أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نائل الطوخي - الشيعة ما بين حزب الله و الكائنات ذوي الذيول















المزيد.....

الشيعة ما بين حزب الله و الكائنات ذوي الذيول


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1745 - 2006 / 11 / 25 - 11:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ربما هي ساحة أولى للمواجهة التي ظلت مستترة طيلة السنوات الماضية، و مثل سائر ساحات المواجهة يكون كل شيء متوقعا، خاصة بين مذهب سني هو الظاهر على سطح مصر منذ قرون عدة و مذهب شيعي لا تعرف الأغلبية عنه إلا بعض الأساطير التي يعاد خلقها الآن بقوة ونشاط. هل كان هذا الذي دفع الأستاذ أحمد السيوفي لتقديم الندوة المقامة بدار الشروق الدولية عن كتاب د. أحمد راسم النفيس "الشيعة و التشيع لآل البيت" والتي حضرتها الأستاذ نهى الزيني و المفكر اللبناني الشيعي فيصل عبد الستار، بالقول أنه لن يقبل بأن يأتي أحد لإفساد الندوة و لا أن تدور أي مناقشة خارج موضوع الكتاب الذي لن يكون آداة لتفريق الأمة و إنما لتوحيدها. كان تحذير كهذا هشا إلى حد بعيد، فالموضوع بدا ساخنا من البداية والحضور ملئوا جميعا القاعة الكبيرة. أردف السيوفي بعد ذلك أن الوقت الممنوح لكل المشاركين هو عشر دقائق لكل منهم ماعدا المستشارة نهى الزيني والتي سيمنحها عشرين دقيقة، بدون أن يجد نفسه ملزما بتقديم تفسير لهذا الاستثناء و هو ما استثار بعض الشيعة الذين عدوا هذا تمييزا في المعاملة ضدهم، حيث كانت المستشارة هي الوحيدة السنية بجانب الآخرين، و هو ما لم يكن مفهوما في ظل أجواء يعرف الجميع أنها مشحونة أصلا بما يكفي.
تحدث في البداية مؤلف الكتاب د. أحمد راسم النفيس فقال موجزا أن كل القضية بين الشيعة و السنة هي قضية الحب و الولاء لآل البيت وكل ما عدا ذلك هو تفاصيل صغيرة و رجا كل المشاركين التركيز على موضوع حب آل البيت –حيث الشيعة مثل السنة يؤمنون بالله ربا و الإسلام دينا و بمحمد نبيا و رسولا.
بعده أكدت المستشارة نهى الزيني أن أهمية الكتاب تنبع من كونه يأتي في وقت حرج للغاية حيث هناك فتنة تعم بلاد المسلمين تظهر في النموذج العراقي المرعب الذي يكاد يمتد لسائر البلدان. وأن الكتاب مكتوب بتسامح كبير و بموضوعية و يقدم خطابا يرأب الصدع بين المسلمين و يدعو للتوحيد بين المذاهب، ثم بدأت تسترجع الذكريات الشخصية عن قراءتها لكتاب "شهيد كربلاء" الذي يحكي ما عاناه آل البيت من ذبح و تقتيل، وتساءلت أنها لم تفهم أبدا كيف يتأتى لمسلم أن يعذب آل البيت و هل هذا يمثل ردة عن الإسلام أم أن الأمر مكتوب بطريقة فيها بعض المبالغة، و أن هذه الأسئلة و غيرها شغلتها كثيرا و لم يشفها منها كتاب راسم النفيس الذي تخلى عن الكثير من التسامح عندما تعلق الأمر بالخلافات العقائدية بين السنة و الشيعة حيث يظهر تعصبه المنهجي الذي يصل إلى درجة تكفير المخالف كما أنه يلجأ إلى أسلوب هجومي فيشبه من يخالف الولاء لآل البيت بسامري بني إسرائيل، ويأتي بآيات من القرآن يفاصل فيها بين السنة و الشيعة و هي لا تقع في النص القرآني إلا بين المؤمنين و الكافرين.
هنا انطلقت المستشارة لتحذر عدة مرات متوالية من سب الصحابة ومن التجاوز في نقدهم قائلة: "أقول لإخواني الشيعة اقرأوا التاريخ لأن حروبا قامت بين الدولة الصفوية و الدولة العثمانية بسبب سب الصحابة على المنابر". وأنه لولا أن الشعب المصري كان شديد الإعجاب بما فعله حزب الله لما مر نشر صحيفة حزبية نقدا في الصحابة مرور الكرام. أثارت هذه التحذيرات المتوالية بعض الانتقادات والسخرية من الشيعة الجالسين في الصفوف الخلفية الذين كانوا على ما يبدو مستفزين أصلا من منح وقت أطول للمستشارة وهي التي لم يكونوا يرونها إلا باعتبارها "سنية" بين اثنين من الشيعة فقط و لا غير.
