أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - المسألة الترابيةأي رأي للمجتمع في مستقبل القضية؟















المزيد.....

المسألة الترابيةأي رأي للمجتمع في مستقبل القضية؟


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 1754 - 2006 / 12 / 4 - 10:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اليوم وغدا، نشاهد حلقة أخرى من برنامج زيارة خاصة من الفضائية القطرية »الجزيرة«، رفقة رئيس المجلس الاستشاري الملكي لشؤون الصحراء

فلا يمكن استصغار الفرصة الإعلامية من هذا الحجم
إذ اكتسب سامي كليب سمعة في اختيار الضيوف وإعداد الملف قبل تنفيذ البرنامج

مع ما للتوقيت الجيد السبت والأحد من دور في توسيع دائرة المشاهدين
الأمر إذن يتعلق بقضية تشكل أحد العناصر الجوهرية في وجود الكيان السياسي لكل بلد : المسألة الترابية
لقد ظل الجزء الواسع من الطبقة السياسية المغربية غير مكترث بالأهمية القصوى للمسألة الترابية
والحال أن كل نظام سياسي عالم ثالثي يريد أن ينتقل من البنية المتخلفة المعتمدة على العنف وأجهزة استعمال العنف إلى البنية السياسية المؤسساتية المدنية المتحضرة الساعية إلى سلوك الحوار والسلم في حل التناقضات الاقتصادية والسياسية، لا بد أن يضع استراتيجيا لحل المعضلة الترابية، والتي ليست سوى مفصل معقد، يلخص علاقة التاريخ بالجغرافيا في نقطة الموقف السياسي لدى السكان في عين المكان
كما يلخص حالة السياسة الداخلية في علاقتها بالسياسة الخارجية جملة وتفاصيل متداخلة، وكيفية معالجة الدولة المعنية بالسيادة للملف
فإذا كانت الدبلوماسية والقوات العمومية من ثوابت الاختصاصات السيادية للدولة
حيث تلتصق دائما بمواقع القرار المركزي في كل دولة، سواء كانت دولة واحدة مركزية فرنسا نموذجا أو كانت دولة الجهات إسبانيا
أو دولة فيدرالية الولايات المتحدة والبرازيل الهند بلجيكا ألمانيا
، فمن الثوابت في أصول السياسة، أي شرعية الدولة في القرن الواحد والعشرين، أن تستند الدولة إلى شرعية المجتمع
وقد تابع الفيلسوف الأميركي فرنسيس فوكوياما، منحى تطور الديمقراطية الليبرالية السائدة اليوم
فاعتبر انتقالها من ثلاث دول سنة 1790، الولايات المتحدة وفرنسا وسويسرا، إلى 60 بلدا سنة 1989، لحظة كتابة »نهاية التاريخ والإنسان الأخير«

بينما أصبح اليوم حوالي 90 بلدا يستعمل الاقتراع العام الشفاف بلا عقدة بين المنتصر و»المنهزم في الانتخابات، قصد فرز القوة السياسية المؤهلة لتمثيل المجتمع في حل القضايا الكبرى السيادية والقضايا السياسية التراكمية
أي البحث عن السبل الهادئة لتقوية خبرة السكان وفتح الفرص أمامهم وتوسيع قائمة الاختيارات المهنية بما ينمي لدى الفرد مؤشر الشعور بالحرية في الحال والأمل في المستقبل
ونعلم أن النظام الديمقراطي الليبرالي الذي يقوي ثقة السكان في الدولة التي تحكمهم، يمنح فرصة الحل الملائم للمسألة الترابية بلا مضاعفات ذاتية، تحرم الدولة من إمكانية اختيار حلول أفضل، قد تغير الانتماء السيادي لجزء من التراب، مع تحسين الوضع الاعتباري للدولة أو عكس ذلك، قد توفر للدولة ما تدعي امتلاكها من الحيز الترابي دون أن يمتلك المتنفذون ولا السكان الحصة الموازية للمساحة الترابية من الاعتبار السياسي الدولي بالنظر إلى العوامل الأخرى
فقيمة مملكة الدنمارك، ليست في إرغام جزيرة غرينلاند الكبيرة أكبر جزيرة في العالمعلى التبعية السيادية للدنمارك الصغير
بل عظمة الدنمارك في المرونة الديمقراطية التي ساعدتها على تقبل بضعة عشرات الآلاف من سكان جزيرة غرينلاند البقاء تحت سيادة التاج الدنماركي رغم تصويتهم ضد العضوية في الاتحاد الأوربي نظرا لوجودهم الممتد للنصف الشمالي من القارة الأميركية
وبالتالي، لم يفقد الدنمارك سيادته على الجزيرة »للقشابة الواسعة« التي اكتسبها من خلال نظامه الديمقراطي
الحالة نفسها مع أستراليا وكندا، وهما الدولتان اللتان تكتسبان قيمة في الترتيب الدولي على الصعيد الاقتصادي والدبلوماسي والسياسي والعسكري في الغرب، لم يختر مواطنوهما الاستقلال عن التاج البريطاني مرات عديدة في الاستفتاء العام

