أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - في بيروت.. إنه الطوفان!!














المزيد.....

في بيروت.. إنه الطوفان!!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1756 - 2006 / 12 / 6 - 11:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احتلت مظاهرات لبنان صدارة اهتمام العالم بأسره أمس، وخطفت الأضواء من سائر الأحداث في شتي أنحاء الدنيا.
وهذا الاهتمام ليس ناجما فقط عن الحجم الهائل وغير المسبوق لهذه المظاهرات الشعبية، وإنما أيضا عن أهدافها داخل لبنان، وتأثيراتها المحتملة علي المنطقة بأسرها في هذا التوقيت بالغ الحساسية.
فليس من الحكمة النظر إلي الأبعاد اللبنانية البحتة لهذه »الانتفاضة الشعبية«، وغض الطرف عن أبعادها الإقليمية التي لا تقل أهمية وخطورة.
وليس من الحصافة تجاهل العلاقة المباشرة وغير المباشرة بين انطلاق هذه »الهبة الجماهيرية« وبين زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلي العاصمة الأردنية أمس، ونائبه ديك تشيني إلي المملكة العربية السعودية قبله بأيام، ووزيرة خارجيته كونداليزا رايس إلي »منتدي المستقبل« في البحر الميت.
وقد رصد الكاتب اللبناني المعروفي طلال سلمان هذه العلاقة بقوله: أنه »لكي نفهم حقيقة ما جري ويجري في بيروت علينا أن نقرأ جيدا ما جري في عمان القريبة بالجغرافيا البعيدة في توجهاتها خلال الأيام القليلة الماضية.
فقبل أن يصل إليها الرئيس الأمريكي جورج بوش كان الملك الهاشمي يبشرنا بثلاث حروب أهلية في كل من لبنان التائه عما يدبر وسط زوبعة الخلافات التي شملت البديهيات وهزت مقومات وجوده، وفلسطين المضيع مستقبلها في دوامة الصراع علي سطلة »بلدية« ليس لها من مقومات السلطة إلا الالقاب والصور، والعراق المضيع مجد ماضيه وسلامة حاضره في دوامات دمه المهدور في الفتنة المؤهلة لاغتيال مستقبله، كيانا سياسيا وشعبا لم يعرف الأمان منذ دهور.
أما بعد وصول الرئيس الأمريكي إلي العاصمة الأردنية فقد توالي اصدار أوامر العمليات وهكذا وجد محمود عباس في نفسه من الجرأة ما يكفي كي يقول وهو واقف في ظلال كونداليزا رايس إن مشروع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية قد سقط في طريق مسدود، بينما تبلغ نوري المالكي أمر العمليات الخاص بعمله في العراق تحت عنوان أن قوات الاحتلال الأمريكية باقية، وأن عليه شخصيا أن يعالج (!!) أمر الفتنة.
ولخصت رايس الموضوع بقولها: »إن العديد من الدول العربية تري أن أبو مازن وأمثاله ينجحون«.
هذه الرؤية الواسعة الأفق لطلال سلمان تعني -ضمن ما تعني- أن هذه الانتفاضة الجماهيرية التي خرجت أمس الي قلب بيروت تستهدف ما هو أوسع من مطلب تعديل الحكومة بحيث تكون المعارضة مشاركة فعليا في قرارها لا مجرد صوت اعتراضي يمنحها الشكل الديمقراطي ولكنه لا يمنع توجها يعتبره خطأ أو خطرا علي أمن البلاد أو علي هويتها.
إنها تستهدف -وفقا لهذه الرؤية العريضة- محاولة لوقف حرب أهلية ثم اتخاذ قرار اشعال نيرانها أمريكيا وبتواطؤ عربي، ليس فقط في لبنان من أجل انقاذ ماء وجه أمريكا التي أذلتها المقاومة في لبنان والعراق.
إنها إذا -ووفقا لنفس الرؤية- انتفاضة ديمقراطية ووطنية في آن واحد.
أما الانتقادات التي يرددها أنصار حكومة فؤاد السنيورة داخل لبنان، وزعانف كثيرة في بلاد عربية شتي، لهذا الأسلوب، أي أسلوب التظاهر واللجوء إلي الشارع، بدعوي ان حكومة السنيورة تمثل الأكثرية وأنه لا سبيل الي اسقاطها إلا عن طريق المجلس النيابي، فهي انتقادات مردود عليها بأن حكومة السنيورة ذاتها استخدمت نفس هذا السلاح لاسقاط حكومة سابقة، فلماذا يكون هذا السلاح حلالا لها وحراما علي غيرها؟!
فضلا عن ان الولايات المتحدة الامريكية أبدت مظاهرات شعبية خرجت إلي شوارع بلدان متعددة في أوروبا الشرقية للإطاحة بحكومات »منتخبة«، فلماذا أيدت المظاهرات »البرتقالية« هناك وتعارضها في لبنان؟!
إن الاحتكام إلي الجماهير ودعوتها إلي التظاهر، واستجابتها لنداء زعماءها، هو احتكام إلي الديمقراطية طالما كان سلميا.
وهذا نموذج جدير بالاحترام لا بالنقد والتشويه، والمهم.. هو أن نري الصورة في عموميتها.. حتي لا يغيب عنا أن هذه الانتفاضة الشعبية ليست مجرد سلاح للصراع علي سلطة لبنانية محلية، وإنما هي دفاع عن هوية لبنان الوطنية والعربية، بل ودفاع عن بلدان عربية أخري تحاول إدارة بوش إغراقها في حمامات من الدماء لتمرير خططها الامبراطورية.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدق أو لا تصدق : انتخابات نزيهة فى بلد عربى
- انتخابات نزيهة .. ونتائج محيرة
- ربيع المنامة 2
- ربيع المنامة 3
- ربيع المنامة 1
- المصريون هم الأكثر ارتكابا للجرائم في الكويت
- اطلبوا العلم.. ولو من سنغافورة
- مرشد مصرى ومرشد سنغافورى .. وبينهما -حجاب- حاجز
- مصر.. إلى أين ؟ 4-4
- مصر.. إلي أين؟! 1
- مصر .. إلي أين؟! 2
- مصر.. إلي أين؟ 3
- الدين والسياسة
- العرب وأمريكا.. وتراجيديا الحب من طرف واحد
- إسماعيل صبرى عبدالله .. فارس الفكر والثورة
- ذئاب .. وأغنام .. وكلاب
- تعديل التعديل
- -إبسن- .. و-دنقل-
- فراشة »كفاية«.. تحلق في أجواء ملبدة بالغيوم.. والنيران الصدي ...
- ..إلاّ الماء والهواء يا حكومة


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - في بيروت.. إنه الطوفان!!