أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سمير عادل - لا تقلق .. يا بلير















المزيد.....

لا تقلق .. يا بلير


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 47 - 2002 / 1 / 27 - 08:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    




الحق يقال بأن توني بلير استطاع الدفاع عن الغرب والحملة الأمريكية ضد الإرهاب في مقاله المنشور تحت عنوان " خلافنا ليس مع الإسلام بل مع الإرهابيين ومؤيديه " في جريدة "الحياة" اللندنية الصادرة يوم 11 تشرين الأول 2001 ،بديماغوجية بارعة لا يضاهيه بوش ولا شارون ولا أي شخص آخر من ساسة البيت الأبيض.
لاول مرة يعترف توني بلير وهو ينطق باسم الغرب والولايات المتحدة الأمريكية بأن الفلسطينيين ظلموا ولا زالوا يظلمون .ولا تكشف هذه العبارات إلا عن نفعية الغرب وسياساتهم الانتهازية التي سحقت الآلاف من الفلسطينيين وتضرجوا بدمائهم خلال خمسة عقود من الزمن . لم يتجرأ بلير على التفوه بتلك العبارات لو لا بدأ الإرهاب الإسلامي دك هيبة الغرب كدول وأنظمة حاكمة .
ولماذا كل هذا العناء كي يثبت توني بلير من خلال مقاله المذكور بأن خلافهم ليس مع الإسلام بل مع الإرهابيين ، فعلى ارض الواقع لم يكن لديهم خلاف حتى يوم الأمس مع الإرهابيين أنفسهم . إن توني بلير يشيد بالبطل المسلم شاه بن مسعود الذي اغتيل على يد اتباع أسامة بن لادن لنضاله ضد السوفيت ولكن ماذا عن أسامة بن لادن ألم يكن هو أيضا يستحق الإشادة ؟ . ألم يكن هو الابن البار لCIAكما كان شاه بن مسعود ! ألم يناضل ضد السوفيت أم إن المعادلة انعكست حينما يقتل الأول على يد اتباع الثاني ويتحدى الأخير الغرب ؟!
ولكي يعمق السيد بلير إثباته انه مع الإسلام يقوم بتصعيد نفاقه إلى أقصى درجات الرياء ليقول إن حربا وحشية ارتكبت من قبل العراق ضد الدولة الإسلامية إيران . أيا ترى أن السيد بلير يريد إن يستغفل ذاكرة القرن العشرين أو انه يعتقد أن أرشيف ذلك القرن احترق في مركز التجارة العالمي أثناء العملية الوحشية التي ارتكبت في نيويورك وواشنطن؟ . ألم تدعم بريطانيا صدام حسين ونظامه؟ أليست إذاعة بي بي سي (BBC) والتي تشرف عليها الحكومة البريطانية عن طريق وزير الخارجية عتمت اعلاميا عن جرائم الأنفال ومجزرة حلبجة التي لا تقل بربرية عما حدث في نيويورك وواشنطن كمكافئه على حرب العراق ضد "الجمهورية الإسلامية" في إيران حين كانت وما زالت تحمل شعار "الشيطان الأكبر" . ثم الجميع يعرف مهما كانت درجة فبركة النفاق والكذب فان الغرب كدول وكأنظمة حاكمة لم تعاد لا الإسلام كمعتقد ولا الإسلام السياسي . و من له ضمير ممن في الجمهورية الإسلامية في إيران أو من اتباع أسامة بن لادن يدرك هذه الحقيقة . فالأنظمة الغربية أطلقت العنان لتأسيس المئات من الجمعيات الإسلامية في دول أوربا وأمريكا وكندا وصرفت الملايين من الدولارات لنشاطاتها السياسية والاجتماعية كي تغسل أدمغة آلاف من العرب والمعتنقين بالدين الإسلامي ولتجندهم ضد التيارات والقوى اليسارية على مستوى العالم إبان الحرب الباردة .ولقد استفادت تلك الأنظمة الحاكمة من تلك الجمعيات في وضع حاجز بين الجاليات المهاجرة والمجتمعات التي تسكنها بحيث أصبحت أقوام منعزلة عن المجتمع ينظرون إلى أنفسهم من خلال أنفسهم ويشعرون بأنهم فريسة سهلة للتيارات العنصرية. ولقد تبينت هذه المسألة بشكل واضح بعد أحداث 11 أيلول حينما رأينا الخوف واللامان اللذان خيما على مستقبلهم في هذه البلدان واعترت اكبر المؤسسات العربية نفس الهواجس والهموم وانعدام الآفاق للخروج من تلك الأزمة التي فرضتها مذبحة نيويورك وواشنطن وعلاوة على كل ذلك غذت تلك الجمعيات وبأموال الغرب التقاليد المتخلفة والرجعية داخل الجاليات المذكورة.
