أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - خطايا النظام العربى الرسمى .. فى لبنان















المزيد.....

خطايا النظام العربى الرسمى .. فى لبنان


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1757 - 2006 / 12 / 7 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يحدث فى لبنان خطير جدا، ومن الغفلة اعتبار التطورات السياسية المتلاحقة فى بلاد الأرز شأنا لبنانيا داخليا فقط.
ومن يتشكك فى ذلك .. ما عليه إلا أن يفتح المذياع ويدير مفتاح الراديو ويضبطه على إذاعة إسرائيل ليسمع طوفانا من تصريحات السياسيين الاسرائيليين، من أقصى اليمين إلى أقصى "اليسار"، الذين يختلفون على كل شئ لكنهم يتفقون اليوم على شئ واحد هو أن اللامبالاة إزاء الأحداث الجارية فى لبنان هى أحد المحظورات الإسرائيلية التى لا يجب مجرد التفكير فيها، وأن الوقوف موقف المتفرج أمام ما يحصل فى بلاد لبنان ليس أحد خيارات الدولة اليهودية على الإطلاق.
وفى ضوء ذلك .. يحق للرأى العام العربى أن يضع يده على قلبه خوفا من خطيئتين يخشى أن يرتكب النظام العربى الرسمى أحدهما أو كلاهما:
الخطيئة الأولى هى إهمال لبنان وتركه وحيدا فى هذه الأزمة، (التى ليست لبنانية – لبنانية فقط) كما حدث أثناء الحرب الأهلية.
والخطيئة الثانية هى أن هذا النظام العربى الرسمى البليد إذا تمخض – بعد طول سبات – سيتحرك فى الاتجاه الخاطئ فيزيد الطين بله، وبدلا من أن يكحل عيون لبنان الجميلة سيصيبها بالعمى لا قدر الله.
وهذه المخاوف ليست نابعة من فراغ .. بل هناك قائمة طويلة من التجارب المريرة السابقة تسوغها فى كثير من الأزمات العربية.
وحتى فى الأزمة اللبنانية الراهنة نجد أن رد فعل النظام العربى الرسمى جاء ثقيلا ، ومتلعثما ومرتبكا حتى الآن.
فمعظم المواقف الرسمية العربية اقتصرت على إدانة لجوء المعارضة اللبنانية إلى تحريك الشارع وحث المواطنين على التظاهر، معتبرة ذلك لعباً بالنار وتهديدا للاستقرار. وليس هذا بالأمر المستغرب عموما على أنظمة لم تثق يوما بالجماهير ولم تؤمن بالديموقراطية ولم تنظر الى المظاهرات كأحد أساليب الممارسة الديموقراطية وأحد أهم أدوات التعبير عن الرأى والصراع السلمى المتحضر والمشروع.
لكن المستغرب فى هذه الحالة بالذات ان تلك الأنظمة التى تستنكر لجوء المعارضة اللبنانية إلى حشد المظاهرات اليوم تنسى أو تتناسى أن حكومة فؤاد السنيورة التى خرجت آلاف مؤلفة من اللبنانيين للمطالبة بإسقاطها جاءت هى ذاتها إلى الحكم على أكتاف مظاهرات شعبية أسقطت الحكومة السابقة. فلماذا كانت مظاهرات الأمس (حلال) وأصبحت مظاهرات اليوم "حرام"؟!
أما التذرع بأن حكومة السنيورة جاءت نتيجة انتخابات حرة، فإنه يتناقض مع مشاركة معظم الحكومات العربية فى خنق حكومة "حماس" التى جاءت هى الأخرى نتيجة انتخابات حرة ونزيهة شاركت هيئات أوروبية وأمريكية ومنظمات دولية وأهلية فى الإشراف عليها ومراقبتها وأجمعت كلها على أنها انتخابات نزيهة. فلماذا التباكى على حكومة السنيورة بدعوى انها منتخبة، والتواطؤ على الاطاحة بحكومة اسماعيل هنيه برغم انها منتخبة هى الأخرى؟
