أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - العراق 4














المزيد.....

العراق 4


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1751 - 2006 / 12 / 1 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نموذج لابد من العودة إليه

العراق بكل خيراته ونفطه وناسه الذين بات الآن قسم كبير منهم تحت خط الحياة وليس الفقر وحسب. وهذا له سبب رئيسي بداية لا بد من التذكير فيه في كل مرة وهو : السلطة الصدامية بكل حمولاتها. وكل الأسباب الأخرى تأتي تاليا. بعد الدور الإيراني لا بد لنا من التعرض للدور الدولي عموما والأمريكي بشكل خاص.بالطبع من مصلحة الوعي العروبي تحميل هذا الدور كل التبعات كي يدافع عن نظم الممانعة العربية والتي لم يتبق منها سوى نظامنا السوري، وتبيان أن التغيير في سورية إنما سيؤدي إلى الحالة العراقية، والدور الغربي الذي يعيش شقاقه في داخله بغباءه وجشع بعض مصالحه استطاع أن يحمل قوى التغيير الديمقراطي في المنطقة تبعة الدفاع عن التواشج الذي يمكن أن يتم بينها وبين المجتمع الدولي على قاعدة تبادل المصالح والتفهم لكل جزيئات هذه المجتمعات المنكوبة بسلطاتها.وليس هذا وحسب بل أصبح ينظر في الشارع العربي نتيجة لهذا الأمر بعين الريبة للقوى الديمقراطية. لأنها تريد تكرار الحالة العراقية في سورية مثلا وغيرها من البلدان. وكأن النضال من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية ودولة القانون قد بدأ بعد الحالة العراقية. هذا المزاج في الحقيقة هو تربية العقل العربي في سلطاته، لأنه لم يسأل نفسه سؤالا وحدا : هل تسنى لهذه الطوائف والأثنيات أن تتعايش معا في دولة المواطنة والديمقراطية والقانون في عقدها الاجتماعي؟


وهل هذا الدور الغربي هو من شحن المجتمع عصبيات أثنية وطائفية؟ وإذا كان هذا الدور كما قلنا هو من سمح بانفلات هذه العصبيات بشكل عشوائي لأنه لم يفهم بالضبط خصوصيتنا في القتل والطوائف والفقيه والخليفة والأمام وأمير المؤمنين وكلهم محركون عموما من أجهزة سلطوية في المنطقة بهذا الشكل أو ذاك :
أولا نتيجة لتربيتهم الأيديولوجية في ظل أنظمة القمع، وثانيا تلاقي هذه الأيديولوجية بما تحتويه من مصالح الفاعلين في هذه الأيديولوجية مع هذه النظم أو ما تبقى منها في منطقتنا العربية والإسلامية.ولا نتعاطى مع الأمر بوصفه حالة من التآمر، وغن وجدت لدى بعضهم فهي ليست سمة عامة، بل هي مؤسسات حزبية مقاتلة تحمل أيديولوجيات متنافرة. هذه الأيديولوجيات والتي سبق لكثير من المفكرين العرب الكتابة فيها وعنها. لكن الغرب على ما يبدو لم يقرأ صانعوا سياسياته ما حدث في المنطقة وفي قلب مجتمعاتها على مدار خمسة عقود من القمع. وتجريد الفرد من فديته وإنهاء أي شكل من أشكال التعايش الأهلي لصالح ألأشكال التضامنية المفروضة بقوة القمع والتي تحمل في طياتها شكلا محايثا للتمييز الطائفي والقومي والديني والسياسي والولائي...الخ أليس ما كان يحدث في العراق في عهد صدام كما يحدث الآن في سورية من تميز طائفي، ديني، قومي؟ وهذه كلها باتت من المسلمات التي لايحتاج الدارس كثيرا لإثباتها. كما أنها لاتحتاج إلى تحليلات كثيرة.هذا ما لم تفهمه على الأقل افدارة الأمريكية التي قامت بطرد صدام من الحكم. وتحرير العراق واحتلاله فيما بعد.وهنا لابد من القول أن أمريكا بالفعل حررت العراق من قبضة صدام ولكن الأخطاء التي ارتكبت حولت هذا التحرير إلى احتلال دون أن نغفل جانبا : لولا أمريكا لما زال صدام حسين رابضا على عنق الشعب العراقي. هذه بالنسبة لنا أيضا مسلمة : لأن العراق رغم كل الحصار وعم وجود طيران له فوق ارضه لم تستطع المعارضة العراقية تحريك شيئا ! رغم أن المعارضة العراقية بشقيها الكردي والعربي الشيعي كانت تتمتع بشعبية كبيرة في الشمال والجنوب.وليس من قبيل الصدفة أن لا تخرج طلقة واحدة من جنوب العراق بمواجهة ألأمريكان لا بل على العكس تم في البداية الترحيب من قبل أكثرية الشعب العراقي بهذا التحرير.وهذا لا علاقة له بطائفة محددة بل له علاقة بالضبط بالتمييز الطائفي الذي كان قائما في عهد صدام حسين، هذا ما أسس لكي يقبل الشعب العراقي بان تحرره أمريكا والذي وصل بحسه الغريزي بأنه لولا أمريكا لما تحرر العراق من صدام ومافياته ومافيات أولاده.


