أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد رحيم - قصة قصيرة؛ أولاد المدينة















المزيد.....

قصة قصيرة؛ أولاد المدينة


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 1748 - 2006 / 11 / 28 - 11:20
المحور: الادب والفن
    


لم يكن المعلم الكهل قد سمع بعصابة الأولاد من قبل، ولا يدري من أطلق تسمية أولاد المدينة على مجموعة الأولاد حاملي السكاكين وهم يجوبون طرقات الحي الذي يسكنه، لعله هو، هو لا يتذكر، رآهم في الحي وهم يمرقون بسرعة وسكاكينهم مرفوعة في الهواء وكانوا يصرخون، ثم شوهدوا في الأحياء الأخرى ولم يكترث لهم، قال، كما قال آخرون؛ مجرد أشقياء وسيعودون إلى رشدهم، أو أن عائلاتهم ستتولى أمرهم.. كان ذلك قبل ارتكابهم أول عملية قتل حقيقية.. رجل في منتصف العمر، في الأربعين، أو الخامسة والأربعين، يسير في السوق شبه المقفر بحثاً عن مخبز ما زال يعمل ـ حتى ذلك الوقت كان ثمة أمل في أن يفتح مخبز ما أبوابه ـ هوجم من قبل أحد الأولاد بسكين، تلقى الضربة غير المتقنة ـ الآن هم يتقنون ضرباتهم بشكل أفضل ـ على ساعده.. سال دمه، وقبل أن يخرج من ذهوله وجدت أنصال ستة سكاكين أخرى طريقها إلى ظهره وبطنه.. غسل الأولاد سكاكينهم ببركة صنعها المطر، ومضوا إلى الجهة الأخرى من المدينة، تاركين الجثة ممزقة ودامية.. ثلاثة أشخاص أو أكثر رأوا المشهد وحكوا تفاصيله، كلٌ على طريقته في السرد، ثم، فيما بعد قيل أن الثلاثة هربوا مع أول ضربة سكين، وهم ببساطة يتخيلون بقية ما جرى، ما لم يروه.. لم يُشخّص لحادثة القتل هذه سبباً، مثلما لن يُعرف لحوادث كثيرة، تالية، لكن شيخاً من شيوخ المدينة قال؛ لعل القتيل من الأعداء.
* * *
هم أولاد المدينة، هذا ما يؤكده جميع من التقاهم المعلم الكهل، وأقر أنهم على حق، إذ ما الذي يجعلهم ألاّ يكونوا كذلك، على الرغم من أنه لا يعرف أياً منهم، من أية عائلة وأي حي، هم؟. هو المعلم لم يتأكد إن كان بعضهم من تلامذته، هل غيّرت محنة المدينة أشكالهم، أو تراه شاخ هو ولم يعد يميز هذا من ذاك؟. لكن جميع من يسكنون المدينة موقنون من أنهم أولاد المدينة..إذن هم أولاد المدينة، أصغرهم في التاسعة، وأكبرهم تعدى الخامسة عشرة، وهذا الأخير يضع في حزامه مسدساً من نوع براوننغ، سيستخدمه فيما بعد.
في غضون أسبوع قُتل خمسة أشخاص، أجتهد الأهالي لإيجاد مسوّغ لمقتل كل واحد منهم.. "إنهم من الأعداء، لا ريب، ولا بد أن الأولاد يدركون أشياء لا يدركها غيرهم، ولا سيما عن الأعداء الذين يقبع كثر منهم بين ظهرانينا". هزَّ المعلم الكهل رأسه موافقاً وهو يسمع جاراً له يهمس له بهذا، إذ أضاف الجار بنبرة راعشة؛ "حتى ذلك الكلب الذي نحروه كان يحمل جهاز تنصت في أذنه". وكان على المعلم الكهل أن يصدق، "فأعداؤنا يتربصون بنا". لكن ما حيّر أهل المدينة أكثر من غيره هو مقتل خضر باشي المعتوه الذي يغني ويرقص مقابل كسرة خبز أو قطعة نقد صغيرة. وجد ميتاً برصاصة في الرقبة. الشيخ الذي يسرع رجال الحي ليسمعوا رأيه قال؛ "وما الذي يمنع الأعداء من تجنيده هو الآخر في الشبكة؟". لم يسأله أحد عن هذه الكلمة المرعبة "الشبكة" بيد أنهم فهموا أنها كلمة لا بد تحمل معاني لا يفقهونها، ألقت في نفوسهم الروع.. سأل أحدهم؛ "يا حاج، ما دليلك أن خضر باشي المعتوه عضو في الشبكة؟". قال؛ "إذن لماذا قتلوه، ولم يقتلوا أي واحد منكم، لماذا لم يقتلوني أنا؟!".
