أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان يوسف يوسف - المنظمة الآثورية والاضطراب السياسي















المزيد.....

المنظمة الآثورية والاضطراب السياسي


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1744 - 2006 / 11 / 24 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن تأسست، المنظمة الآثورية الديمقراطية 1957 في سوريا،وهي تفتقر الى بنية فكرية(إيديولوجيا – عقيدة سياسية) محددة تسترشد بها في تحديد (خطها وخطابها) السياسي.فهي بقيت بأهداف وشعارات ضبابية تتلون بلون قياداتها، تتخبط بين اليمين واليسار، تتنقل بين السلطة والمعارضة، تحتار بين الحركة العربية والحركة الكردية، تتيه بين العلمانية والأصولية المسيحية،تتحدث بلغة قومية وتلبس العباءة الطائفية، تتهرب من حقائق الواقع واستحقاقات المستقبل لتغرق بأوهام الماضي وفكرها الطوباوي وأحلامها الرومانسية، ما تبقى منها في الوطن جسده في سوريا لكن فكره وعقله في المهجر،تتحدث في السياسة لكن من غير أن تمارس فعل ونشاط سياسي يذكر خشية من العواقب.كما اتسمت البنية التنظيمية للمنظمة الآثورية منذ بدايات التأسيس بالضعف والهشاشة وعدم التماسك،لذلك بقيت تعاني وبشكل مستمر من الاضطراب الفكري والسياسي والتنظيمي.فلا تكاد تخمد مشكلة أو أزمة هنا حتى تنفجر من جديد في مكان آخر،لتخلف المزيد الانشقاقات والانسحابات الجماعية من صفوفها والتصدع في بناءها التنظيمي.ولم يعد يخفى على أحد سوء وتدهور العلاقة، وصلت الى حد القطيعة،بين الكثير من المسئولين والقيادات الآثورية،وما أكثرها لكن من غير قواعد وجماهير.واللافت في المنظمة الآثورية الديمقراطية وجود ظاهرة مرضية غريبة،لا وجود لها في جميع التشكيلات السياسية الأخرى،شرقاً وغرباً،شمالاً وجنوباً،هذه الظاهرة هي انسحاب الأجيال الآثورية القديمة منها، جيل بعد جيل،البعض منهم يبتعد من تلقاء ذاته والبعض الآخر يبعد أو يطرد قسراً،فالمنظمة الآثورية الديمقراطية تخلو اليوم من جميع مؤسسيها ومن الجيل الذي تلاهم والجيل الثالث في طريقه الى الانقراض بالرغم من أن معظمهم ما زال في سن العطاء.وهنا تبدو(المنظمة الآثورية) أشبه،من حيث البنية التنظيمية وطبيعة والالتزام، بـ(نادي رياضي أو اجتماعي) مع فارق في سن (الاعتزال). والظاهرة الأكثر خطورة على مستقبل المنظمة الآثورية هي خلوها،بعد نصف قرن مضى على تأسيسها، من كتاب ومثقفين وسياسيين بارزين لهم حضورهم الفاعل على الساحة القومية والوطنية ليمدوها بالأفكار الناضجة وبكل جديد في علم السياسة وبالرؤية السياسية والقومية المناسبة على ضوء التطورات والتحولات الحاصلة والمستمرة في الواقع،ولا أبالغ في القول: أن المنظمة الآثورية تعيش في (سبات سياسي) مزمن ومستديم، لا بل هي في (موت سياسي).وقد لمست خلال تجربتي الطويلة في المنظمة خصومة تصل الى درجة العدائية من قبل الكثير من الآثوريين للمثقفين والسياسيين ولكل من يتعاطى العمل القومي و السياسي بجدية،وقد خرجت منها بقناعة وانطباع (لا مكان للمثقفين والسياسيين والكتاب والمخلصين في المنظمة الآثورية الديمقراطية)،وهذا يفسر انعدام روح التضحية لدى الآثوريين وتنامي الروح الانتهازية والوصولية لديهم.في منتصف السبعينات من القرن الماضي وضعت قيادة المنظمة (الإيضاحات الفكرية)،وقد تفاخرت كثيراً بهذا الإنجاز الفكري الثقافي، وهي( الإيضاحات) لم تكن أكثر من كراس من بضع صفحات صغيرة احتوى على توضيح وشرح بعض المفاهيم والمصطلحات في القومية والوطنية والتاريخ والدين والشعارات الغير مفهومة التي وردت في دستور المنظمة الآثورية، لكن في الحقيقة بدت للقارئ السياسي أهداف وشعارات المنظمة من خلال تلك الإيضاحات أكثر طوباوية و ضبابية وغموضاً وتيهاً وأبرزت الروح الطائفية المتعشعشة في ذهنية واضعيها.