أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود نزال - اهذا هو الوطن؟!















المزيد.....

اهذا هو الوطن؟!


محمود نزال

الحوار المتمدن-العدد: 1743 - 2006 / 11 / 23 - 06:39
المحور: الادب والفن
    


لقد قررت هذا اليوم أن اعتزل واعتكف، لا ميول لي ولا رغبة في أن أرى أو اسمع، أرهقتني النقاشات والتداول في شؤون الناس وهمومهم، فما أكثرها!، قررت أن أتصرف ببرود واعتبر نفسي منعزلا عن الكون، تظاهرت بأنه لم يعد يهمني شيء، أقنعت نفسي باني بحاجة إلى مثل هذه النقاهة، تمر الثواني، تمر الدقائق ثم تليها الساعات وأنا وحيدا، فجأة وبعفوية دون قصد امسك هاتفي المتنقل وافتحه بعد إجازة قضاها واستمتع بها مع العلم انه كان يتوق لها منذ زمن بعيد، فهو لم يعتاد إلا استقبال وإرسال الكثير الكثير من المكالمات، بعضها كان يفهمها والبعض الآخر كانت بالنسبة له طلاسم، صديق لي نغص على هاتفي إجازته ونقاهته يصرخ بي قائلا أين أنت؟ أنا والأصدقاء نحاول الوصول لك من ساعات ولكن هاتفك مغلق و ........ قاطعته وسارعت إلى إلقاء الاتهام وتوجيه اللوم للهاتف والافتراء ظلما بالقول أن هاتفي يعاني من مشكلة فنية، واختصرت الحديث حيث لم يكن لي المزاج ولا النية بالاعتذار من صديقي والآخرين خوفا وتحسبا من أن يفهموني بشكل لا أريد أن افهم به، واتفقنا على أن نلتقي بالمقهى س الذي يقع وسط البلد بعد ساعة ونصف الساعة. ساعة ونصف! نعم فصديقتي وطن منذ زمن لا باس به تنتظر مني مكالمة هاتفية طالما حاولت أن أتجنبها وابدي الكثير من الأسباب والتبريرات لتجنبها، حيث وطن تعرفني بالشخص المثابر والمتفاءل الذي لايشكي مهما صعبت الظروف ومهما أحبط الآخرون، فمحمود بالنسبة لوطن هو ذلك الشخص الفولاذي الذي لا ينحني ولا ينكسر ولكن محمود اليوم في إجازة مما يعني انه غير محمود الأمس، تجرأت وطلبت صديقتي وطن،..... مرحبا، كيف حالك؟ ترد وطن وأخيرا؟! نعم اليوم يوجد لي متسع من الوقت لأراك، أيسمح لك وقتك بذلك؟! نعم ولكن متى؟ بعد نصف ساعة، بعد نصف ساعة؟! نعم ولكن قد اتاخر بعض الوقت؟ اجيب ما من مشكلة فانا سأكون بانتظارك في المقهى ص، اتفقنا.
اخرج من البيت في صراع مع نفسي بين ما أنا فيه وعليه وبين كيف يجب أن أكون لأصبو لتوقعات وطن والأصدقاء الآخرين، امشي وأرقب منظر السيارات و المارة وتصرفاتهم حيث يستهويني هذا المنظر، الرجال تجرى في اندفاع غريب، السيارات تتسابق وكأنها تريد أن تخترق حاجز الصوت، النساء تهرول كي يلحقن بتحضير وجبات الطعام لأزواجهن وربما لزيارة بعضهن البعض ليكسبن اكبر وقت ممكن يتحدثن فيه ويناقشن أمور الموضة أو الأثاث أو ربما استغابة بعض الزميلات أو المعارف أو.....وهنا أستطيع كتابة مجلدات وكتب في سلوكهن وارسم صورا تبرز جمال وتناقض المظهر والجوهر. أتساءل بيني وبين نفسي اهذا هو الوطن؟!

