أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام محمد علي - بحث حول الايزدية - اليزيدية















المزيد.....

بحث حول الايزدية - اليزيدية


هشام محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 1748 - 2006 / 11 / 28 - 04:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة
اصل الايزيدية من اين؟ ماهو؟ متى وجدت؟ كل هذه اسئلة لاتجد لنفسها اجابة واحدة يتفق عليها الباحثون، وهم شتان مابين من يعيدها إلى اله الخصب في الديانات العراقية القديمة او من يعيد نشأتها إلى يزيد بن معاوية (وهي من اكبر المغالطات حول الديانة الايزدية) وبين من يعيدها إلى بقايا الزرداشتية واخرون يعتبرونها من بين المجموعات الدينية العراقية الأصلية.

في بداية بحثي الصغير عن التقسيم الطبقي وبعض اراء ومعتقدات الايزدية (كما يحبون ان يسموا) كنت اعتقد ان مسألة الأختلاف تكمن عند الباحثين فقط، ولكنني وبعد عدة لقاءات مع عدد مختلف من الأشخاص توصلت إلى أن الأختلاف موجود عند الايزدية انفسهم حول امور دينهم، وانتمائتهم لبعضهم البعض، إذ الأنا والأخر على الطريقة العراقية (الأخر مرفوض) موجودة حتى عند الأيزديين، بذلك يكون العراق عبارة عن مجموعة مكونات تحوي كل منها على مجموعة بداخلها!!

الأيزدي البعشيقي ينظر إلى إيزدي سنجار على انه ادنى منه تحضراً بسبب قرب قضاء بعشيقة من مدينة الموصل وكثرة وجود متعلمين من حملة شهادات جامعية مقارنةً مع ايزدي سنجار. وهم يعتبرون انفسهم اكثر تمدناً إلى درجة ان اخبرني احدهم "إن أراد ايزدي من سنجار ان يثقف نفسه، فهو يتزوج من ايزدية من بعشيقة"

اما ايزدي سنجار فهو ينظر للأيزدي القاطن في بعشيقة على انه ادنى منه مرتبةً كونه (حسب ما يقول احد ايزدي سنجار) "بعيد عن حقيقة دينه" وخاصة وان تقسيم الطبقات، كما سنأتي عليها لاحقاً، هي حسب الدرجة الدينية في معتقدهم، وهم يعتقدون بأنهم الأفضل على اساس عدة معطيات منها، قدسية جبال سنجار وتكلمهم بالكرمانجية (إحدى لهجات اللغة الكردية) والتي تعتبر اللغة الرسمية لطقوس وشعائر الديانة الايزدية، على عكس ايزديي بعشيقة الذين يتكلمون بلهجة اقرب إلى المصلاوية التي هي إحدى لهجات اللغة العربية إذا ما استثنينا الطقوس والشعائر الدينية التي هم الأخرون يمارسونها بالكرمانجية التي يفقهونها، وبعضهم يتحدثها بشكلٍ جيد ايضاً لكنها اقل تداولاً بينهم.
كان بين الايزدية وحسب (مثقفيهم) "بعض الجهلة" الذين يقولون بقدسية يزيد بن معاوية لأنه حارب العقيدة الإسلامية وقتل الحسين حفيد محمد ابن عبدالله ورفع رأسه على الرمح، وهم كانوا يعتقدون أن يزيد سوف يعود لينقذهم من الظلم الذي يلحق بهم، وسوف يقتل الذين يظلمونهم.

هذه الحاجة اقتبسها الايزديون من الإسلام او المسيحية وحتى اليهودية الذين يؤمنون بالمخلص الذي سيأتي لحل جميع المشاكل الحضارية والثقافية والأقتصادية و.....الخ من مشاكل وهذا يدل على ان الايزدية قد مروا في فترةِ يأسٍ اعتقدوا خلالها ان لاحل إلى بحلٍ من السماء.

