أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - حماس والمسار المطلوب















المزيد.....

حماس والمسار المطلوب


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1753 - 2006 / 12 / 3 - 10:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


في كل مرة كنا نسمع فيها أن تقاربا قد أنجز بين حماس وعباس ومن معه حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية المنشودة، كنا نبدي دوما الاستغراب والتعجب ونقول أمعقول هذا ! وازداد استغرابنا وتعجبنا هذا حينما اطل علينا الفرقاء ليقولوا لنا ان تشكيل الحومة الموحدة بات قاب قوس أو ادنى ، وعلى هذا فرح كثيرون من ابناء شعبنا الصابر المرابط رغم التجويع والحصار ، لكنني انا شخصيا لم اكن لاقتنع ان تشكيل الحكومة الموحدة ممكن ان يكون او على الاقل بهذه السهولة ، ومع ذلك امتنعت شخصيا عن الكتابة حول الموضوع حتى لايقول البعض ويتهمني أنني وغيري من المتشككين لا شغل لهم سوى بث الاحباط والنقد العقيم ، في قرارتي كنت على يقين ان اتفاقا لن يكون وهذا اليقين ليس من باب التخمين او التوقع الجزافي وإنما أتى بناء على معطيات ومنطلقات تعزز حالة الاعتقاد هذه وبالتالي تصدقها فيما حدث ويحدث على ارض الواقع من حقائق .

لم استطع ان اصبر طويلا على الامل الموهوم الذي كانت حركة حماس تبنيه على موافقة عباس وتياره المتنفذ على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ولم استطع ايضا ان اصبر طويلا على كذب وتدجيل ومناورة عباس وغيره من أزلام الرئاسة ولذلك بعد ايام قلائل من الحماسة التي تحدثوا فيها عن قرب الاتفاق كتبت مقالا بعنوان " وإذ يحدثونك عن حكومة الوحدة الفلسطينية !!" اشرت فيها بان عباس ومن معه يناورون للتحضير من اجل المواجهة مع حماس وبالتالي التمهيد لتبكير الانتخابات على امل الفوز بعد جهودهم المتعددة لتشويهها وتحميلها"حماس" وزر الحصار المفروض بادعاء عدم واقعية برنامجها .

تبدأ المشكلة ما بين حماس وتيار عباس ان الاولى لديها برنامج يتحدث عن حل مرحلي يشمل جميع الاراضي المحتلة عام 67 مع عودة اللاجئين الفلسطينيين دون تقديم أي اعتراف او تنازل بالاستناد الى ما سبق من تجارب حركة فتح التي قدمت كل شيء ولم تحصل على أي شيء وتعتبر حركة حماس ان الاستراتيجية الاساس في تحقيق هذا الحل المرحلي هي المقاومة ، بينما التيار العباسي لايلتقي مع حماس حتى في سياق الحد الادنى من المطالب الفلسطينية وهذا ما على حماس ان تفهمه جيدا فهو أي التيار العباسي لايقوم برنامجه على الحد الادنى وهي اراضي أل67 بل إن لديه استعداد لكي يقدم تنازلات بشأنها ولذلك نراه يعود كثيرا للتمسك بخارطة الطريق وكذلك المبادرة العربية التي لم تضبط فيها عناصر الانسحاب من الارارضي المحتلة وايضا ترحيبه الاخير بمبادرة اولمرت التي لاتعني الانسحاب من جميع الاراضي المحتلة عام 67 ، اما بالنسبة لقضية اللاجئين فيبدو جليا من خلال المراقبة ان الرئيس عباس يبدي فيها ليونة شاسعة وكبيرة حد التنازل ، وليس ادل على ذلك من تناغمه الاخير مع مبادرة اولمرت التي دعا فيها الى التنازل عن حق العودة ، بمعنى او باخر فان عباس وتياره مرتبط بمرجعية حل معينة تقوم على ان التفاوض هو الخيار الاستراتيجي ولان الامر كذلك هو يفهم ومن معه انه لايمكن بهذا الخيار الا تحقيق الذي تعطيه امريكا واسرائيل ، وللاسف ان عباس وتيار الحل الفلسطيني وبسبب سيكولوجي اصاب عباس وغيره ليس لديهم استعداد لكي يقولوا ان المقاومة هي ايضا خيار اساسي للشعب الفلسطيني ، هذا ما نلحظه كثيرا من عباس من خلال تسفيهه ومن معه للمقاومة في اكثر من مرة ومن مناسبة .

بناء على ماسبق كان واضحا منذ البداية ان تيار عباس لايمكن ان يلتقي مع حماس حتى في سياق الحد الادنى الذي تم صوغه في وثيقة الوفاق الوطني ، وبالتالي كانت كل الجولات والحوارات بالنسبة للتيار العباسي على انها نوع من المناورة والقاء تبعات فشلها على حماس في نهاية كل سيناريو وحلقة من حلقات المناورة هذه لتأتي في سياق الجهد الكلي على المستوي المحلي والاقليمي والعربي لتشويه صورة حماس وبالتالي لاسقاط حكومتها وتحقيق الهدف الاساس من هذا الجهد المتكامل وهو اضعاف شعبية حماس في الشارع الفلسطيني .

