أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - قراءة في رهاني قطبي الساحة الفلسطينية















المزيد.....

قراءة في رهاني قطبي الساحة الفلسطينية


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1755 - 2006 / 12 / 5 - 10:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


للإنصاف التاريخي كان ابوعمار رحمه الله رجلا يحاول بذل كل الجهود من اجل تحقيق الحد الأدنى من حقوق شعبه المحتل المضطهد، وهو في ذلك انتهج كل السبل سواء سبيل الكفاح المسلح أو سبيل المفاوضات بالاستناد إلى حسن النية أو التعويل على أمل ربما يتحقق، هذا لايعني أن الرجل لم يخطىء بل انه ارتكب خطايا كان يفترض أن لا يرتكبها قائد وطني وتاريخي بحجمه إذ هو قام بجملة من الخطوات السياسية في سياق العملية السلمية والتي تتعارض كليا مع طبيعة الصراع وفلسفته وأسسه من اعتراف مسبق دون ثمن ومن انجرا ر وراء سراب أمريكي وصهيوني دون أن تكون هنالك قاعدة سياسية متماسكة وأدوات ضغط مختلفة تصب في اتجاه الهدف النفسي الكامن في نفس الراحل أبو عمار.

وهكذا رأينا أبو عمار رغم كل الأخطاء التاريخية التي ارتكبها إلا انه لم يكن يوما ما يمارس أي نوع من الابتزاز السياسي والأخلاقي تجاه شعبه لانتزاع مواقف منه، بل إن الرجل حاول أن يجرب البرغماتية أو ما تسمى بالواقعية فقط كتجربة ربما كان للظروف الإقليمية والدولية دورا في اتجاهه صوبها على أمل منه أن يصل بها إلى الحد الأدنى من حقوق شعبه والتي تتعلق بشكل رئيسي بالانسحاب من جميع الأراضي المحتلة عام 67، لكن الرئيس الراحل تبين له لاحقا أن التفاوض بالمعنى الدبلوماسي وحده عقيم وان الركون إليه فقط معناه القبول فقط بالذي تتفضل به إسرائيل وأمريكا وهذا المتفضل به أمريكيا وإسرائيليا ليلبي الحد الأدنى من الحقوق الوطنية الفلسطينية، وعلى هذا رفض الرجل الطرح الأمريكي والإسرائيلي ليحاصر ويقاطع من العرب والغرب ثم ليلقى وجه ربه بطريقة أو بأخرى.

منذ الرفض العرفاتي عام 2000 لكامب يفد الثانية ظهر الفريق الانقلابي في حركة فتح الذي يتساوق كليا مع الذي تطرحه أمريكا وإسرائيل والذي حاول أن ينقلب على أبو عمار نفسه، هذا الفريق ليس في أجندته سوى القبول والتسليم لما يعطيه الآخرون، ولذلك فان التفاوض على الممنوح من قبل الأمريكان والصهاينة هو خيار استراتيجي وحيد للشعب الفلسطيني. كان هذا التيار يخطط منذ البداية لإشراك حماس في اللعبة الديمقراطية التي جرت في وقت سابق من هذا العام وذلك ليتم احتواء حماس وإشراكها في لعبة التسليم بالمطالب الأمريكية والإسرائيلية بناء على توقعهم بان حماس لن تحصد في نتائج الانتخابات وفي أحسن الأحوال سوى نسبة تبقى فتح متفوقة عليها. لكن الذي جرى كما يقولون قلب السحر على الساحر وحصدت حماس الأغلبية البرلمانية ومن هنا يبدأ رهان قطبي الساحة الفلسطينية كل في اتجاه غير اتجاه الأخر.