أطفال يمشون بعضهم ما يزال بالزي المدرسي، أطفال يحملون العود ربما ذاهبون إلى درس موسيقى، أطفال يلعبون، أطفال يناكفون، أطفال يبيعون، أتساءل عن مستقبلهم, ترى ماذا يخبيء لكم المستقبل؟ اسأل نفسي اهذا هو الوطن؟ ارغب في أن اقلل قدر الامكان من العاطفة والتورط العاطفي، لكي أرى الأمور بوضوح وان أفسح مجالا للتخيل بعيدا عن التورط العاطفي، لقد تعبت من العاطفة والتورط العاطفي فحياتي كلها تورط عاطفي، أنا الآن محايد يريد أن يرى الأمور ويقيمها بعين موضوعية محايدة، نعم سأكون جافا كالحجر إن استطعت، ولكني خائف من الفشل, وان أتورط كعادة العادة.
أتابع مسيري، اصل إلى وسط البلد، أصوات الباعة من كل جانب تهز كياني، حسنا، وما المشكلة؟ّ! دعني أتفاءل بهذا الضجيج، فلعله يكون إشارة إلى حياة خصبة ومزدهرة، أتساءل اهذا هو الوطن؟
أتابع مشواري، رجال الشرطة يوقفون سيارة ويحاصرهم عدد لا باس به من جمهور الفضوليين، كم اكره الفضول والفضوليين! أتساءل اهذا هو الوطن؟!
امشي بين زحام من الناس كل يزاحم الآخر، البعض يعتذر والبعض الآخر يعتبر المزاحمة أمرا طبيعيا ولا حاجة للاعتذار, كم اكره الفوضى والفوضويين! أتساءل اهذا هو الوطن؟! اقترب من المقهى حيث من المفترض أن تكون وطن تنتظرني هناك، زميل قديم يمسك بي ويسلم بحرارة، أين أنت، كيف حالك، أين تعمل؟ كم راتبك؟ هل باشرت دراساتك العليا؟ أمطرني بوابل من الأسئلة الشخصية كم كنت أتمنى لو بقيت في البيت، فانا اكره كل من يتدخل فيما لا يعنيه، بمرارة وحسرة أتساءل اهذا هو الوطن؟! امشي بضع أمتار وادخل المقهى، لم تأت وطن بعد, اخترت طاولة نائية في زاوية المقهى وجلست انظر حولي، كان شاب وفتاة يجلسان يبدو أنهما يتبادلان المشاعر والحب ويبنيان قصورا ينسجونهما من بحر خياليهما، فقلت في نفسي تخيل نفسك هذا الشاب، لو كنت بمكانه هل باستطاعتك مبادلتها الأحلام؟! هل ستتناسى مأساة الواقع والحاضر وتهرب إلى المستقبل؟ عندها كانت المواقف تتجمد، تدخل وطن وهي مبتسمة، وحدث ما لم أتوقع، لم يكن اللقاء عاصفا، وشعرت باني بلا وزن. أتساءل اهذا هو الوطن؟