والعثور على حل لهذه الألغاز ليس فى كتب المنطق، وإنما فى واشنطن وتل أبيب.
والواضح أن الاثنتين، بعد أن وجهت اليهما المقاومة الوطنية اللبنانية لطمة مهينة إبان الغزو الاسرائيلى الغاشم للبنان مؤخرا، تحاولان باستماتة تحويل الهزيمة العسكرية التى لحقت بهما فى لبنان فى الصيف الماضى إلى انتصار سياسى.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف فانهما لا تخفيان تأييدهما لحكومة السنيورة، وقد أعلنت الادارة الأمريكية منذ اللحظة الأولى انحيازها لجماعة "14 آذار" بقيادة السنيورة وسعد الحريرى وسمير جعجع ضد المعارضة بقيادة حسن نصر الله وميشيل عون .
وها هو إيلى يشاى نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية ، وزعيم حركة "شاس"، يقول دون لف أو دوران انه "رغم أن الامور ليست فى أيدينا نحن الاسرائيليين فانه ليس من المسموح لنا ان نتخذ موقف اللامبالاة حيال ما يحصل فى لبنان",.
وها هو وزير البنية التحتية الاسرائيلى بنيامين بن أليعازر يقول أن "ما يحصل فى لبنان يجب ان يقلق الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية المعتدلة وليس اسرائيل فقط". والسبب فى رأيه أن هذا الصراع إذا ما تم حسمه لصالح المعارضة اللبنانية سيعنى – حسب تعبيره – "الاحتلال الشيعى للسلطة اللبنانية. ومعنى ذلك تغيير موازين القوى فى العالم العربى".
والواضح من هذا التصريح الأخير أن الوزير الاسرائيلى يحاول تخويف الحكومات العربية وإزكاء نيران الفتنة بين المسلمين السنة والمسلمين الشيعة. واللعب على هذا التناقض المذهبى ليس حبا فى سواد المسلمين السنة بطبيعة الحال ولكن لمصلحة اسرائيل.
وهذه حيلة قديمة ومكشوفة.. فضلا عن أنها مغلوطة.
فالمعارضة ليست من الشيعة فقط، بل إن التيار الوطنى الحر بقيادة الجنرال ميشيل عون يمثل قطبا رئيسيا فيها مع أن الاغلبية الساحقة من أنصاره مسيحيون، كما أن جبهة المعارضة تضم قطاعا من الدروز وبعض السنة. وبالمقابل نجد تحالف 14 آذار يضم شيعة وسنة ومسيحيين ودروز لان الانقسام الحالى فى لبنان سياسي فى المقام الأول قبل ان يكون طائفيا.
والحيلة المكشوفة الأخرى هى اتهام تحرك المعارضة اللبنانية الحالى بأنه مدفوع من ايران وسوريا ولحسابهما. فمن غير المعقول اتهام هذه الآلاف المؤلفة التى خرجت الى ساحة رياض الصلح وساحة الشهداء فى أكبر مظاهرة عرفها لبنان فى تاريخه كله بأنهم "عملاء" لسوريا وايران. هذه إهانة للشعب اللبنانى، وترديد بالغ البلاهة لادعاءات اسرائيلية وأمريكية سخيفة، وإن كانت لا تلغى حقيقة ان إيران وسوريا مستفيدتان سياسيا من هذه المظاهرات على الأقل من حيث أنها تضع ضغوطا كبيرة على حكومة لا تخفى عداءها لها لهاتين الدولتين اللتان تتنبنيات استراتيجية مناقضة للاستراتيجية الأمريكية – الاسرائيلية فى المنطقة.
والسؤال هنا هو : إذا كان هناك صراع تكسير عظام بين المحور الأمريكى – الاسرائيلى من جانب، والمحور الايرانى السورى من جانب آخر.. فمع من توجد المصلحة العربية اليوم؟