تشير التقديرات إلى أن عدد الايزيديين لا يتجاوز 300 ألف نسمة ومركز تواجدهم شمال شرقي الموصل وشمال سورية ويعتبر الايزيديون أنفسهم طائفة موجودة منذ الأزل وهي من نسل آدم وحده، أما تابعي بقية الأديان فهم من نسل آدم وحواء. إذ هم يعتقدون (حسب اقوال النخبة منهم) أن ادم وضع منيه في وعاء فأنبتت الذرية الايزدية منها ثم خلق الله حواء ليتزوج بها وينجبون بقية البشر من غير الايزدية، وهم بذلك يعتبرون انفسهم نسل من نوعية خاصة.
كما يرى بعض الباحثون أن الايزيديين هم بقية عبدة أهريمان (الشيطان) وأن عقيدتهم نشأت عن حقيقة تحريم اللعن.

بصورةٍ عامة فالايزديون يقدسون الطاووس ملك وهو رئيس الملائكية لديهم، رغم ان فيهم من يعيد اصل الكلمة إلى "تاو" التي تعود بالكرمانجية إلى الشمس واشعتها، وان الشمس هي الأصل وهي المقدسة وان لامعنى للطاوؤس...

لهم تنظيم ديني وإداري وراثي قديم كما أنهم اختصوا بسنن وآداب ظهرت مزيجاً من عادات وتقاليد مستمدة من ديانات مختلفة، وهي كذلك بسبب عدم وجود وثائق او كتب او مايثبت عكس ذلك من مدونات، فإذا ماتم الحديث عن كتا (مصحةفي رش/الكتاب الأسود) فهو لايقول به جميع الايزدية، بل وبعضهم يذهب إلى ان من كتبه يقصد الإسأة إلى الايزدية، لذلك نحن نقول انها قد أخذت من المجوسية السجود للشمس والقمر ومن اليهودية تحريم بعض المأكولات ومن المسيحية الإيقاعات الموسيقية ومن الإسلام الصوم والزكاة والحج والختان ولديهم الصوم ينقسم إلى صوم الخاصة ثمانون يوماً (اربعين يوم من الصيف واربعين اخر من فصل الشتاء)، وصوم العامة (صوم ايزيد) ثلاثة أيام في السنة ويجب ان تصادف الايام (الثلاثاء، الاربعاء، الخميس) في الاسبوع الثاني من الشهر الثاني عشر يأتي بعده عيد لمدة يوم واحد يعرف بأسم (عيد ايزيد) وثلاثة ايام اخرى في الشهر الثاني التي يجب ان تصادف الأثنين والثلاثاء والاربعاء وهو يسمى بصوم خدر الياس، ويعقبهما ايضاً عيد وليوم واحد فقط. وعيد رأس السنة يصادف واحد من شهر نيسان شرقي، الذي غالباً مايصادف منتصف شهر نيسان في التاريخ الميلادي، علماً ان اليو الاول من نيسان دائماً يصادف يوم الاربعاء بالتقويم الشرقي، واليوم المقدس في الديانة الايزدية هو يوم الاربعاء.

طبقات الأيزدية
عند الماركسين تقسم الطبقات حسب امتلاك ادوات الأنتاج، وفي الهند تقسم الطبقات حسب النظافة (نظافة الإنسان) وهي وراثية، اما عند الايزديين فالطبقات تقسم حسب المنزلة الدينية، وهي:
1. طبقة الروحانين: وههي تقسم إلى مجموعتين
 مجموعة البير: وهي من اقدم المجاميع الدينية الايزيدية، وقد تناثرت هذه المجموعة مع مرور الزمن ولم يبقى سوى القليل منهم، بسبب كثرة الحملات التي شُنت على الايزدية من قبل مسلمي المناطق المجاورة للمناطق التي تقطنها الايزدية.

 مجموعة الشيوخ: بعد ضعف مجموعة البير في اداء مهامها الدينية، استحدثت هذه المجموعة على يد الشيخ عادي بن مسافر، لإعادة جمع شمل الديانة الايزيدية، وهذه المجموعة ايضاً مقسمة إلى مجاميع، إذ لايمكن لطبقة ان تتزوج من طبقة اخرى داخل نفس المجموعة، ونذكر من هذه الطبقات:
 مجموعة الشيخ شمس
 مجموعة الشيخ حسن
 مجموعة الشيخ بكر
 مجموعة الشيخ ناصر الدين
وهنالك مجاميع اخرى.

2. طبقة الفقير: يسمى خرقة الفقير وهو الناسك المتعبد، له لباس خاص به، يُعرف من خلاله بالإضافة إلى سحنة خاصة متكونة من شعر طويل، شارب طويل، ملابس بيضاء اللون عادةً ماتكون ثخينة الملمس.