انتهى موعدنا يا وطن الصغيرة ليبقى موعدي مع الوطن الكبير الذي يؤرقني يهزني يجعلني اسأل أسئلة تقود إلى مزيد من الأسئلة، امشي باتجاه المقهى س، أثناء تجوالي أرى الوطن وقد امتلأ بالصور والبوسترات، بعضها يسوق لمنتج جديد والبعض الآخر يسوق لتاجر جديد أو متجر جديد أو ربما ابعد من ذلك، هذه الصور جعلتني أرى أن بعضا يرى الوطن كشركة ربحية يمكن من خلالها تكديس الأموال، بعضها الآخر جعلني أدرك أن البعض ينظر للوطن كمطية يمكن من خلالها النيل بمركز اجتماعي، سياسي أو وظيفي زائف، وتتعدد الأشكال، الأسباب، النوايا و الأهداف ولكن سؤالي ما يزال قائما وحائرا، اهذا هو الوطن؟
ها أنا اقترب من المقهى س، ادخل المقهى، أصدقائي يبتسمون ابتسامة صفراء، يتم مقاطعتها وتمضي الدقائق الأولى في زحمة العناق والسلام، يسألني احدهم, يبدو انك مشوش ...... أنا؟! لا بل على العكس تماما أنا سعيد جدا، آن الأوان الآن لان العب دور المستمع علي أجد إجابة لسؤالي في حديثهم المنتظر أقول لنفسي.
دقائق ويشتعل النقاش حول المشاكل اللامتناهية، فريق مهاجم وفريق مدافع، كل عن منظومته وقناعته، النقاش كان مثري ومغني مع بعض التجاوزات لقواعد الحوار وأدب التحاور، وأنا أراقبهم وأهز راسي وأتساءل اهذا هو الوطن؟
بعد حديث وجهد جهيد ظنوا أنفسهم أنهم انهوا معركة أو أنهم قد خرجوا من نزال وقد انتصر كل واحد منهم.. طبعا هذا كان نتيجة حتمية لنقاش متشعب تطرقوا فيه بعفوية وحصروه بفئتين متصارعتين متجاهلين المخفي الأعظم، هل يا ترى هي هزيمة النفس أم الجهل بما يدور حولهم ..أم أنها نظرة وإحساس الامتعاض على كل ما يدور حولهم من أشياء يريدون قلبها رأسا على عقب ولا يستطيعون؟!
كل يريد الذهاب لبيته ليستريح من آلام نهار حمل معه الكثير من القلق والاستياء إلا صديق واحد اثر البقاء معي وذهبنا لنتجول معا بعد أن أصبحت المدينة تتحول إلى مدينة أشباح تدريجيا، وكأنها تريد الانقضاض علي والتهامي، تجولنا وحاولنا الابتعاد عن بعض ما تبقى من الناس وسط المدينة، في أثناء تجوالنا وعلى ضوء القمر على أحد الأرصفة الوسخة في مدينتنا التي تدنست، تقف شجرة حور شامخة وشاهقة جذبتني بعد أن أسقطت ورقة على راسي من أعلى قمتها، استوقفتني بعلوها وجمالها واستدعتني أن اسأل بعض الأسئلة، كيف لشجرة بمثل هذا الجمال والارتفاع أن تسقط أوراقا على الأرض ليتم تدنيسها بأرجل أناس كفرو بإنسانيتهم وبكل ما هو جميل؟! إن الشجرة التي تملك هذا القدر من الارتفاع والجمال لا يمكن أن لا تقو على حمل ورقة وخاصة أنها ترعرعت في صحراء مثل صحراء قلوب هؤلاء الكفرة بكل ما ينم عن الحياة وماهو جميل، اقتربت من جذع الشجرة أكثر لأرى إن كان قد تم تدنيسها وتركو بصمات العار عليها أم لا، فمعروف انه في هذه الصحراء يتم التآمر على الجمال، الحياة، الإبداع وكل ما هو حيوي، لم يخب ظني فوجدت صدأ مغروس في جذعها الذي يسبح للخالق ويمتد جماله من الخالق الذي خلقها في زمن التآكل والانحطاط والصدأ، اطرح الأسئلة على صاحبي محاولا أن أجد تبرير، يبتسم بسخرية ويقول لي أيها المجنون انه فصل الخريف، اضرب راسي بيدي واستغرب كيف نسيت ذلك، ربما أنا لم انس حقيقة ولكن