أو على الأقل أى من المحورين توجد تناقضات أقل معه فى اللحظة الراهنة؟
هناك قاعدة تقول: إذا وجدت نفسك فى موقف معقد يصيب حساباتك بالارتباك، ولا تجعلك تتخذ قرارا .. فإن أسهل طريقة هى أن ترى الطريقة التى يتصرف بها عدوك.. وتتصرف عكسه.
وفى حالتنا فان اسرائيل تتصرف بطريقة واضحة وضوح الشمس حيث اتفق وزراء الحكومة الاسرائيلية – كما قالت صحيفة الحياة يوم الاثنين الماضى – على "تقوية مكانة رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة" لدرجة ان وزيرة الخارجية تسيبى ليفنى حذرت من مخاطر الحديث العلنى فى تل أبيب عن ضرورة مساعدة إسرائيل لحكومة السنيورة، قائلة أن "هذا آخر ما يرجوه السنيورة"، وهو نفس ما عبرت عنه وزيرة التعليم يولى تمير بقولها ان المجاهرة بهذا التأييد بمثابة "عناق الدب" الذى يقتل صاحبه.
والسؤال الآن هو : إذا كانت اسرائيل ترى لها مصلحة فى تأييد حكومة السنيورة فما مصلحة البلاد العربية؟
وهل يمكن أن تكون مصلحة الطرفين واحدة؟!
هذا السؤال الاستنكارى لا يعنى بالضرورة معاداة حكومة السنيورة لكنه يعنى على الأقل أنه ليس من الحكمة "الانحياز" الى طرف من أطراف الأزمة. بل التحرك الإيجابى إلى التوصل إلى "تسوية" بينهما، خاصة وأن هناك كثيرا من الأفكار الواقعية بهذا الصدد تنتظر مبادرة وتتطلب إرادة سياسية مخلصة لعل انتظارها لا يكون رابع المستحيلات بعد الغول والعنقاء والخل الوفى .. لأن البديل مخيف والعياذ بالله.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتبهوا أيها السادة: دورنا الثقافي يتراجع
- عرب أمريكا
- في بيروت.. إنه الطوفان!!
- صدق أو لا تصدق : انتخابات نزيهة فى بلد عربى
- انتخابات نزيهة .. ونتائج محيرة
- ربيع المنامة 2
- ربيع المنامة 3
- ربيع المنامة 1
- المصريون هم الأكثر ارتكابا للجرائم في الكويت
- اطلبوا العلم.. ولو من سنغافورة
- مرشد مصرى ومرشد سنغافورى .. وبينهما -حجاب- حاجز
- مصر.. إلى أين ؟ 4-4
- مصر.. إلي أين؟! 1
- مصر .. إلي أين؟! 2
- مصر.. إلي أين؟ 3
- الدين والسياسة
- العرب وأمريكا.. وتراجيديا الحب من طرف واحد
- إسماعيل صبرى عبدالله .. فارس الفكر والثورة
- ذئاب .. وأغنام .. وكلاب
- تعديل التعديل


المزيد.....




- بآخر تحديث للجيش العراقي.. هذه نتائج انفجارات قاعدة الحشد ال ...
- شاهد اللحظات الأولى لانفجارات ضخمة داخل قاعدة للحشد الشعبي ف ...
- فيدان: زيارة السيسي لتركيا ضمن جدول أعمالنا
- الميكروبات قد تحل ألغاز جرائم قتل غامضة!
- صحة غزة: 4 مجازر خلال 24 ساعة وإجمالي ضحايا الحرب تجاوز 34 أ ...
- الحرمان من النوم قد يقودنا إلى الإصابة بـ-قاتل صامت-
- مكمّل غذائي شائع يمنع الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا
- العثور على -بكتيريا مصاصة للدماء- قاتلة متعطشة لدم الإنسان
- -واتس آب- يحصل على ميزات شبيهة بتلك الموجودة في -تليغرام-
- لجنة التحقيق الروسية تعمل على تحديد هوية جميع المتورطين في م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - خطايا النظام العربى الرسمى .. فى لبنان