3. طبقة الحادي (القوالين) هم من المريدين ايضاً ولكن لديهم درجة دينية (متعبد، متدين) ويسمى بالحادي وهو الذي يرتل الاناشيد الدينية وهم ينتمون إلى عشيرة واحدة مركزهم الأساس يقع في شمال مدينة الموصل في منطقة (بعشيقة وبحزاني).

4. طبقة الكواجك وهي جمع كلمة (كوجك) وتعني الديوان او المضايف بالعربية: وهم فئة من العوام (المريدين) لهم لباس خاص "وظيفتهم اكتشاف مصير الموتى ان كان خيراً أو شراً والاتصال بعالم الغيب لمعرفة الحال والاستقبال" نستطيع القول ان وظيفتهم روحانية.


5. طبقة المريدين: وهم ادنى تلك الطبقات وواجبهم الطاعة العمياء (كانت في السابق) والانقياد ودفع الرسوم "الزكاة" ولا يحق لهم التزاوج من باقي الطبقات.

ملاحظة: قد تم مؤخراً تشكيل لجنة إستشارية من قبل المريدين بالإشتراك مع الطبقات الأخرى لأجل تسير امور حياتهم العامة، بأستثناء الأمور الدينية التي لااحد يجروء على التدخل فيها سوى الشيوخ والبير والفقير.

البعض من الايزدية يعتبرون انفسهم منقسمين إلى ثلاث طبقات فقط، بسبب كما ذكرنا اعلاه ان طبقتي الكوجك والحادي، هم اصلاً من المريدين، وهو يعتبر ان طبقة البير طبقة مستقلة عن طبقة الشيوخ.
ولكن الذي تأكدتُ منه ان لايحق لأي طبقة من الخمسة المذكورين الزواج مع بعضهم البعض، بل وحتى داخل الطبقة الواحدة لايحق الزواج كم في مجاميع الشيوخ المذكورة إذ لايحق لمجموعة الشيخ حسن الزواج من مجموعة الشيخ ناصر الدين ولا لأي مجموعة من الأخرى.

خاتمة
من خلال عملي على هذه الورقة البحثية الصغيرة توصلت إلى ان الوصول إلى حقائق حول الديانة الايزدية لايكون دقيقاً من خلال الكتب والمقالات التي تكتب عن الأيزدية مقارنةً فيما لو أخذت منهم المعلومات بشكلٍ مباشر.
مازال الغموض هو السمة الأكبر الذي يحوم حول هذه الديانة خاصة وان معتنقيه لايتحدثون عن ديانتهم للغرباء، هذا الأمر ينطبق حتى على مثقفيهم، إلا في حال ان يثقوا بالمقابل من انه يبغي لهم الخير من خلال حصوله على معلومات عنهم وليس العكس.
فالخلاصة هي ان افضل طريقة لغرض التعرف على ما هي؟ الايزدية هي من خلال معاشرتهم، والأحتكاك المباشر معهم.




المصادر
بالإضافة إلى امتلاكي بعض المعلومات عن الايزدية من خلال امتلاكي لعلاقات طيبة مع اصدقاء ايزديون، فقد اعتمدت المصادر ادناه.
1. http://bahzani.org
2. http://www.khaliljindy.com
3. http://www.ezidi-affairs.com
4. سعيد الديوجي/ تاريخ الموصل
5. مدخل لمعرفة تاريخ الأيزيدية/ د. خليل جندي/ جامعة كوتنكن الأمريكية (مقالات منوعة عن الايزدية)
6. http://ar.wikipedia.org
7. صحيفة الشرق الأوسط/ كانت قد نشرت مقالاً بعنوان (قوم يعتبرون انفسهم من نسل ادم وحده)
8. مجموعة من الأساتذة الايزدين في جامعة السليمانية
9. مجموعة من الناشطين في مجال المجتمع المدني والصحفيين الأيزدين في الموصل
10. مقالات الأستاذ زهير كاظم عبود في اكثر من موقع من مواقع الأنترنيت والتي يشيد بها الايزديون.




#هشام_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع المصالح في كوردستان العراق
- ثقافة السلطة والثقافات الصغيرة...نعمة ام نقمة؟
- أستشراء العنف


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام محمد علي - بحث حول الايزدية - اليزيدية