بل أكثر من ذلك، وبفضل الجاذبية الديمقراطية التي اكتسبتها أنجلترا، فقد غطت على وجهها الاستعماري، إلى درجة تمكنت المملكة المتحدة من معالجة أوضاع استعمارية بالديمقراطية، فربحت ملفاتها
مثل الحالة التي يميل فيها سكان جبل طارق المحتل إلى البقاء ضمن صفة المواطنين الإنجليز
إن التنمية البشرية الحقيقية كاختيار تاريخي طويل الأمد في الغرب، والتي أفرزت الديمقراطية السياسية والتراكم الاقتصادي والحرية الفردية والتوازن الاجتماعي بين مختلف الفئات
والمناطق هي التي أكسبت إنجلترا شكسبير وبرنارد شو وشارلي شابلن والبيتلز والراحلة ديانا وأنطوني غيدنز وآدم سميث وريكاردو وفريديريك أنغلز وفيكتوريا الثانية

تلقيح وعي وتصور الطبقة السياسية بأفكار وتجارب الشعوب الناجحة في البناء الديمقراطي والاستقرار السياسي، هو مبتدأ تجديد مسيرة الحل السياسي في الأقاليم الصحراوية
فالمشكل موروث من الحرب الباردة
وقد أصرت الشقيقة الجزائر على بناء سياستها الخارجية وفق ميزان قوى مغاربي
فاعتبرت نقطة الارتكاز في الإبقاء الايديولوجي على صورتها المتبقاة من حرب الاستقلال هي إضفاء نموذج ثورة على الصعيد العالمي لتسويق مفاوضاتها بين الأطراف المتناقضة المصالح أميركا روسياالصينأوروبا في تجارة البترول والسلاح والتحالفات، وفق قواميس متناقضة دون حرج الأبناء بناء على تضحيات الآباء، في استعمال مرن ومتكامل لصيغ المرونة مع الكبار وافتعال المبدئية مع الجيران بما ينفع القادة المتبقين من فرن الحرب البارد دون اعتبار تعقيدات العلائق بين الشعوب في المنطقة في الزمن المقبل
وعلى العكس من ذلك، فإن الأفكار التي يمكن أن نتدبر الحل النهائي للمسألة الترابية بواسطتها، يجب أن تتحرر من رصيد الحرب الباردة
ولو أننا نعلم، أن كلا من المغرب والجزائر في أعلى مواقع الطبقة السياسية من بنى أمجاده الفردية ضمن معطيات الحرب الباردة
فقد يفكر بمستجدات العولمة
وقد يحاول تجاوز ذهنية الحرب الباردة، لكنه يبقى منجذبا لنفسية الحرب الباردة
النفسية التي أصبحت جزءا من الكيان الفردي ضمن السياق والمرجعية والهوية، مما يترك مقومات الشرعية رهينة بهذا النوع من الأصولية الفردانية والنزعة السلفية الوضعية المكتسبة إن صح التعبير
من هذه الزاوية يعتقد الناس أن الإصرار على وضع مسافة من المركزية ضمن الرصيد السياسي الفرنسي مجرد فوبيا تجاه فرنسا
بينما الأمر أكثر من ذلك، فتقليب الحل الديمقراطي بين المركز والمناطق والجهات، زاوية أخرى ديمقراطية للتثوير ضمن الاستمرارية
واللغة الفرنسية التي تبوأت جزءا من هوية النخب الفاعلة في مراكز القرار، تكفي لفرنسا
كما ينظر إلى ضرورة إعادة النظر من طرف المغاربة في العلاقة مع الجزائر، من حيث تجربة الثنائي الفرنسي الألماني نواة في الاتحاد الأوروبي بمثابة فكرة مستوردة
لكن الواقع عودنا أن الغرب قادر على خلق قواعد عامة للتجارب العالمية
من حيث تكامل الأدوار بين البلدين، مع إمكانية تلبية الأنا الجماعية لبلد معين
فالقوة السياسية والعسكرية لفرنسا مقابل القوة الاقتصادية والتكنولوجية لألمانيا، جعلت منهما قادرين على إنتاج فكر متحرر من عقدة الغالب والمغلوب
رغم كون فرنسا عجزت دائما عن الانتصار بمفردها على ألمانيا، كما عجزت ألمانيا دائما عن نسج تحالفات دولية لتطويل مدة الانتصار بمفردها على فرنسا