في المناورة التي يقودها عباس ومن معه ليس لديهم حرج في ايجاد المبررات والحجج الزائفة للتراجع حتى عن ما تم الاتفاق اليه والسبب في ذلك ولأكن صريحا هو استهتار عباس وفريقه بحماس وبالشعب الفلسطيني، ذلك لان الاخيرين وبالتحديد حماس لم يكونا حازمين وحاسمين في موقفهما من ترهات واستخفافات الفريق العباسي، ففي كل مرة وبعد الاتفاق يتراجع عباس والازلام عن ماتم التوصل اليه وهكذا دواليك حتى ان أمثولة "لاحق العيار لباب الدار" ماعادت تصلح لتوصيف حالة ملاحقة حجج الفريق العباسي التي لاتنتهي .

ما المسار المطلوب من حماس بعد كل الذي جرى من اوهام وسراب تعاون وقبول التيار العباسي بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ؟

ارى ان المطلوب من حماس في هذه المرحلة مايلي :

1- على حماس أن تحزم امرها وتحدد موقفها بشكل واضح ومفهوم بايصال رسالة لعباس وفريقه المعروف أن صبرنا على مؤامراتكم وخداعكم قد نفد واننا بالتالي غير مستعدين لكي نمضي طويلا وراء سرابكم واوهامكم وأن ألاعيبكم باتت مكشوفة ومفضوحة ، وبالتالي إن لم تلتزموا التزاما حقيقيا بما تم الاتفاق عليه وقدمنا من اجله التنازل في المواقع والمناصب والليونة السياسية والدبلوماسية بشأن المواقف فإننا مقدمون على ما هو آت :
أ‌. سنقوم على الفور بكشف كل ملفات فاسدكم وتآمركم على الشعب الفلسطيني ، وما الحقتموه من خراب ودمار بالشعب الفلسطيني.
ب‌. سيجري ذكر وتوضيح كل المواقف والشخصيات التي كانت تحول دون التوصل الى اتفاق نهائي بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
ت‌. التهدئة تعتبر كأنها لم تكن والعودة الى المقاومة بكافة اشكالها بمافيها اطلاق الصواريخ على المغتصبات الصهيونية والشروع بالاعداد لتنفيذ عمليات استشهادية داخل العمق الاسرائيلي .
ث‌. الحكومة الحالية ستبقى قائمة وتدعمها في ذلك الاغلبية البرلمانية في المجلس التشريعي .
ج‌. سنقوم بتحشيد الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج للقيام بمظاهرات تطالب فيها عباس ومن معه بالتنحي جانبا بعدما ثبت وبالبرهان القاطع ان هؤلاء الاخيرين اجندتهم لاتوصل الى تحقيق الحرية والكرامة للشعب الفلسطيني .

أخيرا وليس آخرا، الرسالة التي ينبغي ان تصل لعباس والفريق الذي تآمر على الرئيس الراحل عرفات هو ان السلطة سيتم انهاؤها ماديا ووجوديا من خلال الخطوات التي ذكرناها سابقا وعلى رأسها القيام بالعمليات الاستشهادية في العمق الاسرائيلي ذلك لان القائم على الذراع التنفيذي فيها هي حركة حماس.

إذن ، على هؤلاء ان يختاروا بين خطوات تصعيدية تنهي الوضع القائم بمهازله وبمؤامراته المتعددة المستويات، ولاسيما السلطة التي هي على صورتها الماثلة لاتصلح لمشروع وطني تحرري حقيقي وبين شراكة سياسية حقيقية في كل شيء تعزز من خلالها الوحدة الوطنية ويتم على هداها تطوير واعادة هيكلة مؤسسات السلطة في سياق ينسجم مع المشروع الوطني الفلسطيني وبما يخدم في النهاية وجود منظمة تحرير فلسطينية تقوم على اسس من الديمقراطية والتمسك بالمبادىء والثوابت الوطنية الفلسطينية.

2 – 12 – 2006



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين تكمن المشكلة في المشهد الفلسطيني؟؟
- المأجورون يخربون بيت فتح!!
- وإذ يحدثونك عن حكومة الوحدة الفلسطينية
- مهزلة التعويل على مجلس الامن والامم المتحدة!!
- المقاومة المؤمنة والعاقلة هي من يوحدنا
- دراسة مكثفة حول -الالتفاف الامريكي والصهيوني على التيار الاس ...
- انهاء وجود السلطة .... كيف يكون؟؟
- حكومة الاعتراف الموحد باسرائيل!!
- جولات عباس فقط ضد الحكومة وحماس!!
- أثر كشف المستور في صحوة من في القبور!!
- بمناسبة اليوم العالمي للفقر
- خطورة توطين لاجئي مخيم الرويشد في كندا؟؟
- ليعلن هنية عن استعداده لمناظرة عباس!!
- من الخاسر الاول من افشال تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية؟!
- عباس بين لفني و رايس بشأن الموقف من حماس
- رسالة عاجلة الى الاخوان
- سر افتتان عباس بالاعتراف باسرائيل
- عباس وفتح لديهما الحل!!
- إنهم يبذلون كل جهد لاخراج امريكا واسرائيل من مأزقهما !!
- في استطلاعاتنا المسيسة : عبد ربه قد يفوق في شعبيته هنية


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - حماس والمسار المطلوب