أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مجدي جورج - صفحات من تاريخ الأقباط (2) لم يكن ماكس ميشيل الأول ولن يكون الأخير














المزيد.....

صفحات من تاريخ الأقباط (2) لم يكن ماكس ميشيل الأول ولن يكون الأخير


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1743 - 2006 / 11 / 23 - 06:15
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إذا كنا قد تحدثنا في مقالتنا السابقة عن حنا الذي اشتهت نفسه الأسقفية والذي بسببه عانى الأقباط معاناة شديدة أيام الحاكم بأمر الله الفاطمي فإن هناك شخصية أخرى تحدثنا عنها مدام بوتشر في كتابها "تاريخ الأمة القبطية" وذلك أيام حكم الملك الكامل حيث يقول التاريخ انه بعد وفاة البطريرك يوحنا الذي كان محبوب من الجميع بقى الكرسي البطريركى خالياً لعدم إقرار الأساقفة على أحد المرشحين المتنافسين وكان احدهما يدعى بولس ولم يكن مشهور الشهرة الكافية والآخر رئيس شمامسة كنيسة المعلقة في حصن بابليون,
وغير هذين الرجلين كان هناك ثالث يدعى داود ابن يوحنا ابن لقلق من الفيوم زادت مطامعه في الترقي للكرسي.ولكنه لم يكن حائز على اللياقة دينياً أو علمياً أو أدبياً وقد سبق ورشح نفسه لمطرانية الحبشة ولكن البابا السابق يوحنا رفض طلبه وانتهره على تطفله فأثر ذلك في نفسه كثيراً وجعله يسعى بكل طاقته للحصول على مركز البطريركية ولكنه فشل في ذلك لرفض الأساقفة والشعب له.
ورغم ذلك فإنه لجأ إلى صديق حميم له مسيحي الديانة لم يكن غيور على الكنيسة وطقوسها وكان في منصب يعادل وزير الحربية وهذا عمل على إصدار أمر من السلطان العادل بسيامة داود هذا كبطريرك للأقباط وعندما سمع الشعب القبطي بذلك هاج هياجاً شديداً وتوجه الشعب مع كبار أعيانهم إلى سراي الملك الكامل وهم في حالة هياج طالبين منه النظر في شكواهم وذهب هذا مسرعاً لمقابلة والده السلطان العادل.
وأما داود فقد هرب هو وبعض أعوانه وصديقه هذا ومعهم بعض الأساقفة الذين كانوا واقعين تحت إكراه صديقه ذا المنصب الرفيع هذا كي يرسموا داود بطريرك, ولما وصل الملك الكامل إلى أبيه السلطان العادل شرح له أن سبب هياج الأقباط هو لعدم لياقة داود لذلك المنصب فأصدر السلطان أمره لرجاله بسرعة التحرك والمجيء بالأساقفة من الكنيسة المعلقة ببابليون إلى القاهرة وبذلك فسدت خطة داود وتأجلت سيامته لعدم وجود أساقفة يرسمونه.
ورغم ذلك لم يهدأ داود وصديقه الذي عاد وافهم السلطان بان داود هو الأفضل لذلك المركز الخطير وافهمه أن الشعب عامة موافق وان المعارضين هم قلة من الرعاع.
وبرهن على صحة كلامه بان هدد بعض الأساقفة ورشي بعضهم حتى تمكن من الحصول على إمضاء ثلاثة عشر أسقفا وأربعين راهب وعدد كبير من عامة الشعب وكتب بكل ذلك عريضة مستوفاة للسلطان العادل يطلب منه تعيين داود لهذا المركز وفعلاً أصدر السلطان أوامره بذلك .
ولكن الشعب افسد هذا أيضا بلجوئه إلى الملك الكامل ابن السلطان مرة أخرى وإلى طبيب السلطان القبطي وسمع العادل لكلام ابنه وطبيبه وأمر بمنع إجبار الأقباط على قبول داود بطريركاً عليهم كما أمر ايضا بعدم تنصيب سواه وكانت نتيجة ذلك الشجار أن بقى الكرسي بغير بابا مدة طويلة. ويحدثنا التاريخ على انه بعد أن توفى السلطان العادل تولى ابنه الكامل أمور البلاد وانه كان ميالاً للأقباط والى عقيدتهم وعطوف عليهم ولكنه للأسف لم يرى من الأقباط إلا داود الطامع في الكرسي وأفعاله وأفعال أعوانه القبيحة التي أدت إلى هياج وشغب الشعب فحط ذلك من مقام الأقباط في عيون المسلمين, في حين انه لو كان هناك بطريرك لاستغل المعاملة الحسنة من السلطان الكامل وارتقى بالأقباط وبوضعهم ولكن أبت الأقدار إلا أن توجد هذا الرجل الطامع ليظل الكرسي خالياً ممن يجلس عليه وظل الأساقفة يموتون واحد تلو الاخروتخلو أبرشياتهم ممن يحل فيها نظرا لعدم وجود بطريرك ينصب بدل المتوفين فكان ذلك موجبا لفرح داود لتناقص عدد خصومه.
وبسبب هذا فان محبة الأقباط سقطت من قلب السلطان الكامل وفتر ميله أليهم وندم على إعفائه رهبانهم من الجزية وأيضا بسبب حروبه مع الغزاة الإفرنج احتاج الكامل إلى الأموال لتساعده في بناء ماخربته الحرب فانه لجأ إلى محاولة إقناع الأقباط بقبول داود بطريرك عليهم وذلك لسببين:
أ ـ الحصول على رسوم البطريركية التي تدفع للحكومة.
ب ـ لأخذ المال من داود نفسه كرشوة لمساعدته في تحقيق ما تصبو إليه,
وذهب داود يومها إلى ديوان الحكومة يشكر الذين ساعدوه في حصوله على المنصب وبعدها ذهب إلى تبوء الكرسي البطريركى بالقوة والاقتدار ولم يبال باحتفال أو رسامة من أساقفة فلبس لباس البطريركية واحتفل مع أعوانه وسار إلى كنيسة القديس سرجيوس في حصن بابليون ولكن الأقباط اجتمعوا بأعداد كبيرة وصاروا يصرخون ويصيحون عليه ويهجونه.
إلا انه لم يبال وأتم صلاته وسائر الطقوس الدينية الأخرى بمساعدة بعض الأساقفة القليلين الباقين على قيد الحياة وقد قبلوا بفعل ذلك بعد أن هددهم أعوان داود بالقتل وبذلك انتصرت عصا داود الحديدية ودسائسه بعد عشرين سنة وسيم بطريرك ووقعت كنيسة آبائه فريسة في يده,
هذا ما كان من سيرة داود بن يوحنا التي لا تختلف كثيرا عن تاريخ كل طامع في منصب لا يملك مؤهلاته كما في حالة ماكس ميشيل الذي فعل أكثر من داود بان ذهب ورسم نفسه بنفسه وارتدى لبس البطاركة دون إن يرسمه أساقفة وتبوء مركز لا يملك أي مقومات لذلك. ولم يذهب فقط إلى الدولة لمساعدته بل ذهب إلى دولة أخرى ليحصل منها على رخصة لهذا المنصب وكان هذا المنصب دكتوراه فخرية يمكن منحها من جهات أجنبية وفعل ماكس ميشيل كل هذا ولم يراعى معاناة الأقباط ولا الشدة والاضطهاد الذي يتعرضون له , وحط من مقام الأقباط في عيون المسلمين عندما صور لهم الإعلام السيئ بان هناك صراع على الكرسي البطريريكى ,



