أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - اليمن ودول الخليج ، غزل على سرير ساخن















المزيد.....

اليمن ودول الخليج ، غزل على سرير ساخن


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1743 - 2006 / 11 / 23 - 10:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


بين طرد السعودية لأكثر من مليون مقيم يمني من أراضيها إلى تبرعها لليمن مؤخرا في لندن بحوالي مليار دولار أمريكي جرى من تحت الجسر مياه كثيرة إلى درجة أننا لم نعد نستطيع أن نميز أو نحلل سياسيا أو منطقيا بناءً على المعطيات الحالية ماذا سيحدث غدا في هذه المنطقة ، وفي ظل موجة العبث الدموية الكائنة الآن والتي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية تخرج دولة مثل اليمن بمليارات خمسة لتأهيلها بخطة عشرية لدخول مجلس التعاون لدول الخليج العربي .

منذ طلب اليمن الانضمام إلى مجلس الأثرياء ( دول الخليج العربي ) وحتى الآن مازال هنالك ثمة مد وجزر يتلاعب في الموافقة على هذا الطلب من عدمه بلغ ذروته العام الماضي حين صرح وزير الخارجية لدولة الأمارات بأن انضمام اليمن إلى المجلس هو أمر لا يمكن حدوثه نظرا للتفاوت الكبير بين دول المجلس واليمن وتأييد وزير خارجية السعودية كلام نظيره الإماراتي _ تم نفيه في وقت لاحق _ كان كمن يضع العصا في قلب الدولاب ، مما حدا باليمن بطلب تأهيلها اقتصاديا حتى تكون بالمستوى ذاته أسوة بما يفعله الاتحاد الأوروبي بالدول الشرقية الفقيرة .

والمتتبع لهذا التجاذب بين اليمن ودول الخليج قد يفهم بأنه هنالك حالة مماطلة بعيدة الأمد حيث يتم إدخال اليمن جزئيا إلى المجلس الخليجي كالتربية والرياضية ثم يتم تجميد العمل بالدمج الكلي إذ صارت الخشية الخليجية من اليمن واضحة ومن الصعب التعامل معها خاصة أنه وفي فترة ما قبل بضع السنوات الماضية ظهرت ولأول مرة في السعودية جملة مثل ( ربط الحزام ) وأن عصر الطفرة ولى دون رجعة إلا أن ثورة النفط الأخيرة قتلت تلك الجملة دون رجعة ، لكن هذا لا يعني إطلاقا تقبل انضمام اليمن كعضو كامل في المجلس الخليجي وخاصة أن هنالك دولا مازالت مصرة على الرفض بناء على مواقف سياسية ماضية .

الفوارق الاقتصادية للفرد في اليمن من الناتج المحلي والمواطن الخليجي كبيرة جدا إذ دخل الفرد في اليمن لمدة سنة واحدة هو ( 620 دولار ) والقطري هو (42.626 دولاراً) وتجدر الإشارة هنا بأن اليمن جاءت في التقرير الاقتصادي العربي الموحد لعام 2005م بين (19) دولة شملها التقرير جاء ترتيبها الـ(18) قبل موريتانيا ضمن فئة الدول الأقل من المتوسط العام على غير دول الخليج التي استأثرت الموقع المتقدم في الجدول ضمن فئة الدول الأعلى من المتوسط العام في نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي وهنا وكأن هنالك من يريد أن يقوم بخلطة عجيبة قد لا تفيد الجميع في ظل هذا التفاوت المهول في الاقتصاد ، وقد نجد ما يبرر هذا التخوف الخليجي من اليمن الغارق بطبيعة الحال ناهيك عن الفقر في بحر الفساد والذي هو أشبه ما يكون بالإسفنج في التعامل مع المعونات الخارجية ، فالمؤتمر الذي عقد مؤخرا في لندن وبدعوة من مجلس التعاون الخليجي ليس هو الأول من نوعه فهنالك مؤتمر لاهاي 1996م ومؤتمر بروكسل 1997م ومؤتمر وباريس 2002 وجميعها وبرغم المعونات التي حصلت عليها اليمن لم تؤتي أكلها في تغير الوضع الاقتصادي في اليمن مما يضع علامة استفهام على تلك المليارات التي حصل عليها اليمن والمقدرة بخمسة مليارات دولار أمريكي وكيفية التعامل والاستفادة منها وقد طرح الكثيرون فكرة الوصاية على هذه الأموال وطريقة التصرف بها تخوفا من تبخرها كالعادة دون نتائج تذكر.