فالفريق الأول المتمثل بالتيار المتنفذ في فتح والذي انقلب على ياسر عرفات في أواخر حياته وبعد مماته في اتجاه القبول بما تطرحه إسرائيل وأمريكا من الدولة المؤقتة ومن ثم تأبيد الصراع يراهن بعد فوز حماس على قوة وفاعلية الحصار المضروب على الشعب الفلسطيني لإقصاء حماس وبرنامجها المعروف بالوصول إلى درجة وحالة تصبح فيها حالة تعجيل الانتخابات وتبكيرها تصب في صالحهم بتحقيق الفوز والأغلبية فيها وبالتالي تحقيق برنامجهم المبرمج أصلا وفقا للرغبات الأمريكية والصهيونية، ولذلك ومنذ البداية أعلن هذا التيار موقفه وعلى لسان قادته وكبرائه انه لايمكن ولابأي حال من الأحوال أن يشاركوا في حكومة تكون فيها حماس ومن هم من وصف تلك المشاركة بالعار ومنهم من قال بقولة " تلعيب الخصم خمسة بلدي"، ولذلك منذ البداية شارك هؤلاء في حصار حماس وخيار الشعب سواء بالتحريض المحلي أو الإقليمي أو الدولي أو بمنع الأموال التي تصل الرئاسة تحت حجج من قلة الأموال والإنفاق الخارجي وغيرها الكثير الكثير، وأما المتابع لحالهم وهم يحاورون حماس على تشكيل الحكومة فيلاحظ كيف أن هؤلاء كانوا يشاركون للتضليل وإيهام الشعب الفلسطيني أنهم حريصون على مصالحه ففي كل مرحلة ومع نهاية كل جولة حوارية كان هؤلاء يتراجعون عما تم الاتفاق عليه ومن ثم ليضعوا شروطا جديدة لم تكن متداولة من قبل وهكذا دواليك، الشروط والحجج التي أوردوها في كل مرة لم يكن القصد منها سوى كسب المزيد من إطالة الوقت للضغط على الشعب الفلسطيني أكثر في ظل حالة الحصار الظالم المفروض عليه وغير المسبوق تاريخيا حسب تعليقات الكثير من الكتاب والمحللين والمفكرين ليقوم بالتالي الشعب الفلسطيني بالضغط على حكومته إما بالاستقالة وإما بالقبول بشروط المهانة الأمريكية والإسرائيلية، إنها حالة من الابتزاز الأخلاقي والسياسي ضد الشعب الفلسطيني لم يسبق لها مثيل، إنها خيانة مكشوفة وغير مبررة على الإطلاق، التيار الانقلابي على فتح وعلى حماس والشعب الفلسطيني لا يريد سوى تجديد الاعتراف بإسرائيل وببقية الشروط الأمريكية والإسرائيلية من قبل آخر القلاع الفلسطينية ودون أي ثمن حقيقي تقدمه إسرائيل، فهل تعترف إسرائيل وتقبل بالانسحاب من كافة الأراضي المحتلة عام 67 وهل تعترف بحق العودة ليذهب عباس ومن معه ويضمن اعترافا إسرائيليا واضحا وصريحا من إسرائيل بالحد الأدنى كاملا من إسرائيل وبضمانات دولية حقيقية وحماس عند ذلك ستقوم بالاعتراف بإسرائيل، عباس ومن معه يدرك أن إسرائيل لاتقدم الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية وتجارب التفاوض السابقة عبر أكثر من عشر سنوات تشهد بذلك، لكنه لازال يصر على تلبية كل الشروط فقط مقابل العودة والسماح له وفريقة باستئناف تفاوض عقيم وهذه مأساة كبرى بتكرار الفشل مرتين.

ما أريد أن أقوله أن محمود عباس الفريق المتحلل من أدنى متطلبات القضية الوطنية يراهنون على الكرم الإسرائيلي والأمريكي وهم يعرفون تماما حدود هذا الكرم الذي يعني كيان كنتوني لا يصلح لحياة الحيوان فضلا عن صلاحه لحياة الانسان ومن لا يصدق ذلك فهو غير متابع لانشداد عباس حتى بعد الاتفاق على وثيقة الوفاق إلى خريطة الطريق الذي يجاهر بأنها تلبي شروط المجتمع الدولي " يعني أمريكا وإسرائيل " وترحيبه مؤخرا بمبادرة اولمرت التي وصفها المراقبون والمحللون وحتى بعض الموضوعيين الإسرائيليين على أنها مناورة وذر رماد في العيون.