طمأنهم كلام الشيخ، أو هكذا بدا لهم، هكذا تنازعوا مع شكوكهم.. عادوا إلى بيوتهم، وفي رؤوسهم ثقل الطين.
* * *
جاره الموظف في دائرة البلدية قال له؛ "لا شيء يحدث اعتباطاً، هناك خطة".
كان وقع كلمة "خطة" عليه مثل وقع كلمة "شبكة" وقد انتشرت هذه الكلمة كشقيقتها وصار الأهالي يتداولونها بشيء من الرهبة واليقين على الرغم من غموضهما. وفسّر له قارئ صحف قديم المسألة بمنطق حسده عليه؛ "شبكة متغلغلة تعمل بخطة، وأولاد المدينة يعملون ضدها".
* * *
لا أحد يسأل الأولاد شيئاً، لا أحد يكلمهم، ولا أحد أدعى أنه سمعهم يوماً ينطقون بأي كلام مفهوم.. هم كتلة هلامية تتغلغل كما الماء، كما الهواء، تملأ الحيز الفارغ، أي حيز فارغ، من غير أن يشعر أحد، ومن غير أن يفقه أحد؛ كيف؟. كما لو أن المدينة مرتع كائنات من عالم مختلف، وسكانها كما لو أنهم أشباح، يجلسون طوال الوقت على حافة النهر، أو على تخوم الصحراء، ينتظرون.
* * *
خرج الأولاد من بين خرائب المدرسة الابتدائية ـ هنا يُعتقد أنهم ينامون الليل، ويتناولون طعامهم ـ في الهواء الأزرق الفاتن أطلق كبيرهم النار.. إطلاقة واحدة سُمع دويها في السوق.. أشيع أن رجلاً وجد جثة هامدة قرب حاوية النفايات، غير أن لا أحد كان متأكداً من هذا، وربما تكون سيارة الإسعاف ـ السيارة الوحيدة التي تسير في المدينة، والتي تهيج صافرتها في كل وقت ـ حملته إلى ثلاجة الموتى في المستشفى العمومي.. الثلاجة تلك انقطع عنها التيار الكهربائي منذ شهر أو أكثر.. لا أحد ربما يوضع هناك الآن، ولكن أين تراها تأخذ الجثث.. إلى المقبرة، أم إلى النهر، أم إلى الصحراء لتكون طعاماً للكلاب والجوارح؟. من يدري.
* * *
ركض الولد حامل المسدس.. ركض الأولاد خلفه وأنصال سكاكينهم تلمع تحت الشمس العارية.. صاح وصاحوا.. قلبوا عربة تدفعها امرأة، قرصها حامل المسدس في مؤخرتها فيما راح الأولاد يبحثون في الأشياء التي تناثرت ـ أسمال، بطانيات قديمة، قدور مسودة، تلفزيون صغير يبدو معطلاً، صور عائلية حائلة، الخ ـ وعلى مبعدة تراشق أطفال بالحجارة وهم في صخب وضحك ومرح لا يضاهى.. جُرحت طفلة في رأسها وراحت تبكي، وبقية الأطفال يصرخون؛ دم، دم. من غير أن ينقطع ضحكهم ومرحهم الذي لا يضاهى. وحولهم يصعد الغبار، وتتسلل رائحة عطنة.