وقد أوضح لنا أحد القياديين السابقين في المنظمة الآثورية والمعاصرين لتلك المرحلة- هو اليوم خارج المنظمة- بأن تلك الإيضاحات،كما أشيع حينها، ظهرت بصيغة مخالفة لما اتفق عليه في المؤتمر العام الثالث عام 1975 الذي عقد في استنبول(تركيا).كما أوضح الآثوري السابق أن ظهور تلك الإيضاحات بالصيغة التي ظهرت بها تزامناً مع ممارسات طائفية لقيادات آثورية داخل المنظمة،ساهمت في تفجير الأزمة التي كانت قائمة داخل قيادة المنظمة عام 1976 وانشقاق عضو المكتب السياسي الكاتب(دانيال هومه)وانسحاب أكثر من مئة آثوري من المنظمة تضامناً معه-قرابة ثلث أعضاء المنظمة آنذاك- جميعهم من أتباع (كنيسة المشرق الآشورية)،ومنذ ذلك التاريخ استأثر أتباع (الكنيسة السريانية الأرثوذكسية) بالسلطة والقرار وأموال المنظمة الآثورية وبدأت مشاعر الغبن والتهميش تنمو وتتزايد في نفوس الآثوريين من أتباع كنيسة المشرق الآشورية.وقد أختار الكاتب (دانيال هومي)طريقاً سياسياً جديداً بتأسيسه،مع الذين تضامنوا معه، (الحزب الآشوري الديمقراطي)،لكن، لأسباب ذاتية وأخرى موضوعية، لم يتمكن من تطوير حزبه،إذ انكمش على نفسه وتقلص الى مجموعة صغيرة بقيت محصورة ضمن أتباع كنيسة المشرق الآشورية، لكنه استطاع أن يكون خصماً عنيداً لدوداً مربكاً للمنظمة الآثورية الديمقراطية التي انشق عنها، وتمكن من سحب البساط من تحت أقدامها في الطائفة الشرقية الآشورية و يحاصر قواعدها في هذه الطائفة، خاصة في منطقة الخابور والحسكة،معقل الحزب.بالطبع اتسمت علاقة الحزب الآشوري الديمقراطي بالمنظمة الآثورية ،طيلة العقود الماضية، بالتوتر والقطيعة والحرب الكلامية والتخوين المتبادل،الى حين انفجار الأزمة الأخيرة الراهنة في المنظمة الآثورية،حيث سارعت قيادة المنظمة الى فتح حوار مع خصمها اللدود الحزب(الآشوري الديمقراطي) وإنهاء حالة العداء والطلاق معه، سعياً منها لفك الحصار عنها وكسر عزلتها وخشيتها من خسارتها لما تبقى لها من كوادر في طائفة المشرق الآشورية ولقطع الطريق أمام المنشقين الجدد عن المنظمة الآثورية للتلاقي والتحالف مع جماعة الحزب الآشوري الديمقراطي.بالطبع هناك هدف مهم و أساسي آخر له أبعاد شخصية تخفيه القيادات الآثورية التي تسعى جاهدة الى كسب خصوم الأمس، هو (انتخابات) مجلس الشعب في سوريا التي باتت على الأبواب، فمرشح المنظمة للانتخابات هو من بين هذه الشخصيات، لذلك تعمل من الآن لكسب أكبر قدر من الآشوريين والمسيحيين الى جانبها ووضعهم تحت خدمتها في هذه الانتخابات أملاً بالفوز بمقعد في (مجلس الشعب السوري) -المعطوب سياسياً وعديم الفاعلية والدور في الحياة السياسية والتشريعية السورية- للتبجخ والمتاجرة بهذا المقعد على مدى أربع سنوات، كما فعلوا عام 1990، طبعاً من غير أن يحققوا أي مكسب قومي أو سياسي للآشوريين، ما حققه النائب الآثوري على مدى أربع سنوات في مجلس الشعب السوري مزيد من الهدر في أموال المنظمة ومزيد من الفساد المالي والسياسي وزعزعة ثقة الشارع الآشوري بالمنظمة الآثورية.
أما بالنسبة للحزب الآشوري الديمقراطي هو الآخر تعرض الى انشقاق في السنوات الأخيرة لذلك وجد الفرصة التاريخية التي كان ينتظرها ويحلم بها في تقرب المنظمة منه للخروج من قوقعته واختراق المنظمة الآثورية وفرض نفسه وشروطه عليها( بناء علاقة مباشرة مع قيادة المنظمة-هذا ما كانت ترفضه دوماً قيادة المنظمة- سحب اعترافها بالمنشقين عنه (حركة الإصلاح الآشورية)وعدم التعاطي معهم كفصيل سياسي)،فبعد عقود من الخصومة والقطيعة مع الحزب الآشوري الديمقراطي الذي كان حتى الأمس القريب بنظر قيادة المنظمة الآثورية(مجموعة من الغوغائيين الطائفيين والعملاء للأمن السوري)، بات اليوم حليفاً مدللاً للمنظمة تراهن عليه في الخروج من محنتها وكسر عزلتها.