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يكن ماكس ميشيل الأول ولن يكون الأخير
- هزيمة الجمهوريين هل تعنى انتهاء فكر المحافظين ؟
- نحن أيضاً نتعرض كل يوم للتصرفات العنصرية
- أسماء محمد زكى وجمال اسعد وبرنامج الحقيقة
- ترحيل العرب المحاميد من النيجر إلى بلادهم الأصلية وأزمة الأع ...
- إبادة الأرمن والقانون الفرنسي بتجريم إنكارها
- اقتحام كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت بالشرقية
- صور متعددة وجميلة من انقلاب تايلاند
- ممدوح النمر قصة شهيد وحكاية قرية
- منى يعقوب وإعلام الريادة وأشياء أخرى
- التغييرات الدستورية المزمعة وتمثيل الأقباط
- المال ودوره في شراء الذمم والولاءات في المنطقة العربية
- معايير النصر والهزيمة فهل حقا انتصر حزب الله ؟
- القرار 1701 حساب الأرباح والخسائر
- مجزرة قانا والحرب المستمرة ضد المدنيين
- بيت من خيوط العنكبوت وبيت من زجاج
- سياسة العناد والمكابرة وسياسة قراءة الواقع بذكاء عند قادتنا ...
- الموقف السعودي والموقف العربي من أزمة لبنان
- حسن نصر الله وحزب الله وتدمير لبنان
- مبروك لايطاليا كاس العالم


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مجدي جورج - صفحات من تاريخ الأقباط (2) لم يكن ماكس ميشيل الأول ولن يكون الأخير