* * *
مذ ظهر الأولاد حاملو السكاكين، أولاد المدينة، أو مذ نشطت الشبكة، مذ سمع الأهالي عن الخطة صار الغبار يهيج بين آونة وأخرى، وتنتشر رائحة طحالب عطنة.. الغبار قد يغدو سقفاً سميكاً من الصدأ يلبث ساعات طويلة فوق الرؤوس، فيما الطحالب تتسلق الجدران رداءً أخضرَ كامداً.. قال رجل من أهل المدينة؛ "هذه رائحة دم". فأنكرتِ البقية، ومنهم المعلم الكهل، ما قال الرجل، فأكد بنبرة عالية مشروخة؛ "هذه رائحة دم". فهمس رجال المدينة؛ "إنه قد يكون من الشبكة".. حمل هواء ما بعد الظهيرة همسهم ودار به في الأرجاء، وجاء الأولاد حاملو السكاكين، أولاد المدينة، فانفض عقد الرجال ورجعوا إلى بيوتهم، فسمعوا قبل صلاة العصر صرخة واحدة، لا يعرف أحد إن كان واحد من الأولاد أطلقها ابتهاجاً، أو واحد من الشبكة وهو ينحر على قارعة الطريق.
* * *
داس الأولاد حاملو السكاكين على بقع الضوء المترجرجة تحت الصف الطويل لأشجار النخيل والتوت وأطلقوا صيحتهم.. صيحة قوية ذات طراوة، نقية وقاسية، تتابع رجعها بعيداً في الشوارع والساحات وباحات البيوت.. رآهم المعلم الكهل غير أنه سار كالمسرنم، تجاوزهم وهو يرتجف من البرد، أو من وطأة وساوس مبهمة.. دخل البيت، غفا لدقائق بينما امرأته تلوك الكسرة اليابسة الأخيرة من الخبز الذي أعدته قبل أربعة أيام.. لم يتبق من الطحين إلا أقل من ربع كيس بعدما استنفدوا الوقود المدخر للشتاء كله.. التمت المرأة على نفسها من البرد تنظر من نافذة الغرفة إلى الزقاق الخاوي علَّ كائناً يمر في هذه الساعة الموحشة من العصر إذ يأوي السكان، أو من يغادر منهم المدينة إلى بيوتهم.. بيوت تخلد إلى شبه الموت في الظلمة المقبضة التي تحل سريعاً.
نظر المعلم الكهل من النافذة، وأمسك بجهاز الراديو يحاول التقاط بث أية محطة.. ذكّرته زوجه بأن البطاريات فقدت شحنتها منذ شهرين، ولا أمل في عودة التيار الكهربائي.. أعلمها أنه يريد فقط أن يعرف ما الذي يجري حقاً، هنا وهناك، في هذه المدينة وفي المدن الأخرى من البلاد؟. سألته إن كان سمع شيئاً عن الشبكة؟. قال؛ "شائعات".. نبرته غير الواثقة جعلتها تحدجه بإشفاق.. رغبت أن تسأله عن الشبكة؛ ما معناها؟، ماذا يقصدون بها؟، ولماذا هي موجودة؟، ولماذا يتحدثون عنها إن لم تكن موجودة؟. غير أنها فضلت الصمت، فهو كما تعرف لا يحب الكلام كثيراً في البيت.. طاقته على الكلام يصرفها في المدرسة، في تعليم التلاميذ ألف باء لغتهم، أما الآن فلا مدرسة ولا تلاميذ. هنالك الأولاد والشبكة. وعلى الرغم من ذلك لا يود الكلام. كلامه شح مذ بدأت المحنة يوم هرب الجنود وانهارت الجبهة وانتهت الحرب وطارت الأقاويل عن الشبكة والخطة وظهر أولئك الأولاد، أولاد المدينة، وهم يجوبون الطرقات حاملين سكاكينهم.