بالطبع أن المصالحة مع هذا الحزب تعتبر بالنسبة للبعض في قيادة المنظمة الآثورية بمثابة (كأس السم) لكنهم تجرعوه رغماً عنهم تحت ضغط الأزمة التي تعصف بمنظمتهم الهزيلة.لذلك من حق القائمين على الحزب الآشوري أن يفرحوا لإلحاقهم الهزيمة بالمنظمة الآثورية في عقر دارها وإملاء شروطهم عليها وإرغامها على التراجع عن مواقفها السلبية منه، خاصة على قواعد المنظمة في منطقة الخابور والحسكة الذين هم في خط المواجهة الأول معه.وفي هذا السياق، شكك (قيادي سابق) في الحزب الآشوري الديمقراطي في صلاحية هذه العلاقة وفرص نجاحها، فهو يعتقد بأن أي علاقة رسمية وعلنية مع المنظمة الآثورية ستنهي الحزب الآشوري في منطقة الخابور ولهذا سيبقى القائمين على هذا الحزب حذرين جداً وخائفين من تطوير علاقتهم مع المنظمة الآثورية ورفعها الى مستوى التحالف, وأضاف: لا أعتقد بأن قيادة الحزب الآشوري راغبة بذلك، لأنها غير قادر على تحمل أعباء وتبعات مثل هذه العلاقة،خاصة وأنها تدرك جيداً بأن المنظمة الآثورية التي خبروها جيداً لا يمكن لها أن تطوي صفحة الماضي معهم. بالطبع هذه التحركات المواربة والمناورات الآثورية المكشوفة الأهداف والنوايا، لا يمكن لها أن تنقذ المنظمة من محنتها وتحييها من جديد بعد أن ماتت سياسياً، وإنما هي تؤكد من جديد النهج الانتهازي والوصولي المترسخ في ذهنية وسلوك القائمين على المنظمة الآثورية، فهم يبحثون دوماً عمن يمكن أن يبرزوا من خلاله ويتسلقون على أكتافهم. وفي هذا الإطار والمنحى يأتي تخلي المنظمة الآثورية عن حليفها الأساسي(الحركة الديمقراطية الآشورية-زوعا) وتحولها باتجاه الأحزاب الآشورية العراقية الأخرى التي استوزرت في حكومة (إقليم كردستان) على حساب نضالات وتضحيات الحركة الديمقراطية الآشورية، وما زيارة وفد المنظمة الآثورية الى الشمال العراقي حالياً،إلا للبحث عن واجهات جديدة للبروز والظهور من خلالها،وليس لأجل ايجاد حلفاء قوميين تكون المنظمة سنداً وعوناً لهم في ساحات النضال القومي.كل هذه الظواهر السلبية والمرضية المزمنة وغيرها في المنظمة الآثورية الديمقراطية تؤكد وبما لا يترك مجالاً للشك، بأن ثمة خلل بنيوي كبير ومتجذر تعاني منه المنظمة يصعب، إن لم يكن يستحيل، إصلاحه في ظل حالة الإحباط واليأس والخمول واللامبالاة التامة التي تسيطر على أعضائها، و بعد أن أضحت(المنظمة الآثورية) مجرد مطية بيد مجموعة متسلطة منتفعة لتحقيق نزواتها الخاصة عبر الفساد السياسي والمالي الذي تمارسه، مستفيدة بشكل أو بآخر من حالة الاستبداد والفساد القائم في سوريا. أن المنظمة الآثورية الديمقراطية ستمضي بقية عمرها في غيبوبة فكرية وقومية، بعد أن ماتت (سياسياً ) و منذ عقود.



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آشوريو العراق والملاذ الآمن
- هل من يوم غضب مسيحي
- مسيحيو سوريا والخوف على المصير
- تركيا وشبح الاعتراف بالمذبحة الكبرى
- آشوريو سوريا والمأزق السياسي
- في الشرق: عنف اسلامي وقلق مسيحي
- سوريا بين التغير الديمقراطي والعنف الطائفي
- أحداث أيلول والحرب على الإرهاب
- لبنان والفرصة التاريخية
- تساؤلات حول نهج الحركة الاشورية السورية
- لماذا لبنان..؟
- الحركة الآشورية السورية في عامها الخمسين
- سوريا(الآشورية المسيحية) ماذا بقي منها
- العلاقات السورية اللبنانية: المازق والحل
- سوريا وعتقالات اعلان بيروت دمشق
- ميشيل كيلو :ضمير وطن
- نعم: سوريا أولاً وأخيراً
- تركيا المذنبة: هل ستحرم من الفردوس الأوربي
- سوريا: هل مضت جمهورية الخوف
- المسيحية وجذورها الآشورية


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان يوسف يوسف - المنظمة الآثورية والاضطراب السياسي