ولا يمكن أن يمح من الذاكرة كيف إن "صوت أمريكا" وإذاعة "بي بي سي" بثت خطابات الخميني أيام الثورة الإيرانية عام 1978 ذلك الشخص الذي لم يكن له نصف شهرة المطربة الإيرانية كوكوش (كاتب أيراني) إلا انه اصبح بين ليلة وضحاها وبواسطة الإعلام الغربي قائدا ثوريا لينصب بعد ذلك زعيما أوحد لتصفية وضرب بيد من حديد القوى اليسارية في الثورة الإيرانية والحيلولة دون اتساع المد السوفيتي .
وحينما يستطرد السيد بلير في مقاله حول دفاعه عن الإسلام وخلافه مع الإرهابي أسامة بن لادن يشير إلى دليل آخر من أدلته الفقاعية حول كيف أن التحالف الغربي بقيادة أمريكا حرر الكويت وهي دولة إسلامية صغيرة من الاحتلال العراقي . هل فعلت أمريكا حقا كل ذلك في عملية عاصفة الصحراء من اجل إنقاذ دولة إسلامية صغيرة مثل الكويت أم انه من اجل الهيمنة على العالم وتعريف قيادتها وإعادة مكانتها بعد انتهاء الحرب الباردة؟ ألم يكن بالمستطاع حل تلك المسالة ضمن دائرة الجامعة العربية؟ أم إن أمريكا افتعلت حربا إعلامية وسياسية لتمهد لحربها العسكرية لأسباب يعرفها السيد بلير قبل غيره. ثم ألم يكن هناك تنافس كبير بين أمريكا وبريطانيا حول أعمار الكويت؟ ألم تشتكي الأخيرة من أمريكا في إحدى المحافل الدولية بأنها لم تحصل إلا على 25 من نسبة الاعمار في الكويت في حين الولايات المتحدة الأمريكية حصلت على 75 من نسبة الاعمار .
إن توني بلر على علم بأن مصدر الإرهاب الإسلامي الأول في العالم هو الجمهورية الإسلامية في إيران وهي صاحبة مقولة "تصدير الثورة" وهي التي قتلت العشرات من المعارضين السياسيين في ألمانيا وقبرص وكردستان العراق وزعيمها الخميني اصدر فتوى عابرة القارات مثل صواريخ كروز الأمريكية لقتل الكاتب البريطاني الهندي الأصل سلمان رشدي . وأمام عيون ومسامع العالم ارتكبت في الآونة الأخيرة مذبحة كبيرة ضد 47 شخص من أسرى الاتحاد الوطني الكردستاني على يد إحدى الجماعات الإسلامية المدعومة من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران وأصدرت قبلها فتوى بتصفية قادة الأحزاب والشخصيات في العلمانية في كردستان العراق. لا تعتبر هذه القضية إرهابا في نظر السيد توني بلير لانه ببساطة كرستان العراق مباحة وهي لا تضم مدينة مثل نيويورك أو واشنطن أو لندن وليس فيه بورصة ناسداك . فالسيد بلير يعتبر هذه الحركات من ضمن التقاليد الموجودة في المنطقة و قتل الإنسان وانتهاك حرمته تصب في خانة تلك التقاليد كما عودنا إعلامه الغربي، والإنسان في الغرب فوق مستوى البشر في العالم، وهيبة الدول الغربية وأنظمتها الحاكمة لا تنتهك في كردستان العراق عندما ترتكب تلك الجماعات الإسلامية مذابح وحشية بحق البشر ؟!
أن مصطلح الإرهاب في نظر توني بلير وبوش وشيراك وشارون وغيرهم من الساسة الغربيين يصبح ذا مفعول ويحمل بكل ما يعنيه من معنى إذا ضرب عقر دارهم أو هدد مصالحهم في أي مكان من العالم وما عدا ذلك فيصبح لا علاقة لهم به .
شكرا يا سيد بلير على كل هذا العناء في كتابة مقالك المذكور ونقول لك لا تقلق فأننا على علم بان خلافكم ليس مع الإسلام ولا حتى مع الإرهابيين ومؤيديه …لكن !


رئيس تحرير جريدة الأفق/ تورنتو-كندا
تلفون : (416)998-7918
فاكس: (416)264-0636
أيميل: [email protected]





#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- CNN قناة الجزيرة و
- محنة الأطفال في ظل البعث
- صدام حسين والمرأة العراقية
- بين هولوكوست والأدب
- المنطق الوحشي والنفاق السياسي
- الاستهتار بحقوق الإنسان من المنظور الأمريكي
- مقولة الإلحاد في مفهوم السلطة والمعارضة
- مفارقات عنصرية
- ماذا حدث في مؤتمر دربان ؟


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سمير عادل - لا تقلق .. يا بلير