* * *
خرج المعلم الكهل من بيته، لم يقل أية كلمة لامرأته، لم تسأله هي الأخرى عن مقصده، قابله جاره المرتبك، نحاه جانباً وهو يتلفت؛ "الشيخ الذي حكى عن الشبكة قتلوه، قتله الأولاد، يبدو أنه هو الآخر ضللنا، إنه من الشبكة" ثم وكأنه يجيب عن سؤال افتراضي أردف؛ "ولماذا قتلوه إذن ولم يقتلوننا نحن، أنا وأنت؟". لم ينبس، لم يعر أهمية لما أعلمه به جاره المرتبك، مشى بخطوات سريعة، مر بكهول يدردشون وفي عيونهم الوجل، مر بأطفال يلعبون لعبة الحرب، مر بفتاة شابة ترتدي السواد. اجتاز عدداً من الشوارع الخاوية، فوجئ بسيارة الإسعاف مقلوبة في المبزل المحاذي للبساتين، وأدرك لماذا لم يسمع صافرة سيارة الإسعاف منذ أسبوعين.. دخل درباً بين بساتين، رأى ثغرة في سياج بستان فدلف منه.. شق طريقه بين أشجار النخيل والبرتقال والرمان. في رأسه فراغ مديد، في قلبه لوعة هادئة.. سمع أصوات طلقات تأتي من أقصى المدينة، لم يأبه.. وقف ثمة بين أعواد الحلفاء وأغصان الشفلح.. لمس أشواك شجيرة شفلح.. رأى في باطن كفه قطرة صغيرة من دم يانع. ضم كفه ونظر إلى ثمرة شفلح ناضجة.. أغمض عينيه، أحس أنه ينطوي على الدم وثمر الشفلح. أحس بالأحمر يستغرقه. فيض من الأحمر الجميل، الأحمر الساحر، فدهمت خاطره كلمة "الموت".. كلمة واحدة، وحيدة، مجردة، صلبة، كأن لا قرين لها، أو نقيض.
* * *
منذ متى لم ير طيراً في السماء، عصافير أو عنادل أو فاختات أو زرازير أو لقالق. فكر المعلم الكهل، وحاول أن يستعيد صوت كل طائر من هذه الأنواع التي كانت المدينة، في زمن مضى، تستيقظ على أصواتها، وتضج بها بساتينها.. بدا وكأنه نسي بعض تلكم الأصوات. سأل زوجه إن كانت لحظت طيوراً في الآونة الأخيرة أو سمعت أصواتها. فقالت؛ "ما لك تشغل بالك اليوم بالطيور؟". قال؛ "لا أدري، أحسُ بالوحشة".. اقترحت عليه أن يخرج قليلاً فقد يعينه السير في الشارع أو التحدث إلى أحدهم في التنفيس عن الضيق الذي يؤلمه.. قال كم هو بحاجة إلى الموسيقى، كم يرغب في الاستماع إلى مقاطع هادئة الآن، فهي وحدها بإمكانها إنعاش روحه.. سألت إن كان أولاد المدينة يحبون الموسيقى. قال؛ "من لا يحب الموسيقى؟". سألته ثانية إن كان الأولاد، أولاد المدينة، يحبون الموسيقى؟. قال إنه لا يدري. وسكتت هي فيما استغرق هو في التفكير عن احتمال إن كان الأولاد يكرهون الموسيقى. بعد ساعة قال لها؛ "لم يعلّمهم أحد حبها".. سألت؛ من وماذا؟. قال؛ لا عليك.
في ذلك اليوم لم يغادر المعلم الكهل بيته، غادره في اليوم التالي.
* * *
تخطى المعلم الكهل حد الزقاق.. الغبار يهيج على مهل، وتنتشر الرائحة العطنة للطحالب، وتساءل في سره إن لم تكن هذه رائحة دم كما قال ذلك الرجل الذي اختفى منذ ذلك الحين. لم يندهش لهذا لكنه بوغت بحشد من نسوة يرتدين عباءات سود، يجلسن صامتات وفي مواجهتهن، على أسلاك الكهرباء يتأرجح غرابان أشيبان.. همس لنفسه؛ "وأخيراً هذه طيور". لم يلمح إلاّ بعد حين رجلاً ببزة غريبة، فكر بأنها رسمية، يقف في الجهة الأخرى من الشارع.. رجل في عقده الثالث، على أنفه نظارة معتمة، يضرب بوقع رتيب بعصا التبختر على جانب فخذه.. لم يستطع أن يتيقن فيما إذا كان الرجل ذو البزة التي ظنها رسمية ينظر إليه، أو إلى النسوة، أو إلى جهة أخرى، إذ لم يكن بمستطاعه أن يبصر الغرابين الأشيبين لأنهما كانا وراءه.. أراد المعلم الكهل أن يتراجع غير أن الرجل ذا البزة التي ظنها رسمية أشار له بعصاه أن يجلس مع النسوة فأطاع من غير أن ينبس بكلمة.