بعد ذلك تحدث المفكر اللبناني فيصل عبد الساتر عن الشيعة الذين تعرضوا على مر تاريخهم الطويل إلى كثير من الافتراءات و سوء الفهم مما دفع البعض إلى اعتقاد أن الشيعة هم كائنات من ذوي الذيول. كما قال أن الإسلام، مثل المسيحية، انتشر و انحسر عبر قوة الحاكم و ضعفه و هو ما جعل المذهب الشيعي ينحسر عن كل البلاد التي حكمها المماليك ما عدا في الشام ربما حيث صمد الشيعة بجسارة أمام محاولات احتوائهم من قبل السلطة.
كانت القاعة ساكنة نسبيا طيلة حديث المتحدثين الرئيسيين، ولكن بدا واضحا أنها ستكون على أهبة الانفجار فورما تبدأ المداخلات من الجمهور. لم يتأخر هذا. عندما قال شيخ أزهري أنه لابد من الاعتراف بإمامة أبي بكر و عمر و أن من لم يعترف بهما ليس من مذهب أهل السنة و الجماعة وأنه لولا الدولة الأموية لما تمت هذه الفتوحات الإسلامية العظيمة"، ظلت القاعة ساكنة نسبيا و لكن عندما أردف أن الشيعة يحللون إتيان المرأة من قبل و من دبر بدأ الانفجار في مطالبات البعض بإسكاته. لم تحتمل القاعة سائر الافتراءات المشابهة: لم يحتمل الشيعة هذه الشيطنة لمذهبهم و لم يحتمل السنة "خدش الحياء العام" في قاعة امتلأت بالنساء مثلما بالرجال. على العموم، فقد كانت بانتظار الشيخ الأزهري عندما خرج مشاجرة مع شخص من الحاضرين تبادلا فيها السباب و التشاحن بالأيدي.
كان هذا مفتتح اشتعال القاعة. وقف أحد الحضور وبدا منفعلا وقال أن إيران هي ما ساعدت أمريكا في غزو أفغانستان وأن مصطفى مشهور قال يوما بأن الخوميني قد خدعهم عندما وعدهم بتسييد الإسلام في إيران فما كان منه إلا أن قام بتسييد المذهب الشيعي. و أن 650 ألف سني قتلوا في إيران خلال سنتين. بدا منفعلا و هو يقول: "ازاي نسكت عن دا. هو احنا جايين نبشر بالمذهب الشيعي؟!". لهذا و غيره كان المناخ لا يحتمل أي تلميح ينطق لصالح أحد من الطرفين، لدرجة أنه عندما قام عبد القادر السيد أحمد وطلب أن يأخذ المسلمون جميعا بالكتاب الذي يجمعهم و هو القرآن قاطعته بعض الأصوات في غضب: "والسنة". فما كان منه إلا أن قال ملوحا بعصاه: "أنا قلت القرآن. بطلوا البلاهات دي."
تم إسكات بعض الأصوات المتعقلة التي رأت في الأمر خلافا قديما منذ أكثر من ألف عام يعاد إحياءه الآن لخدمة القوى الاستعمارية، "كأنه خلاف بين الأهلي والزمالك"، على حد قول أحد المتحدثين، كما لم يتم الانتباه لشخص بسيط الملبس قام صارخا: "أنا رجل فلاح. مش متعلم. ذهبت إلى لبنان و العراق و حسن نصر الله على رأسي. حزب الله يوجد فيه شيعة و سنة ودروز و مسيحيين موارنة. إنما انتوا الدكاترة اللي قاعدين تقسموها." هذا بينما كان بعض الشباب يمرون بين الجالسين ليوزعوا كتابا عنوانه "الشيعة.. شاهدين على أنفسهم". كان من نماذج عناوين فصوله "شذوذات وآراء الخميني الفقهية، دور الشيعة في إسقاط بغداد قديما و حديثا، أكاذيب و افتراءات أئمة الشيعة على مصر و أهلها".
وبغض النظر عن كل الخلافات الأخرى، كان الخلاف حول سب الصحابة هو الأكثر واقعية بين الحاضرين و بعضهم البعض. وقف أحد الشباب و طالب أحمد راسم النفيس بالحديث عن قضية سب الصحابة فقال النفيس أن الإمام علي رفض أن يسب صحابيا واحدا. رد عليه الشاب: "نحن نسأل عن الشيعة وليس عن الإمام علي" فأجاب النفيس: "نحن لا نخفي أن لنا موقفا نقديا من التاريخ الإسلامي. نحن لا نخفي رؤوسنا في الرمال." هنا انتهى الأمر بتبادل السباب أيضا بين الشاب و النفيس. مما دفع القائمين على الندوة لإخراج الشاب بعيدا. في كل هذا كان الصوت الأكثر خفوتا هو صوت المفكر اللبناني فيصل عبد الساتر و هو يلقي قصيدة مستوحاة من التراثين السني و الشيعي. لم يعره أحد اهتماما مثلما أن الموضوع الأصلي للندوة، وهو كتاب راسم النفيس، بدا غائبا تماما وراء زحام التكفيرات والشتائم المتبادلة، مثلما هو المتوقع من أي ساحة لتفريغ احتقان عمره أعوام طويلة و لم يتح له الخروج للعلن إلا الآن.



