب أننا من جهتنا، نسعى لكي تتوافر مقوماته الضرورية في البرامج والصيغ والممارسات.
وقبل محاولة توضيح ونقاش بعض ما انتهى إليه السيد هاني بشأن المؤتمر التاسع العتيد للحزب الشيوعي، أتناول ما استشعره من حرج إسداء النصح لجهة سياسية هو معها على خلاف جوهري او <<وجودي>> ناجم عن كون الكاتب رجل دين، وكون الحزب ذا مرجعية مادية ماركسية. وأود هنا لو أستطيع أن أعفي السيد من هذا الحرج. فهو صديق. وهو يعرف الكثيرين من أعضاء الحزب ومن قادته خصوصا في الجنوب، وهو نتيجة ذلك يدرك أن علاقة هؤلاء بالحزب كانت في السابق، وهي، أكثر اليوم، علاقة توجه وموقف وممارسة، قبل أي اعتبار آخر. عنيت بذلك أن هؤلاء مواطنون لبنانيون عاديون، ويعيشون ايمانهم كاملا او جزئيا، ولا تفرض عليهم في عضوية الحزب قناعات ملزمة او قاهرة أو مجزية بشأن الايمان او نقيضه الإلحاد. وهم في ذلك يتشابهون مع كثيرين سواهم ممن لا علاقة لهم بالحزب الشيوعي. الى ذلك، استعيد نصا من وثائق المؤتمر الثامن يؤكد هدف الحزب الشيوعي في <<إقامة نظام ديموقراطي، مدني، علماني، بخصائص لبنانية، نظام يؤمّن حريات المعتقد ويضمن لكل جماعة دينية حقها الدستوري في ممارسة شعائرها والدعوة اليها، ويفصل في الوقت نفسه الدين عن الدولة، في محاولة جادة لتحييد الدولة ومؤسساتها عن التأثيرات الطائفية والتقسيمية المدمّرة>>.
وتبنى مشروع الموضوعات المقدمة الى المؤتمر التساع الراهن، الصيغة إياها، مكررا مضمونها وبالنص الحرفي المذكور آنفا.
للحزب إذاً، برنامج. وهو لا يرفض الأديان، او يأخذ بواحد منها. وعضوية الحزب تتحدد على أساس تبني هذا البرنامج وتبني الأسس الناظمة لعمل الجماعة والأفراد فيه. أما ما هم عليه الاعضاء من قناعات وممارسات ايمانية فهو شأن فردي محض، وهو موضوع احترام في كل حال: هذا هو المبدأ. وأنهي هذا الامر بما هو قائم اليوم من تداخل السياسي والديني على نحو يزداد وثوقا في رغبات رجال دين في أن يكون لهم دور في السياسة او موقف من شؤونها بمقدار ما تعني الناس عموما والمؤمنين خصوصا (من <<ولاية الفقيه>> التي تحصر العمل السياسي تقريبا، برجال الدين، الى المجمع الماروني الأخير الذي كرس التداخل ما بين الدين والدنيا في حياة اتباع الكنيسة المارونية على رابطة الكنيسة عنصر وحدة وتوحيد). وإذا استرجعنا، وفي الجنوب خاصة تفاعل عملية التنوير والتغيير في بيوتات عامرة بالعلم وبالإيمان، أي تفاعل دينيين وشيوعيين على نحو مدهش، لسقط آخر سبب للحرج. ويصبح ما قاله السيد مرحباً به من موقع الحوار في حالتي الاتفاق والاختلاف جميعا! ثم أن السيد عاد هو نفسه واستدرك بأن الايديولوجيا الشمولية قد كفت عن محاصرة الحزب وعقله!
وفي الوقائع، أننا يا سماحة السيد، نتلمس طريقنا الى بلورة مؤسسة حزبية ديموقراطية، ولم نبلغ شاطئ الأمان بعد. نصادف على طريق ذلك صعوبات من كل نوع. وهذه الصعوبات لا تردنا من الخارج فقط، بل ان بعضها الداخلي (أي في ما ترسخ في عملنا وتقاليدنا وممارساتنا من طرائق عمل وتفكير وعلاقات)، هذا البعض، يبدو حاليا أكثر ممانعة وإعاقة. وليس من المناسب أن ندع الآخرين يتحدثون عن أنفسهم ويهجون خصومهم لنقف على الحقيقة او الاساسي منها! ويسعدنا (ونشعر أحيانا بشيء من الافتخار)، أننا كرسنا عدة مبادئ وأرسينا بضعة تقاليد على هذا الطريق:
1 نحن حزب مستقل، وسياسته تنبثق من هيئاته من دون أي مرجعية قاهرة او ضاغطة، خارجية او داخلية.
2 يشدد نظامنا الداخلي على <<اعتماد الانتخاب في اختيار الهيئات القيادية على مختلف المستويات>> حيث جرى إسقاط كل أشكال التعيين والفرض...
3 النقاش عندنا بات حرا وممكنا، وبات مطلوبا من خلال <<النشر العلني في الشأن السياسي والفكري>> وحتى التنظيمي في الامور قيد النقاش، وبعد النقاش...
4 دورية المؤتمرات والاجتماعات... مكسب نحرص على عدم تبديده او التهاون فيه تحت ضغط كسل او رغبة في التمديد او أي مطالب اخرى، الا ما كان منها مبررا وضروريا و... استثنائيا.
وما دام الموضوع الآن هو موضوع المؤتمر فأود أن ألفت الى الآتي:
1 إن احترام مواعيد المؤتمرات هو أمر جدير بالتقدير وليس بالاستغراب او الاستنكار! ففي سجلاتنا السابقة انقطاع للمؤتمرات بلغ أحيانا خمسة وعشرين عاما، إذا لم يكن حوالى ضعف هذه المدة منذ التأسيس في عام 1924 الى المؤتمر الثاني عام 1968.