بالعودة للدور الغربي نستطيع اشتقاق معادلته هذه والتي نوهنا عنها كونها تحمل بداخلها بذور شقاقها. من معادلة طرفيها التحرير والاحتلال ! فالغرب قام بهذين الدورين معا. لقد سمح بانفلات قوى النفط لكي تغطي سرعة ما تحقق لها من سطوة مباشرة بأن تركت العراق نهبا لكل من تسول له نفسه لتجد نفسها أخيرا أمام شريك لم تحسب حسابه كثيرا وهو الشريك الإيراني. والذي لم يكن غائبا عما كان يدور قبل الاحتلال والتحرير.


الدور الغربي كان يجب ألا يحطم أجهزة الدولة والجيش، ولا أن يترك الساحة للمليشيات من كل الطوائف وكان قادرا على ذلك ومن هذه المقدرة التي تم التعامل معها بغباء وجشع، يسميها بعض العرب أن أمريكا كانت تريد العراق كما هو عليه الآن وهذا بالطبع غير صحيح. لأن مصير أمريكا الآن كدولة قائدة في العالم على كف عفريت وخسارتها في العراق هي خسارتها لجزء مهم من هذا الدور القيادي في النظام الدولي الجديد. فهي لولا هذا الإحساس بالخوف من الخسارة ما كانت تريد مساومة روسيا وفرنسا والصين في قرارات الأمم المتحدة حول العراق وحول منطقة الشرق الأوسط.


هل هذا هو الوعد الأمريكي لشعوب المنطقة !؟ سؤال علينا التفكير فيه لأن هذا الوعد هنالك ما هو موضوعي في صميمه وخارج إرادة أمريكا أو بريطانيا أو غيرها من الدول. فقيام نظام أقليمي سياسي واقتصادي وأمني جديد بالمعنى الاستراتيجي للعبارة هو الآن حاجة موضوعية للعالم أكثر من أي وقت مضى.علينا من هذه الحاجة الموضوعية محاسبة أمريكا على تجربتها في العراق ! وأقصد بالضبط نحن القوىلتي تلوثت بهذا التحرير دون أن يكون لها دورا يذكر في انفلات الوضع العراقي الذي ليس من مصلحة القوى التي تدعو للتغيير الديمقراطي والسلام في هذه المنطقة أن يفلت الوضع العراقي ويتحول إلى نموذج ضاغط عليها تحاول ان تبرر أو تفسر بينما المهمة هي كيفية صياغة مشروع الدولة العصرية في منطقتنا والعمل من أجل تحقيقه.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق 3
- الشارع اللبناني بين الحرية الفردية وعنف الخطاب
- العراق 2
- العراق 1
- الدور الإيراني 2 هواجس التغيير السلمي الديمقراطي في سورية
- الدور الإيراني 1 هواجس التغيير السلمي الديمقراطي في سورية
- النص القابض على عنق الوطن 2-2
- النص القابض على عنق الوطن (1-2
- اللاعقلانية حضور القول غياب الفعل الخطاب المقاوم نموذجا
- جبهة الخلاص وإعلان دمشق عود على بدء
- المعارضة السورية الحاجة إلى تفعيل مؤسسي
- إشكاليات
- الماركسية واليسار نوستالجيا متأخرة أم تعبير عن إفلاس؟
- القضية الكردية في سوريا تنميات على المواقف
- الطائفية وإرادة السلطة شيء من الفخ العراقي
- لبنان وسورية دولتان لشعب واحد
- فدوة لله شكد يخبل جيفارا
- على المسلمين الاعتذار
- الإسلام السياسي من منظور هجين سوريا نموذجا
- 11سيبتمبر كارثة على أمريكا أم علينا ؟


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - العراق 4