أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسني أبو المعالي - جهاد الأدعياء في قتل الأبرياء















المزيد.....

جهاد الأدعياء في قتل الأبرياء


حسني أبو المعالي

الحوار المتمدن-العدد: 1753 - 2006 / 12 / 3 - 07:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان لكلمة الجهاد أوالمقاومة وقع وطني وقومي وإسلامي جميل وذو معنى يسمو على كل المعاني النبيلة لطبيعة أشكال النضال السلمي والمسلح ضد الاستعمار والاحتلال في أيام الزمن العربي الأصيل، ولنا في ذلك أمثلة كثيرة في الجهاد والمقاومة العربية والاسلامية، حين كانت المقاومة والتضحية لها ضوابطها الوطنية والانسانية وأساليبها الأخلاقية، وأفعالها الموجهه فقط ضد جنود المحتل والمستعمر، بعيدا عن استهداف المدنيين، مقاومة حظيت بالقبول والتقديروالشرعية من طرف الأعداء قبل الأصدقاء، حتى فوجئنا أخيرا بقيم جديدة للجهاد لا تمت بالقيم النضالية الحقة ولا باخلاق المقاومة الشريفة بصلة، انه العنف والارهاب الذي تسترخلف الدين ليمارس العبث والفوضى والقتل العشوائي للأبرياء بحجة مواجهة الاحتلال،
لا شك ان الاحتلال كيان منبوذ وعنصر بغيض لا يدخل بلد ما الا بهدف اغتصاب الارض كما هو الحال بالنسبة لاسرائيل او بهدف الهيمنة والسيطرة على الخيرات، كما بالنسبة للولايات المتحدة الدولة الاقوى في العالم، لكن هذه الاخيرة قد غيرت من اسلوب تعاملها وتعاطيها للحدث الاحتلالي بعد فشلها في الفيتنام الموحد المتماسك، وكان على العراقيين التعامل معها بحيطة وحذر بعيدا عن استعراض العضلات في ظل غياب الوحدة الوطنية، لان الشعوب لا تمتلك من الاسلحة سوى ارادتها وتماسكها ووحدتها، واذا ما فقدت تلك الشعوب احدى هذه الاسلحة ضاعت وضيعت اوطانها معها، والعراق أحد ضحايا نزاعاته الطائفية التي زرع بذورها الاحتلال الذي يغازل الشيعة على حساب السنة بالعلن، ويغازل السنة على حساب الشيعة بالسر، وبالعكس، نزاعات لم تقف عند حدود الخلاف بين السياسيين ورؤساء الطوائف وانما تجاوز ذلك الى أن يكون كل مواطن عراقي شيعي هدفا لكل مواطن عراقي سني وكل مواطن عراقي سني هو هدف لكل مواطن عراقي شيعي، وقد ذهب ضحية هذا النزاع الالاف من الابرياء بلا ذنب من كلا الطائفتين، انها الوحشية بعينها والفوضى التي ستودي بالوطن والشعب الى الهلاك،
ومن أكبر الاخطاء واخطرها ان يوضع الابرياء من الناس هدفا وطرفا في المعترك السياسي او الديني او العنصري، وفي موقف معاد للسلطة الجزائرية حرصت الجبهة الاسلامية هناك لان تنتقم من السلطة باستهداف الشعب قتلا وذبحا، ولو تأملنا بعمق الجانب الانساني لأحداث سبتمبر التي حصدت ارواح اكثر من ثلاثة آلاف مدني لاكتشفنا بانها جريمة نكراء اقترفها تنظيم القاعدة، بحق الانسانية وبعيدة عن مفهوم الجهاد على الرغم من ان رأس النظام الامريكي وحكامه يفتقدون إلى المبادئ الانسانية ويتعاملون مع شعوب غيرهم من منطلق لا إنساني، وهذا لا يبرر أن نتهم الشعب الامريكي كله باعتباره لا انسانيا ولا يعطينا الحق في ان نتعامل معه بجريرة ما يتعامل نظامه معنا لأن أخلاقنا النبيلة ومبادئنا السامية لا تسمح لنا بارتكاب الجريمة مقابل الجريمة، وكأننا قد استحصلنا من الله صك التصرف في شؤون البشر، فليس كل الشعب الامريكي بالضرورة يحذو حذو مسئوليه ويتفق مع نظامه، وليس كل الشعب الألماني هو هتلر، ولا كل الطليان هم موسوليني، وليس كل الشيعة هم مقتدى الصدر، ولا مشعان الجبوري هو كل السنة، اننا نعلق مشاكلنا المستعصية دائما بشماعة الغرب والاستعمار ونتجاهل بأننا أصل الداء، والا بماذا نفسر التعامل الأسوأ لرجال السلطة العرب حكاما وقادة وميليشيات ضد شعوبهم ظلما وعدوانا؟ وهو ما يعطي الفرصة للدول القوية لاحتلال الأوطان الصغيرة بحجة حمايتها، كأفغانستان والعراق، علما بأن الدول القوية لا تستطيع احتلال بلدان تحترم شعوبها وتتمتع نظمها بالحرية وبالديمقراطية
لم ينجح تنظيم القاعدة في الانتشار عربيا ولا اسلاميا على الرغم من بعض المفاجآت التي اطلقها في ممارسة القتل العشوائي للأبرياء من دول العالم وقد أصبحت عملياته تلك وصمة عار ضد العرب والمسلمين الشئ الذي نتج عنه مجموعة من الانتقادات طالت الرسول " ص " والاسلام البريء من رجال القاعدة وتنظيماتها، ولم يكتف هذا التنظيم باستهداف الابرياء من دول الغرب وإنما أمعن في قتل الابرياء حتى من العرب والمسلمين الذين اختلف معهم في المذهب والتوجه، وهذا الانحراف الكبير في مفهوم الجهاد أثقل كاهل العرب والمسلمين في الكثير من الدول العربية والاسلامية، وما يشهده العراق اليوم بين ميليشياته الطائفية من فنون القتل وطرق التعذيب ضد طائفة كل منها جاءت نتيجة لتدخل تنظيم القاعدة في الشأن العراقي بعدما أفلس تقريبا في أفغانستان التي عاث فيها فسادا دمويا ودينيا، وعلى الرغم من ان التنظيم قد سدد بعض ضرباته ضد الاحتلال الامريكي ولكنه في ذات الوقت قد مارس القتل المزدوج بقتل العراقيين عشوائيا، ولايمكن تصنيف مرتكبي القتل العشوائي في العراق إلا بالوحوش الكاسرة التي ليس لها علاقة بالبشر ولا بالانسان، ومن يعتبر ممارسات المهووسين والمتعطشين للدماء بأنها أعمالا جهادية ما هو إلا مجنون
والغريب أن يقارن الوضع الامريكي في العراق بالتورط الامريكي في الفيتنام سابقا ولكن شتان بين الحالتين، ففي الحالة الفيتنامية كانت المقاومة فيها متماسكة وموحدة ولم يكن الشعب منقسما الى طوائف شيعية و سنية تتنافس اقتتالا من اجل السلطة ولم يكن آنذاك تنظيم القاعدة حاضرا ليمارس الخراب والدمار ويمزق الصف الفيتنامي باسم الجهاد، و أي جهاد ذلك الذي يستهدف أخوتنا في الدين والوطن، فالدماء التي تسيل كل يوم هي دماء عراقية سنية كانت أم شيعية فإلام يظل الدم العراقي رخيصا ومباحا على يد بعض العرب وبعض أبنائه؟ وإلام تغيب الابتسامة عن عيون صغارنا و أمهاتنا الثكالى؟ وعلام نختلف على الأعداء وهم علينا يتفقون؟ أسئلة أطرحها لمن يمن يهمه أمر الوطن وأقول: لا يمسح دموع العراق الجريح إلا لغة الحب والحوار السلمي بين أبنائه بعيدا عن الأحقاد والكراهية والطائفية التي زرعها تنظيم القاعدة وأعوانه في العراق وتم استغلالها من قبل المحتل بهدف تقسيم الوطن والسيطرة على خيراته، وما عمليات القصف الطائفي والتهجير بين الشيعة والسنة ما هي الا خطوة على طريق ترسيم الحدود بين الأطياف العراقية، وقد نجح المحتل الى حد كبير بمساعدة أعداء الوطن في زرع الفتنة الطائفية عبر استجابة المليشيات من كل الأطراف لممارسة القتل الجماعي ضد بعضها البعض ما ينذر بأن الوطن الان على شفير حرب اهلية يكون فيها الخاسر الوحيد هو الشعب العراقي الذي كان يأمل من قياداته اتباع سياسة شجاعة وسليمة باتجاه الوحدة الوطنية ، والشجاعة لا تكمن في الاقتتال الذي يعني غياب العقل، لان القتل بحد ذاته وسيلة من لا يمتلك أبجدية الحوار السياسي، و إنما في الاعتراف بالأخطاء وتجاوزها وصولا إلى مربع المحبة والتسامح من أجل الوطن،
وبفضل السياسة الاحتلالية الجديدة لأمريكا واسرائيل، وعناد قادتنا في تعميق الخلافات فيما بينهم، ستكون الحرب الأهلية هدفا فلسطينيا ولبنانيا فيما بعد، وهي – مع الاسف - قيد التطبيق عراقيا