بعد أن تم التوقيع على معاهدة الحدود بين اليمن والسعودية في مدينة جدة في الثاني عشر من يونيو 2000م ظن البعض أنه تم طوي أصعب الملفات العالقة بين الدولتين واللتان تمثلان ثقل نسبي في الجزيرة العربية وأن أمورا كثيرة سيتم حلها بين الجارتين من ضمنها دعم سعودي لدخول اليمن إلى مجلس التعاون ونظر في أمر العمالة اليمنية ومنحها استثناء بطريقة أو بأخرى ، إلا أن نتائج تلك الاتفاقية التي أثارت ضجيجا داخليا في اليمن حول الأراضي التي تم التنازل عنها للسعودية وهي ليست تلك المتنازع عليها تاريخيا بل عن مناطق تعتبر من ضمن العمق اليمني لم تنتج إلا عن سوى بضع مقاعد لمبتعثيين يمنيين في الجامعات السعودية والتي صنفت بأنها الأسوأ على مستوى العالم و300مليون دولار معونة لا نعلم أين ذهبت ، وظهر جليا مدى مقدرة السعودية على نزع ما تريد من دول الجوار دون أن تمنح الكثير وأظهر أكثر القوة العسكرية للسعودية وألتي رأيناها في المناوشات الحدودية بين البلدين " الشقيقين " ، مما جعل اليمن يعيد النظر في طريقة التعامل مع هذا الوضع وأن يعيد حساباته أن أراد فعلا دخول هذا المجلس ، والمستمع إلى خطاب أو كلمة الرئيس صالح في افتتاحية مؤتمر لندن لربما وجد أن شعارات مثل العمق الاستراتيجي ووحدة الثقافة والتقاليد قد تلاشت لتحل محلها لغة مثل أن الفقر هو مصنع الإرهاب الأول وأن عدم تحسين الاقتصاد اليمني قد يضر بدول الخليج حيث أن اليمن وبوضعها الحالي قد تكون مرتع خصب لاستقطاب المتشددين وتجنيدهم وأن الضرر سيعم الجميع .

لكن هذه اللغة التهديدية المبطنة ليست هي السبب الأول وأن كانت سبب رئيسي لا يمكن تجاهله ، فهنالك ورقة أطلت برأسها وهي التمدد الشيعي الواضح في لبنان والعراق ومشروع إيران النووي والأهم من كل ذلك رغبة الدول الكبار جدا مثل الولايات المتحدة الأمريكية برؤية اليمن ضمن المظلة الخليجية وألتي تتبع تلقائيا توجيهات واشنطن السياسية ، فاليمن اثبت فعلا أنه شريك حقيقي لمحاربة الإرهاب عبر فتح أراضيه للطيران الأمريكي لتصفية أي مواطن يمني دون محاكمة أو أي اعتبار للسيادة الوطنية وهذا أمر يجعل واشنطن مقتنعة بضرورة دمج اليمن إلى التجمع الثري حتى يساعد حسب قناعتها على تآكل التطرف .

رغم الفوارق الاقتصادية المخيفة ورغم الاختلاف الكبير في هيكلية النظام إذ اليمن يتمتع بحياة حزبية متنوعة وحرية نسبية في الصحافة ونشاط مدني إلا أن الأمل ولو بعد عشرة سنوات بضم اليمن إلى مجلس دول التعاون في الخليج العربي هو أمل يساعد أولا على تقوية الرابط القومي بين شعوب الجزيرة العربية ويرفد دول الخليج بعمالة عربية تحافظ على القيم والهوية ،وربما في فترة لاحقة قد تتحرر من الهيمنة الخارجية لتصنع لنفسها مكانة اقتصادية متينة مستغنية على النفط والذي سينضب ذات يوم لا محالة ، وكل هذا يقع على عاتق النظام اليمني أن هو أحسن هذه المرة التصرف في المال الممنوح له .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنه فقط خطأ تقني !
- هتفنا ضدك وسنظل نهتف ضدك
- بفضل اللقاء المشترك ..صالح ولأول مرة رئيس شرعي لليمن .
- العشب هو الذي قبل بأن تزييف ارداته
- رسالة من تحت الماء إلى الزنداني
- فقط قضية واحدة من مئات القضايا تمكننا من اتهام الرئيس بالخيا ...
- اين نسائنا ؟؟؟
- الجولان الآن ... الجولان أولا
- وفي بيروت ألف بندقية ... وغانية
- اسرائيل دولة طارئة
- تبا ...كدت أن أصدقك يا صالح .
- يا دولة ... إنها أضغاث أحلام
- المواطن في نظر فخامته - ووزير داخلية جبان
- ماذا بعد موت الزرقاوي ؟
- ما اروع الدم العربي المراق
- زوبعة النفاق تبداء
- أهو مأزق النظام اليمني أم ورطة الزنداني
- حديث في العروبة
- النبي الأبيض وحماس
- النفط وصحة الرئيس


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - اليمن ودول الخليج ، غزل على سرير ساخن