أما إذا امتلكت النخبة في البلدين بعد النظر التاريخي واستثمرت لفائدة الأجيال المقبلة، عبر بناء أسس وحدوية عبر شراكات ثم تعاون ثم اتحاد عقلاني يفي بالمصالح مندمجة في المبادئ الوحدوية
فالحديث عن الصحراء ومستقبل المسألة الترابية في المغرب الكبير، يستحق أن تنفتح على آفاق أرحب بسعة أحلام الشباب
إن الأفكار العملية التي يتخيلها المغاربة أرضية مقنعة مفيدة ضمن مؤسسة المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء، من شأنها التزود بأفكار استراتيجية حول بناء المنطقة ككل
مع المبادرة بالتقدير الايجابي للأوضاع لدى الآخرين بما لا يصادر احتمالات التطور الديمقراطي الممكنة
وضمن الأفق الاستراتيجي استحضار التجارب المتنوعة في الكرة الأرضية لمعالجة المسألة الترابية
طيلة القرن العشرين، ثم نأتي لما استجد من مفاعيل التأثير على الوحدات الترابية الموروثة عن الاستعمار، قصد توفير طرح منفتح على الطموح المغربي في تقديم النموذج الأمثل للاندماج في تيار المستقبل العالمي
يضمن الاستمرارية من حيث صيغة التوافق والإجماع
ويفتح بابا لولبيا مثلث الانفراجات بالتناوب على كل من المسألة الترابية والمسألة الديمقراطية والمسألة التنموية
ليتمكن كل ذي مصلحة من مصلحته
إن التجربة المغربية في خوض الجرأة الإعلامية كفيلة بذر الأفكار في مجال كان محنطا داخليا تفوح رائحة »الغمال« من أوراق ملفه، بسبب انغلاق الأروقة السياسية واكتنافه بالظل وحرمانه من أشعة الشمس
أما وقد انخرط قطاع الإعلام في النقاش بحرية حول مختلف الملفات
فمن المفيد الانشغال بالمسألة الترابية، ليس بتوليد اللغة إنشاء
بل بوضع التجارب العالمية على الطاولة لتبيان مستجدات وخصوصيات الوضع عندنا في هذا الملف الذي يمثل مؤشرا على التقدم الفعلي الذي يتابع العالم مختلف أوراقه في مختلف القطاعات والرهانات



#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات المقبلة هذه الماكيط، فأين الروح؟
- حول الحالة الثقافية التعددية المتشظية الجريحة
- معضلتنا في السياسة الأمنية؟ حالة المغرب
- الإصلاح الدستوري في المغرب: هل يمكن تلقيح الفصل التاسع عشر ب ...
- متفجرات الحقيبة السياسية
- تكريم العقل .....تخصيب لرحم الحرية
- قاتل أعداءك بسلاح الحب
- عقوبة الإعدام بين الترتيب الدولي للمغرب ورسالة فيكتور هيغو ح ...
- من أجل أفق آخر للعلاقات المغربية الجزائرية
- ضعف القدرة التوقعية لدى القيادات الحزبية
- سلوك النخب السياسية موقع اللقاءات الموازية في صناعة الاختيار ...
- بين روحانية رمضان وجمالية الجسد
- خلق الحدث السياسي
- مقاربة الإصلاح في أميركا اللاتينية
- الوجه السلبي من البونابرتية في السياسة الخارجية الجزائرية
- المغرب:الانتقال من من بناء -القوة- إلى بناء الثقة
- تحت سقف الاستراتيجية الديمقراطية أي دور لحزب العدالة والتنمي ...
- فوق نفس الرقعة: ربح العرب الضامة وربحت أمريكا الشطرنج
- 2006-1996 عشر سنوات بعد الاصلاح الدستوري في المغرب أي أفق
- منبعنا مشترك سواء في لبنان أو روما


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - المسألة الترابيةأي رأي للمجتمع في مستقبل القضية؟