#حسني_أبو_المعالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بأمر الوطن أنا عراقي
- المأساة العراقية ملهاة للاحتلال
- رحيل عازف سيمفونية الألوان الفنان خضر جرجس
- المواطنة وأزمة الولاء للوطن في العراق
- التقسيم بات وشيكا .... فأين عقلاء الأمة من كل ما يعصف بالوطن ...
- الواقع العراقي المر وتداعياته على الوضع العربي
- التدخين علاج شاف في مستشفيات العراق
- قناع الزرقاوي: الوجه الحقيقي للإرهاب الأمريكي
- قناع الزرقاوي والوجه الحقيقي للإرهاب الأمريكي
- أبعاد السياسة الاسرائيلية في الوطن العربي
- للصراحة حدود يا بن عبود
- سحقا للشعب من أجل شيطان السلطة
- هل حكم على الشعب العراقي بقصة لا تنتهي مع الطغاة؟
- الإعلام العربي: حرية نشر الخبر أم مسؤولية نشر الخبر
- الطائفية في العراق: قريبا من السلطة بعيدا عن الاسلام
- بانوراما الألوان واحتفالية الأشجار
- الفنان التشكيلي المغربي المكي مغارة وحوار العتمة والنور
- ثلاث محطات ضوء مغربية من شمس الموسيقى العربية
- أنين العود في ليل العراق الطويل
- إعلان مدفوع الثمن


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسني أبو المعالي - جهاد الأدعياء في قتل الأبرياء