انبثق الأولاد، أولاد المدينة، حاملو السكاكين، كما لو من مسامات الهواء وأطلقوا صيحتهم المألوفة.. التفت المعلم الكهل نصف التفاتة وأرسل نظره فيهم وهم يعبرون بين حشد النسوة اللواتي يجلس الآن معهن وبين الرجل ذي البزة التي ظنها رسمية، يشدون على سكاكينهم اللاصفة المرفوعة عالياً.. مروا من غير أن يحرّك الرجل ذي البزة التي ظنها رسمية ساكناً، كأنهم لا مرئيون.. تراجع أحد الأولاد بينما استمر بقيتهم في السير.. اقترب من المعلم الكهل، تسمر قبالته.
نهض المعلم الكهل واقفاً فحدق الولد في عينيه لثانية.. في هذه الثانية بدا وكأن حواراً أصم يجري بين الاثنين، وخيل للمعلم الكهل أن طيف ابتسامة يتموج على شفة الولد، أو ربما كان اختلاجة غيظ، وأعتقد أن هذا الولد هو من تلامذته، بيد أنه لم يكن متأكداً تماماً من هذا. وكانت حركة الولد سريعة ومتقنة وهو يطعن المعلم الكهل في بطنه طعنة واحدة، نافذة وعميقة.
انكفأ المعلم الكهل واحتقنت عيناه وتقلصت ملامح وجهه، فلاح كما لو أنه يريد أن يقول؛ لماذا؟ ونظر إلى جهة الرجل ذي البزة التي ظنها رسمية علّه ينجده فغامت رؤيته. ولثانية أيضاً، خطر في ذهنه إن الرجل هذا ربما كان أعمى.. سحب الولد سكينه وهي مغسولة بالدم وصاح وشرع يركض ليلحق بصحبه الذين تجاوبوا مع صيحته فصاحوا فتصادت الصيحة في الآماد.. تطوّح المعلم الكهل وكاد يصطدم بالمرأة القريبة منه غير أنه ركع على ركبتيه والدم يخرج من فمه.. حاول أن يستنجد بالرجل ذي البزة التي ظنها رسمية، لكنه لم يفعل، ولعله لم يقدر. وحين تمدد وتحته بركة دم آخذة بالاتساع رفع الرجل ذي البزة الغريبة عصاه.. قامت بعض النسوة وجئن بمحفة، وضعن المعلم الكهل عليه وحملنه.. حاول المعلم الكهل أن يفتح عينيه. اضطربت رؤيته، وتهيأ له أن السماء تنفصم، تتقطع، وتتناثر كتلها، كتلها المضيئة الملونة، تتفتت، تصير هباءً وتضيع.. خطرت له كلمتا "الشبكة والخطة" وأراد أن يتذكر متى يكون قد انتمى إلى الشبكة، وإلى أي حد هو ضالع بالخطة. وفكر؛ "كيف تسنى للولد حامل السكين الذي طعنه أن يكتشف هذا؟!!".



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة موضوعةً في الرواية
- إنشاء المفاهيم
- من يقرأ الآن؟
- مروية عنوانها: إدوارد سعيد
- ثقافتنا: رهانات مغامرتها الخاصة
- مروية عنوانها: نجيب محفوظ
- إعادة ترتيب: شخصيات مأزومة وعالم قاس
- وعود وحكي جرائد
- رواية-هالة النور- لمحمد العشري: سؤال التجنيس الأدبي
- الطريق إلى نينوى؛ حكاية مغامرات وأعاجيب وسرقات
- هذا العالم السريع
- الكتابة بلغة الصحراء: إبراهيم الكوني وآخرون
- تحرش بالسياسة
- القاهرة في ذكراها
- صور قديمة
- إدوارد سعيد: داخل الزمان.. خارج المكان
- النخب العراقية في حاضنة المقاهي
- حول المونديال
- نخب سياسية.. نخب ثقافية: مدخل
- حبور الكتابة: هيرمان هيسه وباشلار


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد رحيم - قصة قصيرة؛ أولاد المدينة