#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروائي الإسرائيلي دافيد جروسمان: انظروا كيف شاخت إسرائيل
- من كفر قاسم الى بيت حانون:ولازال القتل مستمرا
- الإخوان المسلمون يشترون طواقي حماس في مؤتمر بعنوان لبيك فلسط ...
- بيني و بين أبي. بين الإخوان والقاعدة
- كتب المسلمين الاعلى مبيعا في اسرائيل.. اشكال من العنصرية ضد ...
- الرواية بعد محفوظ.. العقوق الجميل لأبناء الجبلاوي
- يوم الكيبور.. صفعة لصورة الدولة التي لا تقهر
- السلطة المطلقة للافيه الرمضاني.. من الشعر و المسرح إلى شوقية ...
- حسين عبد العليم: تحريم الجنس أمر ممل جدا
- الأم المقدسة، أمي، الأرض و الهوية
- أمي، الأم المقدسة، الأرض و الهوية
- عن تصريحات البابا و الأديان المصابة بالزهايمر
- صلالة مدينة تشبه الألعاب الإلكترونية
- الجمالية ترد الحكي على نجيب محفوظ
- تشومسكي: أمريكا تعجل بنهاية العالم
- منع الرؤية و مباركة الجنود.. العمى المرغوب فيه لإسرائيل
- في بيان من تشومسكي وساراماجو: إسرائيل هي الحلقة الأولى في سل ...
- سينمائيون إسرائيليون للبنانيين: نحن معكم
- صورة حسن نصر الله عند المثقفين المصريين. دفء و ملاحة و مقاوم ...
- ماذا يفعل أدباء إسرائيل وقت الحرب !؟


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نائل الطوخي - الشيعة ما بين حزب الله و الكائنات ذوي الذيول