أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد عبد الرحمن الحجي - هل نحن بحاجة إلى إعلام حر؟














المزيد.....

هل نحن بحاجة إلى إعلام حر؟


أحمد عبد الرحمن الحجي

الحوار المتمدن-العدد: 1748 - 2006 / 11 / 28 - 11:19
المحور: الصحافة والاعلام
    


كثيراً ما نقرأ و نسمع و نشاهد هذه الأيام عما يسمى بحرية الإعلام و الرقابة Censorship التي تمارس عليه و ما إلى ذلك من المفاهيم، حتى يكاد يتخيل أحدنا أن حرية الإعلام هي جزء لا يتجزأ من الديمقراطية و أسس الحياة الحديثة .. إلخ. و لكن دعنا نتمهل قليلاً و نرى إن كنا في العراق حقاً بحاجة إلى هذا الإعلام الحر أم لا.

لا يختلف أحد على أن ما يمر به العراق هذه الأيام هو أمر غاية في الخطورة، و لا بد من تضافر الجهود الخيرة لمحاولة الخروج به من هذا الوضع المدقع. و لو تحيلنا في ظل هذا الوضع إعلاما مطلقاً على عنانه دون قيد و دون شرط، يمكن أن نتصور إلى أين نحن سائرون.

على الجميع الآن التدخل لإنقاذ العراق، و الإعلامي ليس استثناءً من ذلك. علينا أن نرى الأمور بمنظار أبيض، فالنسيج الاجتماعي في العراق ليس على ما يرام، و لا نتفق مع من يرى أن الخلاف بين الطبقات السياسية فقط و لا يرقى إلى المستوى الشعبي، ربما كان الخلاف السياسي النخبوي بداية هو المحرك للتصارع الشعبي، أما و قد وصلت الأمور إلى هذا الحد من الاحتقان، فليس لنا أن نتصور أن المستوى الشعبي بأفضل حال من المستوى السياسي إن لم يكن أسوء منه، إذ أنه من المعروف أن ديناميكية الشارع أكبر بكثير من الطريقة التي تتحرك بها النخبة. فلو تصورنا "حرية" الإعلام في هكذا وقت، فالظن أن الأمور ستسير عَدْواً نحو الهاوية.

من مسئولية الإعلامي في هذا الوقت المساعدة على إخماد الصوت الطائفي القبيح الذي نراه و مع الأسف يزداد ارتفاعاً يوماً بعد يوم. و إبراز الصوت الوطني الجميل، صوت العراق الذي اعتدنا عليه طويلاً. نحن بحاجة إلى إعلام مسئول، إعلام موجه يأخذ باليد الوطنية و يشجعها على البناء، و يوبخ اليد الخبيثة الهدامة و يثبط مسيرتها لاسراع وتيرة الخير و البناء، بناء الإنسان الذي نحن بحاجة اليوم إليه أكثر من العمران.

قد يتصور البعض خاطئاً أن حرية الإعلام ممثلة على مقياس واحد هي طرف فيه، يقع على طرف المقياس الآخر القمع الإعلامي، ومن هذا التصور، تصور المقياس الواحد Single-Scale يكون التطرف مرغوباً به، إذ أنه وفقاً لهذا التصور سيودي بهم إلى "الحرية التامة". و لكن لايد من التمييز هنا بين أمرين مختلفين، و هما الحرية المطلقة للإعلام و هو ما ينادي به البعض واهماً، و بين الإعلام الحر المسئول الذي يعرف إلى أين يسير، أو بالأحرى إلى أين بنا يسير، كون الإعلام الأداة الأكثر تأثيراً في الرأي العام. هذا المفهوم الأخير يمكن تصوره على مقياسين متوازيين Multi-Scale يتوزع طرفي الأول منهما بين القمع الإعلامي و الإعلام الحر المسئول، و بهذا يكون التطرف مرغوباً به، أما المقياس الآخر فيستطرف بين القمع الإعلامي و بين الفوضى، فإذا كنا بصدد الحديث عن هذا المقياس الثاني، فالتزام الوسطية فيه هو ما نحتاجه اليوم.

لا يمكن تصور بلد منهك كالعراق يتحدث عن خرافة الإعلام الحر، بذات السذاجة التي نرى فيها من ينادي بالاقتصاد الحر وسط اقتصاد عراقي مدمر. يمكننا أن نتخيل شيئا من الحرية الإعلامية و الاقتصادية بعد فترة من التنشئة و التوجيه Orientation، حتى تصل الأمور إلى مستقرها و إلى طريقها الصحيح، حينها لا خلاف على الطريقة التي يتم السير بها كيفما كانت، فالكل على الطريق، أما في مفترق الطرق الذي نحن فيه، فهذه الحرية لا تعدو أن تكون سوى مسرحا للصراع، يهدم أحدنا بناء الآخر فيه و تدوم هذه الدائرة المفرغة من هدم الجهود Negation.

أيها السيدات و السادة، نحن لسنا بحاجة اليوم إلى إعلام حر في العراق! أنقذوا العراق.



#أحمد_عبد_الرحمن_الحجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين أنتم؟
- العقل الأسود
- الإسلام و العقل التشاركي
- خطوتان للتخلص
- شكراً أيها القبيح
- عذراً أيها -الأصدقاء-
- التغيير سنة الحياة
- نكبة الأدب الرديء
- أحبابنا الأمريكان


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد عبد الرحمن الحجي - هل نحن بحاجة إلى إعلام حر؟