2 بسبب وجود اختلافات في صفوف الحزب، بل خلافات عميقة أحيانا، شكلنا <<لجنة حوار>> شارك فيها ممثلون عن كل الاتجاهات وكل الراغبين. واتخذ المجلس الوطني قرارا بالتراجع عن فصل أحد أعضائه (الياس عطالله) لكي يتمكن من المشاركة في عمل لجنة الحوار. وهكذا كان! ولقد استمرت أعمال هذه اللجنة أحد عشر شهرا. وحين توصلت الى خلاصات أولية سياسية وتنظيمية، جرى من قبل بعض المعارضين، التنكر لهذه الخلاصات بعد أن وافق عليها وطالب بها، ليعلن أحدهم، بعيد ذلك، وصول اللجنة الى طريق مسدود. ثم جرت مقاطعة اجتماعات الهيئات التي هم أعضاء فيها، وخصوصا المجلس الوطني أعلى هيئة قيادية في الحزب.
والمفارقة أن هؤلاء الذين طالبونا (بوصفنا هيئات مسؤولة) بتأجيل المؤتمر، عادوا ليأخذوا علينا هذا التأجيل المحدود باعتبار أن مدة الهيئة الشرعية قد انتهت وشرعيتها باتت منقوصة!!
أما في الواقع، فقد تم تأجيل المؤتمر. وها نحن ندخل الشهر الثالث من التأجيل المفتوح على بضعة أشهر اضافية: لمزيد من النقاش والحوار والمشاركة... يبقى ان صعوبات الحزب هي أكبر وأعمق من أن تختصر بموضوع الحضور والغياب، المشاركة والمقاطعة. ولقد بذلنا المستطاع لكي يتأمن حضور الأكثرية. أما الجوهري فهو أن تمتلك نتائج المؤتمر من عناصر الجذب وإعادة الاستقطاب ما يلفت الغائبين من أعضاء الحزب، وكذلك سواهم من المعنيين بقضية التغيير والديموقراطية، على حد سواء.
إن ما يدور من خلافات على نطاق الحزب بات معظمه معروفا في أوسع الاوساط السياسية والاعلامية، وحتى بالتفاصيل المملة! وذلك أمر نسعى لتنظيمه لا لإلغائه. فالاختلاف هو أحد الطرق المؤدية الى الحقيقة في صيغتها المتحركة أبدا بفعل حركة الحياة نفسها، وحيوية المجتمع، ومبادرات الناس وإبداعاتهم، ويسعدنا أننا سلكنا هذا الطريق، وأننا فيه ماضون الى حيث تتبلور صيغ مقنعة ومنتجة لبناء الاحزاب: مؤسسات للفعل والتغيير من أجل الأجمل والأفضل.
سماحة السيد: في سياق نضال طويل ومستمر ومستقبلي من أجل الديموقراطية والعدالة الاجتماعية والتقدم والتحرير والاشتراكية المتجددة... نحن نطرح راهنا، بديلين: بديلا للسلطة وبديلا للنظام.
أما بديل السلطة، فبسبب تهاونها بأمور البلاد الاساسية، وبسبب عدم احترامها للدستور وللقوانين، وبسبب فسادها وتبعيتها وعبثها، وبسبب مسؤوليتها عن تدهور الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ولذلك طالبنا ونطالب بفريق حكم نزيه وكفوء، يعيد الى السياسة اعتبارها بوصفها تنكبا للمسؤولية العامة من أجل تنفيذ برنامج وتوجه وسياسة، لا من أجل تسخير العام في خدمة الخاص، والعبث بمصالح البلاد والعباد على مذبح الشهوات الصغيرة والنزوات الأصغر.
وبالتلازم مع ذلك نحن نسعى من أجل بديل ديموقراطي للنظام الطائفي اللبناني الذي ثبت بالجرم المشهود أنه مولّد دائم للأزمات وللكوارث وللحروب وللنزعات. ويقيننا أنه في ظل هذا النظام يتعذر بناء دولة حصينة وموحدة وقوية وعصرية وديموقراطية، بل يتعذر استمرار لبنان في خضم ما هو قائم وماثل من تحديات للمنطقة ولمصائرها وثرواتها وأرضها وسيادتها، بعد احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة حليفة الصهاينة في مشروع السيطرة على المنطقة وإعادة مسخها وتطويعها وفق مصالح واشنطن وتل أبيب.
ويهمنا أن نردد من دون تعب ان هدفي نضالنا هذين، هما أيضا هدفا نضال أوسع التيارات الوطنية التي تسعى لمواجهة الخطر الخارجي والخلل الداخلي.
ونحن يا سماحة السيد، على ثقة بأننا في إطار ما، من أطر التفاعل والتعاون والتنسيق، سنلتقي أيضا في المستقبل، كما فعلنا وفعل آخرون من قبلنا، فالتغيير الصحيح ينهض به كل أصحاب المصلحة فيه أو لا يكون. لقد لاحظتم يا سماحة السيد <<أن التحسس الديني من الحزب الشيوعي أصبح من الممكن تخفيفه بماء الوطنية وبعلاقات المخاطر التي تحدق بنا جميعا>>. ونحن نضيف ان تلك الوطنية التي يمثلها الحزب الشيوعي في تركيبته وبرنامجه تستطيع أن تتآلف تماما مع جذوة الايمان وهي تحرك النفوس المنذورة من أجل الحرية والتقدم، لا من أجل الشرذمة والتعصب.

() نائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني.



#سعد_الله_مزرعاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعد الله مزرعاني - نقاش ودي مع السيد هاني فحص المعارضة الحزبية مسؤولة عن فشل الحوار - الحزب الشيوعي اللبناني