وصلت المرهانة من الفريق الرئاسي على أمريكا وإسرائيل أنهم أصروا على إنجاز التهدئة ونشر قوات الآمن في قطاع غزة على الحدود مع إسرائيل وكذلك ربط فضية الأسير جلعاد شليط بتشكيل حكومة الوحدة على المضي قدما في استئناف جولة الحوارات، وصل حد المراهنة منهم على إسرائيل وأمريكا إلى ضرورة موافقة الأخيرتين على اسم كل وزير وعلى أسماء الوزراء للوزارات السيادية، رغم أنهم اتفقوا على أن يسمي كل فصيل وزراءه بالإضافة إلى المستقلين على أن لا يكون هؤلاء الوزراء من الفاقعين سياسيا من فصائلهم أو من الصف الأول، لكن عباس ومن معه يريدونهم مستقلين إطلاقا ويريدون تعيين وزراء مقربين منهم في الوزارات السيادية، بالضبط ما تريده أمريكا وإسرائيل، ولست استغرب عما قريب أن يطالب عباس والفريق بتبكير الانتخابات حيث الأوامر قد صدرت مجددا حول هذا الشأن.

شعار الفريق الانقلابي على الشرعية الفلسطينية ليذهب الشعب إلى الجحيم وليجوع من الحصار حتى يرتد إليه عقله ويثوب إلى القبول بالشروط الأمريكية والصهيونية ويجدد الولاء لأهل الخيانة والتفريط والفساد، فهل التاريخ ومنطق الأشياء يقولان إن الشعوب تبيع حريتها وكرامتها ومستقبلها من اجل لقمة العيش المجبولة بالذل والهوان، باختصار وبدون لف ودوران عباس ومن معه يراهنون على ركوع واستسلام الشعب الفلسطيني، فهل سيركع وسيستسلم الشعب الذي صبر قرابة القرن وقدم ألاف الشهداء والجرحى ولا يزال لحصار قاس مفروض يشارك فيه عباس ومن معه المتساقطين.

في مقابل هؤلاء ورغم فظاعة وقذارة الحصار المفروض والمؤامرة المحبوكة رئاسيا وعربيا ودوليا إلا أن حماس تراهن على وهو وعي الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته وان التاريخ يكره الذل والهوان والتآمر لان سنده في التقدم والتطور والبناء هوا لحرية والحرية أساس الإبداع، والحرية والإبداع لا يتأتيان من ظلم واحتلال وقبول بالذل واستمراء لهوان، فأي الفريقين سينتصران، الفريق الذي يراهن على الاحتلال وأعوانه أم الفريق الذي يراهن على الشعب والعزة والكرامة، فيا شرفاء فتح الحقوا بحركتكم قبل أن يخفيها المتاجرون بها من التاريخ وللأبد، ولكم من نتائج انتخابات النجاح رغم الحصار ألف عبرة !!!

4- 12 – 2006



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس والمسار المطلوب
- اين تكمن المشكلة في المشهد الفلسطيني؟؟
- المأجورون يخربون بيت فتح!!
- وإذ يحدثونك عن حكومة الوحدة الفلسطينية
- مهزلة التعويل على مجلس الامن والامم المتحدة!!
- المقاومة المؤمنة والعاقلة هي من يوحدنا
- دراسة مكثفة حول -الالتفاف الامريكي والصهيوني على التيار الاس ...
- انهاء وجود السلطة .... كيف يكون؟؟
- حكومة الاعتراف الموحد باسرائيل!!
- جولات عباس فقط ضد الحكومة وحماس!!
- أثر كشف المستور في صحوة من في القبور!!
- بمناسبة اليوم العالمي للفقر
- خطورة توطين لاجئي مخيم الرويشد في كندا؟؟
- ليعلن هنية عن استعداده لمناظرة عباس!!
- من الخاسر الاول من افشال تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية؟!
- عباس بين لفني و رايس بشأن الموقف من حماس
- رسالة عاجلة الى الاخوان
- سر افتتان عباس بالاعتراف باسرائيل
- عباس وفتح لديهما الحل!!
- إنهم يبذلون كل جهد لاخراج امريكا واسرائيل من مأزقهما !!


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - قراءة في رهاني قطبي الساحة الفلسطينية