أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - طريق اللاذقية دمشق حلب_ثرثرة














المزيد.....

طريق اللاذقية دمشق حلب_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1747 - 2006 / 11 / 27 - 10:24
المحور: الادب والفن
    


الواحدة بعد منتصف الليل عدت لللاذقية, أكثر من نصف سكران, الشوارع والمباني تتمايل مع مشيتي ومعها الشجر والأرصفة.
في يوم قادم_قريب أو بعيد_ ستكون اللاذقية بدوني. الكورنيش الجنوبي وساحة الشيخ ضاهر, دوار الزراعة يلتفّ حول نفسه, يجترّ العدم منذ الأبد.
أنا هناك.
تحت صخرة حنونة, أكثر من أمي ومن حبيبتي.
لا أظنني, لو أتيح لي النظر حولي, سأرغب بالعودة.
أعرف أن ذلك غير ممكن, لا أؤمن بحياة من عدم.
غيوم مرّت فوق اللاذقية, أكثر من أن تعدّ
نجوم انطفأت
وأخرى توهّجت من جديد
قتلة, عشّاق, وغيرهم في الزحام
هذا طريق حلب
هذا طريق دمشق
الساعة المعطّلة على المعصم
ونحن عالقان
*
الكتابة تشبه الطريق, تنقلك إلى المجهول وتعود بك_رغبتك وقرارك ليستا كل شيء_ منعطفات, تقاطعات, حركة وضجيج, اهدأ...اهدأ يا حسين...تمالك نفسك.
مع الكتابة يرافقني الشعور بالذنب, والكتابة أكثر ما يحرّرني من الشعور بالذنب. قلق وخوف وموجة ألم داخلي تستعصي على الفهم والإدراك, تجتاح الكيان والحواس, مقت ونفور, هو الجزء البارز من جبل الجليد في الشعور بالذنب. لا يترافق بالضرورة مع سلوك أو تصرف ولا حتى مع فمرة أو نيّة شعوريتان, الخوف من النبذ, الخوف من عقوبة تسبق السلوك, أي طريق هذا, الذي أحفره اليوم....
تشبيه شبكة الطرق بالشرايين والأوردة قديم وشائع.
الطريق القويم ذي الثماني شعاب_ طريق بوذا.
الطريق العادل الذي يوصل إلى النفس_ طريق كونفوشيوس.
الطريق الأقصر والأكثر سهولة الذي يوصل إلى الهلاك_ الطريق العام.
في الطريق إلى دمشق ألتقي عدا بقية عمري, أشلاء ومزق من الطفولة , طيش وحماس وحرمان ومشاريع هوائية بالأغلب, في الشباب المضيّع, والقليل من هدأة النفس والطمأنينة.
طريق إلى حلب مختلف.
عرفت حلب في حالتين, الأولى مدينة غريبة بلا عنوان أو رقم هاتف ولا توقّع لقاء شخص مع سابق معرفة. حرية الغريب والحركة الخفيفة السهلة أكثر ما يجذبني إلى حلب.
بعد ذلك, وبعد مرور الشباب والطفولة ونصف العمر الأول, أقصد حلب حيث الدفء والحفاوة والشعور الغامر بالراحة.
كل ذلك انتهى.
سوء الفهم _كان وسيبقى_ الطريق الأسهل والأقصر, أليست تسميات الطريق الأول؟؟
*
على طريقي لم أجد السعادة
على طريقي وجدت الصيف والشتاء,
وعرفت الأمزجة السيئة, وتلك المحبّبة
ورأيت كيف الشباب ,بوحشية يختطف الطفولة,
ليتحوّل بدوره رهينة العذاب والحنين,
الطريق الآخر أم الطريق الأول,
كل الطرق ستوصل إلى الموت,
كل الطرق تشبه راحة الكفّ
تدور وتدور, وتعود في النهاية
بدوني وبدونك.

لن تعود إلا إلى اللاذقية.

في الكتابة كما في الحياة, ثمة شيء ناقص دوما, لا المهارة ولا الانتباه يكفيان لردم الهوّة, لا المعرفة ولا الحب يكفيان لذلك_النقص هو الذروة_ وأعود للشعر, وهذه المرة أختار القصيدة, للشاعرة شيمبورسكا:

يوم 16 أيار سنة 1973

تاريخ من تلك التواريخ العديدة,
التي لا تعنيني في شيء.

إلى أين في ذلك اليوم ذهبت,
ماذا فعلت_لا أدري.

لو حصلت بالقرب جريمة
_لما كان لي عذر.

الشمس التمعت ثم انطفأت
خارج انتباهتي.
الأرض دارت
من دون إشارة في دفتر الملاحظات.

كان أهون علي أن أعتقد,
أنني مت لفترة قصيرة,
من كوني لا أتذكر شيئا,
رغم أنني عشت بلا انقطاع.

لم أكن شبحا
تنفست, أكلت,
خطوت,
كانت خطواتي تسمع,
وآثار أصابعي
كان لا بد أن تبقى على المقابض.

تمرأيت في المرآة
كنت أرتدي شيئا بلون ما.
من المؤكد بعض الناس قد رآني.

ربما في ذلك اليوم
أني عثرت على شيء مفقود سابقا,
ربما فقدت شيئا معثورا عليه لا حقا.

ملأتني المشاعر والانطباعات
الآن كل شيء
مثل نقاط بين قوسين.

أين حفرت,
أين تواريت_
هذه ليست خدعة سيئة
أن اختفي عن ناظري بنفسي.

أهزّ الذاكرة_
لعل شيئا في أغصانها
هاجعا منذ سنين
ينطلق صافق الجناحين.

لا.
من الواضح أنني أطلب الكثير,
ولو أنها ثانية واحدة.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغراب الأبيض_مسودة رابعة
- الغراب الأبيض_مسودة ثالثة
- معرفة النفس_ثرثرة
- هامش الربح الصغير_ثرثرة
- سجين سياسي_ثرثرة
- ممر ضيق تضيئه ايمان مرسال_ثرثرة
- شتاء في غرفة_ثرثرة
- شيفرات الكلام_ثرثرة
- جمرات تحت الرماد_ثرثرة
- متى كان الوقت غير متأخر_ثرثرة
- ضحايا الابتزاز العاطفي_ثرثرة
- هيجان فكري سلوكي_ثرثرة
- صوت آخر_ثرثرة
- قمر يضيئ اللاذقية_ثرثرة
- ثقوب سوداء في الحاضر_ثرثرة
- الجهة الأخرى_ثرثرة
- بدائل الأم السيئة_ثرثرة
- السعادة ليست في الطريق_ثرثرة
- قبر حسين عجيب_ثرثرة
- سيرورة الحداد الناقص(حلقة كآبة)_ثرثرة


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - طريق اللاذقية دمشق حلب_ثرثرة