فعلا أصبح الخريف يأتي متأخرا إلى هذه الصحراء كباقي الأشياء الجميلة التي تنتظرها النفس الإنسانية السوية وتصديقا لقولي فان الاحبة يتأخرون وحبيبتي وطن دائما متأخرة، حتى في اتصالاتها الهاتفية دائما متأخرة، الأخبار التي طالما انتظرتها مازالت متأخرة، المطر في هذه الأعوام يأتي متأخرا ولكنه ربما غاضب حاله كحال الآلهة أيضا وأنا أرى في غضبهما ما يبرر ذلك، فلم نعد نشكر الرب ولم نعد نحتفل بقدوم المطر أو بكلمات أخرى فربما المطر لم يعد يريد القدوم لأنه لا يريد غسل العار الذي نصنعه بأيدينا أو ربما لا يريد أن يأتي ويغسل طرقات قباطية و جنين وغزة و القدس ورام الله. فرائحة طرقات هذه المدن نتنة ومقززة مما صنعت أيدينا. استرسل بالقول عذرا يا صديقي ففصول السنة تتأخر وخاصة الخريف منها لأنه يعلم أن قلوبنا أصبحت خريف مزمن و يعلم أن رياحه لن تنافس رياح عصبيتنا وقبليتنا وجهلنا وتخلفنا، إني اشعر باني مجرم عندما أقارن الخريف بنا واظلم الطبيعة عندما أقارنها بأنفسنا المريضة المتوحشة المتلهفة للقتل والجوع والتجويع. بعد كل هذه الكلمات أتساءل بإصرار اهذا هو الوطن؟!
اشعر باختناق وبتوق للمشي وحيدا، اقترح على صاحبي أن أوصله لموقف التاكسيات، يوافق ونمشي،.......... أثناء مشينا يفتح لي موضوع انه مازال عاطل عن العمل وانه أصبح بحاجة ملحة للعمل، أنا اعرف صاحبي واعرف انه يستطيع أن يحصل على عمل محترم ببساطة، كل ما عليه فعله هو الذهاب إلى صاحبه النرجسي، يحاول أن يشبع غروره، ويجاريه قليلا بانحطاطه وسيعينه بالحال، قبل أن أقول له يا صاحبي البس ...... فهم ما كنت انوي قوله فهو سريع البديهة، قاطعني و ........ أنا اعرفه انه صاحب مبدأ في زمن اللا مبدأ، أودعه، وأبقى أسيرا لسؤال بسيط جدا، اهذا هو الوطن؟!
ارجع وحيدا، استعيد ما حدث معي هذا النهار محاولا الإجابة ولكن عبثا عن السؤال اهذا هو الوطن؟
وصلت البيت، كان الوقت متأخرا جدا، ارتمي على السرير كالقتيل، يرن الهاتف لأقول لوطن... هذه المرة سأغادر هذا الوطن إلى الأبد. وأقول لها أن صحراء الخطيئة التي جمعتني وإياها لم تعد وطني، أخبرتها أن معرفة إذا كان هذا هو الوطن أم لا لم تعد تهمني ولا من سلم أولويتي. صرخت في وجهها وأمطرتها بوابل من الكلمات مفاده أن مخططاتي المليئة بالأكاذيب لم تعد تستهويني فاستبدلتها بواحدة مزينة بالقلق المتموج والذي يحمل ألوان الطيف، صارحتها بان الانتظار والوحدة كي أكون جديراً بها لم يجتذبني يوماً لأن الحياة التي أريدها، أريدها أن لا تسير على خطى البشر، لأنني أنا وأنا فقط من يخط سطورها، وأنا فقط أقرر كيف يجب أن تكون.
عندها فقط اطفات الأنوار، طويت الأوراق، ألقيت بالقلم بعيدا ورحت إلى حيث لا تستطيع وطن اللحاق بي، لاستمتع وحدي بما تبقى من سهامها التي انغرست في القلب.
أنام نوما عميقا لا أستطيع أن احلم وأجيب سؤالا عقيما اهذا هو الوطن؟!
اصح باكرا، انهض من جديد، التحدي هو هو، الهم واحد والسؤال واحد، اهذا هو الوطن؟



#محمود_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفد وعين اذار


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود نزال - اهذا هو الوطن؟!